أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم محمد الزعنون - محدودية الضربة لسوريا بين المصالح الدولية وغياب البديل














المزيد.....

محدودية الضربة لسوريا بين المصالح الدولية وغياب البديل


سليم محمد الزعنون

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 03:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الآونة الأخيرة احتدم الجدل بين الباحثين حول السيناريو المحتمل للتدخل العسكري الدولي في سوريا؛ فبينما يرى البعض أنه سيكون على غرار التدخل العسكري الدولي في كوسوفو عام 1999؛ يرى البعض الآخر أنه سيكون أقرب إلى تجربة حرب" فجر الأوديسا" في ليبياعام 2011؛ غير أن اختلاف دوافع إهتمام الغرب ببلد أوروبي وبآخر عربي متوسطي؛ يجعل التدخل العسكري الدولي في النموذج السوري أقرب لتكرار الحرب التي شنها الغرب على النظام الليبي بالتعاون مع قوى محلية مسلحة.
بيد أن المقارنه بين النموذجين الليبي والسوري تؤشر إلى أن الغرب تلكأ وماطل وامتنع حتى عن توفير مناطق حظر جوي لحماية المدنيين السورين على غرار النموذج الليبي؛ وهو إذ يقرر الآن التدخل تحت ذريعة عقاب النظام على استخدام الأسلحة الكيماوية؛ فإن ذلك يؤشر لوجود أهداف خفية؛ لا يمكن فهمها بمعزل عن البيئة الموضوعية التي تحدد شكل وطبيعة الحركة للفاعلين الدوليين؛ فالبيئة الداخلية ما زالت تشهد غياب البديل القوي والمتماسك للنظام؛ والبيئة الدولية تشهد تجاذبات شديدة حول المصالح والنفوذ.
أولاً: غياب البديل.
أعلن الناطق باسم البيت الأبيض "جاي كارني" قائلاً " إن الخيارات التي تتم دراستها حول سوريا لا تتعلق بتغير النظام"؛ وجاءت تصريحات المسؤولين الأمريكين متسقة مع تصريح "كارني" بقولهم "إن الضربات ستكون محدودة وتستمر ثلاث أيام؛ وهي تهدف إلى توجيه رسالة إلى الرئيس السوري وليس لتدمير قدراته العسكرية ".
وفقاً لهذا المنظور فإن الولايات المتحدة قررت بعد سنتين ونصف التدخل في النموذج السوري؛ وتوجيه ضربة محدودة من أجل (عقاب) وليس (اسقاط) النظام؛ إن تفسر ذلك يعود إلى أن الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص في مأزق مزدوج؛ فمن جانب يشكل انتصار النظام السوري على المعارضة انتصار لإيران، وهو الأمر الذى لا يمكن أن يسمح به الغرب؛ وعلى الجانب الآخر يؤدي انتصار المعارضة واسقاط النظام إلى وصول الحركات الإسلامية المرتبطة برؤى تنظيم القاعدة "كجبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"لواء الإسلام" لسدة الحكم؛ بوصفها الأكثر تأثيراً بالمفهوم العسكري على الساحة السورية.
في هذا الإطار يمكن أن نفهم محدودية الضربة وعدم العمل على اسقاط النظام في الوقت الراهن؛ فإسقاط النظام يتطلب التفكير في انضاج البديل الذي يتسق مع رؤى الغرب ومصالحه؛ وهذا غير متوفر حالياً؛ وإن وجد فهو ضعيف وغير متماسك؛ ويعزز هذه الرؤية تصريح قائد أركان الجيش الأمريكي "مارتن ديمبسي" بتاريخ 22 آب/اغسطس قائلاً " لا يوجد بديل نحن نعمل كي ينضج البديل الذي يحقق مصالح الشعب السوري ويحقق مصالحنا كأمريكان".
وفقاً لهذه الرؤية فإن إسقاط النظام السوري في المدى المنظور غير وارد؛ ولكن محتمل على المدى البعيد؛ وهذا مرتبط بعملية معقد ومركبة قائمة على انتاج البديل.
ثانياً المصالح الدولية.
تؤشر تجربة التّاريخ إلى أن أحد مسلمات العلاقات الدولية قائمة على أن الدول لا تتحرك وفق معايير الأخلاق أو الدّين أو الرّوابط القومية بل وفق مصالحها أولا وأخيراً؛ فالسياسة الخارجية للدول لا تعبر بالضرورة عن رغبات شّعوبها. وفقاً لهذه الرؤية ينتفى التدخل الإنساني؛ وتصبح الديمقراطية وحقوق الانسان وحماية الحريات مجرد أدوات في يد الغرب والولايات المتحدة لتبرير تدخلهما في شئون الدول الأخرى.
ويأتي تحرك الولايات المتحدة في اطار تحقيق مصالحها وإدامة الهيمنة على النظام الدولي في سياق التنافس المحتدم مع الصين وروسيا؛ بوصفهما قطبين صاعدين ينافساها على الموارد ومناطق النفوذ؛ وسعت الولايات المتحدة لتحقيق ذلك في اتجاهين:
الأول: تفجير الأزمات في المحيط الجغرافي لهذه الدول؛ وبالنظر للأزمات في العالم نجدها تمتد من الشرق الأوسط باتجاه أفغانستان وباكستان وتقترب من تخوم الصين وروسيا؛ إن تحول المحيط الجغرافي لهذه الدول لساحة أزمات مسلحة سينهكها ويهدد تقدمها في المنظور البعيد والمتوسط؛ وبالتالي فإن الولايات المتحدة تتحكم عن بعد بأزمات المنافسين الأكبر لها من خلال انتشار الحروب في المحيط الجغرافي.
الثاني: أعلنت الولايات المتحدة نهاية عام 2012 استراتيجيتها الجديدة Pacific Pivot"" القائمة على نقل 60% من قواتها إلى المحيط الهادي؛ مقابل 40% في المحيط الأطلسي؛ وتؤشر الممارسة العملية إلى أن هدف هذه الاستراتيجية بالأساس مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد في أسيا والمحيط الهادي؛ ومواجهة أي فعل عسكري عدائي للصين. في هذا السياق نفهم تفجير واطالة مدى الأزمة السورية؛ فسوريا حليف استراتيجي للصين وروسيا؛ واستمرار الأزمة فيها يؤدي لاستمرار حالة من عدم الاستقرار في أسيا.

