أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشدي الصافي - موقف الحياد من الأزمة في مصر... !















المزيد.....

موقف الحياد من الأزمة في مصر... !


رشدي الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نأخذ بعض المواقف من أحداث معينة فذلك من أجل أن لا نضل منتصرين للباطل بصمتنا كما يقال, لكن عندما نبني موقف منسجم مع كل الآراء المختلفة دون انحياز انطلاقا من رؤية موضوعية فلا يجب أن نضمن المديح من الأطراف المتخالفة . لأنه لا أحد سيقبل تصحيحا لقناعته مادام يعتبرها تهديدا لتوجهاته ضننا منه أنها هي الأصح, لذلك فمن الطبيعي جدا أن نوضع قسرا في الجانب الأخر من المواجهة .
بناءا على ما جاء في إحدى مقالاتي حول الوضع في مصر كقراء ة صريحة لأحداث فك الاعتصام و ما تلاها من أحدات. تعرضت للعديد من انتقادات و الاتهامات بالدفاع عن بعض التيارات اليسارية من طرف العديد من المتعصبين الذين بنو حكمهم بدئا من الجملة الأولى من المقال الذي كنت قد نشرته في احدي المواقع الالكترونية , فعندما تحدثت عن الأزمة في مصر لم يكن من خلف ذلك إشارة لانحياز إلى طرف ما من القضية. بل كان الهدف من ذلك الوقوف على حقيقة الوضع في لمحة مقتضبة عما حدث منذ البداية مع استحضار ما سبق ذلك من أحدات, ما يجب أن يفهمه الكثيرون أن الحقل السياسي ليس حقلا للورود بقدر ما هو ارض لزرع الألغام ومستنقع بكل الأوصاف البشعة, خصوصا إن كان لم يخلو بعد من الأعشاب الضارة, ولهذا عندما أنتقد طرفا سياسيا فهذا لا يعني تستري بالأساس على مكايد الآخر.
كانت عبارتي صارحه: الأخوان كحزب سياسي بغض النظر عن خلفيته لم يفلح في تدبير الشؤون الداخلية والمشاكل المتراكمة في مصر بالإضافة إلى عدم مرونته في توجيه دفة الرأي العام وتوحيده والسير بالبلاد نحو ترسيخ قيم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والنهوض بالاقتصاد ,بالإضافة إلى هيمنته على الخطة الإصلاحية وعدم إدراجه لباقي المكونات الأخرى بالمشهد ضمنها والعديد من الهفوات الأخرى ألا مسئولة . وهذا ما نتج عنه تنامي للاحتجاجات السلمية المشروعة التي تم التعامل معها بنفس المنطق الذي عملت به احتجاجات أنصار الحزب قبل أيام, على الرغم من الاختلاف في حدة التعاطي مع العنف ونسبة الخسائر في الأرواح. مما زاد الطين بله بعد تشكل حركة "تمرد" المناهضة للحكم التي جيشت الشارع ورفعت سقف مطالبها إلى إسقاط الحكومة والتنحي عن السلطة. لكن رغم ذلك لم تتم الاستجابة وبالمقابل تم لم شتات المؤيدين. فلو تم التعاطي مع الوضع بليونة لما خرج المصريون من بيوتهم للاحتجاج ولو ضل الحزب محافظ على شرعيته إلى الآن وضمن تماسك ثمانين مليون مواطن التي لا يمكن لأحد ان يزحزحها مهما بلغ من قوة , باختصار حزب الإخوان فشل في تدبير مرحلة ما بعد الثورة.
