أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حنان أتلاي - حكاية عن جماعة حسن ابن صباح















المزيد.....



حكاية عن جماعة حسن ابن صباح


حنان أتلاي

الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 10:51
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



هناك اهتمام غير قليل يوليه الكتاب ودور النشر الغربية بموضوع الحشيشيين وكثرت الكتب والحكايات حول " الحدائق السرية". وهناك في لندن معهد الدراسات الاسماعيلية يعتبر مرجعا غنيا للمعلومات عن هذه الجماعة التي عاشت وانتهت في حقبة من الزمن. ربما اكتشافهم الان يعود الى محاولة الربط بينهم وبين تنظيم القاعدة والانتحاريين وقد يكون اسامه بن لادن قد سبقهم في هذا الاكتشاف. ولكن هذا لم يكن ما شدني للحكاية وانما نكهة التاريخ وورود اسم عمر الخيام هو الذي دفعني الى الوقوف عند هذه الحكاية والعمل الى نقلها الى القارئ ، رايت فيها عينة من النسيج الدقيق لتلك الحضارات الشرقية والاسلامية التي انارت العالم في حقبتها الزمنية. وفي هذه الوقفة القصيرة رايت بان الشدة والمكر والتآمر والاغتيالات تحت غطاء المغالاة في الدين واستثمار الدين لم تكن في صلب الدولة الاسلامية في الحقيقة وانما الدولة الاسلامية حينها عانت كما تعاني الدول الحديثة اليوم من نوع مماثل من الارهاب والابتزاز. ورايت في هذه الحكاية ان الجماعات الارهابية وان عزلت نفسها وتحصنت خلف القلاع والجبال فانها في الحقيقة انسلخت من الدولة والمجتمع بشكل ما.
ولكن هذا لم يكن اكتشاف الغرب الاول للحشيشيين فقد سبق واكتشفوهم اثناء التحضير للحروب الصليبية:
في عام 1332، عندما اراد ملك فرنسا فيليب السادس التحضير لحرب صليبية جديدة من اجل استعادة الاراضي التي خسروها امام الفتوحات الاسلامية، كلف راهبا المانيا اسمه بروكادوس Brocadus بكتابة بحث من شأنه ان يكون مرشدا للملك في حملته هذه. بروكادوس كان قد قضى فترة من حياته في ارمينيا ولهذا فان جزأ مهما من بحثه تناول المخاطر التي كانت في انتظار الحملة العسكرية المزمع شنهاعلى الشرق وما يمكن اتخاذه من تدابير تجاهها. يقول بروكادوس في بحثه :
"من بين هذه المخاطر هناك القتلة المأجورون، هؤلاء يجب لعنتهم وطردهم، يبيعون انفسهم، يعيشون على دماء الناس الابرياء. مثل الشيطان يعتبرون انفسهم مخلوقات من النور يندسون بين الاقوام المختلفة يتكلمون لغتهم ويتقمصون عاداتهم ويغيرون اشكالهم حسب المكان الذي يذهبون اليه: هم ذئاب بجلد الخراف وعندما يتم كشفهم تكون نهايتهم، فهم يختفون ويتلاشون. لهذا يبذلون جهدهم في التخفي. من اجل الدفاع عن النفس وحماية الملك توصيتي بان لا يسمح لاحد بدخول قصر الملك ولايقبل استخدام من لا يعرف اصله ومنشأه بشكل اكيد حتى لابسط الاعمال."
وعندما وصف بروكادوس الحشيشيين او قتلة الشرق المأجورين بأنهم محترفون وخطرين فأنه لم ينسبهم الى بلد او مذهب او طريقة او قوم ولا الى دين او اهداف سياسية معينة.
البعض يرجع تسمية جماعة حسن ابن صباح بالحشيشيين الى مادة الحشيش والمتاجرة بها وهناك من يرجع التسمية الى ان تكون اصل كلمة اساسين*assassins اي منفذي اعمال سوء القصد والاغتيالات والقتلة المأجورين ، وقد تكون التسمية ترجع الى الحسن ابن صباح، اي اتباع الحسن، لان هذه الكلمة جائت في تقرير السفير الذي بعثه الامبراطور فردريك بارباروسا الى مصر و سوريا في عام 1175 ملاحظة تتعلق باتباع الحسن بهذا الشكل:
" على حدود دمشق وانطاكيا وحلب هناك قوم من اهل الشرق يعيشون في الجبال يطلق عليهم باللهجة المحلية اسم الحساسيني بما معناه بلغة روما رجال الجبل" **
نلاحظ كيف تتحول كلمة الشرقيين الى سراسين و الشرقي الى سراسينك و اتباع الحسن الى حساسيني وبعدها ربما تحورت الى اساسين اي القاتل الماجور والحشاشين نسبة الى المادة المخدرة الحشيش ولكن كلمة الحشيش كمادة مخدرة لم ترد في أي تدوين يتعلق بجماعة حسن الصباح ولا في المخطوطات المتعلقة بتلك الحقبة الزمنية. اما نسبها الى ما ورد في جحيم دانتي من الكوميديا الالهية فهو امر لا اجده يستند كثيرا الى المنطق لفارق الزمن بين الحسن بن صباح و دانتي. ولو قرأنا جميع ما كتبه الكتاب الغربيين لرايناهم يعتمدون في الحاق تسمية الحشاشين باتباع الحسن بن صباح وارجاعها الى مادة الحشيش على مصدر واحد فقط لا غيره، وهو ما كتبه الرحالة ماركو بولو في تصوراته عن جماعة حسن ابن صباح وهو يصف وادي الالموت و قلاعه عند مروره ببلاد فارس عام 1273 اي بحوالي 150 عاما من وفاة حسنن ابن صباح ( 1124)، و الامر كله يعتمد في صحته على ما اذا كان الرحالة الشهير يتحدث عن واقع رآه ام من وحي مخيلته، يذكر ماركو بولو :
" حسن ابن صباح حول احد اودية جبال الالموت الى حديقة من اكبر واجمل ما يمكن ان تقع عليه عين ناظر. مليئة بكل انواع الفواكه. نصبت فيها خيم وقصور انيقة فارهة . جميعها مفضضة ومذهبة. وسواقي تجري فيها الخمور والالبان والعسل والماء، وهناك عدد من اجمل النساء ذوات النسب الاصيل يعرفن الغناء العذب والعزف على كل ادوات الموسيقى ، ويرقصن بشكل يسحر الناظر. لان الشيخ المسن كان ينوي ان يجعل طلبته يصدقون بان هذه هي الجنة التي وصفها محمد لقومه فجعلها تجسد كل ما يتصوره الشرقيون عن الجنة".
