أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رمضان سيد - هل الثورة غضب ام اكتشاف لواقع جديد














المزيد.....

هل الثورة غضب ام اكتشاف لواقع جديد


رمضان سيد

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 21:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ان الثورة التي تنجم عن انفجار جماهيري جراء تراكم عقود من القهر والظلم والاستبداد تعبر عن نفسها في العادة وبمباركة من السياسيين باشكال عنفية. من هنا تبدا الاشكالية في الثورة العنيفة. حيث اننا لا نتحدث عن فعل جماهيري وانما عن ردة فعل. فالثورة ليست عمليه واعيه تجري جراء تراكم المعرفة لدى الجماهير بقدرتهم على تغيير طريقة حياتهم وانما ردة فعل ياتي جراء فعل سابق و جراء تراكم الظلم على الجماهير. وعندما تنتهي عمليات الانتقام ويسحق الاعداء المزعومين فان الجماهير تقف في العادة مذهولة امام عدم تغير الامور. ويصابون بالياس احيانا او يعودون الى الشوارع من جديد ضد الزعيم الجديد وهلم جرا.ان السياسيين الذين لا يحملون في جعبتهم اي مشاريع عقلانية لتغيير اجتماعي حقيقي, يجمعون الجماهير من حولهم في العادة من خلال انتقاد خصومهم واظهار عيوبهم ويستخدمون السخط الجماهيري لتغذيتها لتصب في صالح سياساتهم وهم لذلك يروجون الى الرومانسية الثورية والفروسية والشجاعة في قهر وتحطيم الاعداء والفتك بهم بالثورة العنيفة التي يسمونها بالعنف الثوري والغضب الشعبي. ان مثل هذه التوجهات التي تروج لها القوى السياسية الخالية الوفاض والتي تعيش على جهل الجماهير وغضب الجماهير لا تؤدي في العادة سوى الى اغراق الامم في دوامة العنف والدماء. الثورة الصناعية او الزراعية او الثورة في علم الاحياء والفيزياء تعبيرات نستخدمها في العادة في العلوم. حيث ان الالة البخارية ادت الى تغيير نوعي في طريقة الانتاج ومن ثم في طريقة حياة البشر وان المحراث احدث ثورة في الزراعة وان نظرية داروين ونيوتن واينشتاين احدثت ثورة في هذا العلم او ذاك. بمعنى ان تغييرات جذرية مادية قد ادخلت على هذه العلوم لصالح الانسان وتطوره.فما الذي حصل في ثورة البشر على المؤسسات الاجتماعية والسياسية السائدة؟ لماذا لم تُشمَلْ قط بثورات عقلانية علمية باكتشاف طرق جديدة علمية لادارة شؤون البشر فتكون هنالك ثورة واعية بالمعنى العلمي لاجل تغيير طريقة بناء وعمل هذه المؤسسات لصالح الانسان؟ لماذا تركت بدلا من ذلك لتراكمات الغضب والانفجارات والهبات الشعبية لتحطمها وتسحقها ولتعطي الصلاحية لاعادة بنائها بنفس الطريقة القديمة ودون اجراء تعديلات عليها.ان الاشكالية التي تتعلق باستخدام البشر للعنف الثوري ينطلق من ان الثورة كانت تعبير عن استياء جماعي على ما هو موجود وليس تعبير عن اكتشاف جماعي لطريقة افضل للحياة. لذلك فاننا نرى ان الثورة الجديدة في الوعي البشري التي تؤدي الى تغيير رؤية الانسان لنفسه كنوع وكائن عضوي و للثورة كعملية عقلانية للتغيير نحو اقامة حضارة انسانية جديدة ان هذه الثورة في الوعي البشري ستؤدي الى اقامة ثورة اجتماعية تستند الى الاصرار بدلا من العنف والى نشر الوعي والمحبة والاخاء وقيم الخير بين البشر. وستتغنى بالمعرفة والعلم و تؤكد على الحياة والسلم والتفاهم بدلا من الحديث عن العنف والسحق وابادة الاعداء وما الى ذلك من كلمات طنانة. ان الثورة التي تنجم عن انفجار جماهيري جراء تراكم عقود من القهر والظلم والاستبداد تعبر عن نفسها في