أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد عوبدة - تدهور اللغة السياسية من تدهور السياسة














المزيد.....

تدهور اللغة السياسية من تدهور السياسة


رشيد عوبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكل تردي الأداء اللغوي دائما مؤشرا قويا على تردي المستوى القيمي، الاجتماعي، التواصلي و الابداعي ،فلا غرابة إن كان انحطاط اللغة يؤدي بشكل جدلي إلى انحطاط الفكر. وقد قيل فيما مضى أن" اللغة كساء الفكر "، بل إنهما _ أي اللغة و الفكر _ وجهان لعملة واحدة ،وإذا كنا قد تربينا على المثل القائل " الجسم السليم في العقل السليم" فالآن أصبح الفكر السليم في اللغة السليمة ،مادام أي تفكير لا يمكنه أن يتم بمعزل عن اللغة بما هي أداة منتجة له ومعبرة عنه في نفس الوقت، بل إن البعض اعتبر التفكير في صمت بمثابة ضجيج من الكلمات ،و أنه كلما كان الكلام بدون معنى او مقصدية كلما نعت بأنه كلام مملوء بالصمت لاطائل يرجى من ورائه.
ولعل مؤشرات التدهور اللغوي لم يعد أحد يُنْكِرُ تواجدها، سواء في اللغة المتداولة لدى الشباب، التي ظلت لغة عقيمة لأنها مستهجنة ليس لها أصل أو جذر لغوي معروف ، بل إن الابتكار الذي أُحْدِثَ على مستوى لُغة الشَّات أفضى إلى ولادة لغة "لقيطة" لا يُعْرَفُ لها أصل، شأنها شأن لغة مبدعينا وخصوصا في مجال الأغنية التي أصبح المستمع الحالي يحتقر كلماتها إذا ما قارنها ببساطة كلمات الأغاني القديمة التي كان كُتَّابُها يعرفون وِجْهَة مشاعرهم ويدركون مغزى كلامهم ليس مثل من التبست عليه مشيته كما حدث للغراب عندما تماهى في تقليد الحمامة فنسيت "ساقاه" مشيته الأصلية.
إلا أن أخطر ما نعايشه هذه الأيام هو تدهور اللغة السياسية و اعتمادها على قاموس لغوي بعيد عن الإيحاءات الرمزية المطلوبة في الحقل اللغوي السياسي قريبة من لغة القذف و التحقير ،سواء من قبل أعضاء في الحكومة أو أعضاء في البرلمان ،كل هذا يحدث و مداد الرسالة الملكية لم يجف،والذي استمع اليه من غير انصات برلمانيو الأمة وحكومة السيد عبد الإله بنكيران خلال افتتاح السنة التشريعة الحالية و الذي تمت الدعوة فيه إلى تخليق العمل السياسي الذي يعتبر العمل الحكومي والبرلماني واجهة له .
إن جزء كبيرا من تدهور اللغة السياسية يتحمل فيه أعضاء الحكومة المسؤولية و هو أمر يُعْزى لدى بعضهم إلى رفع اسهم "شعبويتهم" علما أن مثل هذا المستوى اللغوي المنحط لا يعيد الاعتبار إلى المؤسسات الدستورية التي تناط بها المهام التشريعية و التنفيذية بقدر ما ستكون له انعكاسات سلبية على المدى المتوسط والبعيد، وذلك حالما يفطن الكل بمن فيهم المواطنين إلى أنه من الوقاحة أن يتم استغلال إعلام عمومي مؤدى عنه من أموال دافعي الضرائب لتمرير لغة غير سليمة خصوصا وأن جلسات البرلمان العمومية لا تستأذن وهي تقتحم البيوت عُنْوَةً، إلا ان بوادر التلاشي اللغوي تفرض على ألة الرقابة أن تشتغل، وأن يتم الإشارة أثناء بث جلسات البرلمان إلى الفئة التي يُسْمَحُ لها بالمشاهدة مع العمل على إخراج "مدونة السلوك" في أقرب وقت ممكن لضبط سلوكات البرلمانيين و الوزراء وتوعيتهم بمسؤولياتهم.



#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الغربية الحديثة وإشكالية منهج المعرفة
- علم الكلام و الفلسفة الاسلامية
- -الرُّؤْيَا- في السّيَاسة ... سياسة !
- -الدولة المدنية الوطنية- بديل عن الدولتين:-الثيوقراطية- و -ا ...
- لوك الكلام في ما بين حرية التعبير و الوقاحة من انفصال
- لقد نفد رصيدكم ...المرجو تعبئته بأسرع وقت !!!
- الخطاب الملكي : هل هو جرعة سياسية لإنقاذ التعليم المغربي؟
- سؤال الهوية : بين دور العائق ومسوغ الإقلاع
- الإيديولوجيا وسيط ضروري للفعل في التاريخ
- اللاوعي : هل هو ابتكار فرويدي ؟


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد عوبدة - تدهور اللغة السياسية من تدهور السياسة