أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - من القبيلة إلى الدولة














المزيد.....

من القبيلة إلى الدولة


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية القرن العشرين كانت الأرض العربية وهي تحت الحكم العثماني تنقسم في مجملها بين مناطق حضرية مستقرة فلاحية في الأصل بالرغم من الدمار الذي اجتاحها بسبب تردي الإنتاج الزراعي خلال الحقبة العثمانية وبعضها تجاري مديني في بلدات ومراكز حضرية وساحلية والجزء الأخر بقي كما كان منذ ما قبل الاسلام مناطق نفوذ قبلية للقبائل القوية وتميزت هذه المناطق بعدم الاستقرار ليس المنبثق من طبيعة الإنتاج ذات الصبغة الصحراوية، بل وبسبب إهمال الإدارة المركزية التي كانت تقوم فقط بتقديم العطايا للزعامات المتنفذة لضمان الأمن خاصة للقوافل التجارية. وكانت القبائل تتصارع أساسا لنيل عطايا الدولة ومن هنا كانت التبدلات إما في تحالفات القبائل وصراعاتها البينية أو داخل تلك التجمعات القبلية بين الأسر المتنفذة داخلها.
قامت بعض القبائل بتحركات ضخمة وواسعة لتمد وتوسع من مناطق نفوذها طمعا بالقوة والنفوذ لإحراز مكاسب خاصة مع بدء التوسع الاستعماري الغربي في ساحات الرجل المريض وكانت الزعامات الناشئة تطمح لبناء تحالفات مع القوى الغربية، واستعانت هذه القبائل في تحركاتها بإيديولوجيات تضمن لها شرعية وتأثير ناجز استندت إليها وأصبحت هذه ذات استقلال نسبي في دورها واختراقها للوعي الجديد المتشكل للمجاميع السكانية التي أصبحت ضمن سيطرة ذلك التحالف الجديد وأساسا لرؤيتها للعالم والأخر وطريقة لإدارة مناطقها.
بعد خروج العثمانيين من المنطقة وفي ظل وقوعها تحت الهيمنة الاستعمارية الغربية. بدأت حركة بناء الدول في منطقة لم تشهد دول مركزية منذ سقوط الدولة العباسية وبعضها لم يشهد وجود دول بشكل مطلق بحكم صحراوية تلك المناطق والتي لا تتلاءم طبيعتها مع وجود دولة مركزية تحكمها. وإذا كان من الطبيعي ظهور الدول في المناطق الحضرية بحكم الاستقرار فيها، فمن غير الطبيعي أن تنشأ دول حيث لا استقرار ولا حياة اجتماعية مدنية يكون نشأة الدولة فيها استحقاق موضوعي واستجابة للضرورة التاريخية.
ونلاحظ انه مع تحيط الدول الاستعمارية وتوجهها لمنع قيام دول مركزية كبرى في المناطق الحضرية خاصة منذ تجربة محمد علي لتوحيد سوريا ومصر كأساس لبناء دولة كبرى، فإنها غضت النظر لا بل دعمت توليفة جغرافية- قبلية كقاعدة سياسية لتشكيل دول فائقة المساحة. وحتى ونتيجة للحظات تاريخية في توسيع نفوذها في مناطق الخليج حيث ظهر نموذج القبيلة-الدولة، فان القبيلة تحولت إلى دولة وبقيت الدول في إطار نظرة محركيها عبارة عن ارض تقيم عليها عائلة او قبيلة وتتحرك في مجالها لتحقيق المكاسب التي ازدادت وتوسعت مع تشكيل تلك الدول. ولكن ضمن هذه الصيرورة القسرية، فلم تمر تلك الدول بمرحلة تشكل انتماء وطني فالوطن كمفهوم يظهر ضمن الصيرورة التاريخية يؤطر السكان في بنيته لهذا بقيت الإيديولوجية والمكاسب والاقتصاد الريعي بعد ظهور النفط بديل عن هذا الانتماء. ومن هنا كانت القفزة من القبيلة للدولة، لكن لم تبقى القبيلة كما كانت يعد مرور عقود من الزمن ولم يتشكل وطن يضمن الانتماء على أساسه، فالأسر المتنفذة لا ترى بالسكان إلا رعايا دون أية حقوق بالرغم من المظاهر السطحية القائمة هنا وهناك.
هذا يفسر التحالف المؤقت الذي ظهر بين الفينة والفينة من دول قطرية نشأت بعد الاختراق الاستعماري ودولة القبيلة نظرا لتلاقي المصالح في ظل نظام التبعية للفئتين او محاولة جذب بعض تلك الدول إلى التبعية أو الصراع المطلق فيما بينهم نتيجة الاختلاف والتناقض بين الطبيعة الحضارية والمدنية لمناطق الاستقرار والسعي لتفكيكها من جانب دول المجتمعات ما قبل الدولة الحديثة



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخطط إعادة ترسم المنطقة العربية وأدواته
- الأردن في مرمى النار
- لا قرار برفع الاسعار الا من حكومة دستورية وموثوقة من الشعب ب ...
- الأردن: قانون الانتخابات وتداعياته
- لا ديمقراطية دون عدالة اجتماعية
- في محاولة فهم البيروقراطية الأردنية و الدور المتبقي لها
- الأزمة في الأردن إلى أين؟ وسبل الخروج منها
- الحق في الكرامة الإنسانية جوهر مطالب الثورات العربية
- شروط نتنياهو ومستقبل الأردن
- على هامش تقرير مجموعة التفكير الاستراتيجي لماذا نرفض الكونفد ...
- لماذا يجب علينا أن نرفض الكونفدرالية
- مفهوم وواقع الحريات الأكاديمية في الجامعات الأردنية
- بحثا عن القاعدة الاجتماعية: شذوذ النهج الليبرالي أضعف جهاز ا ...
- قراءة في برنامج الجبهة الوطنية للإصلاح في الأردن
- هل يحتاج الأردن لدخول مجلس التعاون الخليجي!
- متلازمة التاريخ: الحركة والتغير
- الأردن: لا حل إلا بتحقيق مطالب الإصلاح
- لإنجاح الإصلاح في الأردن لا بد من القضاء على الفساد
- أيام الثورة الفرنسية 1848-1849 ( الحلقة الأخيرة ) مقاربة عرب ...
- على وقع محاولات الإصلاح في الأردن، جدلية العلاقة بين الديمقر ...


المزيد.....




- مقتل عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة رغم ال ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنرد -بضربات قاتلة- إذا هاجمتنا إسرائيل ...
- فيديو - حاملتا طائرات صينيتان تختتمان تدريبات قتالية في بحر ...
- بسبب زهران ممداني.. ترامب يهدد بقطع التمويل عن مدينة نيويورك ...
- موجات الحرّ تهدّد العالم.. من هم الأكثر عرضةً للخطر وما هي س ...
- بينما يناقش البرلمان قانون الإيجار.. -أمن الدولة- تمدد حبس أ ...
- كيف يمكنك البقاء بأمان خلال موجات الحر؟
- صيف لاهب يضرب جنوب أوروبا والملاحة عبر الراين في أزمة
- فرنسا: مناقشة إصلاح نظام السمعي البصري العمومي من قبل نواب ا ...
- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - من القبيلة إلى الدولة