أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - حوار حول سورية ، أميركا، روسيا














المزيد.....

حوار حول سورية ، أميركا، روسيا


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 19:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أسئلة ديانا سكيني
1. ما هي قراءتك للموقف الأميركي بدءا من ردة الفعل على هجوم الغوطتين الى تلقف المبادرة الروسية ؟
تعرفين أن الأميركيين "قتلوا" أنفسهم كيلا يتدخلون في الشأن السوري. ليس لهم مصلحة مباشرة. ومنذ بدأ ظهور الجهاديين، توجهت سياستهم بالأحرى نحو الحيلولة دون سقوط النظام، والضغط على الجهات الإقليمية التي تساعد الثائرين العاملين لإسقاطه من أجل تخفيف دعمهم، وإن مع إبقاء النظام تحت الضغط. بدل أن يتآمر الأميركيون للتدخل في سوريا، ويلفقوا الأسباب للتدخل على ما فعلوا في العراق قبل عقد، لم يتدخلوا، و"تآمروا" للحد من تدخل غيرهم، وأمروا هذا الغير بعدم التدخل. أعتقد أن أساس سياسة الأميركيين منذ عام على الأقل يتمثل في منع سقوط النظام. ولم يتآمر هؤلاء الامبرياليون هذه المرة إلا على الثائرين السوريين، وليس بحال على النظام. (أما من تصرف على نحو امبريالي نموذجي، وافتعل الذرائع للتدخل - من حماية المراقد إلى تدخل الآخرين- فهو إيران، وذراعها اللبناني المعلوم).
ومحصلة السياسة الأميركية هي تطاول الصراع، وخراب واسع في المجتمع والعمران والنفوس، بما يشكل بيئة مناسبة أكثر لانتشار الجهاديين. لا أعرف سياسة أكثر تناقضاً وقصر نظر، هذا إن لم نسِء الظن: هل فعلا الأميركيون منزعجون جدا من صعود الجهاديين؟ لا أرى أدلة على ذلك.
وليس إستخدام السلاح الكيميائي هو ما دفع الأميركيين لتعديل سياستهم في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، فهم يعلمون جيداً أن الكيميائي إستخدم مراراً قبل ذلك. لكن هذه المرة استخدم بطيش وكسلاح دمار شامل فعلاً، وليس كسلاح تكتيكي، بما ينال من هيبة الأميركيين وصدقية كلامهم على "خط أحمر"، ويطال، إن مضوا في التجاهل، سطوتهم على حلفائهم قبل ردعهم لأعدائهم؛ وبما يشجع أطرافاً أخرى على توسيع هوامش لعبها الخاصة، وتجاه محاسيب الولايات المتحدة وأصحابها وأحبابها.
لكن على مضض جرى هذا التعديل، وعلى حرج. استعداد النظام لنزع السلاح الكيميائي وفق المبادرة الروسية التي يحتمل أن كيري أوحى بها يرفع عنهم الحرج، ويحقق المراد، ويصون صورة أوباما كصانع سلام.
ويبدو لي أن تدخل الولايات المتحدة ضد بشار الأسد لمجرد أنه يقتل السوريين بسلاح محرم دولياً لا يشبه السياسة الأميركية، أعدل وأكثر أخلاقية مما يحركها عادة. لذلك كانوا بحاجة إلى تخريجة لائقة كي لا يفعلوا ما لا يودون فعله أصلا. المبادرة الروسية تخريجة مناسبة.

2. باستبعاد الضربة العسكرية واذعان النظام للخطة الروسية، كيف ستبدو موازين القوى العسكرية والسياسية في الصراع السوري؟ هل بتنا قريبين من " جنيف 2" قابل للتطبيق؟

