أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان خليل - القامشلي إلى أين














المزيد.....

القامشلي إلى أين


شفان خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القامشلي إلى أين ...(1-3)

Ş-;-ivan xelîl

كثيراً ما أرغب في عدم التطرق إلى موضوع محدد، لأن الدخول كذلك يفتح دائماً أبواباً واسعة لمواضيع شتى، لذلك سأحاول التركيز والبقاء ضمن موضوع العنوان دون شطحٍ قدر الإمكان.
جنون العظمة المفهوم المطلق على (الزعماء) الدكتاتوريين – الآلهة – أو هكذا يرون أنفسهم (القانون هو ورقة نكتب بيها سطر لو سطرين ونوقع تحتها صدام حسين رئيس الجمهورية) فهم المشرعون وواهبي الحياة والموت، ما من هواء يستنشقه أحد الرعايا أو أكل يأكله أو ماء يشربه إلا بفضله، المختار قبلاً ومستلم للسلطة بالضرورة، وهؤلاء –المجرمون- لكلٍ إبداعاته في التحكم والسيطرة، الجامع لفكر أسلافه بنسبٍ تتفاوت من واحدٍ لآخر، منهم المستفيد من أقرانه الأحياء، ومنهم المستفيد من الأحياء والأموات، ومنهم المبدع المستفيد من الكل ،حتى الكتب والنظريات، المهووس بجنونه وجبروته، الكلُّ يرى الرعية مجرد أرقاماً هامشية، وطبقةً دونية، ومنهم من يراهم ديداناً وفئران تجربة (الأسد الأبن) من لا يحمّلون أنفسهم معاناة التعب على كتابة سطر أو سطرين ليغدو قانوناً، بل يطلقون لفكرهم العنان، ولأيدهم الحرية أن تكتب ما تشاء، وبحسب النتائج العملية إما تثبيت القانون أو تعديله أو إلغائه، فإذا كان هذا الطاغية المجرم يفتقر إلى الخبرة في وضع القوانين والاستعلاء التام عن الناس وانفصاله عن الواقع (بشار الأسد) تكون معظم قوانينه أضغاث قوانين، تتحور وتتغير مراراً وتكراراً وصولاً إلى إلغائها في أغلب الأحيان أو تطبيقها بشكل مشذب ومكتمل تخدم مصلحته بالدرجة الأولى، وعندما يكون الحاكم الإله (نموذج بشار) مصاباً بجنون العظمة ويكون المريض النموذجي والمصاب بانفصام في الشخصية والوارث لإمبراطورية وعبيدٍ وسلطةٍ أمنية لا تقهر، نراه يمارس الألوهة بكل تفاصيلها، ذاك الإله الطفيلي المعتاش على حياة الناس، الإله صاحب الحقوق كل الحقوق ، من لا يحمل أي واجبات تجاه الرعاع.

