أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نعيم الزهيري - ذكريات حية على بطولات نادرة، لروح المناضل نعمة فضل عبد الزهيري















المزيد.....



ذكريات حية على بطولات نادرة، لروح المناضل نعمة فضل عبد الزهيري


نعيم الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 09:03
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


المناضل نعمة فضل عبد الزهيري ضمه تراب الغربة يوم السبت / 30/ 8/ 2013 في أمريكا .


نشر بتكليف من الرفيق نعيم الزهيري، أبي واثق




في منطقة الخندق في باب الشيخ عمر ، قرب سكة القطار القديمة الملغاة ، حيث بيوت الكادحين ، تسكن عائلة كادحة في بيت لا يصلح للسكن في المقاييس الحديثة ، غرفتان مسقفتان بجذوع النخيل وساحة مكشوفة تماما مبلطة هي والغرفتان بقطع كبيرة مربعة من الاسمنت ، وفي زاوية الدار حنفية ماء وحوض لتجمع ماء الغسيل يتم نزحة كلما امتلأ ... وفي ايام الصيف الحارة ما ان تهب الرياح الشرقية المحملة بالرطوبة تحمل معها روائح كريهة جدا من النهير الاسن المجاور للبيت والمسمى ( شطيّط ) لشدة عفونته . لكن ذلك البيت كان كالصدفة التي تضم في داخلها لؤلؤة ثمينة ، تلك هي العائلة المناضلة ، عائلة السيد نعمة فضل الزهيري ؛ لقد انطلقت من ذلك البيت الصغير البعيد عن الانظارانتفاضتان ثوريتان كادتا ان تقلبا موازين القوى وتغير مجرى التاريخ في العراق والمنطقة ، لو نجحت احداهما .. !؟

الانتفاضتان هما : انتفاضة معسكر الرشيد في 3/7/ 1963 ، والاخرى انتفاضة الثوريين بقيادة الضابط الوطني المعروف سليم الفخري ومنفذها الاساسي النائب الضابط الجريء كريم عزيز .

كان ذلك البيت واحد من بيوت الكادحين العراقيين ، والعائلة هي احدى العوائل العراقية التي ساهمت وبوجدان ثوري في ايواء مناضلين اشداء واحتضنت لقآتهم ومواعيدهم ... ولندع القارئ الكريم ، ومن يريد كتابة التاريخ وتدوين الاحداث ، ان يطّلع بنفسه على ذكريات افراد تلك الاسرة المناضلة ، اطال الله في اعمارهم وحفظهم من كل مكروه .




يقول رب الاسرة نعمه فضل الزهيري :

منذ اواخر الاربعينات كانت تربطني علاقات حميمة مع مناضلين شيوعيين اذكر منهم جاسب كبيّص وجبار عسلاوي الزهيري واخرين، اذ كانوا يتحدثون لنا في دواوين السمر الليلية في ناحية المشرح عن الاستعمار الانكليزي وعن ظلم الاقطاع للفلاحين وسبب فقرهم وعن التفرقة الدينية والمذهبية .....ومن ذالك التاريخ تعلمت الكثير عن الحزب الشيوعي واهدافه. وفي عام 1949 انتقلت مؤقتا الى احدى قرى ناحية كميت للعمل هناك (نجار مشاحيف) وتعرفت على المناظل الفلاحي عبد الواحد كرم ،حيث كانت الثورة الصينية تستعر. ولازلت اتذكر تلك الحادثة الطريفة .

"عندما كنت اشتغل مرّ عبد الواحد فقلت له : ابو سلام ماهي اخبار الصين وماوسي تونغ ؟ فالتفت الي وقال : ها ولك الصبيبي (تصغير كلمة صابئي ) جا انت شنهو وي ماوسي تونغ كجة مرحبة ؟ فقلت له نضال الصين ضد الاستعمار يعني كل الوطنيين في العالم ، فتعززت علاقاتنا اكثر وفي احد الايام دعاني للعشاء فاكلنا سوية دجاج ورز ولما علمت زوجته انه اكل معي استنكرت ذلك وقالت لزوجها شلون تاكل ويّ الصبيبي، وجمعت الاواني وغسلتها في النهر بعد ان رمت كل بقايا الاكل الى الكلب...." الشيعة يحرمون الاكل مع غير المسلمين بل واحيانا حتى مع المسلمين من مذاهب اخرى "

نحن ابناء المندائيين, ناس مسالمين, ننبذ العنف, والعنصرية والتسلط وقد جذبتنا افكار الحزب الشيوعي والسلوك المحترم للشيوعيين ولهذا السبب جاء اتهامنا (كل صابئي مندائي هو شيوعي ) وهذا لاينفي ان النفر القليل جدا منا ذهب الى احزاب اخرى.

انتقلنا الى بغداد وعملت كعامل صياغة,وكان لي محل متواضع جدا في باب الشيخ وعندما حدث انقلاب الثامن من شباط الاسود اشترك ابناؤنا في مقاومة الانقلاب وكان لهم حصة كبيرة في السجون. والتشرد, وحتى الاعدام.

