أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - باتريك خليل - مواطن المستقبل














المزيد.....

مواطن المستقبل


باتريك خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 20:45
المحور: المجتمع المدني
    


الطفل دائماً رمز للبراءة و النقاء. فما أجمل التأثير السحرى الذى يمتلكه الاطفال علينا. فيكفى من طفل إبتسامة لتغير يومك بأكمله و ترهف قلبك ليمتلىء باجمل الأحاسيس الإنسانية. و يلين القلب للطفل غريباً كان أو قريب، فإذا رأينا طفل يوشك على خطر أو يتعرض له، إندفعنا لحمايته مسوقين بقوة داخلية دون أدنى تفكير. فهذه طبيعتنا التطورية و تأثير ذكرى البراءة التى نفتقدها فى حياتنا.

و أطفال اليوم هم من سيحملوننا فى شيخوختنا مستقبلاً. فأياً كان ما نفعل بهم أو يحدث لهم سوف يكون ذى نتيجة علينا و على أولادنا غداً. و أخطر من الضرر الجسدى على الأطفال الضرر العقلى و العاطفى. فبذرة ما يحدث فى وطننا اليوم سوف تنبت لنراه واضحاً بعيوبها و سماتها.

و ما أخطر الذى يحدث للطفل اليوم؟ إن الباغى يجند ما لديه من أطفال خدمة لأغراضه و مصالحه الشخصية. فيخرج الطفل حاملاً كفنه و يجوب الشوارع لكتابة عبارات الكراهية على الحوائط و يحمل مكبر الصوت هاتفاً فى المظاهرات بموت عدوه. فبعدما كان يسبح عقل الأطفال فى الخيال أصبح محملاً بافكار العداء و صور الجفاء و تعلم الرياء. و بعدما كان شغلهم الشاغل لعبهم الذى ينمى بدنهم و عقلهم، صاروا يعملون بالسياسة و يعادىون زملاءهم بسببها و اضحوا يتغنىون بدعايا الفصائل السياسية.

و يتفاقم القلق فى أغوار الطفل ليشب وسط شعور بأن هناك من يستهدف حياته. و فى خضم ما تطعمه به عائلته من معلومات خاطئة و أفكار مملوئة بالكراهية، يفقد الطفل موضوعية التفكير و يصبح آلة يتحكم فيها من يبرمجها أو دابة لجامها هو عقلها. أما إذا لم يجد من يتحكم فيه، كبر ساخطاً على مجتمعه كارها لمن حوله ملقياً لوم ما قد يؤلمه على صحبه و أهله.



فيسهل فى ذلك الحين تفتيت المجتمع لأى غرض يكون. فمواطن المستقبل سهل التلاعب به بعد تربية كان عمدها التحزب و التفكير المتقيد إما بتقاليد أو شرائع أو تشريعات مبنية على جهل. و التحزب يمتد ليشمل كل جوانب الحياة و يتوغل فى كل أركان المجتمع. فعندها يسهل للمدير الجشع التلاعب بعقل من تحته من موظفين و ييسر لرجل الدين المتربح غسيل عقل متبعيه كما يحلو له. و إذا أردنا الصراحة مع أنفسنا فيجب علينا أن نعترف أن مواطن اليوم هو قريب جداً من هذا النموذج إن لم يكن عليه، و لكن سوف يكون مسخ هذا المواطن أقبح و أكثر تخلف. فاليوم نرى التذبذب العجيب الذى يحدث للناس حيث يتنقل من حب القضاء لكرهه و من كره العسكر لحبهم و من حب الأزهر لكرهه و من حب الإخوان لكرههم و هكذا و هكذا.....

و المشكلة ليست فى تغيير الرأى، فالثابت على رأيه إما إله أو أبله. و لكن المشكلة فى عقلية قطيع الخرفان؛ فالفرد فى القطيع ينساق بحركة الجماعة أو المجتمع دون أدنى تفكير فى سلامة الحركة مع الأخذ فى الإعتبار التاريخ و العلم، و الخروف يبحث دائماً عن راعٍ غير مدرك أن مصيره هو الذبح، فيقدس الراعى و يضعه فوق أعلى منصة و إذا إستُبدل الراعى لأى سبب كان قدس الخروف راعيه الجديد بنفس التعلق غير المتعقل.

فكل يوم يمر يخرج لنا فرداً جديداً مستعد لتتبع من يمسك لجامه. و إن لم تتحول منظومة التعليم من التلقين للحث على الإبداع و الإستقلال، صار الشعب بأكمله تروس موجودة يرصها المستعمر-خارجى أو داخلى- كما يحلو له و يناسبه. و يجب على الحكام نشر صحيح العلم و المعلومات و سن القوانين العادلة القامعة للكراهية و المانعة للمتلاعِب أو المتلاعَب به من بغيهم. فلا وقت و لا مكان للتروى و لا تنهض الشعوب باتساهل مع عيوبها حتى لو كان تساهلاً وقتياً.



#باتريك_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين المحبة و الكراهية


المزيد.....




- واشنطن -تنقذ- خمسة معارضين فنزويليين كانوا لاجئين داخل السفا ...
- سوريا.. اعتقال طبيب متهم بتحويل مشفى عسكري إلى -مسلخ بشري-
- عراقجي يطالب بريطانيا باحترام حقوق المواطنين الإيرانيين الم ...
- عائلات فلسطينية تغادر قسرا مخيم نور شمس للاجئين قبيل هدم إسر ...
- الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط ...
- إعلام أمريكي: واشنطن تطالب كييف بقبول المهاجرين غير الشرعيين ...
- رواندا تبدأ محادثات مع الولايات المتحدة لاستقبال المهاجرين ا ...
- تونس: سعيّد يستقبل المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة ويد ...
- إسرائيل تُعيد اعتقال تسعة فلسطينيين أُفرج عنهم ضمن صفقة التب ...
- الضفة الغربية: نزوح جماعي وهدم واسع للبيوت في مخيمي نور شمس ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - باتريك خليل - مواطن المستقبل