أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد عوبدة - فلسفية سؤال -ما الفلسفة؟ -














المزيد.....

فلسفية سؤال -ما الفلسفة؟ -


رشيد عوبدة

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 01:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الفلسفة هي شكل حي من أشكال الثقافة، و ليست فقط نتاجات ميتة، إنها مجهود يسعى لتمثل الأعمال الماضية و وضع الوسائل لتطور الحاضر، لهذا لابد من إظهار قيمتها كوسيلة لتطوير الإنسان و تربيته. يقول الجرجاني: " الفلسفة هي التشبه بالاله، بحسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية، كما يقول الصادق صلى الله عليه وسلم: (تخلقوا بخلق الله) " أي تشبهوا به في الإحاطة بالمعلومات و التجرد عن الجسمانيات، فهل يمكننا، بعد هذا، التساؤل عما تعنيه"الفلسفة"؟
إذا قصدنا بهذا السؤال التعرف على موضوع جاهز قابل للتعريف فلابد أننا سنصاب بخيبة أمل، أما إذا أخذ السؤال معنى فلسفيا فعندها تطرح إشكالية تعريف متعدد الأبعاد، و يمتنع عن إعطاء تعريف بسيط"للفلسفة"،هنا نجد انفسنا مجبرين على الاستعانة بالتساؤلات التالية علها تمكننا من التدقيق في مقاربة السؤال:
ما الذي يميز الفلسفة عن غيرها من أشكال التفكير ؟ ماهي ضرور تها في حياة الانسان، فردا كان أو جماعة؟ و كيف تجد مكانها بين أشكال أخرى من التفكير أو المعرفة أو الخطاب؟ هل الفلسفة علم؟ و إن لم تكن علما فهل لها علاقة بالعلوم؟ و هل هذه العلاقة هي علاقة تقارب ام علاقة تنافر؟...
إن هذه الاسئلة تلامس عن قرب طبيعة التفكير الفلسفي، كما تلامس مميزاته أيضا، و الاكيد أن التفكير في هذه القضايا يتطلب اندماجا في هذا التفكير ذاته، ومعنى ذلك ان نتناول تعريف الفلسفة من خلال الحديث عن أصولها .
إننا نلج عالم الفلسفة بطرحنا لأي سؤال حول مصيرنا و سلوكنا و رغباتنا و قدراتنا ... لكن تنوع الأسئلة التي نطرحها و اختلافها من حيث الشمولية و العمق يؤكد أمرا أساسيا، وهو أننا كلما وضعنا سؤالا من تلك الأسئلة إلا و نضع معرفة جاهزة لدينا، و أجوبة حاضرة موضع تساؤل، و كأن الخطوة الأولى هي البحث في تلك المعرفة المكتسبة و التساؤل حولها و فحص قيمتها: ماذا أعرف اذن؟ و كيف أعرف ؟ و هل أعرف فعلا؟ هذه أسئلة لا يطرحها جميع الناس لأن فيها مراجعة لمكانة الفرد الإجتماعية و لامتيازاته، لكن الفيلسوف يطرحها لأنها بداية طريق التفلسف.
إن الفلسفة إذ تبدأ مع رفض الجاهز أو وهم المعرفة فهي تنفصل عن قيم و مبادئ الحياة العملية السائدة بين الناس، لهذا تبدو وكأنها هروب من العالم و لكن قبل ان نحكم على علاقتها بالعالم الخارجي حكما خارجيا، نتساءل هل الفلسفة بحث عن المعرفة ؟ أم انها هي أصلا معرفة ؟ و إذا كانت كذلك فبماذا تتصف؟
إن أول سمة حاول الفلاسفة أن يميزوا بها الفلسفة هي أنها تتجاوز المعرفة الجزئية الى معرفة كلية و أساسية/ شمولية ، على أن هذه الصفة الأساسية تنتهي الى بحث أول عن الأساس الذي يجعل من الفلسفة معرفة صادقة، ذلك أنه لا يكفي أن نرفض المعرفة العامية السائدة، و نعتقد أننا تخلصنا منها، بل لابد من التمييز بينهما و بين معرفة واضحة لا شك في صدقها ووضوحها.
إ ن الفلسفة ليست مجرد تفكير و تنظيم للأفكار فحسب ،بل ايضا خطاب يوجه للآخرين قصد التواصل، و شاغل الفيلسوف ليس مجرد إيصال أفكاره إلى الآخرين، بل هو إقناعهم بصحة أفكاره و تماسكها معتمدا في ذلك على البرهان،لكن ماذا يبلغ للمتلقي؟ هل يبلغه معرفة ؟ و هنا يبقى على الفلسوف أن يوضح المقصود بالمعرفة، فإذا ظلت الفلسفة تحاول أن تجد لنفسها معرفة رغم اختصاص العلوم ببناء المعارف، فهي معرفة خاصة ومتميزة، فما الذي تبقّى للفلسفة لكي تقدمه؟
إننا بمجرد أن "نبدأ التفكير بطريقة فلسفية حتى نرى بان الاشياء العادية نفسها تطرح اشكالات لانجد لها سوى إجابات غير كاملة" (برتراند راسل B.Russel) ، و هذا النوع من الإجابات لا يعني النقص في الإجابة بل يعني التساؤل المستمر الذي ترتبط به الفلسفة، و بهذا يكون وضع الحقيقة فيها وضعا خاصا، لكن الاتفاق أو الإختلاف حول الفلسفة و مكانتها الخاصة لايعني حل مشكلها في علاقتها بالإنسان، فهل هي نشاط فردي منعزل ؟ ألا يمكن أن تكون فردية تبعا لنشاتها ذاتها و لتطورها ولطبيعتها؟ و عندما تدرس في المدارس و الجامعات ماذا يلقن فيها ؟ ينبغي ان نقول أولا بأنها أخلاق تضمن حرية التفكير و استقامته، وأنها ثانيا التزام اتجاه الآخر ، فهل الفيلسوف، اذن، نسيج وحيد لا يمت للآخرين سوى بصلات يكون فيها الازدراء أو العدوان؟ أم تراه بطلا لا يمكن أن يكون له نظير بين عامة الناس بل إن خطابه يتعالى عنهم؟
يقول موريس ميرلوبونتي (M.Merloponty) : " إننا لا نتفلسف بمغادرتنا لموقف الإنسان" وهذا يعني التزام الفيلسوف بعلاقات انسانية و اجتماعية، و من موقع عقلي خاص يتكلم الفيلسوف ضد العنف، و هذا ما يعطي خطابه معنى و يجعله فعلا حيا باستمرار و متعاليا عن المباشرة و العدوان وسلطة القوة.