ففتحت بيتي للشيوعيين والوطنيين, وعندما خرج ابن اختي نعيم الزهيري من السجن وكان محكوما ايضا غيابيا اسكنته في بيتي ...وكنت اخاف عليه كثيرا ، بسبب الاعترافات الكثيرة عليه ، ولانه محكوما غيابيا ثلاث سنوات سجنا ووضعه تحت الرقابة لمدة سنة واحدة . فالححت عليه بالسفر الى الخارج لحماية نفسه لكنه رفض الفكرة رفضا قاطعا ، وقال لايمكن ان اترك الحزب وهو في محنته .سنعمل من اجل تخليص شعبنا من قبضة الوحوش وان طاقات شعبنا كبيرة ولكن الغدر جاء من السلطة نفسها التي سلمت للمتامرين ، ونحن لسنا بصدد كشف الحساب الان ..

وكان يزورنا الكثير من المناضلين بشكل سري ومنهم كما عرفت لاحقا حسن سريع ومهتم مجيد الملقب سليم وعبد الواحد راشد وحسيب سعيد، وهم اقاربي كما عرفت ايضا المناضل حمدان هاشم من منطقة المجزرة وكان بيته ما يشبه المقر للشبيبة الديمقراطية, كما كان يزورنا ايضا فاضل موسى وغيرهم. كان نعيم يحدثني في الليالي عن نضالات الفلاحين في ريف العمارة والكوت والديوانية وكردستان والموصل ويذكرالكثير من اهازيج الفلاحين في المعارك . كما يحدثني عن انتفاضات شعبنا ودور الحزب فيها وعن الحركات التقدمية في العالم ، وكانه يقرأ في قاموس .ومما اتذكره ايضا كان نعيم يسأل كثيرا عن مهمات الضابط العسكري في القتال ، فكنت احدثه عن حركة رشيد عالي الكيلاني 1941 ،حيث كنت عسكريا انذك .

كما كنا نتحدث في الليالي نعيم وانا حول كيفية القيام بثورة, وكنا نتابع اخبار الحركات في كردستان وغيرها من مناطق العراق...اذكر ان في احد الايام جاءني احد الاصدقاء القدامى وقا لي : انا مرسل من قبل اقاربي وهم اثنين من الضباط احدهم يحمل رتبه مقدم وقد اختفوا عندنا ويريدون الالتحاق بالحزب الشيوعي لانهم يعرفون ان الحزب الشيوعي يخطط لثورة ضد الانقلابيين, وعندما طرحت الموضوع على نعيم الزهيري, وعبر اتصاله جاء الجواب : لسنا بحاجة لهم الان ، سنتصل بهما في الوقت المناسب!

كنا نراقب الراديو وبالاخص في ساعات الصباح الباكر ونراقب ايضا الاخبار الكثيرة المرتقبة.

وفي ليلة 2-3 / تموز, كنا نراقب الراديو,( كخط مدني) ننطلق الى تأدية مهامنا لدى سماعنا البيان الاول, ولكن خاب ضننا, ففي الصباح الباكر ابقيت نعيم في البيت وذهب الى خلف السدة باتجاه تل المحمد ورايت ما رايت, لقد فشلت الثورة. واختفى نعيم في بيت اخر, بعد ان اتلف شارات الثورة, وانا ذهبت الى البصرة حيث يسكن اخي هناك, القي القبض على نعيم بعد 4 ايام من الحركة, وهدأت الاوضاع نسبيا ورجعت الى البيت, فاعدم الكثير وسجن الكثير من الثوار....




لقد فشل التنفيذ ولكن الثورة لم تنتهِ بل بقيت مستعرة وازداد حقد الناس على الحكومة.

ثم جاءت الاحداث مرة اخرى, وهي انتفاضة البطل سليم الفخري والشهيد البطل كريم عزيز .

جاء الى بيتنا احد اقاربي هو المرحوم سامي لفتة, ( كان سائقا لدى الشهيد وصفي طاهر) وطلب مني ايواء احد المناضلين وهو كريم عزيز, فوافقت على ذالك واسكنت كريم عندنا في البيت في نفس الغرفة التي سكنها المناضل فرح جابراخو زوجتي, كان عريفا في الجيش وحكم بالسجن 12 سنة... ثم سكنها نعيم الزهيري, والان يسكنها النائب الضابط كريم عزيز, وقد ارتبط بمعرفة جيدة مع نعيم في السجن العسكري رقم 1،بعد ان سلمته حكومة شاه ايران مع مجموعة من المناضلين للحكومة العراقية . وهذه احدى الامور في تزكيته.

اتذكر جيدا اللقاءات التي تمت في بيتنا مع سعيد مطر ومع قادة حزبيين اخرين ... وكانت اللقاءات ممتعة جدا تتم في الليل و يغادرون في الفجر..

