وليد مزهر ميس
الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 19:51
المحور:
الادب والفن
لازلتُ غريبا !!
لكنك عدت هذي مدينتك التي عشقت هذا الجسر الذي قبَّل طين حذائك و أنتَ تعبرُهُ للمتنزه باذخ الجمال! هذا بيتكم الذي جمع ضحكاتك ودموعك و كلَّ إخوتك
هنا كنت تعتزل،هنا تكتب هنا تقرا ،هذي جلستك المفضلة عند الباب، هذي دفاتر أشعارك هذي قوافيك، هذي عيدياتك، هذي كتبك رزمناها حتى تعود, مسَّنا الفقر لكننا لم نَبِع منها.
هل تسخرون مني !؟ أين أولئك الأهل الذين يؤثرون الضيف على أنفسهم ؟
أين صاحبي الذين كان كضلِّي ؟ لماذا يتحين الفرص الآن ليسرق مكاني بل مكانتي؟ اين حبيبتي لماذا آثرت عصفورا في اليد ؟ أين التمر ؟ أين النخل لماذا نخرت الأرضة أغلفة كتبي وصحفي, هذا بيتنا! لماذا شاخ ولم يكن كذلك في زمن الفقر؟ لماذا أمي ليست هي سيدة المنزل لماذا لا استطيع أن آمرها بأن (تصبَّ)لي الغداء لماذا أضحت وأبي ضيوفا على إخوتي؟ أين خالتي التي كانت ترضعني مع أبنائها؟ التي عندما كبرت عرفت أنها كانت مجرد جارة !!
أين وطني هذا وطني من صبغ جدرانه بلون الكراهية لِمَ لا اسمع فيه تغريدة بلبل ؟أو (گولات )عمتي أو أغنية لداخل حسن أين (السيلمة )كانت هنا صيفية وشتوية كنا نخرج أبطالا منها نحارب طواحين الهواء أو عشاقا نقبل الجدران
أو توقضني أصوات أفلامه صيفا وأنا نائم فوق السطح ما الذي حصل لتصبح ورش نجارة أو عيادة مرضى ؟ مَن هؤلاء الغرباءالذين يجوبون شوارع كنت اعرفها ؟ لا ليسوا غرباء أنا هو الغريب فمتى ارجع منكم لأهلي نعم لا زلت غريبا!!!!
#وليد_مزهر_ميس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