أعتقد أن استبعاد الضربة بحد ذاته لا يحدث تعديلاً مهماً في موازين القوة، لكنه عنصر في سياق متناقض التأثير على الأوضاع السورية. من جهة، سقوط سلاح مهم من يد النظام، حاز فاعلية ردعية مؤكدة في مناطق الغوطة في الشهور الأخيرة. هذا جيّد للثوار. لكن الاستبعاد، من جهة ثانية، رسالة للنظام بأنه لا بأس بأن يتوسع في قتل محكوميه بوسائل أخرى.
ثم إن هناك نكسة معنوية لتشكيلات مقاتلة، عوّلت على الضربة الأميركية، وهي في الأصل مرهقة.
لكن يحتمل أيضاً أن يترجم استبعاد الضربة بتقديم دعم عسكري أقوى من قبل الأميركيين وغيرهم للمقاومة المسلحة، تشكيلات بعينها منها، وضغوط أقل على قوى إقليمية للحد من تسليحها. هناك منذ الآن معلومات في هذا الاتجاه. لكن لست متأكدا كم يحتمل أن يدوم هذا الضرب من التعويض. أرجح أن التسليح، إن صحّ، سيكون موجة عارضة، والأكيد أنه يندرج في إطار ضغط أقوى على النظام، وليس في إطار إسقاطه.
هل، إذن، اقتربنا من جنيف 2؟ أشك في ذلك إن كنا نعني شيئاً أكثر من التقاط صور وعملية علاقات عامة مهداة للروس، وتطول بلا نهاية.
سياسة النظام هي الحرب. ليس لديه سياسة أخرى. دون حرب يموت.

3. كانت الأسابيع الماضية "السورية المكثفة" محطة لاظهار رفض غالبية من الرأي العام الغربي للتدخل العسكري في سوريا. الى ماذا تعيد الأمر،و اي دور للمعارضة ولتمدد الجهاديين في هذه المسألة؟

أظن أنه نتاج أوضاع مركبة متعددة الأعماق، من جهة الحصاد المر للمغامرة العراقية، والأفغانية. كلفة بشرية ومادية بلا عوض، وخسارة استراتيجية في الحالة العراقية.
من جهة ثانية صعود الجهاديين في سوريا، وانجذاب وسائل الإعلام الغربية للتركيز عليهم، وإبراز جرائمهم أكثر مما هي بارزة أصلاً، وتصوير الصراع السوري صراعاً بين طرفين سيئيْن، أحدهما نعرفه وسوؤه يضرّ غيرنا.
أيضاً التقصير المتوقع أو فوق المتوقع للطيف السوري المعارض في الغرب لشرح القضية السورية، بينما يبدو أن جماعة النظام أكثر تكرساً ومعرفة بكيفية مخاطبة الرأي العام الغربي، وإثارة هواجسه ومخاوفه من التغيير السوري.
كذلك المدة الزمنية الطويلة وتعقد الصراع السوري وصعوبة فهم جوانب منه. الناس يملون بعد حين، ويفضلون تجنب التورط، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه.
هناك أيضاً في تقديري عامل ثقافي طويل الأمد يتمثل في نزعة طائفية معادية للإسلام في الغرب، والإسلام السني تحديداً، بحكم صفته الأكثرية، وتماهيه بتاريخ الإسلام الامبراطوري، ونطق النزعات العدمية والإرهابية اليوم بلغته.
بمحصلة هذه العوامل، يحتاج الغربي إلى جهد خاص كي يفهم شيئاً عن سوريا والثورة السورية يتجاوز الانطباعات الشائعة، وإلى جهد خاص أيضا كي يتعاطف مع الثورة. لا يحتاج إلى شيء، بالمقابل، كي لا يفهم ولا يتعاطف. لماذا يتعب نفسه؟



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف الحال في سورية؟
- أصل القصة في سورية
- الحجي
- أبو أيهم الدرزي
- المعضلة الغربية حيال الصراع السوري
- أبو نجم القدموسي
- أبو قصي الغزلاني: صورة مقاتل
- أبو ياسين الميداني: بورتريه مقاتل
- أبو خالد الغزلاني: صورة مقاتل
- لا جديد في المذبحة، إنها النظام
- إصابات بسلاح كيميائي في الغوطة الشرقيّة
- جريمة قتل طفل باسم دين!
- صورة الطفل الذبيح من بانياس
- حوار في شأن الدين والسياسة والإصلاح الديني. أسئلة ريتا فرج
- حوار في شأن ألإسلام والتطرف والإرهاب والتسامح/ أسئلة محمد ال ...
- حوار في شؤون الثورة السورية/ أسئلة جواد صايغ
- حوار في شؤون شخصية وعامة، من الغوطة الشرقية/ أسئلة غسان المف ...
- صورة، علمان، وراية/ مقاربة اجتماعية رمزية لتفاعل وصراع أربع ...
- رسالة إلى المثقفين وقادة الرأي العام في الغرب -
- في نقد -سياسة الأقليات-/ حماية الأقليات من الأكثريات، أم كفا ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - حوار حول سورية ، أميركا، روسيا