في شتاء احدى الليالي فوجئنا برجال الامن والشرطة تطوق البيت, حيث كنا كريم وانا في نفس الغرفة, استيقظنا على اصوات اطلاق النار على بيتنا عبر السياج غير المرتفع, ثم بدأ الهجوم بعد ان كسروا باب الدار. وقد قاومهم الشهيد كريم ببسالة نادرة وجرح ضابط الشرطة في عينه وعنصر اخر في يده, وبقي يقاوم فاحتفظ باخر طلقة لنفسه, قائلا وداعا ابو عبادي, لن اسلم للفاشيين. اما انا فكان الموقف محرجا ولم يكن لدي سلاح اقاوم به, فكنت اصيح كفوا عن اطلاق النار, انا ضيف, انا خطار وبعدها ناداني احد ضباط الشرطة بالخروج رافع اليدين.

فخرجت وفتشوني, كما فتشوا البيت وقلبوه راسا على عقب ونهبوا ما نهبوا منه, ولم ينج منا سوى ولدي 13 سنة واخته 8 سنوات حيث اختبأوا بين الاثاث ...ومما فقدته قاصة صغيرة فيها بعض القطع الذهبية وهي ليست لنا بل للناس لانني صائغ.

اقتادونا الى مديرية الامن العامة, وكان التحقيق معي لاتوصف قساوته وعزلوا عائلتي عني ( زوجتي وابنتي الكبيرة, وهي الان زوجة المناضل نعيم الزهيري) وبعد انتهاء التحقيق نقلوني الى معتقل خلف السدة الشرقية. وهناك التقيت بالكثير من المناضلين ومنهم سليم اسماعيل( لم يكن بقضيتنا ) وعبد الحسين منذور / جواد قرطاس / نصوري الزهيري و اخرين......اما ولدي عبادي فقد ترك الدراسة وسكن لدى اقاربنا واخذ يشتغل ويمدنا بما يحصل عليه من جهده من نقود ، للأسف نقول اننا لم نحصل على اية مساعدة او احتضان من قبل الحزب.

دام اعتقالنا قرابة السنتين حيث اطلق سراحنا في زمن عبد الرحمن عارف ولم نجد بيتا ولا اثاثا, وبدأنا تكوين حياتنا من الصفر.....

واخيرا اقول:

لست نادما على ماقدمته وعائلتي من تضحية في سبيل الكادحين لانني اشعر انه حزبنا وفكرنا, ولابد ان ينتصر في جولة اخرى....




نعمة فضل الزهيري/ رب الاسرة



السيد نعمه فضل وولده عبادي

ماذا تتذكر السيدة زكية جابر الزهيري عن الانتفاضتين

انا امرأة بسيطة, اميّة . كنا نسكن ناحية المشرح , احببت الحزب الشيوعي من خلال الماضلين الذين يأتون الى بيتنا منهم المناضل الشهيد جبار عسلاوي الزهيري والمناضل ابو ناظم جاسب كبيّص, حيث علمونا على طريق الحزب وماذا يريد للفقراء, ثم انتقلنا الى بغداد وعشنا مع كادحي خلف السدة, وبعد ثورة 14 تموز 58 19 صارت لي علاقة برابطة المرأة العراقية. وتطورت معارفي اكثر بالحزب, كل اولادنا واقاربنا صاروا مناضلين في صفوفه منهم اولاد اختي( نعيم واخوانه وبقية اولادنا ). وبعد انقلاب شباط الاسود واطلاق سراح نعيم اختفى في بيتنا ورفض الذهاب خارج العراق حيث كان يقول: ما اعوف الحزب بهذا اليوم.....وصاربيتنا يضم اجتماعات مناضلين لا اعرفهم ليس على شكل مجموعات بل افراد يجتمعوت مع ابن اختي نعيم. وهو الان زوج ابنتي ماجدة نعمة الزهيري.

وبعد فشل انتفاضة الرشيد 3 تموز 1963, القي القبض عليه في بيتنا. وكنا نحسبه بعداد الشهداء تحت التعذيت, ولكنه عاش. واعدم من اقاربنا عبد الواحد الزهيري وهو ابت خالي راشد ومهّتم الزهيري, وغيرهم....سجن نعيم 8 سنوات وذهبت الى معسكر الرشيد في يوم المحاكمة ولما علمت بصدور الحكم حيث اشا ر لي باصابعه 8 سنوات, ملأت المعسكر بالهلاهل.

وبعد سنوات وبتزكية من احد اقاربنا, سامي لفتة, وكذلك من نعيم نفسه, جاء الينا كريم عزيز, حيث كان في السجن العسكري رقم ( 1 ) مع نعيم فسكن معنا في البيت في نفس الغرفة التي سكن فيها اخي فرج جابروقد حكم علية 12سنة لمقاومتة الانقلاب, ثم سكنها نعيم وها هو كريم يسكنها ايضا, كان كريم مثقـفا وكريم النفس ومؤدب.