" لم يكن يسمح لاحد بدخول تلك الحدائق. فهي محصنة بقلاع تكفي لصد العالم كله. ولم يكن هناك منفذ اخر لدخول الحدائق. كان حسن ابن الصباح يأخذ الشباب من عوائلهم ويخضعهم لنظام تعليم محكم يبقى معلموهم يحدثونهم عن الجنة وهم في دور النمو بين الثانية عشر والعشرين من اعمارهم كما كان محمد يفعل. وطلبة حسن كانوا يؤمنون بما يقوله كما كان الشرقيون( السراسين) يؤمنون بمحمد. وبعدها كان يدخلهم الى حدائقه على وجبات من اربعة او ستة او عشرة من هؤلاء الفتيان في كل مرة. بعد ان يجعلهم يشربون جرعة معينة من مادة خاصة تجعلهم يغطون في نوم عميق، وبعدها يامر حسن بان يحملوا الى داخل الحدائق ليجدوا انفسهم فيها عندما يفيقون. وعندما يفيقون ويجدون انفسهم في هذا المكان يتصورونه الجنة التي طالما تحدث عنها معلموهم. وكانت الفتيات الجميلات عند متناول ايديهم بما يحب قلب الفتى بهذا العمر.
هذا الامير الذي نطلق عليه هنا الشيخ، يشغل مقاما عاليا بين سكان الجبل البسطاء ويجعلهم يصدقون بقوة بانه نبي عظيم، وعندما ينوي ارسال احد حشاشيه في مهمة ما يأمر باعطاء جرعة اخرى من من تلك المادة لاحد الفتية في تلك الحدائق فيذهب في نوم عميق مرة اخرى ويحمل الى قصره ليجد نفسه عندما يفيق في داخل القلعة وليس في تلك الحدائق وقبل ان يفيق من شعوره بخيبة الامل يقاد الى حضرة الشيخ لينحني امامه بخشوع كبير لاعتقاده بانه الان امام النبي الحقيقي. ويسأله الشيخ من اين هو آت فيجيب بانه آت من الجنة! وبأنها بالضبط كما وصفها محمد في الكتاب المقدس. وهذا يعطي الشباب الاخرون الواقفون حول الشيخ رغبة قوية لدخول تلك الجنة بدورهم."
شيخ الجبل هو الحسن إبن صباح، لا يعرف تاريخ ميلاده بشكل قاطع. ولكن يعرف بانه ولد في اواسط القرن الحادي عشر.ولد في المدينة الشيعية قم من عائلة تؤمن بالائمة الاثني عشر، نزح مع والده الى ري للاقامة. ري كانت منذ القرن التاسع مركزا للدعوة الاسماعيلية (من اتباع الامام التاسع اسماعيل) ولم يتاخر حسن إبن صباح في التاثر بهم. ويصف هذه المرحلة من حياته بهذا الشكل:
" منذ طفولتي وانا في السابعة من عمري كان لي ولع بالمعرفة من كل نوع. كنت اريد ان اكون عالم دين. بقيت اتعلم على طريق اجدادي الائمة الاثني عشر الى ان بلغت السابعة عشر من العمر. وفي احد الايام، تعرفت برفيق اسمه أمير الزرياب كان يتحدث عن الخلفاء الفاطميين. لم اتردد يوما في ايماني بدين الاسلام.الله واحد حي، ابدي، قادر على كل شئ، حاضر في كل مكان، وبنبيه والامام ، دائما امنت بالمباح والحرام، بالجنة والنار، الدين وتعاليمه عبارة عن ما يؤمن ويقوم به الناس وخاصة الشيعة في هذا الحياة.ولم يخطر في بالي يوما ان ابحث عن الحقيقة خارج نطاق الاسلام.
أمير الزرياب رجلا كريما. في اول حديث لي معه قال لي : " تجنب الحديث مثل الاسماعيليين" ولكنني اعترضت عليه بان ما يقوله منافي للدين وجرت بيننا محاججات دينية ، كان يعيب علي ما اقول، اهتز ايماني و لكنني لم اعترف له بهذا ولكن كلماته هذه تركت اثرا كبيرا قي نفسي. قال لي أمير : " عندما تستلقي على فراشك في الليل وتبدأ بالتفكير بما قلته لك سترى بان كلماتي قد اقنعتك."
تولى والد حسن امر تعليمه بين السابعة و السابة عشر من عمره، و بعدها توسع هو بنفسه في دراسة الفلسفة وعلم اللغة. ومن القصص المعروفة عن حسن إبن صباح، هو انه و نظام الملك وعمر الخيام كانوا تلامذة الامام مافيك أنيشابور*. وبأن الثلاثة قطعوا عهدا فيما بينهم لو تسلق احدهم سلم الثروة والحكم سيشارك الاثنين الاخرين معه فيها وبانهم اقسموا على هذا.
هناك شك في صحة هذه الرواية. لان نظام الملك ولد في 1020على اكثر تقدير وقتل في 1092. وعمر الخيام ولد في عام 1048وتوفي في 1131. اما حسن على الرغم من عدم معرفة تاريخ مولده بالضبط الا انه توفي عام 1124. ولهذا فان احتمال ان تكون ايام تلمذتهم في نفس الحقبة ضعيفا،
وكذلك هناك فارق زمني مع ما رواه الرحالة ماركو بولو الذي زار تلك الاماكن بعد وفاة حسن إبن صباح بحوالي مئة وخمسين عاما على الاقل، وربما كان ماركو بولو يتحدث عن شيوخ الجبل الذين توالوا على حكم قلعة الالموت بعد وفاة حسن لولا انه كان يذكر اسم حسن في روايته.
انتشرت الاخبار عن سعة المعرفة التي يتمتع بها حسن بن صباح في علوم الفلسفة و الرياضيات وموهبته في السياسة والادارة وبلغت مسامع الحاكم السلجوقي مليكشاه واثارت اهتمامه فاستدعاه الى قصره .
"عمر الخيام، ابن إبراهيم النيشابوري، نجم خراسان، عبقري ايران والعراق، امير الفلاسفة، عندما كان في سمرقند تعرض لمهاجمة مجموعة من الناس بينما هو ماشيا في احد ازقة المدينة ومثل امام القاضي أبو طاهر، بتهمة السيميائية ( من الكيمياء) أو السحر، استقبله القاضي ابو طاهر بمظاهر الحفاوة والاحترام وراح يكيل المديح لموهبته وعلمه. وبعدها جاء القاضي يصندوق صغير مزين بالنقش المحفور اخرج منه كتابا واعطاه الى الخيام. عندما فتح الخيام الكتاب رأى مئتي وخمسين صفحة فارغة من الكتابة. هذا الكتاب فيما بعد احتوى رباعية الخيام."
استقبل حاكم ماوراء النهر نصر خان الخيام عند تواجده في سمرقند، قدمه القاضي ابو طاهر الى الخان:
" اقدم الى جنابكم العالي عالم خراسان الكبير عمر الخيام، لا يخفي عليه سر نبتة ولا نجمة. "
نصر خان ابلغ القاضي بامتنانه وتشرفه بحضور الخيام امامه ، ولكن الخان لم يكن لديه نية الخوض في مواضيع العلم ذلك اليوم، غير مقدرا لطبيعة ضيفه، أمر قائلا :
ـ املئوا فمه بالذهب.
