أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديرار عبدالسلام - ثعلبية فادحة الحقارة















المزيد.....



ثعلبية فادحة الحقارة


ديرار عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 17:57
المحور: الادب والفن
    


هو أستاذ مغشوش للفلسفة بالثانوي، بأوهام للتسلق المادي و الرمزي فظيعة، غير مشروعة و غير حكيمة. لم يستبعد أية وسيلة مهما كانت دنيئة و خسيسة للحصول على الشهادة المؤهلة للانخراط في إعداد الدكتوراه، و اغتصبها في آخر المطاف. سارع إلى الإجراءات الإدارية للتسجيل في لوائح المراهنين على التتويج الكبير بعد أن اختار موضوعا كيفما اتفق بعيدا عن كل مقتضيات البحت العلمي المرتبطة بهذه المحطة البؤرية في كل عمل علمي جاد و مسؤول، و أستاذا مشرفا هو الأكثر شهرة بين أساتذة شعبته بخوائه و تساهله الفادح.
- "يلزم أن أصبح أستاذا جامعيا أو أكثر...، لأن ابن جيران أهلي بقبيلتنا، و هم أقل شأنا منا حقق ذلك، و فيه الكثير من الإساءة لي...و المسّ بقدري أمام أهلي و خصوصا أمام زوجتي التي هي الأخرى من نفس القبيلة...". هكذا يهذي أستاذ "الحكمة" سرا و هو شارد بزوايا المقاهي و بين زوجته و أولاده بالبيت، و علانية و بشكل هستيري مع تلامذته الذين حول حصصهم معه إلى حلقات تعذيب روحي بدل لحظات معدودة لتعلّم التفكير و ممارسة السؤال طالما تشوقوا إليها.
و بدل أن يسكن المكتبات و يمسح الرفوف استقصاء و بحتا عن كل ما يرتبط بموضوع أطروحته لهضمه و تجاوزه بجديد يذكر كما هو متعارف عليه لنيل هذا التتويج، سكنه خبثه و مكره. سخَر كل مخزون ألاعيبه و دسائسه ليتوَج رئيسا لفرع جمعية مدرسي الحكمة بمدينته، سارقا بذلك رمزية مما تتمتع به. لم يتوقف عند هذا الحد. تلزمه عملية سطو ثانية لتكتمل العدة السافلة ليتوج "دكتورا" بدون متاعب ليست له الاستعدادات الأولية لها أصلا لأن تكوينه هش إلى أدنى الحدود. جمع أوراقا شبه إخبارية ميتة عن أعمال علمية أنجزها سابقون في تخصصه، سماها كتابا طبعه على حسابه ما دام طبعه بدار يملك أصحابها أدنى حس بالاعتبار الذاتي و الحرص على السمعة غير وارد. هو اليوم كاتب إذن بمدينته إلى جانب رئاسته فرع الجمعية ذات الرمزية الخاصة.

تسلح بالكتاب المغشوش و سطا على عضوية فرع هيئة الكتاب الذي هو في حالة احتضار بمدينته نتيجة الفعل الخبيث لأمثاله و نأي كل مثقف نظيف بنفسه عنه، و كذا نتيجة استنقاع الحقل الثقافي العام للبلد تحت وطأة اشتداد وطأة الاغتيال الرمزي و اكتساحه من طرف وجوه بلاستيكية مدعومة بمدفعية الحقل السياسي العتيق الإعلامية و غيرها. "ناضل" و "ضحَى" من أجل إعادة الحياة بكل السرعة الممكنة إلى الفرع، و اقتنص مقابل ذلك رئاسته. هو اليوم برمزية مزدوجة تمكنه من البدء في تنفيذ خطته الدنيئة المرسومة بعناية و بكل المكر الممكن.
جرَ باقي الأعضاء بكل من فرع جمعية مدرسي الحكمة و فرع هيئة الكتاب، بأساليبه الخاصة التي لا تخلو من حس أنثروبولوجي...و الحق يقال...، بأهمية و إشعاعية تكريم بعض رموز الفكر بالمدينة. و بأساليبه الخاصة أيضا، دفعهم إلى التسليم بأسماء محددة تستحق ذلك...، تبدأ من الأستاذ المشرف على أطروحته، طبعا دون أن يعلن لهم عن دلك، لتشمل أساتذة محددين من الشعبة التي هو مسجل بها لنيل الدكتوراه، و الذين هم مرشحون في الغالب لأن يكونوا أعضاء ضمن لجنة مناقشته في أطروحته مستقبلا. ثم انطلق في تنفيذ اللعبة القذرة.
أعلن في المرة الأولى باسم مدرسي الحكمة و كتاب المدينة طبعا عن يوم تكريم الاسم الأول، الذي هو أستاذه المشرف على أطروحته المسجلة إداريا، المعطلة عمليا، بعد أن رتب كل صغيرة و كبيرة بدهاء خارق: فضاء يحتضن اللقاء برمزية خاصة، لافتات بزوايا من المدينة استراتيجية، توزيع سخي لبطاقات دعوات جذابة و جهد مشهود به في إيصالها إلى أصحابها، تحاشي استدعاء أي مارق أو مشكوك فيه بالميل إلى النبش، تزيين قاعة اللقاء بباقات ورد فاقع لونها، اقتناء هدايا ثمينة تليق بمقام الأستاذ المشرف و الرهانات حوله مع الحرص الشخصي المباشر على تلفيفها في ورق باذخ يحيل إلى الحميمية. و قبل كل هذا و ذاك، اختيار أربعة متدخلين يقولون كلمات في المحتفى به، بكل العناية اللازمة و الحذر المفرط، و بالضبط، بالشكل الذي يضمن مدحهم له و نفخهم فيه. فواحدهم صديق له، و ثانيهم و ثالثهم ناقشا للتو أطروحة دكتوراه تحت إشرافه، و الرابعة زوجته. طبعا إلى جانب كلمته هو باعتباره رئيسا للهيئتين المنظمتين ل"النشاط".

