أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد البرعي - موجة 30 يونيو بين 52 و 2011















المزيد.....

موجة 30 يونيو بين 52 و 2011


حامد البرعي

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن مشروع عبد الناصر بعد 52 سوي مشروعا لتحقيق أستقلالا أقتصاديا وطنيا .. حيث ولدت التجربة الناصرية في زمن كان العالم وقتها خارجا لتوه من الحرب العالمية .. و كانت الدول الأستعمارية إما مشغولة بإعادة البناء أو بتوسيع رقعة الهيمنة ( أمريكا تحديدا ) ... و قد أنتهي هذا المشروع ليس بهزيمة 67 فحسب التي قضت علي آمال إنطلاقة صناعية قوية في المجتمع المصري ... و لكن بأستعداد العالم للدخول في مرحلة تاريخية جديدة ( العولمه ) أو ما يمكن أن نسميه بالسوق العالمي الواحد ...الذي يتم خلاله تقسيم العمل الدولي طبقا لقوة كل دولة و عبر منظومة من المؤسسات المالية الدولية و السياسية و في محاولة لحل تناقضات الرأسماليات العالمية ليس عبر حروب تطال ملايين البشر و لكن عبر صراعات أقتصادية و سياسية يتم حلها بدون حروب عالمية و لكن في أروقة المؤسسات المالية و السياسية الدولية و عبر الضغط علي الدول الأضعف من خلالها .. ... في السبعينات ومع أستشراف العالم للعولمة ( بعد الأزمة الأقتصادية العالمية في 71 ) بدا وضاحا لكل مبدع و مفكر .. أن أسطورة الأستقلال الأقتصادي النسبي ( و هو مصطلح غير دقيق المفهوم ) أبعد ما تكون عن الواقع و بات واضحا أن المعسكر الشرقي قارب علي السقوط و أنتهاء مهمته التاريخية و من ثم سقوط اي أساطير عن الأستقلالية ... و أتصور أنه كان علي القوي الثورية في هذا الوقت .. ان تركز علي قضايا تتعلق بتحرير الأرادة السياسية من التبعية السياسية للأمبريالية الأمريكية و التركيز علي بناء مؤسسات سياسية تؤسس لدولة مدنية حديثة بدلا من إلهاب مشاعر البرجوازيين الصغار بالقضية الوطنية و من ثم إحباط جيل كامل بسبب إستحالة تحقيق الأسطورة الناصرية و أستكمال المشروع الناصري برفع نفس الشعارات الناصرية و تبني نفس السياسات و الأدوات الأقتصادية ( القطاع العام و التخطيط المركزي الذي يكرس سلطة الديكتاتورية عندما لا يكون تخطيطا شعبيا ) ..و عدا ما يتعلق بمسألة الحريات فإن هذه السياسات ظلت العمود الفقري لملامح الخط السياسي لكل القوي الثورية اليسارية في السبعينات . إن بناء حركة سياسية تأسست علي نفس شعارات الحقبة الناصرية و محاولة صبغها بصبغة يسارية بدلا من التركيز علي قضايا الحريات و بناء الدولة الحديثة إدي إلي دخول هذه الحركة في معارك تنطلق من مفهوم للأستقلال الوطني أنقضي تاريخيا بأنتهاء الحقبة الناصرية فظهر فشلها مدويا بعد حرب 73 ... و أصبحت فاقدة للوعي و البوصلة كنتيجة لأختصارها و أختذالها في القضية الوطنية و فقط .. حتي أنتهت حركة السبعينات و ذهب المجتمع المصري في ثبات عميق خصوصا عندما حاول مبارك في بدايات حكمه التشبه بعبد الناصر مما لاقي أستحسانا من جماهير غابت عن العمل السياسي و لم تجد من يقودها لخوض نضالات سياسية تحقق أبسط مطالبها .. و بالفعل ..فإن الرأسمالية المصرية لم تتمكن من أستكمال مهامها كما لم تستكمل الرأسماليات المحلية في العالم الثالث مهمة تحقيق أستقلالها الأقتصادي ( النسبي ) كي تحافظ علي تطورها ... و كان طبيعيا ان يصبح الأستقلال الأقتصادي وهما إن لم يكن سرابا في ظل التوحش الرأسمالي الذي ساد العالم منذ نهاية السعينات و مطلع الثمانينات و دخلت الدول الأقليمية في علاقات تبعية سياسية لم تكن ناتجة عن هشاشة وضعها الأقتصادي قدر ما كانت ناتجة عن هشاشة البناء السياسي لهذه الدول كدول مدنية حديثة تتطلع إلي مشاركة العالم الرأسمالي ....