في هذه الحالة تحتم على القاضي ان يقوم بملئ فم الخيام بالذهب واضعا قطع الذهب التي جيئ بها على صحن قطعة بعد قطعة. وستكون كل القطع الذهبية التي يستوعبها فم الخيام ملكا له أي للخيام!
شعر الخيام برهبة وحيرة من الموقف وظهرعلى وجهه ما يشبه الغثيان. القاضي ابو طاهر فهم الامر وانتابه الخوف، رد طلب للهاكان ممكن ان يتسبب في غضبه، اراد ان يمسك صديقه من ذراعه ليحثه على الاطاعة ولكنه تاخر، الخيام بدأ بقول شيئا :
ـ التمس العذر من حشمتكم فانا صائم ولا يمكنني وضع شئ في فمي.
الهاكان :
ـ إن لم اكن مخطئا فان شهر الصيام إنتهى ومضى عليه اسبوع.
الخيام :
ـ كنت على سفر في رمضان. تركت الصيام وانا في طريقي من نيشابور الى سمرقند. وقطعت عهدا ان ارد ديني.
أصاب القاضي الهلع وتململ من في حضرة الهاكان الذي وجه سؤاله الى ابي طاهر:
ـ انت تعرف قواعد الدين، هل سيفسد صيام الخوجا عمر لو وضع قطع الذهب في فمه واخرجها فيما بعد؟
القاضي اجاب بصوت غير محايد:
ـ لو توخينا الدقة في القول، اي شئ يدخل فمه يفسد صيامه. و يحدث ان يبتلع قطعة ذهب عن طريق الخطأ.
قبل ناصر خان بهذا الرأي رغم انه لم يقتنع به.وسأل ملتفتا صوب عمر الخيام:
ـ ها هذا هو السبب الحقيقي وراء امتناعك؟
أجاب الخيام بعد تردد قليل :
ـ هذا ليس السبب الوحيد.
الخان:ـ تكلم إذن ، ليس هناك سبب لخوفك مني.
و على اثر هذا قرأ الخيام هذه الابيات الاربعة:
وهل ما اتى بي اليك هو فقري؟*
ليس فقيرا من زهدت مطالبه
لوعرفت أن تكرم النزيه والحر
الشرف وليس غيره ما جئت خاطبا
نهض الخان من مكانه و سار نحو الخيام حضنه بقوة امسك بيده وجعله يسير وراءه.
المؤرخون يذكرون بان حاكم ماوراء النهر كان يكن احتراما كبيرا لعمر الخيام وكان يجلسه الى جانب عرشه .
يقال بأن ناصر خان جاء الى سمرقند من اجل تفتيش الجند. كان يعتقد بان جيش السلاجقة سيقومون بمهاجمتهم ما ان تخف حرارة الجو في نهاية الصيف. الخيام كان على معرفة بالسلاجقة منذ صغره. ، يذكر ان المقاتلين السلاجقة حاصروا نيشابور قبل ان يولد اعمر الخيام بعشر سنين، وكان على رأس الجيوش توركت بك وجاغري بك, ارسلوا هذا الخير الى اعيان المدينة:
" رجالكم عصاة، ويقال بأن مياهكم تجري تحت الارض. ان قاومتم ستخرج مياهم فوق الارض التي تقفون عليها ورجالكم سيكونون تحتها."
فقرر اعيان نيشابور تسليم المدينة الى ناصرخان بعد ان اخذوا منه وعدا بان لا يمس ارواحهم واموالهم وطرق مياههم بضرر . بعد ان دخلت الجيوش المدينة هم جاغري بك بالسماح لرجاله باستباحة المدينة وسوقها ولكن توركت بك اعترض على ذلك كونهم في شهر رمضان ولا يمكن استباحة مدينة مسلمة في شهر رمضان. وعندما سمع اهالي المدينة بالامر فهموا ان مدينتهم ستستباح ما ان ينتهي شهر رمضان. وبهذا الشكل عم المدينة خوف كبير.
جاغري بك كان يتذمر من عدم صرف رواتب الجنود منذ اشهر وبانهم جائوا معه للقتال بعد ان وعدهم باستباحة هذه المدينة الغنية ان تم فتحها وهم الان على وشك التمرد. ولكن توركت بك كان يفكر بشكل آخر:
ـ نحن نمر بزمن ما قبل الفتوحات الكبيرة ، هناك العديد من المدن نريد فتحها. أصفهان، شيراز، تبريز، والكثير غيرها لو سمع اهاليها باننا استبحنا نيشابور رغم استسلامها لن تفتح امامنا اي باب بعد الان.
قادة الجيش كانوا من مؤيدي جاغري بك، وفي مشادة اخرى بين الاخوين نهض جاغري قائلا:
ـ تكلمنا كثيرا. ساقول لرجالي المدينة لكم ، ان امكنك ايقاف رجالك فافعل.
لم يجب توركت بشئ، كان في معضلة كبيرة. فجأة قام من مكانه و أخذ خنجره في يده، جاغري ايضا اخرج سيفه من غمده، ثم تحدث توركت:
ـ آبي (خطاب يستعمل للاخ الكبير)، لا انتظر منك اطاعتي. ولا يمكنني ايقاف رجالك. لكن لو اطلقتهم لاستابحة المدينة، ساغمد هذا الخنجر في قلبي.
جاغري توقف للحظة، ثم تقدم نحو اخيه فاتحا ذراعيه وضمه الى صدرة.وبهذا الشكل تم انقاذ نيشابور غير ان المدينة لم تنس ابدا الخوف الذي عاشته في شهر رمضان ذلك.
بعد جاغري وتوركت اعتلى العرش ابن جاغري ألب أصلان. وبعد فترة من الزمن اعلن نفسه حاكما للسلاجقة بعد القضاء على المعارضين من اعيان عشيرة سلجوق وشراء رضى الاخرين. واصبح ألب أصلان اقوى حاكما في زمنه وهو الثامنة والثلاثين من عمره. امتدت امبراطوريته من كابل الى البحر الابيض المتوسط. حكمه كان مطلقا، جيشه مطيع، وزيره كان من اكثر رجال زمانه مقدرة وهو نظام الملك. ودحر جيوش البيزنطيين من الاناضول ومالازكيت.
ألب أصلان كان دائما يريد ان يسيطر على مدينة سمرقند، ولكنه أرجأ الامر بسبب خلافاته مع البيزنطينيين ، وحالات الزواج بين العوائل المالكة للمملكتين اجل استيلاء السلاجقة على سمرقند الى حين. ابن السلطان مليكشاه كان متزوجا من اخت حاكم سمرقند ناصرخان تركان خاتون، كما ان ناصرخان كان متزوجا من ابنة ألب أصلان.
بدأ حاكم سمرقند يشعر بالخوف من عمه (والد زوجته) ألب اصلان لانه بعد ان انتهى من دحر البيزنطينيين فان الدور جاء لفتح سمرقد لا محالة. الخوف كان يعم المدينة، وفعلا الحصار لم يتأخر. كان ألب أصلان يتقدم ببطئ، أظهر قائد احدى القلاع القريبة من سمرقند مقاومة شغلت جيش ألب أصلان لايام و لكنه تغلب عليه و استولى على القلعة. جائوا بقائد القلعة يوسف الهرزمي ليمثل امام ألب أصلان. ألب أصلان :
ـ شدوه على اربعة اوتاد ليتمزق !
