أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - حزب الله بين البعد الديني و الاستراتيجي















المزيد.....

حزب الله بين البعد الديني و الاستراتيجي


سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)


الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 07:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن ان تبدأ طريقك في مسار معين انت تقرره و لكنك لا تدري في اي مسار سينتهي بك المطاف .. عبارة عامة نستعيرها دائما في محاولات تقييم ماضي و حاضر الحركات السياسية و الدينية مع نظرة استشرافية لما سيحفل به المستقبل من تطورات حاسمة لوجودها و دورها في الخارطة السياسية و الايديولوجية في بلدانها وداخل الاطار الاقليمي و الدولي المرتبط بها . واذا اخترنا حزب الله كعنوان للنقد و التحليل فاننا سنتحدث عن حركة تجاوز عمرها الثلاثين سنة ومن اهم التنظيمات في الشرق الاوسط اذ خرجت سمعتها من جدران البيوت التي قدمت قيادات و افراد هذا الحزب في ضاحية بيروت وجنوب لبنان لتطأ مستويات اقليمية و عالمية عالية اصبحت معنية بشكل مباشر او غير مباشر بما يصدر عن حزب الله من اهداف و مواقف و سياسات لانها تتشابك حتما مع مختلف الرؤى و المصالح الاستراتجية التقليدية و اعماقها الاجتماعية و البشرية و كذلك الامر في الاتجاه الاخر لان حزب الله مهما علت خصوصياته فهو جزء من منظومة متكاملة لابد لها ان تتاثر بوقائع الحال و تتصرف على ضوء ما ينجلي منها
ان عملية العصف الذهني السياسي الايديولوجي لكلمة حزب الله ستطرح الكثير من الافكار والعناوين المهمة التي تصب في نهاية المطاف نحو اثراء النقد ,, طائفي ام سياسي .. الوطن ام الدويلة .. لاهوت التحرير ام تحرير اللاهوت .. المقاومة ،المشروع و الشعار .. سطوة السلاح على الأمل .. بديل للنظام العربي ام صورة مصغرة عنه ,, يكمن دمج كل هذه المدخلات ضمن البعد العقائدي المتعلق اساسا بالتراث الفكري و البعد الاستراتيجي الموصول بالحيوية السياسية ذات الطبيعة المتغيرة مع مرور الوقت .لقد مر حزب الله منذ تاسيسه بعدة مراحل و تعايش مع ظروف متنوعة اسهمت في تكوين هويته الحالية و من دون شك فان الصراع العربي الاسرائيلي هو اهم اطار في تاريخ الحزب فقد ادى اولا الى خلق مبررات وجوده مع الاجتياح الاسرائيلي لبيروت سنة 1982ومع تطور الزمن نجح في تحويل فكرة المقاومة الى ثابت دائم في شرعنة سياساته تؤدي الى بناء مشروع مؤثر في الوعي العام المحتك به و بشؤونه .وواجب العقلانية و المنطقية يحتمان الاقرار ببراعته في الابقاء على هذا الجانب قائما وصامدا امام العوامل المشجعة على التحول وهذا قد يعود اساسا لنجاح قيادته وبراغماتية المشروع الاقليمي المنتمي اليه في تسخير كافة الخلفيات العقائدية و الاجتماعية و السياسية التي يحفل بها بما يحفظ له التزود الدائم من انبوب الحياة .. و هذا يكشف ان البعد اللاطائفي في فكر الحزب و تقربه من التيارات اليسارية و العلمانية التي يتشارك معها في بعض الرؤى مهمته الاساسية هو لعب دور غطاء لحماية البعد الاستراتيجي لكينونته وليس من منطلق تطور في العقيدة الاصلية لحزب ديني و هذا ما يقلل من شأن كل المزاعم التي تحدثت عن وجود لاهوت تحرير شيعي بالنسبة لحزب الله لانه في النهاية ايديولوجيته تتاثر بانتمائه لمؤسسة دينية منغلقة مثل ولاية الفقيه ليست مستعدة في اعماقها لاتاحة الفرصة لما يعرف بالاسلام الثوري الا في جزئية الحفاظ على المكاسب الكبرى واما ما يتعلق بمسألة الحريات و نشر الديموقراطية و العدالة الاجتماعية الحقيقية فهي طابوهات يجب ان تكسر و تتحرر البيئات الاجتماعية من قيودها المكبلة والا فسوف يترجمها الميل نحو النزعة الطائفية و الا لماذا يرتاح حزب الله فقظ الى الجانب المهووس المريض من اليسار العربي المصاب بمتلازمة التقوقع بين الاقليات العرقية و الدينية على حساب المبادئ الكونية التي يؤمن بها و يسعى فرضا الى تجسيدها فهو ينظرالى علاقته بالقوى التقدمية من زاوية عقائدية ضيقة او احيانا بما يحقق التقاطع بين البعد الديني و الاستراتيجي السياسي له في خدمة الهدف الديني النهائي الذي يؤمن به و من مصلحته في هذا السياق ان يحرص على بقاء نموذجه الحزبي الديني مقارنة بحركات الاسلام السياسي الاخرى و نفهم من هذا الحرص سعيه الدؤوب لتفادي فكرة الصراع الطائفي لانه يغير موازين القوى و يفشل خطوط العمل الناعم وهو على كل حال امر مدمر للمنطقة ومؤثر على استقرارها و تفادي هذا الخطر يجب ان يكون مسؤولية للجميع