عشية اليوم الموعود، حرص على الحضور إلى مقر "الحفل" قبل انطلاقه بكثير. أعاد ترتيب الكراسي على المنصة و الكرسي الخاص بالمحتفى به و الآخر المخصص لحرمه مرات عديدة، و استبدل قنينة الماء المخصصة لهذا الأخير لملاحظته خدشا على بطاقة ماركتها... . و إثر كل لمسة يبتعد عن المنصة و يعيد تأملها من جديد كمن يتأكد من إحكام نصب فخ تماما.
و أخيرا، وقف بباب القاعة يستقبل المدعوين بتصنع حفاوة فاحشة مع ترديد عبارات حفظها توهم البسطاء كون صاحبها مسكون بالهم الثقافي، عاشق للفكر، متيم بأهلهما:
-"أهلا بالصديق العزيز...ليس لنا غير الثقافة..."
-"أهلا بالمتصوف الزاهد...أنا على يقين لو أعلن عن نشاط ثقافي بالصين، لما ترددت في طلب حضوره.."
-"يا مرحبا بمفكرنا الكبير..."
-"أهلا و سهلا صديقي القديم العزيز، لولا هذه الفرص لاختنقنا..."
-"شرّفتمونا بحضوركم يا أستاذنا الجليل..."
-"أهلا بالمناضل، سنظل نناضل إلى آخر رمق..."
لم يمنعه انشغاله باستقبال المدعوين من القفز بعيدا عن باب القاعة، إلى موقف السيارات لحظة وصول المحتفى به و زوجته و المبالغة الفظيعة في تبجيله على مسمع حرمه و تهنئتها هي على مرافقته في فتوحاته، إذ "وراء كل عظيم امرأة": أكد لها بخبت زائد.
و كذلك فعل كلما وصل أحد المعيَنين لقول الكلمات في حق المحتفى به، مع التأكيد على أن تكريمهم هم أيضا" سيكون أمانة في عنقه"... .
و بعد أن تفقد القاعة للمرة الأخيرة، و تأكد من استقرار المدعوين و بعض الطفيليين بأماكنهم بشكل يجعلهم مستمعين صاغرين، دعا -بصوت مبحوح وعبارات توحي بالكثير من الاحترام والإجلال- المحتفى به و حرمه للتفضل إلى المنصة، ثم بعدهما الأساتذة المنذورين للكلام. و كمرافقين لقديس من الزمن البائد يتحرك لمقابلة عامة مجهَلة جائعة جاءت تستجدي صكوك الغفران، حرص أستاذ الحكمة المغشوش و الماكر و شرذمة من