يوسف رماه بنظرة مستصغرة وصاح:
ـ هل هذا الجزاء فيه عدل؟ لماذا لا تقاتلني كما يفعل الرجال؟
ألب أصلان لم يرد بشئ. استطرد يوسف:
ـ اتحدث معك يا شكل الحريم!!
قفز السلطان من مكانه و كأن عقرب لدغه. اخذ قوسه المعلق الى جانبه ثبت سهمه و أمر الجند ان يتركوا الاسير. و لكنه أخطأ هدفه و قبل ان يسحب سهمه الثاني هجم يوسف الهرزمي على السلطان و اغمد فيه خنجره الذي كان يخفيه، قبضوا على يوسف في الحال و مزقوه اربا اما السلطان ألب أصلان فلم يعش طويلا بعدها، مات بعد اربعة ايام. و كانت آخر كلماته :
" امس كنت واقفا على مرتفع اتطلع الى جيوشي. شعرت بأن الارض كانت ترتجف تحت اقدامي. قلت لنفسي : ها أنا حاكم هذا الدنيا! من يمكنه ان يطاولني؟ ألله بعث لي باسفل الخلق. أسير مغلوب عليه في الحرب، محكوم. ظهر اقوى مني و أصابني بضربة قاتلة. حرمني من عرشي و من نفسي" .
بعد أب أصلان تسلم الحكم إبنه مليك شاه. وبسبب أواصر القرابة بينهم ارسل ناصرخان هيئة تعزية الى القصر الملكي في أصفهان. عمر الخيام كان من ضمن الهيئة. مثلت الهيئة امام الوزير السلجوقي نظام الملك وبينهم عمر الخيام. وعندما وقف امامه مال نظام الملك على اذن عمر الخيام :
"في العام القادم مثل هذا الوقت تعال الى إصفهان، لي حديث معك"
وبمجيئ عمر الخيام الى إصفهان في العام التالي توثقت اواصر الصداقة اكثر بينه وبين نظام الملك. حسن الصباح كان في حماية نظام الملك في تلك الاثناء فتطورت اواصر الصداقة بينه وبين عمر الخيام.
اراد السلطان مليك شاه عمل اصلاحات في جامع الجمعة وعلى اثر هذا أمر نظام الملك معماريي إصفهان ان يستعدوا لهذا العمل وطلب من عمر الخيام ابداء ارائه بهذا الموضوع. والخيام بدوره طلب من حسن الصباح مساعدته.على الرغم من الصداقة التي بينهما لكن طبيعة حسن المشاكسة وشراسته جعلت نظام الملك يضعه تحت المراقبة ويتعامل معه بحذر.
وهناك رواية عن حادث جرى بينهما بهذا الشكل :
عمل حسن ابن صباح طول اليوم على على مخططات اعمال ترميم الجامع فاراد ان يأخذ استراحة ليمشي عدة خطوات مستقيدا من النسيم المنعش وقت الغروب. اراد ان يختلط قليلا بضوضاء المدينة وازدحامها فسار خارج جدران حدائق القصر الملكي متجها صوب روائح الورد والمشكرات الاتية من الميدان الكبير واستمر في سيره. عبر سوق الحياكين شاقا طريقه بين الجوت الهندي الخام و الحرائر الثمينة وعندما بدأ طريق عودته الى القصر كان المساء قد حل. وأخذ الزحام يقل في الازقة الضيقة. وفي هذه الاثناء شعر الحسن بان هناك خطوات تتعقبه فتصور انه احد لصوص المدينة المتربصين للمارة في الظلام. فسارع الى الاختباء في الزاوية عند تقاطع زقاقين. كانت انفاس الرجل الذي ظهر كانه افلت صيده من يده تتتابع بشكل مسموع، حسن انتظر اقتراب الرجل كي يطلق صرخة خلف رقبته تفقده توازنه لينزل به ضربة بقبضته. عندما سقط الرجل الغريب على الارض قفز عليه الحسن وبدأ ينهال عليه ضربا ولكنه توقف عند سماع صوت الرجل.
ـ توقف.. توقف.. اتوسل اليك، رحمة بي يا سيدي.
توقف حسن عن الضرب في الحال وبدأ برؤية وجه الرجل في الظلام. هو جعفر خادم الوزير نظام الملك لا غيره.
ـ لماذا تتعقبني؟
ـ تلقيت امرا بهذا؟
ـ أي امر؟ من من؟
ولكن الرجل ذو الوجه الاحمر التزم الصمت وهو ما زال مستلقيا على الارض بحال سيئة.
ـ ستتكلم ام اشبعك ضربا؟
ـ لا...لا، ساشرح لك كل شئ. تلقيت الاوامر من سيدي.
ـ سيدك أمرك بمهاجمتي؟
ـ لم يأمرني بمهاجمتك. أمرني بتعقبك.
ـ لماذا؟ أجبني! لماذا؟
ـ ليس لي علم بشئ.
ـ حسنا اذن سأذهب لاسأله بنفسي.
هناك، قطع الحنزد الواقفين امام بيت الوزير الطريق عليه.
حسن:
ـ اتركوني لأمر، جئت للوزير بأحد يخصه.
خرج الوزير مسرعا لرؤية سبب الفوضى امام باب بيته.
ـ ما الامر ؟ ماذا يجري هنا؟
أجاب حسن:
ـ أنا يا سيدنا، أنا، جئت لاعيد لكم احدا يعود لكم.
خر جعفر الى الارض ضارعا :
ـ أعفو عني يا سيدي الطيب القلب، أعفو عني.
نهره نظام الملك محاولا كتم غضبه بصعوبة:
ـ ابتعد عن عن ناظري يا سيئ الدخيلة يا بليد.
ثم تابع ملتفتا الى حسن:
ـ هل تتفضل بالدخول الى البيت؟ اظن لدينا ما نتحدث به.
أحنى حسن رأسه واضعا يده على قلبه:
ـ هذا ما اظنه انا ايضا. لهذا السبب يسرني الدخول الى بيتكم .
دخلا الى صالة تعبق فيها رائحة الياسمين المتصاعدة من مبخرة منقوشة بالقلم.
حسن :
ـ نعم ها انا صاغيا اليك، لماذا امرت خادمك بتعقيبي؟
نظام الملك:
ـ في داخلك رغبة جامحة لهدم و تخريب كل شئ. هذه الرغبة تجعلك لا تتورع عن اللجوء الى الشدة حتى مع رفاقك الذين يأتمنون اليك.
سأل حسن
ـ هل لديك شك في قدرتي و موهبتي؟
أجاب نظام:
ـ ليس لدي شك بالطبع.