لقد كان ظهور عبد الناصر و المؤسسة العسكرية ليس في مصر فحسب بل في العديد من دول العالم النامي كأستجابة لفراغ نشأ بعد الحرب الثانية مباشرة و لينتهي هذا الفراغ بالفعل مع إرهاصات أزمة 71 الأقتصادية العالمية بدخول دول العالم الرأسمالي المتقدم أزمة شديدة غيرت من توجهاتها و نظرتها إلي الأسواق العالمية حيث ركزت توجهاتها علي وجود ديكتاتوريات سياسية أو عسكرية مستقرة تتولي أدارة شؤون بلادها لصالح راس المال العالمي ... . أما اليوم فإن العالم يعيش ظرفا موضوعيا مشابها لما جري في 52 ( خصوصا بعد أزمة 2008 العالمية ) يتمثل في عجز الرأسماليات المحلية عن الأستجابة للظروف الموضوعية التي خلقتها أزمة 2008 و سقوط الليبرالية الجديدة في نهاية عصر بوش الأبن و أصبحت القوي الأستعمارية تواجه مشاكل داخلية أقتصادية و بنائية هيكلية عديدة .. و أصبح توسيع الأسواق المحلية لإدماجها بشكل أكثر قوة في الأقتصاد العالمي ... و رفع قدراتها الشرائية كي تتمكن من أستهلاك التكنولوجبا التي يتم أختراعها في الغرب و طبقا لشروطهم أمرا حيويا لأستمرار نمو هذه الرأسماليات و أستمرار قدرنها علي إضافة تكنولوجيا جديدة تتجدد في الأسواق يوميا و حيث أصبح أختراع التكنولوجيا و الأبتكار أحد أهم روافد نمو هذه المجتمعات دون النظر إلي حتمية أنتاج هذه المخترعات الجديدة في دول العالم الرأسمالي المتقدم بل أصبح من الممكن أنتاج هذه التكنولوجيا في مجتمعات العالم النامي .. شرط توافر بعض الشروط التي تسمح بأنتاج هذه المنتجات بأقل التكاليف ( العمالة المدربه و المواد الخام و نظام الضرائب إلخ ) و دون المساس بحقوق الملكية الفكرية التي تفرضها الرأسماليات الأكثر تقدما و ربما أقتضت هذه الرؤية خلخلة مجتمعات العالم الثالث من فساد مستشري يعوق هذه التوجهات .. و ربما الأستغناء عن وجود ديكتاتوريات سياسية أو عسكرية لأحتياج هذه العملية لقدر من الأسس السياسية تتمثل في القضاء النزيه ( بالمعني البرجوازي بالطبع ) و قدر من الحريات يسمح بوجود منافسة حرة ... ... لكن يبدو أن الرأسمالية المصرية ليست قادرة مرة أخري علي خلق أرادة سياسية تتمكن من الأستجابة لهذه الظروف و التي بانت في أقصي تجلياتها فيما يسمي بثورات الربيع العربي إن لم يكن الربيع ( العالمي ) !!! .. إن أستغلال الموارد المادية و البشرية و أستخدامها الأستخدام الأمثل من أجل النهوض بإقتصاد قادر علي إستيعاب التكنولوجيا الجديدة و المساهمة في انتاج مخترعاتها و خلق نمط أستهلاكي أكثر كفاءة من النمط السائد في المجتمع المصري حاليا و في ظل أرادة سياسية حرة بقدر الأمكان هو قضية الرأسمالية المصرية و كل رأسماليات العالم النامي أو ما يفضلون بتسميته بالأسواق الصاعدة ( بهدف تحديد بؤرة توجه راس المال في الأسواق سياسيا و أقتصاديا ) ... فهل في هذه المرة سوف يتم أستدعاء المؤسسة العسكرية كما حدث في 52 لتحل محل الرأسمالية المصرية ؟؟ بالقطع الأجابة ستكون ب.. لا .. فالتاريخ لا يكرر نفسه ..فماذا إذن يمكن أن يفعل رأس المال العالمي أتجاه هذا العجز و فقدان القدرة علي مواكبة التكورات الأقتصادية العالمية ؟؟ لقد خلفت الديكتاتوريات العسكرية علي غرار ديكتاتورية عبد الناصرو من شابهه من دول العالم النامي .. واقعا سياسيا و أقتصادية مريرا لم يتجمله الشعب المصري و لا غيره من شعوب العالم الثالث حيث اصبحت هذه السلطة الناجمة عن سيطرة ديكتاتورية عسكرية لفترة طويلة عائقا أمام تحقيق بعضا من أحلام شعوبها ( خصوصا في ظل ثورة تكطنولوجيا الأتصالات التي جعلت شعوب العالم تدرك موقعها الحقيقي من تطور البشرة ) كما أصبحت عاجزة عن تحقيق توجهات رأس المال العالمي .. و وضعته في تناقض بين مصالحه السياسية الأقليمية و بين الرغبة في أنفتاح بقية دول العالم النامي علي التوجهات الجديدة للأمبريالية العالمية ... و بينما سارت الأمبريالية العالمية علي خطي التحالف مع تيارات الأسلام السياسي قبل أزمة 2008 بأعتبارها أفضل قوي سياسية ستلتقي معها مصالحها ( ناهيك عن أن كل تيارات الأسلام السياسي تقريبا كانت وليدة أجهزة استخباراتية غربية أو أسرائيلية ) إلا أنها و الأدارة الأمريكية تحديدا و منذ سقوط بوش و حتي الآن .. عجزت عن تغيير دفة توجهاتها السياسية لتستجيب هي الأخري لهذه المتغيرات و التفاعل معها بموضوعية أكبر ... و هو ما يعكس خللا في النظم السياسية الغربية و أداراتها السياسية التي أصبحت غير قادرة علي التجاوب مع المتغيرات العالمية التي تسير بسرعة فائقة لم يعهد البشر مثلها منذ الأزل و يبدو أن تيارات الأسلام السياسي نتيجة طبيعة نشأتها لم تتبني أي خطط لتجاوز هذه الأزمة و الأستجابة للمتغيرات العالمية و أكتفت بتقديم تنازلات سياسية و أمنية ربما لا يحتاجها الغرب بنفس الشكل الحيوي الذي كان عليه هذا الأحتياج من قبل و أبان فترة ما بعد الحرب الثانية مما أفقد هذه التيارات القدرة علي حل الأحتياج الموضوعي لأزمة الرأسماليات المحلية و الرأسمالية العالمية و غدت الحلول السياسية التي تطرحها جماعات الأسلام السياسي أبعد ما تكون عن حل الأزمة المركبة الأقتصادية و السياسية قلم يكن لهذه التيارات من قدرة علي حل مشاكل طبقة عانت من أحتكار عصابة لمقدراتها و أرادتها السياسيةبل منعت عن هذه الطبقة أي صورة من صور النمو المتكافئ أقتصاديا و إنما سعي الأسلام السياسي لمصادرة حكم الطبقة لحسابه كما فعل تماما مبارك و مصادرة أنجازاتها ( إن كانت هناك إنجازات تستحق الذكر ) لحسابه .. و لحسابه فقط ..دون أن يراعي أن أحتياجا موضوعيا للرأسمالية العالمية يقتضي وجود رأسمالية يمكن أن تحقق توجهات المرحلة الجديدة بل إن الأسلام السياسي أبدي استعداده لتقديم التنازلات كي يكسب رضا أمريكا الدولة الأقوي عالميا و أقتصاديا و حيث تؤتمر بأوامرها بقية دول العالم ( كل حسب قوته في مواجهتها ) .. و هللت له الأدارة الأمريكية دون أن يلاحظ كل منهما ( سواء تيارات الأسلام السياسي او ألأدارة الأمريكية ) زمنا جديدا يحل علي العالم تتغير به المفاهيم و التوجهات حيث يمكن القول و بعد 25 يناير أن الرأسمالية المصرية عجزت و ( نظرا لغياب أدواتها السياسية طوال العقود الماضية ) عجزت في هذه الأيام عن تحقيق مناخ يؤدي لأنطلاقها و أستجابتها لمتغيرات عالمية .. و فشلت في تبني أي سياسات تنتهي إلي بناء دولة حديثة يمكنها الأستجابة لهذه المتغيرات ... و إذا كانت الأسلام السياسي قد عجز عن تفهم الظرف الموضوعي الخاص بتطور الرأسمالية العالمية و المصرية فإننا لن نجد أنفسنا ليس أماا أحتمالية لحكم عسكري .. و لكن أمام أحتمالية أستدعاء مزيج بين حكم ليبرالي و يساري علي غرار ما حدث في أمريكا اللاتينية في السنوات القليلة الماضية و برعايا عسكرية حيث أن هذه القوي هي التي يمكن أن تتبني سياسات تستجيب لهذه الأحتياجات الموضوعية المحلية و العالمية .. لتنهي 25 يناير أسطورة الأسلام السياسي عالميا و ربما يؤرخ لدولة حديثة يحميها العسكر .. ربما علي غرار النموزج التركي ( قبل صعود أردوجان و تيارات الأسلام السياسي للسلطة هناك ) .. وحتي يمكن الأستجابة لهذه المتغيرات العالمية



#حامد_البرعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجة 30 يونيو بين 52 و 2011


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد البرعي - موجة 30 يونيو بين 52 و 2011