نفس فصيلته تماما و من أمثالهم من الهيئتين اللتين يرأسهما على جعل لحظة ولوج المحتفى به المنصة، لحظة خشوع و رهبنة من خلال حركات و انحناءات و إشارات تقدير زائد و تعظيم تحيل على الميتافيزيقا...
جلس المحتفى به بموقع خاص من القاعة على كرسي متميز و إلى جانبه حرمه بالرغم من كونها من أصحاب "الكلمات"، احتراما لها !! و اصطف المندورون للكلام على منصة بغطاء أخضر يحيل إلى طقوس خاصة بالبلد، يتوسطهم، طبعا، أستاذ الحكمة الذي، بعد أن مسح القاعة بنظرة خبير في نظام الحشود يريد الاطمئنان على أن الانفلات غير وارد، انطلق في الكلام بنبرة الخاشع بين يدي الله :
- " باسم فرع هيئة الكتاب و فرع مدرسي الحكمة بمدينتنا أقول، إنه ليوم عظيم في حياة مدينتنا، و بكل المقاييس و المعايير، نلتقي فيه للاحتفاء برجل عظيم، مفكر فذّ و مثقف عزّ نظيره....، و اسمحوا لي انئخاذي بجلال الحدث وقدسيته عدم الترحيب بكم أولا. فمرحبا بكم و ألف تحية لكم على حضوركم أيها العشاق المتيّمون بالحبر و الكلمة...فبهما نحيا و من أجلهما نموت....و ما احتفاؤنا اليوم بمفكرنا الكبير سوى ركعة في عشقنا المشترك...فهو العالم القدير المسكون بالتواضع...فاتح المغاليق صاحب النظرية الأكثر جدة كونيا في حقله، و التي لم تلق الاهتمام و الانتشار اللازمين بعد... !. هو شيخي و أنا أعرفه...و من شدة دقة مفاهيمه و التماسك البديع في انبناء نظريته الجديدة، تستعصي على الأفهام البسيطة كما لا أشك في أنكم تفقهون معي أيها العشاق، فهنيئا لنا بتكريمه اليوم، وهنيئا لنا بحضوره بيننا، هنيئا لمدينتنا بانتمائه إليها وتشريفه لها، و مرة أخرى، وباسم الهيئتين معا أحييكم وأشد على أياديكم، و إنها لرحلة الكلمة حتى النصر...."
كانت العبارات التجييشية كافية لأن ينطلق الحاضرون تصفيقا حارا و لمدة طويلة، و أستاذ "الحكمة" يمسح العرق المنهمر من على كل وجهه مصوّبا نظرة زنديقة إلى "شيخه" و كأن لسان شرطه ينطق : "ها انذا قلت فيك و مرّرت على مسامع الحاضرين بصوت عال ما يعجز مسيلمة عن حبكه وانطلت الخديعة على متعلمي المدينة ". فالمحتفى به أستاذ/موظف جد متواضع تكوينه ورّط الجامعة به في ظروف خاصة غداة إعلان نهاية

الاستعمار المباشر للبلد و حدوث الفراغ، و أعماله العلمية لا تتعدى أطروحة جد هزيلة متجاوزة أدواتها و تقنياتها نشرها منذ مدة في شكل كتاب على حساب كليته ، لم يسجل فيه سؤالا جديدا أو قلبا لسؤال زائف أو فكرة جديدة أو خلخلة و قلبا لفكرة متكلّسة مقيمة، إلى جانب مقال يتيم يجتر المشهور و المستهلك بمجلة، هذا كل ما في جعبة "المفكر الكبير" ، "الفذ" ، "العظيم" ....."صاحب النظرية الجديدة في حقل اختصاصه !!.
أعطى أستاذ "الحكمة" اللئيم الكلمة للأستاذ الأول من أصحاب "الكلمات" في حق المحتفى به، فبالغ و هوّل في حجم إنجازاته و فتوحاته، طبعا جنبا إلى جنب مع تواضعه، تلك الإنجازات و الفتوحات التي لامسها عن قرب و هو يشتغل معه بنفس الشعبة و ينجز تحت إشرافه شواهده "العلمية".....فهل يتسنى العقوق تحت وطأة كل هذا "الماضي المشترك"؟؟و ضجت القاعة الصامتة كالمحتضنة لقداس تماما، بالتصفيق.
شكره أستاذ "الحكمة" على كلمته منوها ب"عمقها" مغتنما الفرصة للإشارة إلى أن الإشراقات المتميزة ، المشهود بها لصاحب الكلمة الأولى دليل قاطع على "إنجازات" و "فتوحات"المحتفى به، فهو "منتوجه " و "سليل" أفكاره و توجيهاته. ثم أعطى الكلمة للثاني الذي يرزح هو الآخر في علاقته بالمحتفى به، تحت نير نفس "الماضي و الحاضر المشتركين" كالأول، فما كان منه إلا أن صعّد من حدة المدح الرخيص و بصوت مزمجر هزّ أركان القاعة التي استجابت بعد أن صمت، تصفيقا حارا فاق الأول.
شكره أستاذ "الحكمة" على "حرارة" كلمته التي "إن دلت حرارتها على أمر فإنما تدل على التقدير اللايحد الذي يحظى به المحتفى به" !!. ثم أعطى الكلمة للثالث الذي هو صديق قديم للمحتفى به، بنفس المشوار تقريبا، و بنفس "الحصيلة" الجد المتواضعة تماما، فأعماله على امتداد عقود لا تتعدى "كتابا" نشره مند سنوات هو عصارة أطروحته القديمة لنيل الدكتوراه، تتزاحم فيه الأرقام حيث تلزم الأفكار و تغيب الأفكار.... . غالى هو الآخر في مدح صديقه متحاشيا الاقتراب من "المعرفي" و "العلمي" في مشواره و التركيز على أخلاقة التي هي "أخلاق العلماء و الأفاضل !! و تواضعه الذي هو "تواضع الفقهاء و المتصوفة الأجلاء" !!و صمت ما دامت الاستعدادات لطقس التصفيق الحار مضمونة.