ـ ما رأيك أضع مواهبي هذه في خدمة السلطان وخدمتك؟
لزم نظام الملك الصمت لوهلة. و كان يبدو عليه التفكير.
ـ تعال لرؤيتي غدا قبل غروب الشمس. سيكون عندي الوقت الكافي للتفكير واستشارة سلطاننا.
في اليوم التالي، اعطى نظام لحسن مهمة اعداد جرد في مكتبة السلطان.
كان حسن يعمل كل ما بوسعه من اجل زرع الكراهية لدى السطان تجاه وزيره نظام الملك . كان حسن يتعمد ان يظاهي نظام الملك في اي مجال يتميز فيه و يحاول ان يظهر براعته هو فيه. و عرف حسن كيف يثير حفيظة مليك شاه المعروف ببخله ضد اسراف نظام الملك. كان دائما يذكر للسلطات ما يقوم به نظام الملك من انفاق للاموال، مشترياته من ملابس جديدة وما ينفقه على المقربين منه. واخبر السلطان كيف ان الوزير وزع على محافظيه من الارمن ستين الف قطعة ذهبي الامر الذي اثار من حفيظة السلطان مليك شاه ضد وزيره. كان نظام يعلم بان عليه أن يعمل بصبر على ارضاء مفرزات المحافظين لمنع التمرد بين صفوفهم. و لكن مليك شاه كان يرى بان توزيع الاموال و الذهب بهذا الشكل سيجعله قريبا عاجزا عن دفع رواتب المحافظين وعندها سيكون التمرد امرا واقعا. فكان ان اعطى اوامره :
ـ اريد كشفا مفصلا عن كل قرش يدخل خزينتي وعن كل عقجة تصرف منها. متى ستكون النتائج جاهزة؟
نظام الملك ظهر في حالة انهيار.
ـ يمكنني ان اعطي كشفا بهذا الحساب ولكن الامر يحتاج الى زمان.
ـ كم من المدة التي تريدها خوجا؟
لفت انتباه الحاضرين مخاطبة السلطان لنظام الملك بصفة خوجا وليس أتا أو عطا كما اعتادوه*. خوجا كلمة لشكل من النداء تدل على الاحترام ولكننها اشارة الى نقصان في الحضوة عند نزد السلطان.
حاول نظام تفسير الامر للسلطان وهو في حالة من الارتباك:
ـ الامر يستوجب ارسال محاسب الى كل ولاية ليجري حسابات مطولة. امبراطوريتنا و الحمد لله واسعة الارجاء. مثل هذا العمل لا يمكن الحصول على نتائجه قبل عامين.
عندها اقترب حسن باحترام:
ـ لو مكنني مولاي و أمر بتسليمي جميع الاوراق والمستندات سأتم هذا العمل في اربعين يوما.
حاول نظام الاجابة ولكن السلطان قام متوجها صوب الباب بخطوات واسعة حاسما الامر بقوله:
ـ حسنا ، سيدخل حسن الديوان وستكون دائرة الديوان تحت امره. ولن يدخل الديوان احدا بغير اذن من حسن. بعد اربعين يوما سيكون الامر جاهزا.
بعد هذا اليوم كانت الامبراطورية باكملها في حالة من الهياج. يجري التدقيق في الوثائق المقيدة، تجمع الحسابات كلها. وانهمك حسن ومساعده في هذا العمل طيلة الاربعين يوما. واخيرا جاء اليوم المحدد لكشف الحساب..
في ذلك اليوم كانت غرفة القبول تشبه ميدان التحدي. مليك شاه يتحدث بصوت خافت وكعادته يفتل شواربه. حسن واقفا بملابسه السوداء المجعدة وعمامته السوداء.
عمر الخيام كان واقفا الى جانب السلطان وهو في حالة منهكة من القلق والاضطراب.
مليك شاه:
ـ هناك وعدا بأعطاء كشف عن خزينتنا هذا اليوم. هل هو جاهزا؟
حسن انحنى للتحية قائلا:
ـ أوفيت بوعدي. كل شئ جاهز.
التفت الى كاتبه، الرجل اقترب منه وأعطاه الاوراق. بدأ حسن بالقراءة.
ـ قمت بحساب ما قدمته كل ولاية وكل مدينة كبيرة ومهمة الى سلطاننا وتقييم الغنائم التي حصلت عليها المملكة من الاعداء.
نظف حنجرته. اعطى الصفحات التي قرأها الى كاتبه. وقرب الاوراق الباقية من عينيه لقرائتها، فغر فمه لوهلة وبعدها زم شفتيه. ابعد الاوراق قليلا وبدأ بخلطها بعصبية. لا احد من الحاضرين ينبس بكلمة. وفي نهاية الامر نفذ صبر الخاقان:
ـ ما الذي يجري هنا؟ نحن نصغي اليك.
ـ لا أجد بقية الاوراق يا مولانا.وضعت الصفحات حسب التسلسل. ولكني لا اجد الورقة التي ابحث عنها. عملي...لقد عبثوا باوراقي!
نهض نظام الملك انحنى الى اذن السلطان هامسا:
ـ مولانا عندما لا يثق باكثر خدمه جدارة وقدرة على الفصل بين ما هو ممكن وغير ممكن من الامور ، هكذه ستلحق به الاهانة من قبل مجنون أو جاهل.
يذكر المؤرخون بان نظام الملك اشترى ذمة كاتب حسب ابن صباح، واخفى بعص الصفحات وغير موضع صفحات اخرى. حسن مهما حاول القول بأن في الامر حيلة فان الضوضاء المنبعثة من الحظور كانت تطغي على صوته. أما السلطان فانه رأى كيف ان محاولته في التخلص من وصاية وزيره بائت بالفشل بفضل دهاء الوزير ففضل القاء اللوم على حسن هو الاخر. عمر الخيام لاول مرة استاذن بالكلام:
ـ الرحمة يا مولانا، قد يكون الصباح ارتكب خطأ. قد يكون اذنب بالتسرع والغرور وربما يستحق الطرد لهذا السبب ولكنه لم يسئ الى أحد.
ـ إذن ليجروا الميل في عينه، احمو الحديد.
حسن واقف في صمت. استأذن عمر الخيام بالكلام مرة ثانية، قال متوسلا :
ـ مولانا، ارفقوا بهذا الرجل الشاب الذي سيجد سلواه بالقراءة بعد ان فقد الحضوة عندكم.
على اثر كلمات الخيام هذه قال مليك شاه:
ـ من اجل اكثر الناس علما واكثرهم صفاء دخيلة وطيبة قلب من اجلك يا خوجا عمر أعدل عن قراري. ليرسل حسن ابن صباح الى المنفى ويعيش الى اخر يوم من حياته في احدى البلدات البعيدة. ولن تطأ اقدامه ارض الامبراطورة مرة ثانية.