في المحصلة فإن الضربة العسكرية لسوريا محدود؛ ومحدوديتها تكمن في اتجاهين: الأول غياب البديل القادر على تحقيق مصالح الغرب؛ على اعتبار أن البديل المتوفر حالياً يتمثل في الحركات الإسلامية الأصولية؛ أثراً لذلك ستكون الضربة مزدوجة تهدف لشل قدرات النظام؛ وضرب المواقع الاستراتيجية للحركات الأصولية؛ والتي تخشى الولايات المتحدة من زيادة وامتداد نفوذها وتأثيرها، والثاني تحرك الولايات المتحدة في اطار تحقيق مصالحها وإدامة الهيمنة على النظام الدولي في سياق التنافس المحتدم مع الصين وروسيا؛ بوصفهما قطبين صاعدين ينافساها على الموارد ومناطق النفوذ






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمقاومة أشكالٌ أخرى...محمد عساف نموذجاً
- صحيفة الشعب الجزائرية: نصفُ قرنٍ من العطاءِ المتجدد


المزيد.....




- ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى
- فرنسا: قضية -المجوهرات المخفية- للوزيرة رشيدة داتي تعود إلى ...
- قضية اختطاف وقتل الطفلة الجزائرية مروة تثير تساؤلات عن ظاهرة ...
- تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة ...
- من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم ...
- قتيلان على الأقل في موجة حر شديدة وفيضانات تجتاح إيطاليا
- دعم خليجي متجدد للبنان.. تأكيد على الأمن والاستقرار والتنمية ...
- شبهة تجسس ـ برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها ...
- ماكرون يبحث مع بوتين الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا في ...
- عاجل| ترامب: رفعت العقوبات عن سوريا من أجل منح البلاد فرصة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم محمد الزعنون - محدودية الضربة لسوريا بين المصالح الدولية وغياب البديل