أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسين الحاج صالح - مبارك انتهاء الخط العسكري!














المزيد.....

مبارك انتهاء الخط العسكري!


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1203 - 2005 / 5 / 20 - 10:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مبارك لكم، إخوتنا اللبنانيون، ارتفاع هيمنة نظامنا على بلدكم. مبارك أقفال الخط العسكري الذي عسكر العلاقة بين بلدينا وفرق السوريين واللبنانيين إلى طبقتين: أقلية ممتازة من سوريي ولبنانيي الخط العسكري، وأكثرية من سوريي ولبنانيي الخط المدني.
بين الأولين، تعرفون، اقوياء السلطة والثروة وإيديولوجيون وحزبيون من جهتي الحدود. بين الثانين العمال السوريون جميعا والمثقفون السوريون واللبنانيون جميعا تقريبا.
جف الخط العسكري، شريان حياة صناع الموت وسدنتهم، والأمل أن يكون نضوب الخط المدني مؤقتا وعابرا، وأنه لن يلبث أن ينبض بحركة الناس والبضائع والكتب والصحف.
هذه لحظة سعيدة بحق للوطني السوري وللديمقراطي السوري، كما هي كذلك للوطنيين والديمقراطيين اللبنانيين. فزوال الهيمنة السورية وحده هو الذي يفتح الطريق لعلاقة حقيقية بين البلدين وبين أهل البلدين.
لم نتوهم يوما أن الهيمنة هي علاقة اخوية، ولم نظن يوما أن الأخوة لا تمر إلا عبر الهيمنة والخط العسكري. كنا نعرف أن "الأخوة" أداة في يد المستفيدين من نظام الهيمنة مثلها مثل اية اداة اخرى: المخابرات التي تعذب، والمافيات التي تنهب، والميلشيات التي تروّع، والكتبة الذين يكذبون. هذا ليس عندكم فقط ولكن عندنا أيضا.
ارتفاع الهيمنة عنكم بشارة لنا، بشارة بان سوريا أضحت اقل نفصالا وبعدا عن السوريين. صار الجولان اقرب، والعدالة أقرب، والديمقراطية أقرب، والسوريون أقرب إلى بعضهم. انكفاء عسف الهيمنة عنكم بشارة بقرب انكفائه عن حياتنا ومستقبلنا.
أصغر الجهاد هو جهادكم ضد الهيمنة. وانطواء صفحة هذا الجهاد الصغير يفتح الباب للجهاد الكبير، الجهاد ضد النفس والانتصار على النفس، شرط كل انتصار آخر. فمن لم ينتصر على نفسه لن ينتصر ابدا. ولديكم كما لدينا الكثير مما لا مناص من مواجهته والانتصار عليه. حين يعتدي بعضكم على عمال سوريون لا يسجلون نصرا، ما يسجلونه هو بالضبط هزيمة، هزيمة إضافية أمام سياسة الهيمنة وثقافتها وأخلاقياتها. وهزيمة أيضا أن يقال، من باب التهوين، إن هذا فعل قلة منحرفة. إنه فعلكم جميعا، فعل كل واحد منكم، كما كانت غرف التعذيب في البوريفاج وأقبية عنجر فعلنا جميعنا وفعل كل واحد منا. وكما كان سجن تدمر عارنا جميعا، وكما بقاء الجولان تحت احتلال رخي البال ثمانية وثلاثين عاما عار علينا جميعا وعلى كل واحد منا.
الانسحاب السوري هين. وأسوأ الوهم هو الاعتقاد بأن مشكلة لبنان هي الهيمنة السورية، وأن انقشاعها هو الحل دون جهد منكم، دون مبادرتكم إلى مراجعة قاسية لزمني الحرب والهيمنة. كانت الحرب اللبنانية حربا اهلية في وجه أساسي منها، وكانت الهيمنة السورية قابلية لبنانية للهيمنة في وجه أساسي منها. إنكار ذلك يعني التسليم بأن لبنان محض ساحة للعب الغير، وهذا مهين وغير صحيح معا.
سوريا غير نظام حكمها. هذا كلام بسيط وصحيح حتى ولو أن "أبدية" نظام الحكم في بر الشام تغري بنسيانه وتقلل من تبعة النسيان. وإذا كانت سوريا المهيمنة لا ترتاح لحريتكم ولا تأبه لحرية مواطنيها فإن سوريا التي تحترم مواطنيها، التي يحكمها حكام منتخبون، هي ذاتها التي ستحترم بلدكم وتكون أكبر عون للديمقراطية فيه.
ستمنحون تبريرا "بعديا" كاملا للهيمنة إن لم تنتصروا على طوائفكم، كل منكم على طائفته قبل طوائف الآخرين. وستغدرون أبشع الغدر بآمال الشابات والشابات الذين احتشدوا اسابيع في ساحة الشهداء إن كان سقف آمالكم العودة ثلاثين عما إلى الوراء، او إن سمحتم لانقضاء عهد المصادرة الأمنية للسياسة والوطن (ومن حسن حظكم أنها لم تكن ناجحة لديكم كما لدينا) أن يفتح الباب لعهد المصادرة الطائفية للسياسة والوطن. وستمنحون حق الضحكة الأخيرة للمهيمنين السابقين او لمهيمنين جددا إن لم تنجحوا في التواصل الحر والصريح بينكم، دون وسطاء. وستعاود الهيمنات سيرتها فيكم إن بقيتم غرباء عن بعضكم، وظلت المسافة بين الأشرفية والضاحية الجنوبية أطول من المسافة بين الأولى وباريس وبين الثانية وطهران. فإذا كان اللبنانيون محض جيران، فلن يمنع شيء الجوار من أن يصير لبنانيا. "اللبننة" التي تمتعضون منها هي من صنع أيديكم كما من "فضل" من حكمتموهم فيما بينكم. كان كثيرون منكم اعوانا للمتحكمين بكم، وكثيرون منكم طلبوا الهيمنة واستقووا به على مواطنيهم، وكثيرون لا يجيدون غير تعهد الهيمنات، متحولين من هيمنة آفلة إلى هيمنة بازغة. إن تحرركم من الهيمنة دون نقد القابلية للهيمنة وكشف أسسها في حياتكم الاجتماعية والسياسية والثقافية لن يكون غير فاصل انتقالي نحو هيمنة جديدة. ليس الوقت مبكرا لتدشين هذا الجهد النقدي.
ليس غرض هذه الكلمات التهويل عليكم أو تنغيص بهجتكم المستحقة. غرضها منع سكرة اللحظة من استلام زمام العقل.
لستم مقبلون على عهد بلا مصاعب، بل على عهد ربما تستطيعون مواجهة مصاعبكم بحيوية اكبر وحرية اكبر وطاقة أكبر على العمل؛ لكنه أيضا عهد خسرتم فيه فرصة التذرع بالغير لتسويغ عجزكم وإخفاقكم وتكاسلكم المحتمل.
نجاحكم سيكون نجاحا لنا خلافا لما يحب أن يصور مهيمنونا، لكن إخفاقكم هو انتصار للقبح والتفاهة والعار، لديكم ولدينا.
مبارك لكم!
وبعد اليوم لا عذر لكم!
دمشق 27/4/2005