شكره أستاذ "الحكمة" مع الإفراط في الثناء على "عمق كلمته" و "صفاء لسانه" و "حكمته"، و أعطى الكلمة، أخيرا لزوجة المحتفى به التي أكدت في البداية، ترددها "فيما عساها تقول في حق زوجها و إنجازاته و فتوحاته و نضاله المستميت " و كونها استقرت في آخر المطاف على أن تقتصر على قراءة رسالة من ابنهما البار وصلتها مؤخرا من بلد متحضر حيث يتابع تعليمه العالي و حيث انخرط في العمل موظفا كبيرا بإحدى الشركات العابرة للاقتصادات، و إن كانت غير مكتوبة باللغة المحلية، ثم قرأت الرسالة التي تنطق سعادة بتحقق أحلام الوالد المحتفى به و آماله ....، و تشكره على نضاله المستميت من أجل ضمان مستقبل آمن لفلذات كبده بين "المتحضرين"، لا حيث نذر عدم الاطمئنان كاسحة....
شكرها أستاذ "الحكمة" الماكر على كلمتها "الرقيقة" و على تفضلها بالحضور و إزاحة القناع عن بعد آخر من أبعاد نضال و جهاد المحتفى به. ثم توجه من جديد إلى أصحاب "الكلمات" بالشكر الجزيل و الثناء الغزير، و إلى الحاضرين بعبارات منمقة خادعة مختارة بدهاء تعظم صنيعهم بالحضور و ترفع عنهم كل ضجر ممكن من فرط الصمت، و تجعلهم في منأى عن كل انقشاع للأحابيل و وضعهم للحظة و طقوسها موضع سؤال. و بينما هم مخمورين بمشاعر التبجيل و الاعتبار المغشوش التي يتجرعون نقيضها في الواقع، استقام أستاذ "الحكمة"، حاملا الهدايا، و توجه نحو المحتفى به يسلمها له و هو يعانقه في خشوع، و ينحني باتجاه حرمه، "تقديرا" لها. و دوّت القاعة بالتصفيق. عاد إلى المنصة و من دون أن يجلس، دعا الحاضرين إلى حفل شاي ببهو مجاور.
تناول المدعوون الشاي و العصائر و الحلويات الوفيرة وسط ضجيج مريب، هو في الغالب تعويض عن أسر صمت طويل داخل قاعة الاحتفاء، و أستاذ "الحكمة" يطوف بينهم بحيوية، موزعا المجاملات على الجميع، واعدا ب"أنشطة" لا تعرف التوقف، ملحا على أن "الثقافة هي عش الحاضرين المشترك"، "الذي به يعيشون و من أجله يموتون" !!
حرص اللئيم على أن تكون لحظة مغادرة المحتفى به و حرمه لحظة سلطانية و كذلك فعل مع أصحاب "الكلمات" ، بعد أن انفرد بصديق الأول و"توسل" له أن يكون "عريس