وفي احد الليالي الشتوية طوّق بيتنا وانهال علينا الرصاص وتركز اطلاق النار على الغرفة التي يسكن بها كريم وينام معه زوجي ( نعمة فضل), كريم بادلهم اطلاق النار وجرح العديد منهم الى ان سقط شهيدا.

فقادونا الى الامن العامة ،وبعثرت وسرقت كل موجودات البيت وكان التحقيق قاسيا ،شتم والفاظ نابية وضرب مبرح،علي وعلى ابنتي ماجدة، وكانت على يدي طفلتي ،فكان المحقق (حازم رجب ) يضربني ويقول ارمي طفلتك وسوف اعلقك في المروحة ،عائلة كلكم شيوعيين و(كريم) شيوعي خطر اراد ان يفجر ثورة ضدنا ويمحونا من الوجود ولقد عرفنا ذلك من خلال البيانات التي عثرنا عليها ، فتدخل (مالك سيف )الذي كان في غرفة التحقيق وقال انها امراة بسيطة ولا يوجد لها دور معهم ولا تعرف ان (كريم) مطلوب للدولة، فتركوني وتركز التعذيب على ابنتي (ماجدة) وقد انكرت علمها باي شيء .

ارسلونا بعد انتهاء التحقيق الاولي الى سجن النساء في باب المعظم ،وهناك وضعونا في الممر الى حين انتهاء التحقيق، لقد اهتمت بنا الاخوات السجينات السياسيات كثيرا وجلبن لنا بعض الفراش والحليب لطفلتي الرضيعة وطفلي الاخر وكان عمره 4 سنوات ، لان اسماءنا اذيعت من راديو صوت الشعب العراقي ومن راديو موسكو ايضا ، وبعد شهر من المعانات جاءت الينا (زكية شاكر) ممثلة السجينات وهي زوجة الشهيد علي الوتار ونقلتنا الى جناح السجينات السياسيات واستقبلننا بالتر حاب الكبير واذكر منهن ،ليلى الرومي و وجيهة الصفار وام عواطف وام سعد وام فاضل ونرجس الصفار وروضة عبد الليف ورهبية زوجة المناضل ( ابراهيم محمد علي)

كان ولدنا عبادي وقد ترك المدرسة واخذ يشتغل ليوفر لنل بعض احتياجاتنا ..... اما زوجي فقد ارسل الى موقف خلف السدة الشرقية .

اطلق سراحنا في عهد عبد الرحمن عارف بعد ان امضينا ما يقارب السنتين في السجن .

انني فرحة بما قدمته عوائلنا للحزب الشيوعي وعلى طريق الكادحين.




زكية جابر عبد الزهيري

مواليد 1922



السيدة زكية جابر وابنتها ماجده نعمه

ما هي ذكريات السيدة ماجده ؟

أنا من مواليد 1945/ العمارة ، أثر ثورة الرابع عشر من تموز1958 ، حيث كنا في بغداد ، باب الشيخ عمر ، تفتحت أمامي آفاق جميلة ، فصرت عضوة في رابطة المرآة العراقية و أشارك في تأدية بعص المهام، كمساعدة النساء في البيوت وحضور الندوات ، لقـد كانت وداد ( ام خطاب ) وحمدية عنيد من ابرز الرفيقات العاملات في مجال المرأة ... وقد تم ترشيحي للحزب وكان اسم مسؤولتي نفيسة، لكنني لم استلم العضوية بسبب انقلاب شباط الاسود ...

أنخرط معظم شبابنا في المنظمات الديمقراطية وفي الحزب الشيوعي العراقي خصوصا ً، وفي تموز عام 1960، ذهبنا أمي وأنا وعمي المناضل فاضل غضب عبد الى محطة قطار بغداد، الذاهب الى البصرة حيث أرسل نعيم الزهيري الى سجن العمارة عندما صدر الحكم علية من قبل المجلس العرفي العسكري الثاني، وبعد خروجه من السجن، صدر علية الحكم ثانية ولكن غيابيا وأختفى في بيتنا ، في ذلك الوقت كان الصراع محتدم بين القوى التقدمية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي وبين قوى الردة والتآمر....

تعلمت الكثير من خلال وجود نعيم في بيتنا ، عن الحزب وأهدافه ، والنضال بين الجماهير... سافر نعيم الى الخارج لتكملة الدراسة ،اواخرالشهر العاشرسنة 1962 فقبض عليه في مدينة الرطبة وأودع معتقل باب المعظم ، وكنت أزوره بأستمرار مع والدته( خالتي ) أو مع أمي أو بعض آقاربي.