إعلان خارطة الطريق من طرف الفريق عبد الفتاح السيسي ووضع خطة العودة إلى حكم مدني منتخب انتخابا ديمقراطيا بمشاركة كل الأطراف, كان الخيار الوحيد المتاح لتسهيل العملية الانتقالية خصوصا بعد الحشود الكبيرة التي ملئت الميادين والمحافظات. ولكن قوبل بالرفض من طرف الإخوان ما جر الشارع المصري للانقسام, فان كانت الديمقراطية تعني بالحرف حكم الشعب لنفسه أو بمعنى آخر أنه نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافة سياسية وأخلاقية معينة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا . فهذا يعني بالأساس نبذ العنف وعدم التحريض عليه من جهة, وقبول كل خيارات الحوار المتاحة من جهة ثانية , السؤال الذي قد نطرحه هو: إن كانت مرجعية الحزب إسلامية كما يقال, والإسلام دين التسامح والتعايش والشورى ...الخ من قيم السامية , فلماذا لم يظهر زعمائه على قدر من تلك المرجعية ولم يتصف رد فعلهم بصفة الحكمة و التبات؟ مع العلم أن بعض الأحزاب ذات المرجعية نفسها رحبت بالحوار؟ لماذا تم التحريض على العنف وتسليح أعضاء من جماعة الإخوان واستهداف مواقع للجيش؟ بطبيعة الحال فالمنطق الميكيافلي الذي يبرر الوسيلة بالغاية كان حاضرا قبل الوصول لسدة الحكم وبعد ذلك, لكن ما غاية الإخوان من الحكم...؟؟
إن كل ما أشرنا إليه يؤكد ويجزم أن حزب الإخوان حزب تاجر بالدين للوصول إلى منصة السلطة, ما لشيء سوى لتلويح بالأيدي للأنصار وإشعال غليل قوى المعارضة التي لم تحضا من حصة الأسد إلا بالقليل والجهر بذلك الكبت السلطوي الذي عانت من حرمانه منذ عقود وتفجيره في شكل صرخة حاقدة "ها نحن هنا" و"أنتم هنالك" ها نحن بعد كل هذا التهميش نصل. و هذه عقدة من العقد التي لا يمكن أن تتخلص منها الأحزاب التي تبقى أقصى غاياتها من الانتخاب هي السلطة من أجل السلطة . كانت تلك رسالة الحزب الواضحة للقوى السياسية الأخرى, الشيء الذي سيدفع بهذه الأخير لانتهاز الفرصة والانقضاض عليه في أي مناسبة وهذا ما حدث بالفعل بعد خروج مظاهرات حركة تمرد.
بخصوص مسألة قرار فك الاعتصام فكما أشرت في مقالي الأول "لم يكن قرارا ينبني على رؤية واضحة المعالم" بل كان ارتجاليا إلى حد ما لأن الحكومة المؤقتة والداخلية المصرية كانت تعي جيدا أن في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ليس هناك متظاهرين سلميين فقط بل كانت هناك عناصر مسلحة ومدربة وموجهة بأمر من قادتها ولن تتردد في إطلاق وابل من الرصاص بمجرد رأيتها لعنصر واحد من الأمن أو الجيش, فكان بالإمكان ضبط النفس وجر بؤر الصراع في مواقع أخرى بعيدا عن الإعتصامين .وتفادي قتل من كانوا لا يزالون تحت تأثير خدعة الخلافة الإسلامية و ربما لم يحملوا البذرة نفسها من الخبث والعقدة ذاتها التي يحملها منوموهم من الزعماء الذين ينطبق عليهم حديث محمد رسول الله والإسلام: "لست أخاف على أمتي جوعاً يقتلهم، ولا عدواً يجتاحهم، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين، إن أطاعوهم فتنوهم، وإن عصوهم قتلوهم"
كان بالإمكان تجنب العنف المبالغ فيه من كلا الطرفين لو تم الاحتكام لمنطق الحوار الجاد ووضع قيمة الإنسان فوق أي مشروع سياسي كيف ما كانت خلفيته,فلا مبرر للقتل إن لم تكن مهددا بالقتل, ومن يقتل فهو كمن يحرض على القتل, لكن ما حدث يظهر أنه صراع من اجل السلطة في غايتها المحصورة عند حدود التحكم فقط.كما يشير (المهاتما غاندي) في قوله "كثيرون من هم على السلطة وقليلون من هم على الوطن", لا يهم من يحكم ولكن الأهم كيف يحكم ولأي غاية هو يحكم؟؟.