تكريم هو الآخر في غضون الأسابيع القادمة بعد أن أسرّ له كاذبا كون "القرعة" وحدها هي التي جاءت بالمحتفى به اليوم أولا !!و إلا لكان للأمور ترتيب آخر !!
بعد أن غادر كل الحاضرين المكان ، انزوى أستاذ "الحكمة" منفردا بزاوية معزولة بمقهى جانبي، وجلس يدخن وعلامات "انتصار" مشوب بادية عليه، كمن نفذ جزءا من عملية قذرة يحصل له اليقين في دقة تنفيذها إلا أنه مضطر للعودة إلى مسرح الجريمة لاستكمال المهمة.
بعد أشهر قليلة، أعلن باسم كتاب المدينة و جمعية مدرسي "الحكمة" طبعا عن "نشاط " مشترك لتكريم "علامة" ثان و الذي ليس سوى صديق المحتفى به الأول الذي اختير هذه المرة من بين أصحاب "الكلمات" في حق المحتفى به الجديد.
و بتعبئته لنفس أساليبه و احابيله التي يطورها باستمرار، تمكن من تمرير "النشاط" الثاني الملغم بعيدا عن أي "انفلات" يذكر. فهو يدرك أن الفراغ المميت بالمدينة و رتابة اليومي الفادحة بالمقاهي كما بالسجون تماما تجعل ما يعلنه فرصا نادرة بالنسبة لمدعويه مماثلة تماما للحظات فرح مغادرة معتقلين لزنازين رهيبة إلى ساحة السجن التي يجدونها جنة !!!
بعد أسابيع قليلة، حرص على أن يكون المكرّم مبدعا حقيقيا معترف بشرعيته الرمزية، نجح في توريطه، للتضليل و التمويه و حتى لا تنكشف اللعبة.
بعد أخرى أقل، أعلن عن محاضرة يلقيها صديق جد مقرب منه و إن كانت صداقتهما غير مشهورة، معروف بإتقانه الفادح للغة طنانة حول" الرعب و الطبقات، و صراع الطبقات، و البروليتاريا " و استشهاده بالأعمام والأخوال كارل ماركس و انجلز و لينين و تشي غيفارا...... . و كانت عشية "العرض" أو المحاضرة "تاريخية" كما سجل أستاذ الحكمة اللئيم عند اعلان اختتامها، اهتزت القاعة التي احتضنتها مرات كثيرة حد الهيجان كما خطط لذلك تماما. ارتفعت حرارة الجو الفعلية بها إلى مقاييس مهولة. تصبّب العرق من أجساد الجميع و انبعثت من الباب رائحة تشبه المنبعثة من حظيرة، لم يأبه لها أحد. و غادر

الحاضرون المكان عند المساء، بعد حفلة الشاي و الحلوى طبعا، أقل إحساسا بثقل الجوائح في الخارج، منهكين كمن كانوا في جبهة فعلية، مأخوذين من الأرض كل في استيهاماته كمن مسّهم الشيطان.....
بعد أشهر أخرى، أعلن عن تكريم الأستاذ الثالث بالشعبة، و حشد للمناسبة نفس الأساليب و الطقوس. بعد أخرى أقل، الأستاذ الرابع، بأحابيل أمكر، و طقوس أثقل ما دام المحتفى به هذه المرة مشهور بين طلبته بأخطائه المعرفية الفظيعة و التي" تلزم " "عرّافين" مبيّضين يسوّقونها "إشراقات عالمة" و "هجرة في اللغة" ! كما نمّق أحد أصحاب "الكلمات" ممن اختارهم أستاذ "الحكمة" بعناية وحذر شديدين. و جرت الأمور كما خطط لها.
مع تكريم آخر أستاذ من الذين حددهم بعناية ومكر بالشعبة المعنية، كانت المدة الزمنية القانونية لتحضير أطروحته لنيل الدكتوراه أوشكت على الانفراط و مشروعها المصاغ على عجل بكر على حاله منذ تسجيلها، جمع أوراقا من هنا و فقرات من هناك و مقاطع طويلة من هنالك، عوّم بعضها في البعض بحروف العطف و النصب و الجر...، حاشرا في مبتداها و منتهاها ضمير "أنا باحث" يوهم بالافتراض و التقصي و الاستنتاج، في عملية نصب و انتحال فظيعة. سارع إلى طبع خلطته الرديئة مع الحرص على تدبيجها بإهداء و عبارات شكر لامحدود لأستاذه المشرف "الذي رافقه في رحلة عذاباته الطويلة من أجل أن يرى عمله النور" !!، و بحرص لا يقل عن الأول على أن تكون أوراق الطبع من النوع الرفيع و الغلاف زاه بلون مثير...
بعد مدة ليست بالطويلة، أعلنت الكلية عن يوم مناقشته لأطروحته و لجنة المناقشة التي تتشكل من الأساتذة الذين "كرّمهم" الواحد بعد الآخر. سارع إلى استدعاء جمهور غفير من الأهل و الأحباب و بعض الأصحاب المقربين جدا. رتّب الأمور مع فندق لإعداد عشاء باذخ للجنة المناقشة و لضيوفه. و عشية اليوم الموعود ، حضر ببذلة جديدة أنيقة يوحي لونها كما ترمز خطوطها في المخيال العام للبلد إلى النضج و التعقل و الرزانة، يحمل على