نكللت سياسة قاسم في ضرب القوى الوطنية وأعطاء المجال الى الرجعية لترفع رأسها ثانية وبشكل شرس وانتهت بأغتيال الجمهورية في 8 شباط الأسودعام 1963. وكان نعيم لا يزال في المعتقثل، ولأن الدعوة كانت تزوير جواز سفر وليست سياسية أطلق سراحه بكفالة 200 دينار تكفله عمي وأتى به الى بيتنا. كنا نخاف عليه كثيرا لأن الأخبارالتي تصلنا من مدينة العمارة تفيد بوجود أعترافات كثيرة علية، أضافة الى أنه محكوم غيابيا، ثلاث سنوات ووضعه تحت مراقبة الشرطة لمدة سنه واحدة...

:كان نعيم يخرج في الليل فقط لتأدية بعض المهام ويرجع الى البيت وكنت أساعده ، في أخفاء بريد أو أيصال خبر لرفيق معين أو أستلام رسالة أو تزويده بأخبار. اذكر اننا حفرنا حفرة قرب باب الدار بجانب التنور،وأخفينا فيها قناني بنزين يخترق سداداتها فتيل من القطن ، وكان يناديها : سيأتي يومكم !!

كان يزورنا بعض أقاربنا من العسكريين مثل الشهداء عبد الواحد راشد ومهتم مجيد أضافة الى حسيب ويجلسون أنفراديا مع نعيم ، وكذلك كان يزورنا فاضل ،الذي يعمل ( جايجي ) في سوق الصاغة ..واخرين لا اعرفهم

والدي يزوّدنا دائما بالأخبار ، وكذلك بعض أقاربنا ، وكان الحديث دوما يدور عن الأعتقالات ، والثورة الكردية ، والشارع . وما تذيعة شبكات الأخبار في الأيام الأخيرة من تنفيذ الأنتفاضة ، كان نعيم قلقا جدا ويبدو علية الّّهم ...حصلت والدتي على. موافقة من الحاكم العسكري انذاك لزيارة خالي في سجن نقرة السلمان ، وكان أخي الصغير ماجد رضيعا فتركته عندنا وسافرت مع أبن خالتي سليم الى السجن المذكور ، وكان ذلك يوم 2/ 7/1963. وفي نفس اليوم جاءت أبنة عمي بزيارة لنا ، وكانت طالبة في كلية التربية وسبق أن أعتقلت في فعاليات النضال لتحقيق السلم في كردستان ، وتحدثت كثيرا مع نعيم ، ويبدو أنها جاءت بمهمـة اذ كانت تريد أن تأخذه الى مكان معين ... وفي مساء ذلك اليوم وفي الليل كانت الحركة كثيفة جدا ونشطة وقد رتب نعيم بعض الأشرطة البيضاء والحمراء... ونمنا في ساعة متأخرة ، لكن نعيم لم ينم ، وترك الراديو مفتوحا ...وفي الفجر تكلم مع والدي فذهب الأخير ورجع مسرعا ، وقد صفق كفيه قائلا ...لقد فشلت : فأصابنا الكدر وبكيت كثيرا وترك نعيم البيت وسكن لدى أقاربنا ، قريبا عنا ، وأنتشر خبر الثورة التي كادت أن تكون المنقذ للشعب.




لقد هز الحدث بغداد والمحافظات الأخرى ، ووصلتنا بعض الأخبار عن أن بعض أفراد الحرس القومي لفوّا رشاشاتهم ببدلاتهم ورموها في نهر ( شطيط) في باب الشيخ. وساد الوجوم والحزن على الناس ، الكل خائفة؛ البعثيون الذين تصورا القضاء النهائي على الحزب الشيوعي العراقي .. وأذا بالشيوعيين يقومون بثورة ...! وأنصار التقدم حزنوا لأن الثورة فشلت ... !! وفي نفس اليوم 3/ 7والأيام التالية شنت الحكومة حملة هستيرية في الأعتقالات لم ينج منها ألا القليل ، كنت أزوّد نعيم بأسماء الذين أعتقلوا ،وفي يوم 6/7/ 63 قررنعيم ترك البيت البديل وأبداله ببيت أخر وبذلك اتى الى دارنا لغرض ايصال الخبر، وفي أقل من نصف ساعة طوقت الدار ودخل ضابط وأفراد من الجنود وسألوني عن نعيم فقلت لا أعرفه ، لكن نعيم خرج من الغرفة فبصق الضابط عليٌ وضرب نعيم وقيدوا يديه الى الخلف وأخذوه، أن أحد المشاركين في الثورة قادهم الى بيتنا ، ويا للعنة الصد ف وسخرية القدر!! ذهب والدي الى بيت أخيه في البصرة لحين أنكشاف الأمور ..أما بيتنا فكانت فيه مناحة حقيقية وما يشبه المأتم ، أعدم أو سيعدم نعيم ، وشاع الخبر السئ ، لكن نعيم لم يمت أذ بعد عدة أسابيع تمكنت والدتي وخالها والد الشهيد عبد الواحد من مقابلة نعيم وعبد الواحد المحكوم بالاعدام مقابلتهما في السجن العسكري رقم (1) وكانت جراحات نعيم لم تندمل بعد ، وملابسه قد جفت عليها الدماء ... أذكر أن قال لي نعيم يوما ، أثناء التحضير للأنتفاضة : أذا أعتقلت أو سجنت او أبتعدت سنتراسل ، نكتب بين سطور الرسالة أو داخل مظروفها بالحبر السري وهو ماء البصل أو ماء الليمون ، ونضع أشارة على الورق الذي يحتوي الرسالة السرية . ولدى أعتقاله في سجن رقم واحد كنت أزوّده بالأخبار بأستخدام ( الحبر السري ) أكتب في داخل الكيس الورقي الذي أضع فيه بعض الملابس فيستخرج رسالتي بأستعمال حرارة السيكارة ويقرأها ، أما رسائله فأني أستخدم المكوى .. في صيف 1964 حكم نعيم ثمان سنوات وأرسل الى سجن نقرة السلمان ، وفي موقف السراي وهو محطة التسفيرقابلته وهو في موقف التسفير فسألني عن أخبار الحزب فقلت له اصدر الحزب بيانا بأنبسطت أساريره وقال :: هل جئتني بنسخة ؟