وبالعودة الى ما استهلينا به المقالة ستثبت احداث الحاضر و المستقبل ان حزب الله في وارد مواجهة ازمة وجودية حقيقية للدفاع عن مغزى قيامه لان فكرة المقاومة في الاصل تعاني من اهتراء مستمر ويرافقها بروز تحديات جمة لن يقدر التوازن البارع الذي اوجده بين الابعاد العقائدية و الاستراتجية على تحملها الى مدى بعيد .. فهناك شعوب ثارت ضد النظام الرسمي العربي و صارت تبحث عن البديل الديموقراطي المحقق للحداثة وعن الداعم القومي الحقيقي لتوجهها بعدما كفرت بالايديولوجيات التقليدية و ان كان حزب الله لفترة طويلة قد اكتسب في اعين العاطفة الجماهيرية صورة وردية عن ذلك البديل القومي المحتمل الذي يمكن الرهان و عقد الآمال عليه مقارنة بالدكتاتوريات بسبب مهنيته في ادارة المواجهة مع اسرائيل في عديد المناسبات فانه قد وقع في معضلة كبيرة عندما اضطر للانتصار الى منطق الدفاع عن السلاح و سطوته و تجاهل ان الاستبداد هو بيت واهن و خطر يجب التخلي عنه و التحلل من الالتزامات اتجاهه واذا اعتبرنا النظام السوري هو ايقونة العقل الاستبدادي المتخلف المطلوب استئصاله جماهيريا للنهوض بالواقع القومي لهذه الشعوب فان حزب الله عبر تدخله في سوريا لحماية خطوط امداداته العسكرية في حوض نهر العاصي و منطقة القصير لم يستطيع مسايرة هذا الركب و التفريق بين الغاية البعيدة و الخطر الآني و هي من علامات الازمة الوجودية التي تحدثنا عنها ولتجاوز هذه الحالة فهو لم يخرج عن نقطتين ,, اما الاستفادة من مربعه الاصلي اي كونه حركة مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية فيخلط هذا الامر بالتغيرات الجديدة في المنطقة لاعادة ترتيب الوعي العربي بما يحفظ ماء وجهه او انه سيستميل الجانب الانساني و العقائدي المغلف بالدبلوماسية هو ما فعله بالحديث عن حماية القرويين في الحدود السورية اللبنانية والسهر على امن المراقد الدينية وقد فشل حتى الان في تحقيق نتائج من استغلال الفكرتين لانه اعطى عن نفسه انطباع المدافع الشرس الضعيف في واقع الامر بافتقاده لسياسة خاصة في مثل هذه المسألة و انه اعتمد فقط على البروباغندا ونقد سلوكات خصومه و شيطنتها لحرف الحقيقة .. و مثل هذه الحركات في التاريخ ان خسرت حاضنتها الشعبية و الاحترام الاخلاقي من الطرف المقابل فلا يمكن ان تعمر طويلا بنفس القوة و الكاريزما (المقصود بها صورته مقارنة بالانظمة الاستبدادية كلها دون تفريق ) ..ان تضرر حزب الله من تحول الازمة في سوريا الى صراع طائفي كشف عن محدودية خياراته في ادارة مثل هذه التحديات ففي اغلب الاحيان هو يعود لمواجهة الخطر بنفس السلاح اي الطائفية ومخاوف انتقال اثار ما يحدث في سوريا الى لبنان فضحت الكثير من الحقائق عن عدم ايمان جميع الاطراف تقريبا ومنها حزب الله بفكرة الدولة اللبنانية وهو ما يتيح لهم التحرك من خلال دويلاتهم داخليا و خارجيا بما يرضي مطالب التبعية بلا سقف لتعمل الاجندات الفئوية و تلغى الهويات الوطنية الجامعة المساعدة على بناء اندماج قومي نهضوي بين انظمة ديموقراطية تحلم بها المجتمعات العربية .واي عاقل سيقول ان الدفاع عن السلاح ليس هو القضية الوجودية الاساسية بل فكرة الانتماء هي الاهم و ان اراد حزب الله التمسك بمفردات القوة لديه فعليه ان يغير منهجيته الحالية وان يسعى الى مبادرات جدية تصب في خدمة احترام الدولة اللبنانية و سيادتها و كيانها ثم ان يبدي استعدادا للتعامل مع اي واقع تنتجه ثورة الشعب السوري كجزء لثورة الشعب العربي ككل ضد الماضي القاتم .. ان الشعار فقد تاثيره السحري في تفكير النخب و العامة على حد سواء و ان لم يوجد مشروع شامل يجيب عن كافة الاسئلة و الاشكالات المعيقة فسيصبح هو و العدم سواء وهذه نقطة الفصل بين اهمية استقلال البعد الاستراتيجي عن اي بعد عقيم يقلل من عمره



#سليم_عبد_الله_الحاج (هاشتاغ)       Rimas_Pride#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يحرز الاسرائيلي جائزة نوبل ؟
- الاسد ليس هيروهيتو و بوتفليقة ليس ديغول
- نحيي انتفاضة الشعب السوداني
- المشروع الايراني لا يواجه بالخطاب العرقي او الديني
- فكرة المقاومة بين التسطيح والطوباوية وامل التحرر
- لا والف لا لتمديد عهد الفساد و الهدر
- معضلة الديموقراطية في الجزائر
- مصداقية أميركا في اعقاب الاتفاق حول الكيماوي السوري
- لماذا يجب ان نتحرر ؟


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - حزب الله بين البعد الديني و الاستراتيجي