كتف محفظة أنيقة تشبه حقائب مثقفين كبار عالميين، و بيد أطروحته "الضخمة" في ملف من النوع الرفيع.
دخل المدعوون قاعة المناقشة، استووا على المقاعد المخصصة لهم بعد أن تفقدها هو لأكثر من مرة قبل قدومهم و أعاد ترتيب قنينات الماء المعدني الذي أحضره بوفرة على منصة لجنة المناقشة، ثم ركن إلى المكان المخصص له و ابتسامة متصنعة للواثق من نفسه تعلو وجهه الممسوخ. ساد القاعة صمت و الأساتذة الأعضاء يستوون بأمكنتهم، ثم أخذ الكلمة رئيس اللجنة الذي هو الأستاذ الذي تم تكريمه ثانيا من طرف الهيئتين اللتين يترأسهما الطالب- الباحث اليوم، و الذي أسرّ له هذا الأخير آنذاك و على انفراد أن "القرعة" اللعينة هي التي جاءت بأستاذه المشرف أولا ، و إلا فلا أحد أجدر بالتكريم قبله !!!، و قدم الطالب و رقم تسجيله و عنوان أطروحته و أعضاء لجنة المناقشة، ثم أعطى الكلمة للأستاذ المشرف، "شيخ" الطالب-الباحث كما سماه يوم تكريمه الأول و قبل أي كان غيرهن باسم هيئة كتاب و مدرسي "الحكمة" بالمدينة. و كمن لم يتصفح "الأطروحة" التي بين يديه أبدا، فضل التركيز على مزايا الطالب- الباحث التي يجدها "مزايا أصحاب المستقبل الواعد في حقل تخصصه، المراهنين على الجديد و المجاوز، المسكونين بروح البحث و التقصي، المتشبعين بقيم الإنصات و استلهام روح التوجيهات و الإرشادات" !!! مؤكدا أن كل ذلك "ليس بغريب ولا ببعيد عمن عرف و اشتهر بتعلقه بالعلم و العلماء و عمق تقديره لمن سبقوه في سبر أغوار ظواهر المجتمع و قضاياه" !!!. ثم أعطى رئيس اللجنة الكلمة للأستاذ الثاني "المكرم " هو الآخر مسبقا، الذي بالغ في مدح ما سماه مرارا ب"العمل العلمي الضخم" الذي بين يديه و الذي "ينم عن جهد جهيد و عمل دؤوب مضن لصاحبه يستحق عليه كل تنويه"، مع الإشارة إلى خطأين إملائيين في المقدمة، "هما في الغالب مطبعيين لا غير" !! ثم جاء دور الأستاذ المشهور بزلاته المعرفية، المحتفى به هو الآخر مسبقا، فأطلق العنان للسانه يقول كل شيء ولا فكرة مرتبطة ب"الأطروحة" أو بموضوعها تذكر، مغدقا على صاحبها من رخيص مدح و نفخ و فاحش ثناء، مرحبا بقدومه إلى "قفص الباحثين و العلماء"...ثم صمت، و أخذ الكلمة رئيس اللجنة الذي أثنى على "العمل" و صاحبه و بدرجة أكبر "على من صاحبه و وجّهه و أنار له الطريق" و إلا " فالمزالق

واردة لا يفلت منها إلا من ينعم بالتوجيهات السديدة و يتفيّأ ظل السابقين عليه و يجيد الإنصات للإرشادات المنيرة كالتي حضي بها صاحب الأطروحة موضوع المناقشة" !!!.
و كمن يقدم محاضرة بالمعنى البائد، أسهب في عرض أسماء نظريات و روادها و بعض عناوين كتبهم في غير سياق، ثم صمت و أعطى الكلمة ل "الطالب-الباحث" الذي كان يتظاهر طيلة مدة تدخلات أعضاء اللجنة بالإنصات الخاشع و تسجيل الصغيرة و الكبيرة مما يقولون مع تصنع الحرص على عدم إفلات أية ملاحظة من التدوين و كأنها فريدة و لا متكررة كالوسائط بين الأرض و الميتافيزيقا...
استجمع أستاذ الحكمة المغشوش- الطالب-الباحث اليوم كل مخزونه الاستراتيجي من المكر و الخداع و توجه بكل عبارات الشكر الممكنة إلى أستاذه المشرف "العالم و الباحث، الملهم و الموجّه و الحكيم..." !! ، و نظيرة لها تماما لرئيس اللجنة، و بأخرى لا تقل للأستاذين الآخرين، مؤكدا على "عمق ملاحظاتهم و صميميّتها " و "حرصه على أخذها بعين الاعتبار في مشواره العلمي مستقبلا" !! ثم صمت. دعا رئيس اللجنة باقي الأعضاء إلى الاختلاء بقاعة مجاورة للتداول وانفرط صمت القاعة بضجيج عبارات تهاني مسبقة و مجاملات و مدح لأستاذ "الحكمة" من طرف ضيوفه و أقاربه و هو يشكر كل واحد على تشريفه بحضور هذا "اليوم التاريخي في حياته"...ثم سرعان ما استعادت القاعة صمتها بعد العودة السريعة لأعضاء اللجنة إلى المنصة، و لينطق رئيسها باسم أعضائها استحقاق "الباحث" درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، و تنفجر القاعة تصفيقا مدويا بينما أستاذ "الحكمة" الماكر يتقدم باتجاه المنصة و يسلم على أعضائها بكل عبارات و إيماءات و حركات الخنوع و التبجيل.
ألح المتوج دكتورا على أن يلتحق كل الحاضرين بالفندق الذي تعاقد معه، لإتمام الاحتفال بعد حفل شاي و مشروبات و حلويات بمقر الكلية، و كان العشاء باذخا يشي بتكاليف باهظة، جلس خلاله على مائدة جمعته بلجنة المناقشة و نائبيه بالهيئتين اللتين يرأسهما بالمدينة، طبعا بعد أن أصر على الطواف بين كل الموائد و هو يرحب بالجميع و يوزع عبارات الشكر يمينا و يسارا على "التفضل بالحضور"، ناثرا غمزات و لمزات يراد