قـلت : بيان كسيف !! يقول فيه أن السلطة وطنية ، تصور الأن طلع عبد السلام عارف وطني جدا !! لقد نسي الحزب ضحايانا ونسى كل شئ ، السلطة وطنية !؟؟ فتألم ، سأصل الى نقرة السلمان وأعرف كل شئ ، قال ذلك وأغلق الموضوع... رجعت الى البيت. كسيرة الجناح مهمومة مظيومة ، ومضت الأيام وأذا بوالدي يستصحب شابا للسكن معنا في البيت فأفرغنا الغرفة التي كان يسكنها خالي وقد حكم 12 سنه لمقاومته أنقلاب شباط الفاشي، ثم سكنها نعيم ، وسجن 8 سنوات ...فماذا عن الساكن الجديد ( كريم عزيز) كان كريم عزيز شيوعيا ، قاوم الأنقلابيين وعند فشل المقاومة هرب الى أيران ، وبعد أنقلاب 18/ تشرين ثاني / 1963 ، سلمته الحكومة الأيرانية الى الحكومة العراقية ، كان كريم نأئب ضابط ، مقدام ، وهو الساعد الايمن للضابط الوطني المعروف سعيد مطر..




في بيتنا ثورة جديدة ....

نحن الأن في أواخر عام 1964 ، كنت أحدس أنه شيوعي متخفي ..وكان حدسي أستنادا الى ما المح به أقاربي سامي لفته ( عريف في الجيش وكان سائقا لدى وصفي طاهر) حيث كان يشدد على رعايته وأن تكون عيوننا ساهرة عليه ، ونخبره عن كل حركة مريبة في الشارع أو حتى عن أي خبر يشاع ، كنت أنا متحمسة أيضا لأسقاط النظام الذي أهان الشعب وأوغل بالجرائم ، واريد ان نقيم سلطة الكادحين على انقاضه، فكنت أقبل ما يكلفني به كريم ببعض الأعمال ، كأخفاء بريد ( وبالأخص دفتر أسود) فيه أسماء ليست قليلة ، أو مراقبة الشارع وتشمم الأخبار من الأقارب والدعاية بين المعارف من عوائلنا ،او كسب البعض للمساهمة .... وغيرها. كان يتردد على بيتنا أبن عمتي ناصر شنان وأخرين ، ولكنني كنت مرتابه من دخول أحد أقارب كريم وهو شاب متهور اسمه ( عدنان ) فكنت أتوارى أذا دخل البيت ، وبالفعل صدق حدسي ، فهو أول من أعترف عليٌ وأتهمني بأخفاء الدفتر الأسود الذي يحتوي الأسماء،ولم

اكن انا الوحيدة التي اعترف عليها عدنان ، اذ اعترف ايضا على نجية خريبط التي كانت المراسلة الحزبية... كان خبر القيام بثورة ضد النظام قد أنتشر بشكل كبير وصار على آلسنة الناس ، وكان تفاؤلهم واضحا ... ومن ذكرياتي أن رجلا مسنا مشلول رث الثياب كان يأتي الينا في الليالي ويجتمع مع كريم في غرفته ، ويخرج في ساعة متأخرة من الليل ، مثل أخرين ...وكنت أقول لوالدتي !! أذا نجحت الثورة ، سأسميها ثورة ، المشلولين !! ولا أعلم أن هذا المشلول الذي يزور بيتنا هو سعيد مطر الضابط الوطني الكبير وكان يتصنع الشلل والتسول .

