أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - السبي البابلي.. دراسة تاريخية في استراتيجيات الغزو















المزيد.....

السبي البابلي.. دراسة تاريخية في استراتيجيات الغزو


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 22:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ا أعاد الاحتلال الأنجلو أمريكي للعراق إلي الأذهان سجل تاريخ الاستعمار والإمبراطوريات في منطقة الشرق الأدنى القديم، وكأنه قد كُتب علي الأجيال العربية التي ولدت بعد مرحلة الاستقلال أن تتجرع مرارة الاحتلال عقابًا لها علي عدم الاستفادة من دروس التاريخ، فمن لم يقرأ التاريخ كُتب عليه أن يعيده، ومن لم يكن فاعلاً يصبح مفعولاً به. وقد ظلت هذه المنطقة هدفًا استراتيجيا لكل الإمبراطوريات والدول الاستعمارية التي ظهرت منذ القدم، وسنتناول هنا الإمبراطورية الآشورية والبابلية ثم الفارسية 538ق.م، والاستعمار الأنجلو أمريكي (2003م).
وسنحاول في السطور التالية أن نقارن المخططات الاستعمارية التي تبنتها تلك الإمبراطوريات القديمة(1) والمخطط الأنجلو أمريكي في غزو واحتلال العراق. كما سنقارن بين دور بني إسرائيل في مخططات الإمبراطوريات القديمة، ودور اليهود في المخطط الأنجلو أمريكي. فنظرًا لأهمية موقع أرض كنعان (فلسطين) الاستراتيجي بالنسبة للإمبراطوريات القديمة وللاستعمار الحديث، فهي تشكل مع مصر أوسط نقطة في العالم. فإذا شبهنا مصر بثمرة فإن فلسطين بمثابة عنق الثمرة، لذلك ما أن تفرض إمبراطورية ما سيطرتها علي بلاد فارس والعراق والهلال الخصيب حتي تقوم بتأمين طريق الوصول إلي البحر الأبيض المتوسط وإلي مصر. ولا تكتفي باحتلال تلك المنطقة، بل تقوم بتهجير سكان فلسطين، وتوطينهم في مناطق أخري وجلب سكان آخرين تابعين للإمبراطورية أو المستعمر وتوطينهم في أرض كنعان، وهو ما يعرف بخلخلة التركيبة السكانية، وقد تكرر هذا كثيرًا في التاريخ القديم والحديث علي يد الإمبراطورية الآشورية، فالسبي الآشوري علي يد «شلما نصر» سنة 722ق.م ما هو إلا تهجير لسكان السامرة من بني إسرائيل في شمال فلسطين إلي آشور وميديا وشمال سوريا، وتوطين مجموعات سكانية من شمال سوريا وبابل وعيلام مكانهم.

ثم تكرر أيضًا علي يد الإمبراطورية البابلية، فالسبي البابلي الذي قام به «نبوخذ نصر» 586ق.م هو تهجير لبني إسرائيل سكان أورشليم وإقليم يهوذا إلي بابل، أما الإمبراطورية الفارسية فقامت بالتهجير العكسي، أي هجَّرت السكان من كافة أنحاء الإمبراطورية (سفر عزرا 1/1) إلي أرض كنعان تحت اسم (العودة من السبي) وذلك من أجل خلخلة التركيبة السكانية التي كانت موجودة والتي قاومت هذا «الغازي المعتدي» الذي وصف نفسه بأنه «عائد» فالإصحاح 4 ـ 6 من سفر عزرا يعكس الصعوبات الإدارية التي تواجه سياسة إدخال عناصر سكانية جديدة وديانات مركزية في منطقة ما، حيث يوجد سكان مستقرون ذوو علاقات وسلطات ذاتية منذ أمد بعيد. ويعكس التوتر والصراع رد الفعل البغيض الذي قوبل به هؤلاء «الغازون ـ العائدون».

وقد كان آخر مخططات التهجير في منطقة فلسطين هو ما قام به الاستعمار البريطاني أثناء الانتداب وهو يشبه المخطط الفارسي الذي قام به «قورش». فلقد تعاون الاستعمار البريطاني مع الصهيونية عن طريق وعد بلفور (1917م) وقام بتوطين سكان تابعين للإمبريالية من كافة أنحاء العالم، في فلسطين تحت اسم «العودة إلي أرض الآباء» وقام هؤلاء «العائدون» بترويع سكان فلسطين الآمنين وإرهابهم وإجبارهم علي مغادرة فلسطين.