لها أن تؤدي مفعول تسليم المرسلة إليهم بكون صاحبها عاشق للعلم و المعرفة، يبذل الغالي و العزيز في سبيلهما!!!.
مع بداية الموسم الجامعي الموالي، أعلنت الكلية التي توّج بها "الثعلب" دكتورا عن مباراة لتوظيف أستاذ للتعليم العالي بتخصصه. سارع هو طبعا إلى تقديم ترشيحه، و انتشرت شائعة بالمدينة و بالمدن المجاورة و حتى البعيدة تروج لكون المنصب "مفصّل" على مقاسه و أن كل "الحظوظ" هي "حظوظه"... . نأى كل حامل نظيف و باستحقاق للشهادة المطلوبة بنفسه عن الترشح لإدراكه خبث اللعبة و ترشح مغلوبون على أمرهم و آخرون من مناطق بعيدة على غير علم بما نصبه "المغشوش" من فخاخ و أحابيل على امتداد سنوات.
تشكلت لجنة مناقشة المترشحين في مؤهلاتهم و أعمالهم. لم يكن أحد من أعضائها ممن لم يشمله "تكريم" أستاذ "الحكمة"، طبعا باسم كتاب المدينة و مدرسي الحكمة بها. روى بعض المترشحين المقتدرين ممن يتفاعل مع الأفكار و المناهج الأكثر جدة في تخصصه بعد "امتحانه"، و بمرارة قاسية كيف أن من بين من ناقشوه من هو متأخر عن الركب الأكثر تواضعا بسنوات ضوئية، و منهم من يتملكه الجنون و يكتم حنقه لمجرد سماعه الجديد...ثم أعلن عن "الثعلب" فائزا بالمنصب بدون منازع.
ارتاح تلامذته بالثانوية من عذابات حصصهم معه و كثير غيابه، كما ارتاح مديرها الذي دوخته كثرة "مهامه" التي بدت له دوما غامضة و مشوشة، تتراءى له أحيانا ثعلبية، و مرات كثيرة "سلطوية" أو شبيهة بها، فأدمن لسنوات طويلة التستر على خلاله بالواجب.
خاطب زوجته المخدوعة كلية به و فيه، بعد أن ارتدى بذلة رسمية زاهية و ربطة عنق أزهى، و حمل حقيبة تشبه حقائب الدبلوماسيين الجادين استعدادا لأول حصة له أستاذا جامعيا:
- ها هي ذي نضالاتي و تضحياتي أتت أكلها، و سأكون اليوم جنبا إلى جنب مع ابن قبيلتنا الأقل شأنا منا بالقبيلة. لا شك أنه سيشعر بمرارة قاتلة...