كثيراً ما يكون التناقض هو ملهم الحياة وملحها، وكثيراً ما يعيش الإنسان سنيناً طويلة مع سجّانه الكاره له والمحب لهذا النمط من الحياة، ربما لتلذذه في عذابات نفسه، وربما لعدم الثقة في قدرته على الحياة خارج اسوار السجن وبعيداً عن أنظار الحارس الأمين على حياته، وربما لخوف متعشش في خبايا نفسه بأن سجانه سيراه أينما هرب وربما وربما، ولكن بالمحصلة يكون هذا الإنسان قد اعتاش الظلم وأصبح جزءاً من حياته، هذا الظلم الممتد أفقياً وعاموديا ليصل لفكره وقلبه وكل خلاياه، عند ذلك يصبح السجين المسكين، المظلوم والمكبوت المدافع والحارس الشخصي لسجانه، المستعد بأن يضحي بحياته في سبيله، والخائف على جرحٍ يصيبه في سبيل غير سجّانه، هذا التناقض الناتج عن حكاية طويلة بين شعوبٍ فقدت شهية الحرية والحياة، فقدت التفكير ضمن عقولها، والمتفكرة دوماً ضمن تلك الدائرة المرسومة بدقة، الدائرة التي كان يعاقب الحاكم من يخرج منها، وبعدها تتحول لدائرة يتلبسها المتفكّرُ نفسه، وعندها لن يخلع الثوب المفروض عليه والدائرة المرسومة لفكره حتى إذا فتحت أبواب الحرية له، لأنه حينها سيحارب ذاك الباب ويحاول وبحياته على غلقه، فهو ليس مستعداً أبداً لمعركة تعصف بكل حيواته، وتأخذ معها كل تفاصيل الحياة، وحينها لن يقدر على الحصول على تفاصيل جديدة يعيش بها ومنها.
هذه الحياة يعيش عليها وفيها ومنها، يمارسها ويمترسها، فتراه الحارس لدائرة مرسومة والراسم لدوائر يعيش فيها ذووه أو أقرباؤه أو أصدقاؤه....
عندها يتحول الإنسان هذا الإنسان إلى حيوانٍ آلة، يفتقر إلى كل ما هو من صفات الإنسان من التفكير وحب الحرية والخيال، والمالك لكل ذلك بما يخدم مصلحة سيده الكاره له علناً والمطاوع له سراً، المتحدث عنه دوماً والمطبق لأفكاره وسننه وقوانينه أبداً، وعندما ينسحب الحاكم الإله ويفتح السجان أبواب السجن يبقى هذا الكائن الذي يعيش التناقض أسيراً لتلك الدائرة ولذلك النمط من العيش والفكر.
لقد بات قطيعاً شارداً يبحث عن ملجأ ومأوى، قطيعا يعيش الماضي المحتقر له والكاره له، لذلك سيكون هروبه دائماً نحو ذاك السجن المفقود، سيكون هروبه إلى دواخل مشاكله الهارب منها.

ويأتى المخلص، الإله الجديد، من عمق تاريخ السجناء ودينهم ولغتهم، يأتي الطاغوت المعلن، الدكتاتور الكاشف لوجهه الحقيقي، الممارس لألوهيته بعلانية، ورغم ذلك يتقبله السجناء بالزغاريد والعسل، آبو المخلص الإله، الرحمن، الرحيم، الأب، الأخ، الصديق، الحياة الأرض التاريخ، كردستان.
لن يحتاج لسجانين جدد ليحكم رعايا جدد، رعايا جدد قدماء، امتهنوا السجن والعذاب والعبودية، يحتاج فقط أن يكون إلهاً ليتبعوه ويعبدوه، يأتي آبو وحزبه من رحم المعبود الأول، فكأن به (الدكتاتور الأول) إله اعتنق الشر وديدنه يخلق إلهاً للشر، قائماً بذاته.



#شفان_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدتي سياسية
- مذكرات مظاهرة


المزيد.....




- أعزّ الأصدقاء.. وحيدا قرن يأكلان العشب ويستمتعان بالشمس في ح ...
- -تبادل كثيف لإطلاق النار-.. حقيقة فيديو اشتباكات تعز باليمن ...
- علماء يحاولون تطوير DNA من لا شيء
- ملوحاً بـ -اتفاق وشيك-.. ترامب يُعلّق على ردّ حماس بشأن مقتر ...
- فيضانات عارمة في تكساس: 13 قتيلاً على الأقل وأكثر من 20 فتاة ...
- انطلاق سباق فرنسا للدراجات من مدينة ليل والسلوفيني بوغتشار م ...
- نيوزويك: ما تجب معرفته عن مغادرة مفتشي الوكالة الدولية للطاق ...
- يوهان فاديفول وزير الخارجية الألماني
- رد حازم من ترامب على احتمال إعادة تفعيل إيران لبرنامجها النو ...
- ترامب يرجح التوصل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان خليل - القامشلي إلى أين