أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر إسماعيل اليافاوي - خربشات في أزقة بلوك 1 في مخيم البريج














المزيد.....

خربشات في أزقة بلوك 1 في مخيم البريج


ناصر إسماعيل اليافاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خربشات في أزقة بلوك 1 في مخيم البريج
بقلم د ناصر إسماعيل اليافاوي
شدني حنين الطفولة ومآسيها وحلوها ومرها ،أن أقوم بجولة تفحصيه ناقدة ، ووجدت نفسي أتجول داخل أزقة مخيم البريج وبالتحديد بلوك 1 هذا البلوك الذي لن أبالغ إن قلت انه الأكثر كثافة سكانية في العالم قياسا بمساحته الضيقة ، وكثافته السكانية العالية ، لذا يستحق الدراسة كنموذج متفرد ، في كافة الأصعدة ..
بلوك 1 - حقا يحتاج إلى علماء الجغرافيا والطوبوغرافيا ، وتصميم خرائط معقدة ومتشابكة للوصول إلى أزقته وفتحاته ومداخله ومخارجه الضيقة جدا ..
كتبت هذه السطور إلى إخواني وأصدقائي العرب أو الفلسطينيين المقيمين خارج حدود فلسطين ، وعليهم أن يتخيلوا المنازل المتلاصقة والمسقوفة بألواح من مادة الإسبستوس المحرمة ضمن الاتحاد الأوروبي ،أو صفائح من الزينجو القديم ، تخيلوا معي منازل متلاصقة غير صحية لا يدخلها الشمس ، والإضاءة ضعيفة ، حتى أنى زرت احد بيوت بلوك 1 في وضح النهار فشعرت أنى ادخل كهف وظلمات ، وطلبت إضاءة لكي أتعرف وأصافح الجالسين ..
هناك ثمة مشكلة حقيقية ، في بلوك 1 بالبريج ، بيوت مبنية منذ الخمسينات ، ومتلاصقة ، بنيت لاستئناس اللاجئين بعضهم ببعض وخوفا وهربا من بطش العدو الصهيوني ..
صدقوني إن قلت أن بعض شوارع البلوك لا يتعدى نصف متر أو بضعة سنتمترات ، حتى الأهالي يجدوا صعوبة حقيقية في إخراج موتاهم أو إدخال حاجيات وأثاث منازلهم !
وما أثار انتباهي وربما إعجابي أن احد أهالي بلوك 1 ، أن رجل بسيط يجلس أمام كشك بسيط تم تفضيله على شكل عربة يبيع للمارة شاي وقهوة ، ليحصل على قروش يسد بها جوعه وتغنيه عن التسول ، يكتب على عربته (من راقب الناس مات هما ) ، وبينما شحت وجهي إلى الشارع العام المتاخم للمخيم، وجدت أحد أمراء التجارة مسرعا بسيارة (الكايا) مكتوب عليها (كايداهم ) فضحكت ولعنت المفارقة ؟!
خرجت من وسط بلوك واحد ، وانتابني شعور غريب تذكرت حلاوة أيام المخيم القديمة، رجعت بذاكرتي إلى أيام طفولتنا في السبعينات ، تذكرت أيام جميلة خلت ، وألعابنا التي انطلقت من شعار (الحاجة أم الاختراع) حيث كان أطفال المخيم محرومين من ابسط حقوق الإنسانية والطفولة ، ونحتوا من الصخر والحجارة والمخلفات ألعابا ، ومع صعوبة الأشياء ، إلا أنهم نزعوا البسمة رغما عن الاحتلال والرجعية ، تذكرت كيف كنا نصنع من غطاء قناني المشروبات عجلات لسيارات تنكيه نصنعها بأيدينا لنسلى أيام بؤسنا وفقرنا ، وتذكرت العاب (عرب ويهود ) وتقمصنا لشخصية الفدائي الحقيقي الذي يحمل بندقيته الثورية ، ورغم أننا كنا نرسمها ونصنعها من خشب ، إلا أننا كنا نشعر أنها أكثر صدقا من بنادق اليوم ، لأنها كانت صادقة طاهرة غير ملوثة !
بينما كنت امشي سارحا سابحا في ذكرياتي خرجت من يلوك 1 ، واتجهت إلى إطراف المخيم ، وبالتحديد إلي منطقة السكة وكأني أول مرة أراها رغم اننى انتقلت إلى السكن هناك ، وجدت المفارقات العجيبة ، وتمنيت بداخلي أن تعود السنين ، ويرجع التماسك والحب المفقود ، ترجع فلسفة التسامح والتعاضد والجسد الواحد ، زمن كنا نفرح ونحزن سويا ، زمن كانت الأصنام موءودة ،وأمسكت فأسا وحفرت به عند مدخل المخيم ، فسألني عجوز ثمانينى ، عما تبحث يا بنى فى وسط الظلام ؟، فقلت له عن القيم المتبدلة ، فاطرق رأسه ثم اردفنى بالإجابة ارجع حيث تجولت في أزقة بلوك 1 ، ونادي على شهداءه القدامى ، وسلهم عن ضالتك ، وذكرني بالشهداء (داوود وموسى أبو عرمانة ، ومحمود اللري ، وانتصار الحواجري ، وفتحي الغرباوي وعبد المجيد السعيدنى ، ويوسف أبو سمهدانة ،وابوطارق عليان وشعيب النباهين) وغيرهم من مجموعات العمل الفدائي ممن قضوا نحبهم ومنهم من ينتظر
وحين غربت الشمس سمعت صوتا يخرج من شمال المخيم وآخر من جنوبه حيث قبور الشهداء والمرابطين والمهاجرين ، وتخيلت أنها تلعن الظلام ، وتلعن الانقسام ، وتنادى للأجيال صارخة ارحمونا وأريحونا في ترابنا ، متنا وتركنا لكم أن تكملوا حلمنا ففلسطين بعد تتنظر ..(مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين)






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الناصر ومصر وغزة
- روسا وانتهاء مرحلة المواجهة لنصرة حلفاءها (قراءة تحليلية)
- قراءة تحليلية فى اللعبة الأمريكية


المزيد.....




- حادثة غير متوقعة.. نسر أصلع يعلق فجأة في شاحنة على طريق سريع ...
- فيديو يظهر لحظة إطلاق نار خارج مبنى البرلمان الصربي
- إردام أوزان يكتب: طاقة بلا ولاء.. الاستثمار والسلطة وسياسات ...
- شكران مرتجى تختار الغياب: لماذا يطالب سوريون بسحب جنسيتها؟
- غزة تدفن جثامين فلسطينيين أُعيدت من إسرائيل في ظل اتهامات با ...
- محكمة العدل الدولية: إسرائيل ملزمة بتلبية الاحتياجات الأساسي ...
- ما دور مصر وقطر في مستقبل غزة.. وشروط السعودية والإمارات؟
- تحت إشراف بوتين.. مناورات نووية استراتيجية في روسيا
- سرقة اللوفر.. مديرة المتحف تكشف -ثغرة صغيرة- استغلها اللصوص ...
- فيديو لمحتجين يحرقون سيارة شرطة خارج مركز لجوء في دبلن


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر إسماعيل اليافاوي - خربشات في أزقة بلوك 1 في مخيم البريج