أجابته بانخداع فظيع:
- هذا أسعد يوم في حياتي، لقد أزحت عنّي كابوسا مرعبا استبدّ بي كلما فكرنا في زيارة القبيلة.
وأضافت المسكينة وكأنها تخاطب بطلا فعليا:
- و لكن هذا أقل ما تستحق، هل نسيت المخاطر و المهالك التي عرضت نفسك و أهلك لها بتكريمك لكل مناضل شرس و كل ثوري غير مهادن!!! هل تقدر هول معاناتنا أنا و أولادك كل يوم تكريم واحد من أولئك الأسود الذين كثيرا ما حدثني عنهم... . كل مرة كنت أعتقد جازمة أننا لن نراك أبدا. أنا بالفعل أريدك شهما و لا أرضاك ذئبا أو حقيرا و لكن حاول أن تعتبر و لو قليلا من أولئك الانتهازيين و المتزلفين الذين تحدثني عنهم أم أنك مصرّ على المضي إلى التهلكة !!!
- "لا تخافي أكثر من اللازم يا حبيبتي، ثم إني لن أكون ذئبا ..." كلمات دفعها دفعا، مطأطأ الرأس و هو يستشعرها تخرج من بين أسنانه التي أحسها أسنان ذئب تماما. ثم غادر باتجاه الكلية متسللا خوفا من التقاء عينيه بعيني زوجته و ينكشف أمره. وعلى طول الطريق ظل يتحسس وجهه من حين لآخر للتأكد من أنه لم يتخذ ملامح وجه ذئب أو ثعلب...وصوت زوجته يطارده : "أريدك شهما و لا أرضاك ذئبا أو حقيرا..." "أريدك شهما و لا أرضاك ذئبا أو حقيرا"، " ....
لم ينتصف عامه الأول أستاذا جامعيا، جنبا إلى جنب مع ابن قبيلته حتى جمع أوراقا من هنا و أخرى من هناك ضمن عملية إلصاق شنيعة و نشر بعضها كتابا أولا، ثم ثانيا. و بأحابيله الماكرة التي راكم منها خبرات فاحشة و شهدت دفعة قوية بسطوه على شهادة ثقيلة، تآمر مع شبه صحافي في جريدة برمزية خاصة، يتكلف بالدعاية ل"أعماله" بل و نشر استجوابات معه من حين لآخر حول مواضيع و قضايا كبرى تخص البلد و الدنيا ككل، باعتباره دكتورا في "علم العمران" و باحثا من العيار الثقيل !!! . هو اليوم يزحف كوباء حل بقوم يحسبونه لعنة مستحقة و لا حيلة لهم لمقارعته، و كلما فتك بضحاياه يتضخم

و يستفحل. و قناعه الذي أصبح بسمك أكبر و إمكانيات للمغالطة أفدح يؤهله للسطو في واضحة النهار. ثم إنه يدرك بثعلبيته أن الزمن زمن الأشباه و المغلوطين و اللاتستحيي وجوههم...فهم مطلوبون لشغل كل المساحات و لا كلمة تعلو فوق كلمتهم...، لذلك لا يتردد في الإصرار على الزحف إلى "الأعلى" و بكل السرعة الممكنة.
أنهى علاقته بهيئة مدرسي الحكمة التي لم تعد تليق بمقامه اليوم بعد أن وفّر كل الظروف -كعادته- لتسليم "أمانة" رئاستها إلى آخر جد مقرب منه، من نفس فصيلته:
-"هذه ضمانة على استمرارها على نفس الخط النضالي و الروح القتالية" !! كما أكد بالمناسبة بصوت تصنّعه رخيما و بنبرة قصدها حزينة.
-"نحييك و نشد على يديك بحرارة لغيرتك على تنظيمنا و نعدك أننا لن نحيد عن الخط الذي رسمته له، كما لا يفوتنا التوجه لك بكل عبارات التهاني على انضمامك إلى نادي علماء هذا البلد و هذه الأمة" أجابه نظيره الذي تسلم موقعه، مشددا على أن "تكريمه سيكون أول نشاط للتنظيم برئاسته اعترافا له بما أسداه من خدمات و ما قدمه من تضحيات و ما جسده من صبر و تباث من أجل تحقيق المراد"… !!!
انخرط الدكتور والباحث المغشوش اليوم متنطّعا في "هيئات" و"جمعيات" للباحثين تليق بمقامه الجديد و بلقبه الثقيل الجديد أساسا. هو يدرك أن الطريق سيّار ل"الأشباه" مثله، شائك و يؤدي إلى ما لا تحمد و لا تتحمل نتائجه بالنسبة ل"الحقيقيين" الذين عجّت بهم غياهب الظل في الغالب. و من غير مقدمات، اشتهر على مستوى البلد مستشارا لدى الوزارة المكلفة ب"الرمزي" مكلفا إلى جانب نظراء له بوضع خطط لجعله "يزهر"!!! ، ومعلنا حربا غير مسبوقة على رئاسة هيئة الكتاب و المبدعين عامة على مستوى البلد بالكامل هذه المرة، فهو اليوم مدجج إلى أقصى الحدود الممكنة، فهو "الدكتور" و "الأستاذ الجامعي" و"الكاتب" بل و"العالم" و "الباحث" و "البحّاثة"...كما يكتب عنه الصحافي الغرّ المأجور. ثم إنه يقدم نفسه على صفحات الجريدة ذات الرمزية الخاصة باعتباره البديل المنقذ !! و هو يملك بالفعل كل "الحظوظ" و يمسك بالخيط الشيطاني الرفيع. ف"الخطأ" لا يستبدل إلا بالخطيئة في زمن الاستنقاع و الانحدار.



#ديرار_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة
- آلام كيركغاردية(1)


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديرار عبدالسلام - ثعلبية فادحة الحقارة