في ليلة شتوية صحونا على أطلاق نار كثيف تركز على الغرفة التي ينام فيها كريم ووالدي ثم صار تبادل لأطلاق النار ، لقد قاوم كريم ببسالة وأنتحر بأخر أطلاقة من مسدسه وكان ذلك قبل تنفيذ الثورة المرتقبة بساعات ...هجم الجنود علينا وأستباحوا البيت ونهبوا بعض الأثاث وأقتادونا ، والدي وأمي وأنا ، وحملوا جثة كريم ، وسط الشتائم واللعنات والكلمات البذيئة . حملت أمي طفلتها الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها الشهر ونصف الشهر ، اما أخوتي الصغارفقد دسوا أنفسهم بين الأثاث المبعثر .. سأقونا الى مديرية الأمن العامة وعزلوا والدي عنا ، تعرضت الى الضرب المبرح بالكابلات وشد الشعر والرفسات وكأني كرة تتقاذفني الأرجل ، كانوا يصرخون بهستيريا ويكثرون من السباب والألفاظ البذيئة حتى الصباح ...ثم طلبوا مني أن أعترف عن دوري ب(المؤامرة) ومن هو معنا؟ فأنكرت معرفتي بكل شئ ،وادعيّت انني ضيفة في هذا البيت وفي زيارة الى بيت عمي!ومما ازاد الحقد عليٌ هو أعتراف ( عدنان) المذكور

بأني أخفي الأوراق السرية ودفتر الأسماء ....؟ أستمر التعذيب بكل الوانه أسبوعا ، بما فيها التهديد بالأغتصاب فجن جنوني ولم أتذكر ما كان يجري على لساني وأنا أصرخ وأشتمهم... وبعد ( اسبوع ) أرسلونا ، أمي وانا بعد أن نالت قسطها من التعذيب وأختي الرضيعة واخي الصغير وأنا الى سجن النساء . أذيعت أسماءنا من راديو موسكو ومن أذاعة صوت الشعب العراقي ،وبذلك صار علم لدى رفيقاتنا السجينات السياسيات عنا . حال وصولنا الى السجن وضعونا مع السجينات الاعتياديات ( الجرائم غير السياسية ) سألت والدتي عن السياسيات فبادرت احدى السجينات العاديات الى اخباررفيقاتنا، فجاءت ممثلة السجينات السياسيات السيدة ( زكية شاكر ) وأخذونا الى جناح اخر وزودننا بالافرشة والشراشف وحليب للطفلة واغذية لنا الى ان انتهى التحقيق معنا بعد ثلاثة اشهر ،وتم نقلنا الى جناح السجينات السياسيات ... وفي السجن بالرغم من الأحترام الكبير لنا ، لكننا لم نستفد شيئا من الامورالسياسية فلا محاضرات ولا دروس ولا أجتماع الا ما ندر .لقد تأثرت كثيرا بالرفيقات ،ام فاضل( نرجس الصفار) ،وجيهة الصفار ، ليلى الرومي ،وفاضلة الطائي ورضية الصفار، وبنات الحكيم وروضة عبد اللطيف وغيرهن .. وقد أستمرت العلاقة بيننا حتى بعد خروجنا من السجن ، ولحد الأن فأني على أتصال دائم بأم عواطف ( رضية الصفار) وزوجها سليم أسماعيل في ألمانيا .. وبعد أنقلاب البعثيين الثاني 17/تموز/1968، أطلق سراح نعيم من سجن الموصل حيث حجز بعد أنهاء محكوميته ... أرجع نعيم الى الوظيفة ـ معلم ـ وعين في أحدى قرى أربيل وتزوجنا في 14/تموز /1969، وكان وضعنا المادي سئ جدا جدا وأستمرفي ممارسة عمله الحزبي ، ثم نقل الى مدينة الحلة وأستمر في عمله النضالي حتى يوم 6/12/ 1978،حيث اشتداد الهجمة الفاشية على الحزب الذي عقد جبهة مع اعداء الامس !! فتركنا كل شئ وأتجهنا الى بغداد ، وبعد أقل من شهر تمكن نعيم بواسطة شقيقتي وهي شيوعية حيث أحضروا له أوراق رسمية بأسم مستعار وبمساعدة أحد معارف أخي من العاملين في دائرة الهجرة ، رتب له جواز سفر فسافرالى الخارج، أما أنا فقد ذقت الأمرّين من الأستدعاءات المتكررة من قبل الامن والمنظمات الحزبية والرقابة والخوف على أطفالي خلال ثلاث عشرة سنة ، الى أن التحقنا به في كانون اول من عام 1992في كردستان في مدينة دهوك ... ولكن كردستان أيضا كانت قلقة بالنسبة لنا ، وبأمر من الحزب سافرنا الى سورية ومن ثم الى الدنمارك ، حيث نحن الان ...