#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا سيدي -رئيس الحكومة المحترم...-
- -الحقيقة تظهر مع زلات اللسان-
- الجسد شرارة حراك...الجسد أيقونة تغيير
- الفلسفة و العلم : عودة الى حضن الام !!!
- تدهور اللغة السياسية من تدهور السياسة
- الفلسفة الغربية الحديثة وإشكالية منهج المعرفة
- علم الكلام و الفلسفة الاسلامية
- -الرُّؤْيَا- في السّيَاسة ... سياسة !
- -الدولة المدنية الوطنية- بديل عن الدولتين:-الثيوقراطية- و -ا ...
- لوك الكلام في ما بين حرية التعبير و الوقاحة من انفصال
- لقد نفد رصيدكم ...المرجو تعبئته بأسرع وقت !!!
- الخطاب الملكي : هل هو جرعة سياسية لإنقاذ التعليم المغربي؟
- سؤال الهوية : بين دور العائق ومسوغ الإقلاع
- الإيديولوجيا وسيط ضروري للفعل في التاريخ
- اللاوعي : هل هو ابتكار فرويدي ؟


المزيد.....




- خبير يبين لـCNN ما وراء تكثيف موسكو لضرباتها في أوكرانيا ودف ...
- انتشار فيروسي لفيديو بزعم أنه لـ-فتاة مسّتها روح شيطانية في ...
- قتال عنيف في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم الس ...
- تقرير: الرئيس مسعود بزشكيان أصيب خلال الحرب مع إسرائيل
- إسبانيا: أمطار غزيرة في إقليم كاتالونيا تتسبب بفقدان شخصين و ...
- وفاة عامل مكسيكي في كاليفورنيا إثر عملية دهم لإدارة الهجرة
- حزب أسكتلندي يدعو الحكومة البريطانية للاعتراف -فورا- بفلسطين ...
- الجيش الأوكراني: أكثر من مليون قتيل وجريح روسي منذ بداية الح ...
- باكستان تنفي تعرضها لضغوط أميركية للاعتراف بإسرائيل
- مشاهد توثق استهداف السرايا تجمعات للاحتلال وخطوط الإمداد بخا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد عوبدة - فلسفية سؤال -ما الفلسفة؟ -