أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة معذى الطويل - في خدرها














المزيد.....

في خدرها


أسامة معذى الطويل

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


هاي هي ضمت عبيرها وانكفأت إلى عباءة الماضي، أسدلتها ثانية وهي في عقر خدرها، كان خروجها لساعات من هناك كخروج السمكة من الماء .. هي ساعات أمضتها حالمة بما أرادته أبد الدهر .. لم تتعود هذا الجديد .. أحسته كثير عليها .. أرهقها أنه لها .. أنفاسها تقطعت كما أشواقها .. هو ذاك الوجه الذي أرادت أن تحدق به دونما خجل أو ملامة.. هو ذلك الصوت الذي كان يدغدغ وجدانها قبل أن تعرفه ..هي خلسة النظرة ورشاقة اللفتة .. هو ذلك الرسم الجريء بين دفاترها العذراء .. هو تلك الصورة التي صرعت كل الصور بين تنهيدة وآه .. هو تلك الدقات في صدرها عندما تتلفظ اسمه بين شفة وأخرى ..
وهي .. هي تلك المجاهيل الكثيرة المختبئة في آتون العتيق المقيت .. هشة أمام نزال كهذا .. لأن ما يحركها ليس ذاتها بل خوف تكدس فيها حتى السقوط .. خوف له معنى ووجهة .. له شكل ولون وجسد تقمص الفكرة والخيال.. وبعض أنصار … انها وحيدة في عرف القوم والقبيلة .. مذ كبر حلمها لساعات تنبهت إلى ما بها من جمال، تنبهت إلى انوثتها الفريدة الشريدة ..تنبهت لنقيضها الدفين في أحشائها كجنين يأبى الاحتضار ..

يا الهي .. أنت أم أنا .. وإذا كنت أنت … فلم أنا ؟

تراقب تلك الملامح بانعكاسات صماء لزجاج أخرق .. بارد جامد متسلط بصورة لا تكاد تعرفها .. ولا يكاد يعرفها ..

أهذه أنا ؟؟ وكأنني لم أرني مذ تدور صدري وأيقنت أنني بت شيئا آخر .. أمرا آخر .. شأنا لآخر ..
ولم الآن تفر هذه القطرات بين اناملي ؟؟ ألأنني أتألم أم لأنني ما عدت أتألم ؟؟
إلهي .. ان كنت أنت .. فلم أنا ؟
هم أرادوا .. وهكذا أنا .. أردتهم وأردت ما أرادوا …
كان خلف الأمس وأمام الغد ولم أره .. وها هو ينازعني الفكرة والصورة والحلم والخاطرة ولا أكاد أراه .. إنه بين أحشائي ولا اشعر به إلا كما هو .. أبعد من صوت فمي بموجة، وأقرب من وجع قلبي بنبضة …
إلهي .. ان كنت أنا .. فلم أنت ؟؟ لم أنا .. لمن أنا ؟؟

ذلك الثقل الملقى على صفحات ذاكرتها برز أمامها كجسر مقطوع ، لأول مرة ربما في حياتها تقف وجها لوجه في وجه شبح غربة تامة.. أربعة جدران تدورت حولها وفي داخلها .. لم يعلمها أحد فن الصعود .. كانت تحبو وما زالت .. لم تستيقظ من غيبوبة العمر إلا بعد بضع جمل قرأتها بركانا يغلي دونما فوهة .. هو ذاك الغريب القريب والحبيب الذي تراءى إليها بخجل مهيب .. أفهمها أنها فريدة بكل شيء حتى بدونه .. كانت تتخيله بين ذراعيها خلف سحاب بعيد لا ينظرهما أحد .. ما وراء الزمن .. هناك فقط تجرؤ على لقاء عينيه وسماع صوته .. لهذا أحبته .. أحبته على أن يكون بعيدا..

رسمت قدرها مجددا بانامل الماضي وانكفأت …

ـ إلهي إن كنت أنت … هذا أنت .. فمن أنا ؟؟ أيمكن لقتيل أن يكون قاتلا؟ من أنا ؟؟ لمن أنا ؟؟



#أسامة_معذى_الطويل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعكاسات ألم
- جنيف 2 .. الساعة الرملية


المزيد.....




- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة معذى الطويل - في خدرها