غادر حسن إصفهان مقسما بأن ينتقم لكل ما جرى له فيها. ذهب الى مصر قضى فيها ثلاث سنوات اقام في القاهرة في البدأ ثم انتقل منها الى الاسكندرية. كان يمضي كل وقته في القراءة والبحث، تلقى دروسا مختلفة من علماء المذهب الاسماعيلي في قصور الفاطميين. وهناك من يعتقد بأن اهتمامه بالحشيش المادة المخدرة بدأت من هنا. وكما كان الحال مع حسن ابن صباح في قصر إصفهان فان صيته ذاع بسرعة هنا ايضا. بدأ الناس يجتمعون حوله. في تلك الاثناء كان الحاكم الفاطمي الخليفة المستنصر قد بلغ سنا متقدمة. الحكم الفعلي كان بيد قائد جيشه بدر الجمالي. وكان ابن الخليفة المستنصر وولي عهده ناظر يحاول استرجاع دفة الحكم من قائد الجيش و كان حسن ابن صباح من مؤيديه. بعد موت الخليفة اختفى ناظر بترتيب من بدر الجمالي ونصب مكانه اخيه الامير المستعلي. لم يشأ حسن المخاطرة بالوقوف بوجه بدر الجمالي وقبل ان ياتي عليه الدور غادر مصر الى سوريا. بدأ اهتمام حسن يتوجه بالتدريج صوب شمالي ايران، الى ولايتي جيلان ومازيندران على ضفاف بحر الخزر وبالخاصة المنطقة الجبلية من ديلم. هذه الاراضي الواقعة شمال سلسلة الجبال المحيطة بهضبة ايران الكبيرة، تظهر مختلفة عن باقي البلاد. هذه الاراضي كانت تقطنها مجموعات من المحاربين العصتة عرفت من قبل باقي السكان بالغرابة والخطورة. حاكم الفرس لم يتمكن يوما من السيطرة على هذه المجموعات . وكذلك عمد الساسانيون الى بناء قلاع حصينة لحماية مدنهم من هجمات هذه المجموعات. ولم لم يفعل العرب اثناء فتحهم لايران اكثر من هذا. وهناك رواية تقول ان الحجاج عندما كان يستعد للهجوم على ديلم امر برسم خارطة تبين الجبال و الوديان وممرات البلاد. وعندما عرض الخارطة على هيئة من اهالي ديلم ناصحا لهم بالاستسلام بدلا من تعريض مدينتهم الى النهب والتخريب. بعد ان تمعن اهالي ديلم في الخارطة قالوا: " هذه معلومات جيدة وصحيحة عن مدينتنا ولكنهم نسوا ان يخبروك عن المقاتلين الذي يحرسون جبال ومنافذ المدينة ولكن عند تجربتكم لهم ستتعرفون عليهم عن كثب". اما نشر الاسلام في ديلم فعلى الارجح حدث بالطرق السلمية والاقناع اكثر منه بالقوة والاخضاع.
حسن ابن صباح اوقف فكره و جهده من اجل سكان شمال ايران الذين كانوا يؤمنون بقوة بالمذهب الشيعي الاسماعيلي. كان لطبيعته المحاربة تأثيرا على المحاربين و العصاة في جبال ديلم ومازيندران. بعيدا عن المدينة، غادر حسن خوزستان متجها شرق مازيندران عبر الطرق الوعرة الى ان بلغ دامغان التي قضى فيها ثلاث سنوات. و من هنا كان يرسل دعاته الى سكان الجبل وكان نفسه يسافر بدون كلل بين مراكز تجمعهم عبر الطرق الجبلية الوعرة من اجل قيادتهم وتقديم العون لهم، وهذا دعى حاكم ري الى اصدار الاوامر بالقبض عليه ولكنه لم يفلح. وفي هذه الاثناء انتقل حسن الى قزوين من اجل ادارة حملته في ديلم. لم تكن غاية حسن من هذا التغيير الدائم في مكان اقامته دعوة الناس لقضيته فحسب وانما كان يهدف الى ان يتخذ لنفسه قلعة بعيدة ولايمكن النفوذ اليها ليقود عمله منها من اجل الانتقام من الدولة السلجوقية. وبعد تجوال طويل استقر ترجيحه على قلعة الالموت التي تقع على قمة صخرة عملاقة يزيد ارتفاعها على 100 مترا في وسط جبل البروز. القلعة لا تعطي منفذا الى الخارج وتطل على وادي خصيب يبلغ طوله 54 كم وعرضه في اوسع نقطة 5.4كم. ولا يمكن الدخول الى هذا الوادي الا من خلال مضيق عبر صخور وعرة وبعدها الى طريق ضيق وملتوي يؤدي الى القلعة البالغ ارتفاعها عشرات الامتار.
هناك من يقول بأن قلعة الالموت انشأها احد حكام ديلم وحسب هذه الرواية اثناء رحلة صيد اطلق الحاكم صقر مدرب وعندما راى بان الصقر استقر على تلك الصخرة الكبيرة عرف اهميتها الدفاعية فامر ببناء قلعة في الموقع واطلق عليها اسم ألوه أموت التي تعني في لغة الديلميين "درس الصقر". وهناك من يترجم اسم القلعة علىانها عش الصقر.
في عام 860م اعيد اعمار قلعة الالموت من قبل احد الشيوخ العلويين. وفي الفترة التي وصلها حسن كانت تحت سيطرة شيخ علوي اخر اسمه "مهدي".
وضع حسن خطة لاخضاع قلعة الالموت. وهو في دمغان، ارسل حسن رجاله الى القرى القريبة من القلعة وبعدها ارسل داعيا اخرا من قزوين، تمكن النفوذ بين سكان القلعة واقناع قسم منهم الذين اقنعوا رئيسهم العلوي بالاشتراك معهم في ما يخططون له. الرئيس العلوي تظاهر بانه اقتنع ولكنه بعدها طرد كل من غير ايمانه واعلن بان القلعة تعود الى السلطان السلجوقي واغلق ابواب القلعة. وبعد مشاورات عديدة سمح لهم بالعودة وبعدها حاول طردهم مرة اخرى ولكنهم هذه المرة رفضوا المغادرة.
بعد ان استقر اتباعه داخل قلعة الالموت غادر حسن قزوين متجها الى القلعة. في بادئ الامر مكث لمدة بشكل سري. وبعدها في 4 ايلول عام 1090 يوم الاربعاء اخذه اتباعه بسرية الى داخل القلعة. بقي هناك فترة من الزمن متخفيا. وعندما اعلن عن وجوده ادرك صاحب القلعة بان الوقت قد فات ولم يعد بامكانه الاعتراض. سمح له الحسن بالمغادرة وحسب ما سرده الرواة الايرانيون فان حسن اعطى شيخ القلعة 3000 قطعة ذهبية بدلا لقلعته.
