أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاح الابراهيمي - التجربة الجورجية والوجع العراقي !














المزيد.....

التجربة الجورجية والوجع العراقي !


نجاح الابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 01:22
المحور: الادب والفن
    


انطلقت الطائرة من مطار مدينة (.......) التي يسودها طابع ديني .وكما حدثتني الموظفة التي تعمل في شركة الطيران ان كل اسبوع تنطلق رحلتان الى جورجيا . نعم رحلتان حدقت في وجوه المسافرين كان الفرح يسودها والتشوق الى التطلع الى الجديد.همست في اذن صاحبي الذي يشاركني الرحلة الشعب العراقي يحب الفرح ويبحث عن الجمال و الحب هل هناك سر في ذالك؟ قال وهل نسيت ان هناك جذور تمتد قديما حين كان العراق تسوده الافكار الشيوعية حيث لايخلو دار من الفكر الماركسي .نعم ياصاحبي وماهو سر توهج هذا الافكار ل يومنا هذا رغم الظلام الدامس؟قال صاحبي الفخر للذين منحو ارواحهم فداء للفكر الفخر ل فهد وسلام عادل شهداء مابعدهم شهداء .اعلنت المضيفة بعد ساعتان وربع هبوط الطائرة على الاراضي الجورجيا.الان كل شيء تغير .الوجوه المناخ التعامل البشري .عالم جديد.بعد استراحة دامت ساعتان .خرجت استطلع حضارة بلد كانت في يوم ما شيوعيه.ابحث عن شيء صورة ل جيفارا او ماركس او لينين او شعار شيوعي .لايوجد.كل شيء تغير.بصقت ولعنت غرباشوف وصلعته اللعينه .كيف تمادي هذا الرجل اللعين وهدم صرح الاتحاد السوفيتي الذي شيد وكان عون لكل بلدان التحرر والفقراء؟المهم احبتي بعد جولة قصيرة اتصلت برفيق وصديق قديم يسكن تبليسي عاصمة جورجيا.بعد عناق يشبه الانين مع رفيقي .اصطحبني الى سهرة في احد المراقص .كان يسئلني وانا احتسي كأسي كيف العراق كيف الحزب كيف كيف الشعب؟صمت برهة وانا اطالع امرأة تجلس مع حشد من الفتيات اشعلت نيران الحرب في كياني.كانت لاتشبه كل الناس تشبه امراة عشقتها .ب ايماءةمن رفيقي ل ينقذني من غفوتي .قال لم تجبني؟قلت ولساني يتلعثم في عثرات بعد ان دبت حالة السكر في دماغي.في بلدي شيوعيون يكافحون ويناضلون وصدورهم مفتوحة للشهادة من اجل الفكر .وفي بلدي وبقدرة الامريكان وعشيقة بريمر منسقة زهور قصر الطاغية تحول الرجعي الى متأسلم ...اطالوا اللحى ووضعوا وشم العبادة سجودا وركوعا على الجبين.وصرخوا من اعلى المنابر الخطابيه لاللعلمانية ...لاللحداثه لاللماركسيه لاللمقاهي والمنتديات الفكرية. اباحوا القتل والسلب وبرك الدماء اصبحت يوميه.كنت بين الحين والحين اسرق النظرات ل تلك الفتاة التي رطبت شفائها بالنبيذ الجورجي.ومن حيث ادري ولاادري صرخت والخمرة انستني خجلي الشرقي المقيت_تعالي ياانت .اكملت احتساء كأسها ونهضت وكانها الارض اهتزت من حولي.كان يسود المرقص موسيقى الجاز الصاخبه والاغاني الراقصة وعباد الجمال يرقصون على الانغام.هلو قالتها بالعربيه مع ابتسامه كانه الفجر هل بعد ظلام.جلست
ل تقول من انت؟ فأنا رجل الكلمات الخرساء أنا رجل الوجع العراقي في زمن انتكاسة الرايات اأنا الجسر الذي عبرت عليه اساطير الاعداء أنا الوجعّ الذي لا يبكي ولا يشكي أنا الحب الذي اورثته لي المبادىء والاحزان .وجدت في عيونها تتوحد الامم وتسقط جميع السيوف . قالت انا يونانية الاصل .هناك حنطية في لون البشرة تغنى بها ناظم الغزالي حتى شهق ومات .هناك تراجيديا في الشفاه لم يكتبها عشاق الدراما الى الآن.تحسست يداها اصبت بسخونة صيف بغداد.قالت _من انت ؟ انا من العراق من يلد الجراح من بلد الموت على الارصفه وفي كل مكان انا من المتعطشين للحريه والمساوات والجمال انا مصاب بمرض لاشفاء منه مرض ينخر جسدي مرض حب المبادىء والانسان.نسيت رفيقي وصاحبي الذي يشعل السيكارة تلو السيكارة وكؤوس النبيذ تتلاطم كالامواج. اقتربت مني اكثر وكادت تتلامس الشفاه . هربت من حريق كاد يشتعل لانني لااستطيع مقاومة الانصهار.هربت ل اجيب صاحبي ويداها تعانق يدي بشدة الالتحام.قلت ل رفيقي الذي افنى عمره في المنافي والنضال.في بلدي هناك متمركس وحين يقول كانه ستالين في ذروة القتال وحين يصحوا من احلامه يخفي راسه كانه النعامه.وفي بلدي شيوعيون لازالوا على العهد الذي وقعناه قاموا وافترشوا سهول وجبال كردستان ساحات ل قتال الاوغاد ولازالوا يرفعون راية الحزب عاليا وهم يشعلون عمرهم شموع امل ل ازاحة الظلام.الساعة الان اقتربت من الرابعه فجرا حسب التوقيت الجورجي وصاحبتي اليونانيه تنتظر الاذن مني بالانصراف الى .....وللقصة بقية .



#نجاح_الابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الليل توقف
- حب أسطوري
- هاوية العشق
- عاشق مع وقف التفيذ
- المراة وطن الجميع
- اليسار والمجتمع العراقي في زمن البعث
- الحملة الايمانية ونتائجها


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاح الابراهيمي - التجربة الجورجية والوجع العراقي !