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية والطغيان: الأسفلان في لبنان وسوريا
- حزب الله والبشمركة: مشكلات السيادة والسياسة والعدالة
- على غرار ما تتغير الأنظمة يكون مستقبل البلدان
- مناقشة لتقرير -المجموعة الدولية لمقاربة الأزمات-: سوريا ما ب ...
- المسألة الأميركية والثقافة السياسية السورية
- الثقافة المنفية في سوريا البعثية
- دستور السلطة الخالدة
- الرجاء أخذ العلم: سوريا ستنسحب، وكل شيء في لبنان سيختلف!
- في أصل -السينيكية- الشعبية
- وطنية تخوينية أم خيانة وطنية؟!
- جنون الاستهداف والعقل السياسي البعثي
- في استقبال التغيير: ليس لسوريا أن تتخلف!
- ما بعد لبنان: سوريا إلى اين؟
- على شرف حالة الطوارئ: حفلة لصيد -الخونة- بين قصر العدل وساحة ...
- نحو تملك عالمي للحداثة والتغيير تأملات حول شيوعية القرن العش ...
- نقاش حول الدين والثقافة وحرية الاعتقاد
- تسييس العلاقة السورية اللبنانية
- ما بعد الحقبة السورية: تحديات الوطنية اللبنانية الجديدة
- أمام الأزمة وجهاً لوجه
- من يقتل رفيق الحريري؟


المزيد.....




- بعد أسابيع من الغياب.. أول ظهور لقائد فيلق القدس إسماعيل قاآ ...
- -لا تنخدعوا بترامب-.. خبير يكشف خطط ترامب تجاه روسيا إن فاز ...
- مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 50 آخرين.. غارة إسرائيلية تستهدف مست ...
- الياكوزا اليابانية.. القبض على عضوين من أخطر عصابات المافيا ...
- اسرائيل تعلن عن دعم مزارعيها المتضررين من العمليات القتالية ...
- Oppo تعلن عن منافس جديد لهواتف سامسونغ
- تل أبيب تكشف لواشنطن قائمة أهدافها النارية في إيران
- -حزب الله-: استهدفنا عدة تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي بصليا ...
- صور جوية.. إعصار -ميلتون- يشطر شواطئ فلوريدا إلى نصفين
- عبوات ناسفة على طريق -اليونيفيل- جنوبي لبنان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسين الحاج صالح - مبارك انتهاء الخط العسكري!