حسن بعد ذلك اصبح حاكم قلعة الالموت ومنذ ذلك التاريخ طيلة خمسة وثلاثين عامل لم ينزل بعدها من القلعة. يذكر لمؤرخون بان حسن ابن صباح صرف بقية عمره في القراءة وتدوين نظرياته حول اسس الدولة وتسيير امور امارته قلعة الالموت وعاش حياة خالية من الزخرفة. في الوقت الذي كان فيه قسم من الدعاة الاسماعيليون يحاولون السيطرة على واقع مهمة في المدن السلجوقية البعيدة كان دعاة آخرون يقومون بدعاية دينية بين اهل السنة والمراكز المهمة في الدولة السلجوقية. في مدينة صافا الصغيرة على السفح الشمالي القريب من مدن ري وقم، قامت جماعة من ثمانية عشر اسماعيلي بالصلاة بشكل منفصل عن الاخرين مما ادى الى القبض عليهم. وبعد استجوابهم اطلق سراحهم. ولكن يروى بان اول حادثة اراقة دماء بين الاسماعيليين والادارة السلجوقية كانت قبل احتلال الاسماعيليون لقلعة الالموت وحدثت بهذا الشكل: " في نفس الاثناء حاولت جماعة اخرى من الاسماعيليين ان تقنع احد المؤذنين في اصفهان بالانظمام اليهم. وعندما رفض المؤذن دعوتهم خافت المجموعة الاسماعيلية من ان يخبر السلطات عنهم فقتلوا المؤذن، وعندما سمع نظام الملك بالحادث امر باعدام القاتل وهو نجار يدعى طاهر ابن واعظ كان يشغل مناصب دينية مختلفة قام الناس بضربه حتى الموت لاشتباههم بانه من الجماعة الاسماعيلية. اعدم طاهر وتم سحل جسده في ساحة المدينة ليكون عبرة لغيره. وحسب ما ذكره المؤرخ العربي ابن الاثير كان هذا اول اسماعيلي اعدم". واول مرة لجأ السلاجقة الى قمع التحدي الاسماعيلي عن طريق القوة كان في عام 1092 اي بعد عامين من سيطرة حسن صباح على قلعة الالموت. أمر السلطان مليك شاه احد قادة جيوشه أمير أصلان تاش بالقضاء على حسن بن صباح واتباعه، حاصر أصلان تاش القلعة بجيش كبير. الهجمات لم تكن تؤثر على القلعة لكن الحصار كان يقطع ارتباطها بالعالم الخارجي. في هذه الاثناء غادر احد فدائيي حسن يدعى طاهر العراني القلعة لتنفيذ امر مهم. هذا الامر كان قتل نظام الملك الذي كان يقوم بزيارة قضاء نهاوند. حسن فكر بان الحصار سينتهي بهذه الطريقة. في احد الايام عندما كان الحصار مستمرا على قلعة الالموت في ليلة 16 من اكتوبر عام 1092، بينما كان نظام الملك متجها من صالة القبول الى غرفة نومه محمولا على محفله اقترب منه طاهر مختفيا بثياب رجل صوفي واغمد فيه خنجره المسموم، نظام الملك الذي كان اول ضحايا فدائيي حسن ابن صباح توفي بعدعدة ايام متاثرا بجرحه. و على اثر هذه الحاثة رفع الحصار وعاد جيش السلاجقة ادراجه.
وبعد موت نظام الملك توفي مليك شاه نتيجة مؤامرة اخرى. في 1 من نوفمبر عام 1092، كان مليك شاه خارجا الى الصيد في منطقة من الغابات والمستنقعات. من الاسهم الاثني عشر التي رماها واحد فقط لم يصب الهدف، وكان من معه يتسابقون في الاطراء وكيل المديح للسلطان. نظفت الحيوانات التي تم صيدها واوقدت النار لشيها. وبينما كان الحاكم يأكل من لحوم صيده ويتجرع من كاسه فجأة شعر بألم حاد في معدته وبدأ بالاستفراغ ثم اغمي عليه. ولم يعرف ابدا في اي من المأكولات وضع السم. ولكن زوجة مليك شاه تيركان خاتون سارعت حتى قبل لن يتوقف قلب زوجها الى تنصيب ابنها محمود سلطانا وهو في الرابعة من عمره، ثم ارسلت الى الخليفة تطلب منه الموافقة على تنصيب ابنها ومقابل هذا سيكون الخليفة امنا على ارض الامبراطورية ويذكر اسمه بالاحترام في خطبة الجمعة. ولكن ابن مليك شاه الاكبر بيرك ياروك جمع جيشه وحاصر اصفهان مطالبا بحقه في وراثة العرش. ومن اجل الدفاع عن نفسها ووراثة ابنها لجأت تيركان خاتون الى حيل ذاع صيتها الى يومنا هذا. من تلك الحيل انها كتبت الى الولاة :" ارملة و احمل مسؤولية طفل حرم من اب يعلمه كيف يخطو اول خطواته، من يمكنه ان يقوم بهذه المهمة افضل منك؟ احشد جيشك وتعال ستدخل اصفهان فاتحا، سأتزوج منك وستحكم المملكة". نجحت الحيلة، اسرع الولاة والامراء من أذربايجان الى سوريا على امتداد الامبراطورية الى اصفهان تلبية لنداء الارملة. وان لم يتمكنوا من انهاء الحصار حول اصفهان لكنهم ساعدوا السلطانة ان تقضي اشهر مريحة. في النهاية انتصرت قوات بيرك ياروك على قوات تيركان خاتون واعتلى بيركياروك عرش الامبراطورية عام 1092. ولانشغاله باحداث الشغب داخل الامبراطورية لم يدخل بيركياروك في صراع مع الاسماعيليين حتى انه استعان بهم للتغلب على اخيه محمد تابار. يقال بان اكثر الجنايات والاغتيالات تمت في هذه الحقبة. في عام 1100 الحق بيركياروك الخسارة باخيه محمد تابار وأجبره على التراجع الى خراسان. وبعد هذا االنصر تزايد نفوذ الاسماعيليين وتمكنوا من النفوذ الى جيش السلطان وقصره. وبعد موت بيركياروك عام 1105 وتولي خلفه محمد تابار الحكم كان اول عمل له بعد ان سحق معارضيه هو اخراج الاسماعيليين من الاماكن التي عششوا فيها والتغلب عليهم. ولكن اصل قوة الاسماعيليين تاتي من قلعة الالموت. ولم يكن لدى محمد تابار القدرة على الهجوم المباشر على القلعة وفتحها لحصانتها. ولهذا اتبع سياسة انهاكهم. استمرت قوات السلطان السلجوقي ثماني سنوات على التوالي على تخريب المحصول الزراعي في الاراضي المحيطة بالقلعة. وفي بداية عام 1118 قامت وحدات الجيش بقيادة أتا بك شيرغير بمهاجمة القلعة بالمنجنيق وعندما كانوا على وشك فتح القلعة جاء خبر موت السلطان محمد تابار في شهر نيسان فتفرقت وحدات الجيش. وهناك ادلة بان موت السلطان في ذلك الوقت لم يكن تصادفا. هناك اعتقاد بان للوزير السلجوقي قوام الدين ناصر ابن علي الدارغوزيني دورا في ما حدث الى جانب الادعاء بانه كان اسماعيليا. كان لهذا الوزير ثأثيرا كبيرا على ابن سلطان إصفهان محمد تابار وولي عهده محمود و يحتل موقعا مهما في قصره.