العادة وبمباركة من السياسيين باشكال عنفية. من هنا تبدا الاشكالية في الثورة العنيفة. حيث اننا لا نتحدث عن فعل جماهيري وانما عن ردة فعل. فالثورة ليست عمليه واعيه تجري جراء تراكم المعرفة لدى الجماهير بقدرتهم على تغيير طريقة حياتهم وانما ردة فعل ياتي جراء فعل سابق و جراء تراكم الظلم على الجماهير. وعندما تنتهي عمليات الانتقام ويسحق الاعداء المزعومين فان الجماهير تقف في العادة مذهولة امام عدم تغير الامور. ويصابون بالياس احيانا او يعودون الى الشوارع من جديد ضد الزعيم الجديد وهلم جرا.ان السياسيين الذين لا يحملون في جعبتهم اي مشاريع عقلانية لتغيير اجتماعي حقيقي, يجمعون الجماهير من حولهم في العادة من خلال انتقاد خصومهم واظهار عيوبهم ويستخدمون السخط الجماهيري لتغذيتها لتصب في صالح سياساتهم وهم لذلك يروجون الى الرومانسية الثورية والفروسية والشجاعة في قهر وتحطيم الاعداء والفتك بهم بالثورة العنيفة التي يسمونها بالعنف الثوري والغضب الشعبي. ان مثل هذه التوجهات التي تروج لها القوى السياسية الخالية الوفاض والتي تعيش على جهل الجماهير وغضب الجماهير لا تؤدي في العادة سوى الى اغراق الامم في دوامة العنف والدماء. الثورة الصناعية او الزراعية او الثورة في علم الاحياء والفيزياء تعبيرات نستخدمها في العادة في العلوم. حيث ان الالة البخارية ادت الى تغيير نوعي في طريقة الانتاج ومن ثم في طريقة حياة البشر وان المحراث احدث ثورة في الزراعة وان نظرية داروين ونيوتن واينشتاين احدثت ثورة في هذا العلم او ذاك. بمعنى ان تغييرات جذرية مادية قد ادخلت على هذه العلوم لصالح الانسان وتطوره.فما الذي حصل في ثورة البشر على المؤسسات الاجتماعية والسياسية السائدة؟ لماذا لم تُشمَلْ قط بثورات عقلانية علمية باكتشاف طرق جديدة علمية لادارة شؤون البشر فتكون هنالك ثورة واعية بالمعنى العلمي لاجل تغيير طريقة بناء وعمل هذه المؤسسات لصالح الانسان؟ لماذا تركت بدلا من ذلك لتراكمات الغضب والانفجارات والهبات الشعبية لتحطمها وتسحقها ولتعطي الصلاحية لاعادة بنائها بنفس الطريقة القديمة ودون اجراء تعديلات عليها.ان الاشكالية التي تتعلق باستخدام البشر للعنف الثوري ينطلق من ان الثورة كانت تعبير عن استياء جماعي على ما هو موجود وليس تعبير عن اكتشاف جماعي لطريقة افضل للحياة. لذلك فاننا نرى ان الثورة الجديدة في الوعي البشري التي تؤدي الى تغيير رؤية الانسان لنفسه كنوع وكائن عضوي و للثورة كعملية عقلانية للتغيير نحو اقامة حضارة انسانية جديدة ان هذه الثورة في الوعي البشري ستؤدي الى اقامة ثورة اجتماعية تستند الى الاصرار بدلا من العنف والى نشر الوعي والمحبة والاخاء وقيم الخير بين البشر. وستتغنى بالمعرفة والعلم و تؤكد على الحياة والسلم والتفاهم بدلا من الحديث عن العنف والسحق وابادة الاعداء وما الى ذلك من كلمات طنانة.



#رمضان_سيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاء مفهوم التعليم الذي نعرفه في النظام الاجتماعي الجديد
- ماذا يعني ان تكون انسان
- الحرب و السلام و النظام الاجتماعي الجديد
- انتهاء عصر السياسة في عالم يعيش على مفترق طريق
- الانسان والتطور
- نحن نعيد انتاج عالمنا ... افكارنا DNA النظام الاجتماعي
- الاليات الخفية لحروب انقاذ الدولار
- العراق و بوادر الثورة الاجتماعية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رمضان سيد - هل الثورة غضب ام اكتشاف لواقع جديد