هناك من لازال يفكر من اليساريين في البلدان العربية بمنطق الصراع المحصور عند حدود التناحر والاقتتال والهدم دون أن ينتبهوا أن آليات الصراع ليست هي نفسها التي كانت متاحة خلال الثورات البلشفية أو الفرنسية...لأن موضوع الصراع الذي أفرزته الشروط التاريخية اليوم في زمن العولمة والتقدم التكنولوجي والذي سيفرز في المستقبل,ليس هو موضوع الأمس فمواكبة الاقتصاد العالمي من خلال الاندماج الإقليمي والرقي والازدهار والرخاء المادي والتطور التكنولوجي وترسيخ قيم الديمقراطية وقيم الإنسان بصفة عامة هو موضوع الساعة...الشأن في ذلك شأن بعض القوى (الظلامية) التي لازالت تفكر بمنطق السيف والفدية والنكوص بالمجتمعات الحالية إلى حقب غابرة من الزمن الغابر الذي تختلف شروطه عن شروط اليوم. فكيف يمكن لمجتمع يطمح لتغيير والاتحاد أن يصل إلى هذا المبتغى وهو يزرع قيم الانقسام ونبذ الآخر؟ وهل هذا ما سيقدمه للأجيال القادمة؟, بهذا يكون مجتمع أناني لم يصل بعد لنكران الذات.
لاحظت أن ما جرى في مصر حرك (شبقية) بعض القوى بالمغرب في الصراخ التي جيشت أنصارها للإدانة بما حصل والتنديد بحدث فك الاعتصام وكذا إدانة الانقلاب و المطالبة بإسقاط حكم العسكر, فتبادرت في ذهني خلال تلك اللحظة العديد من الأسئلة حول لماذا وقفت هذه القوى موقف كهذا مع العلم الأمر يتعلق بانقسام في المجتمع أولا والذي كان من أسبابه الحكومة المقالة سابقا التي يدافعون عنها قبل آن يكون صراعا بين طرفين؟ ثم هل يحق لها أصلا أن تحشر أنفها فيما لا يعنيها وتولي ظهرها للقضايا التي تهم المغاربة بالدرجة الأولى؟. أم أن الأمر يتعلق بجلب انقسام لشارع المغربي , لا أضن ذلك مادام المواطن المغربي الأصيل يشاهد ويطلب الرحمة ولا ينسى قوت يومه فهو يدرك جيدا أن النار البعيدة لا يمكن إيقاد موقد منها أو استشعار حرارتها من قرب. أضن أنه على المرء عندما يكون أمام طرفين في نزال ما عليه -إن كان يدعى نصرة الحق-إلا أن ينتصر لذاته أولا و طرح الحلول الممكنة للخروج من الأزمة دون الدخول كطرف ثالث في المعادلة. أو محاولة جر أطراف أخرى على خط النار. , فالمجتمع المصري تلك قضيته وله الحق في تقرير مصيره دون تدخل من أحد. كما أن له تراكماته التاريخية التي ستمكنه من اجتياز الوضع إن تم استحضارها من اجل البناء وليس الهدم.



#رشدي_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والأزمة الجديدة
- المقاربة الإكلنيكية للأمراض النفسية بالمغرب


المزيد.....




- -قوية للغاية-.. أمير الكويت يثير تفاعلا بكلمة حل مجلس الأمة ...
- السعودية تقبض على مواطن تركي في مكة بعد فيديو متداول أثار تف ...
- غسل الفواكه والخضروات بمواد التنظيف قد يؤثر سلبا في الصحة
- لماذا تتزايد السياحة الداخلية في الصين، في حين يتراجع عدد ال ...
- كيف أحمي طفلي من التحرّش أو الإعتداء الجنسي؟
- مبابي يعلن رسميا مغادرته باريس سان جيرمان نهاية الموسم
- -نحو حرب عالمية ثالثة-.. سالفيني يحذر من أحاديث الأوروبيين ع ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /11.05.2024/ ...
- -شعب حر غير متأثر-.. حقيقة فيديو مظاهرة جامعة كولومبيا تأييد ...
- هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشدي الصافي - موقف الحياد من الأزمة في مصر... !