بعد موت محمد تابار انشغل السلاجقة بالخلافات على العرش لفترة من الزمن تمكن من خلالها الحشيشيين او جماعة حسن ابن صباح من تحسين احوالهم بعض الشئ. واخيرا تمكن سنجار من تسلم مقاليد الحكم ولو بشكل موقت. وفي هذه الاثناء شهدت اعمال القتل و الاغتيالات تراجعا في مراكز المدن وانشغل الاسماعيليون في الدفاع عن الاماكن التي كانت تحت سيطرتهم.
وقد تطرق المؤرخ جيوفاني الى تسامح سنجار مع محاولات الاسماعيليين للانفصال والاستقلال :ارسل حسن صباح سفراء لطلب الصلح، ولكن الحاكم السلجوقي لم يقبل هداياهم. وعن طريق بعض الحيل تمت استمالة بعض نديمات السلطان واقناعهن بتقديم المساعدة. ومقابل مبلغ مهم من المال تمكن من شراء احد خدم السلطان وارسل اليه خنجر. الخادم قام بغرز الخنجر على فراش السلطان قرب جنبه وهو في نوم عميق. عندما استيقظ السلطان ورأى الخنجر انتابه الخوف، ولانه لم عرف من قام بالامر حافظ على سرية الحادث. عندها ارسل حسن صباح رسالة مع سفير له تقول: " لو لم اكن احب منفعة السلطان لكان هذا الخنجر مغمودا في قلب السلطان بدل خشبة السرير" بعدها انتاب السلطان الخوف وعمل على التقرب من جماعة حسن والمصالحة معهم. باختصار عزف السلطان عن مهاجمة جماعة حسن بعد تلك المؤامرة. وحققت قضية الاسماعيليين تطورا اثناء حكم السلطان سنجار.
في مايس من عام 1124مرض حسن ابن صباح. ومع شعوره باقتراب نهايته عمل على اتخاذ التدابير.اختار حاكم لميسير بوزرغ اوميت والى يمينه اجلس ديهدار ابو علي الارديساني واعطاه ادارة امر الدعوة، والى يساره اجلس حسن ابن ادم القارصاني وامامه قائد الجيش كيا ابو جعفر. واوصاهم ان يديروا معا امر دولة الامام الى ان يعود الى ملكه "عودة المهدي؟". في ليلة 23 مايس عام 1124 توفي حسن ابن صباح.
احد الكتاب العرب صور حسن ابن صباح بانه رجل انفق خمس وثلاثين سنة من عمره في دراسة كب الفلك و الهندسة والسحر و الرياضيات وغيرها من العلوم. وبانه طيلة الخمس وثلاثين عاما من مكوثه في الالموت لم يقترب احد من شرب الخمر ويقال بانه اعدم احد ابنائه لانه تناول الخمر.
يعتبر المهتمون بامر الحشيشيين في التاريخ الاسلامي بانه ارتكز على اربعة نقاط: الاولى، بغض النظر عن دوافعهم فانهم اي الحششيين كانوا مصدر تهديد سياسي واجتماعي وديني للنظام القائم. النقطة الثانية هي ان هذه الحركة التي كانت تنتج من الصعوبات الداخلية التي كانت تعاني منها الدول الاسلامية في مراحلها المتقدمة وادت الى تطور هذه الحركات على الصعيد الشعبي اوبشكل تنظيمات سرية جسدت الانفجارات الاجتماعية الناتجة عن تراكم ضغوط عانت منها شعوب الدولة الاسلامية وهي حلقة من سلسلة حركات " المهدي" التي انتعشت في المراحل الاخيرة من كل دولة اسلامية. النقطة الثالثة هو ان حسن ابن صباح وجماعته كانوا يستقطبون عدم الامتنان لدى العامة من سكان المملكة وسخروا عدم وضوح رغباتهم واهدافهم و ايمانهم المتزعزع ومشاعر الغضب والتمرد و الغبن من النظام القائم ونجحوافي اقامة تشكيلات ليس لها مثيل في الالتزام والشدة والاطاعة. والنقطة الرابعة وقد تكون اهم ما يمكن الانتباه اليه هي انهم لم يطيحوا بدولة قوية ولم تكن لهم مدن لها اهمية تذكر كل ما تمكنوا من تاسيسه امارات صغيرات تم اخضاعها فيما بعد واخيرا لم يبق من مذهبهم الا بعض القرويون والتجار شكلوا اقليات لم يعد لها ذكر يحسب اختلطوا بين المذاهب الاخرى.
في عام 1256 انتهت سيطرة الحشيشيين على اثر الهجوم المزدوج من قبل المغول وباي بارس سلطان المماليك في مصر.



* ترجمت الكاتبة هذه الابيات من اللغة التركية
* خوجا كلمة تستعمل لمخاطبة الاستاذ او المعلم او رجل الدين، أتا او عطا تعني الاب او الاصل.
**
that on the confines of Damascus, Antioch and Aleppo there is a certain race of Saracens in the mountains, who in their own vernacular are called Heyssessini, and in Roman segnors de montana.
* Mafik Annishapur


مصادر

-Bernard Lewis The Assassins: A Radical Sect in Islam
-see P.M. Sykes, A History of Persia, Vol. 1
-FARHAD DAFTARY, The Assassin Legends
-E.G. Browne, A Literary History of Persia, Vols. 1 and 2
-Bernard Lewis, The Assassins: a Radical Sect in Islam
-Semerkant, Amin Maalouf, Yapı Kredi yay., 1998, İst.,
-J.B. Glubb, A Short History of the Arab Peoples
-H. Corbin, Histoire de la Philosophie Islamique
-S. Runciman, A History of the Crusades, Vols. 1 and 2.


مقالات و دراسات اخرى للكاتبة
http://www.atalay.info/general.php?TYPEID=6&KONUID=33
http://www.atalay.info/general.php?TYPEID=2





#حنان_أتلاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا و الاتحاد الاوربي
- اصدقاء الى ان تخالفني الرأي
- دوامة الارهاب ، دولارات النفط ، تجارة المخدرات و مستقبل العر ...
- الانتخابات ام دولة دستور وقانون
- توضيح من السيدة حنان أتلاي


المزيد.....




- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...
- أنقرة: سننضم إلى دعوى جنوب إفريقيا
- مقتل عنصر بكتيبة طولكرم برصاص الشرطة الفلسطينية والناطق الرس ...
- نيبينزيا يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة
- مؤيدون لإسرائيل يهاجمون طلابا متضامنين مع غزة وسط موجة مظاهر ...
- شاهد.. القسام تقصف حشودا إسرائيلية في محاور غزة
- شاهد.. القسام تقصف قوات إسرائيلية في محيط غلاف غزة
- إسرائيل.. مراقب الدولة يدعو نتانياهو وهاليفي للتعاون في تحقي ...
- سيناتور أميركي يطالب بضمانات صارمة على السعودية في أي اتفاقي ...
- أوكرانيا.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حنان أتلاي - حكاية عن جماعة حسن ابن صباح