أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان سيد - انتهاء عصر السياسة في عالم يعيش على مفترق طريق














المزيد.....

انتهاء عصر السياسة في عالم يعيش على مفترق طريق


رمضان سيد

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الايديولوجيات السياسية بجميع اشكالها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار, هي عبارة عن تصورات مختلفة كانت تهدف الى تنظيم مجتمع الندرة القائم بشكل او بآخر على اساس كيفية اعادة توزيع الموارد بين افراد المجتمع الذي يسير على اقتصاد السوق و المال.
الامر الذي يغيب عن انصار الحلول السياسية هو أن البشرية تجاوزت اقتصاد الندرة منذ عقود طويلة و قد بلغنا بفضل تطور تكنولوجيا الانتاج و الروبوت و الأتمتة و الحواسيب مرحلة الوفرة.
ان سبب الازمة الحالية في اقتصاد السوق هي وفرة الانتاج. و حيث ان الانتاج لاجل الربح و الاسواق يتطلب الندرة. فان الطاقات الانتاجية الهائلة للالة الحديثة تسببت في ان يعيش اقتصاد السوق كسادا خانقا لا مخرج منه. حيث تتكدس البضائع و تمتلئ الاسواق بها و لا يمكن بيع المزيد خصوصا وان الناس لا يمتلكون المال اللازم لشراء البضائع لانهم اصبحوا يخسرون اعمالهم لصالح الالة و الروبوت.
ان انتهاء عصر الندرة هو اعلان بانتهاء جميع ايديولوجيات هذا العصر و بانتهاء عصر السياسة و الافكار السياسية التي كانت جيدة لتنظيم توزيع الموارد بين افراد المجتمع و التي كانت نادرة لا تكفي الجميع فيما مضى. لا يمكن للافكار السياسية و الحكومات و الايديولوجيات العتيقة معالجة مشاكل البشر في عصرنا. فالازمة ازمة اليات و طريقة عمل النظام الاجتماعي الراسمالي الذي لم يعد قادرا على الحياة مع تطور وسائل الانتاج في عصرنا.
لذلك فاننا لسنا بحاجة الى احزاب سياسية و افكار سياسية و ثورات تهدف الى اعادة تنظيم المجتمع سياسيا لصالح جميع الطبقات الاجتماعية او بعضها و اعادة توزيع الموارد بين افراد المجتمع. لان هذا ببساطة غير ممكن عندما تغلق المعامل ابوابها بسبب امتلاء الاسواق بالبضائع أو عدم قدرة الناس على الشراء.
نحن بحاجة الى تغيير النظام الاجتماعي الحالي الذي لم يعد قادرا على توفير حاجات البشر. و لاجل القيام بذلك فاننا بحاجة الى ثورة اجتماعية تطالب بتغيير طريقة الحياة على سطح كوكب الارض. ما نراه من ازمات و حروب و كوارث بشرية ليست احداث متفرقة و انما تداعيات انهيار المنظومة الاقتصادية العالمية و التي بدات تتآكل في الاطراف, حيث تقوم الدول الكبرى اقتصاديا بتصريف ازمتهم الى الدول الفقيرة و تحاول انقاذ نفسها على حسابهم و لكن هذه الانهيارات ستتواصل حتى ينهار النظام برمته, انها مسالة وقت لا اكثر. هذه الحقائق تستند الى الرياضيات و لا تستند الى الاراء الشخصية.
الخطر الان يكمن في ان هذه الانهيارات بمقدورها ان تؤدي الى حروب اهلية و اقليمية دموية قد تتطور الى حرب عالمية مدمرة لكل الحضارة البشرية التي نعرفها, هذا اذا لم يؤدي الانهيار الى تغيير اجتماعي جذري في طريقة حياتنا على الارض.
ما العمل اذن؟
الثورة الاجتماعية تتطلب وعيا اجتماعيا يفترض انتشاره بين الناس. المجتمعات البشرية المختلفة ستواصل محاولاتها لحل مشاكلها عبر السياسة و السياسيين و ستتعلم تدريجيا عبثية هذه المحاولات و مع استمرار تفاقم الازمة ستتوصل الجماهير الى ضرورة التغيير الاجتماعي و تتعلم ذلك من خلال تجاربها. نحن بحاجة لذلك الى انتشار منظمات اجتماعية تعمل على نشر الوعي بالتغيير الاجتماعي و تقوم باعداد الجماهير الى هذا التغيير. ينبغي ان تؤدي الثورات القادمة الى امتلاء الميادين بالمطالبين بالتغيير الاجتماعي و رفضهم مواصلة الحياة على الطريقة القديمة. ان هذه المنظمات هي بمثابة الجهاز المناعي في جسد المجتمع الذي يعني عدم ظهوره موت هذا الجسد المريض.
على البشرية ان تتعلم ان تطالب بتغيير طريقة الحياة السائدة لانها لم تعد طريقة للحياة بل هي في الحقيقة طريقة للموت الجماعي للجنس البشري. بمقدورنا اعادة تصميم عالمنا لبناء جنة على الارض و هذا يعتمد على سلوكنا نحن البشر في الاعوام القادمة.



#رمضان_سيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان والتطور
- نحن نعيد انتاج عالمنا ... افكارنا DNA النظام الاجتماعي
- الاليات الخفية لحروب انقاذ الدولار
- العراق و بوادر الثورة الاجتماعية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان سيد - انتهاء عصر السياسة في عالم يعيش على مفترق طريق