ماجدة الزهيري

أم واثق




يقول عبادي نعمة فضل / مواليد 1950

كنت أنذاك ابن الثالثة عشر من عمري ، ولم أفقه ما يدور حولي من احداث بشكل واع ، فقط أن أبن خالتي نعيم كان يسكن معنا بعد خروجه من السجن، وأتذكر الأعتقالات الكثيرة والهلع الذي أصاب الناس في وبعد الثامن من شباط/1963 ، واتذكر أن والدي ونعيم عندما ينامان في ساحة الدار يضعان الراديو قرب رأسيهما. وفي فجر أحد الأيام أختفى نعيم ثم عاد الى البيت وكلفني أن أذهب الى عمي أبو غريب الذي يسكن في العلوية وأخبره فيما أذا كان لديهم أمكانية أستضافة نعيم لمدة ثلاثة أيام؟ فذهبت الى السوق وأخبرت أبو غريب، فرفض ذلك لانه كان معتقلا وأطلق سراحه. وعدت الى البيت مسرعا فرأيت في الشارع سيارات عسكرية وبينهم نعيم ويديه مربوطة الى الخلف و محاطا بالجنود ، ثم دفعوه الى داخل أحدى السيارات ، ولما وصلت البيت وجدت والدتي تلطم على وجهها وتنوح وأختي كذلك، لقد أعتقل نعيم وأشيع خبر أعدامه.وبعد مدة شاهدت جثث الشهداء حافظ الخياط وثلاث جثث أخرى مشنوقة ومعلقة على اعمدة من الخشب في منطقة االخندق وخلف السدة الشرقية. كانت تلك بدايات كرهي للبعث، وتشكل وعيي السياسي ، وحبي للحزب الشيوعي.

ومضت السنوات ، وأذا يسكن معنا شاب في نفس الغرفة التي كان يسكنها خالي فرج ( حكم 12 سنه لمقاومته الأنقلابيين) ونعيم كذلك . كان كريم شخصا لطيفا ومؤدبا ذو ثقافة جيدة ، فتعلقت به كثيرا، فكان يكلفني ببعض الواجبات . وكان يكثر من التردد على كريم ، بعض أقاربنا ن ومنهم نصوري شنان وسامي لفته وغيرهم ....

في أحدى الليالي وبتكليف من كريم ذهبنا سامي وأنا الى ساحة الطيران وكان بأنتظارنا رجل مسن شبه مشلول يجلس على الرصيف ، تكلم معه سامي ثم سرنا في أزقة كمب الأرمن والرجل يتبعنا و عرجنا على منطقة الخندق حيث بيتنا، ودخلنا ودخل الرجل معنا، ويبدو أنه كان يتصنع الشلل، عرفت فيما بعد هو المناضل سعيد مطر الضابط الوطني المعروف، وأمثلة أخرى مشابهة. وفي ليلة شتوية أفقت على زخات الرصاص على بيتنا وبالأخص على الغرفة التي ينام فيها كريم ووالدي، وحدثت مقاومة من قبل كريم وجرح قسما من المهاجمين ومنهم ضابط آمن عرفنا ذلك فيما بعد وأنتحر كريم في أخر أطلاقة....أستباحت القوة المهاجمة البيت؛ وأنا وأختي خبئنا أنفسنا بين الأفرشة المكومة في غرفتنا ، فأقتادوا أبي وأختي الكبيرة وأمي وصغيرتها الرضيعة وأخي الصغير . تكفلت العمل لتغطية مصاريف الأهل في السجن، وصرنا مشردين بين بيوت أقاربنا الى و بعد حوالي سنتين اطلق سراح ابي وامي واختي. وفي الحرب العراقية الأيرانية ساقوني الى الخدمة العسكرية كأحتياط ودفعوني الى الصفوف الأمامية ، ولكن تدخل أحد الضباط وكان يتعاطف معي ويكثر من أعطائي الأجازات ، كما كان يمزق التقارير البعثية المرسلة ضدي. ولدى أطلاق سراح نعيم وتزوجه من أختي الكبيرة ماجدة، بعد أنقلاب البعثيين الثاني وفي الهجمة الشرسة على الحزب اختفى نعيم وترك عائلته عندنا وسافر ا الى الخارج ومن ثم التحق بقوات أنصار الحزب الشيوعي ،تكفلت معيشة أختي وأطفالها الثلاث وحمايتهم والمحافظة عليهم.

ختاما أنا مسرور لما قدمته من مساهمة للحزب في نضاله ولا زلت من أصدقائه المخلصين.




هذه نبذة مختصرة جدا عن حياة عائلة ، حافلة بالنضال والتضحيات والأمل



#نعيم_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناضل من بلادي - مع مذكرات المناضل جبار عبود لفتة ابو نضال ا ...
- مناضل من بلادي - مع مذكرات المناضل جبار عبود لفتة ابو نضال ا ...
- قصة نفق سجن الحلة المركزي 8
- قصة نفق سجن الحلة المركزي ( 7 )
- قصة نفق سجن الحلة المركزي 6
- قصة نفق سجن الحلة المركزي 5
- قصة نفق سجن الحلة المركزي -4
- 3 قصة نفق سجن الحلة المركزي
- قصة نفق سجن الحلة المركزي - 2
- قصة نفق سجن الحلة المركزي 1


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نعيم الزهيري - ذكريات حية على بطولات نادرة، لروح المناضل نعمة فضل عبد الزهيري