ومفهوم «العودة» مفهوم أيديولوجي أساسي في سياسة التهجير وإعادة التوطين منذ عصر الإمبراطوريات القديمة، وهو محاولة إيجاد صلة دينية قديمة تربط هؤلاء المهجَّرين بتلك الأرض الغريبة. وسنناقشه بتفصيل أكثر في موضع آخر ونبدأ بأول المخططات الاستعمارية وهو:

1 ـ التهجير والتوطين:

تذكر النصوص والآثار أن الخطط الاستعمارية للسيطرة علي السكان اعتمدت سياسة التهجير والتوطين وكانت مظهرًا شائعًا في كل حروب مصر القديمة وبابل والعالم الحثي منذ بدايات الألف الثانية قبل الميلاد، وقد قام بها جيش آشور في القرن السابع ق.م واعتبرت قاعدة للسياسة الاستعمارية البابلية والفارسية بعد انهيار آشور بوقت طويل. وهناك عدة أسباب جعلت الآشوريين يعمدون إلي هذا التغيير في البنية السكانية في الإمبراطورية وهي:

أ ـ تدمير التركيب الاجتماعي في المناطق المفتوحة، وخلق كيانات مفككة وتابعة ومخلصة للإمبراطورية الآشورية (وهو ما تنويه أمريكا وبدأت تنفيذه بقوة السلاح لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط عبارة عن كيانات مفككة، متناحرة مخلصة فقط لأمريكا).

ب ـ استخدم الآشوريون التهجير كعقاب للمواطنين علي المقاومة أو الثورة، كما استخدم للقضاء علي المنافسين المحتملين أو علي إمكانيات المقاومة والعصيان (وهو ما تخطط إسرائيل للقيام به مع الفلسطينيين وسنعرضه لاحقًا).

ج ـ استخدم الآشوريون التهجير وإعادة التوطين كمكافأة للسكان ضد حكامهم، فالتهجير كما عرضه (سفر الملوك الثاني 18/28 ـ 33) عُرض ليس كعقاب بل كمكافأة علي عدم مقاومة السلطة الآشورية. وبالفعل فقد ذهبت بعض النصوص إلي حد وصف الآشوريين بأنهم يتصرفون نيابة عن الشعب، ويرعون مصالحه ويحمونه وينقذونه من طغيان حكامه.

فلم يوعَد المهجَّرون بالأرض والرخاء عندما يعيد الآشوريون توطينهم فحسب، بل وُعدوا أيضًا بالدعم ضد السكان المحليين، الذين نظروا إليهم بالطبع علي أنهم متطفلون ومغتصبون. (وهذا لا يختلف كثيرًا مع ما فعلته أمريكا مع أكراد العراق عندما سمحت لهم بدخول كركوك، وسمحت لهم بطرد سكانها العرب واحتلال مساكنهم، كمكافأة للأكراد علي موقفهم من صدام حسين وتسهيل مهمة أمريكا في احتلال العراق، ولا يختلف موقف الشعب العراقي من الأكراد ومن شخوص المعارضة العراقية التي تحاول أمريكا فرضها علي الشعب العراقي وتوليتها زمام الأمور، لا يختلف كثيرًا عن موقف السكان المحليين في الإمبراطورية الآشورية).

د ـ استهدفت سياسة التوطين إيجاد جماعات تعتمد علي السلطة الآشورية ضمن الشعوب المحكومة، وبذلك تضمن أن تظل مخلصة لها، لذلك انحصرت في مجموعة من العسكريين والزعماء السياسيين والنخبة... (وهو ما فعلته أمريكا منذ حرب الخليج الأولي فقد احتضنت المعارضة العراقية وراعت عند اختيارها أن تضم عسكريين وسياسيين (متطلعين إلي الحكم) ونخبة ممن يمكن الاعتماد عليهم في إدارة البلاد في عراق ما بعد الحرب).

هـ ـ كان الهدف من إقامة بعض المستوطنات الجديدة هدفًا استراتيجيا وشملت عددًا كبيرًا من المستوطنات الحدودية شبه العسكرية (وهو ما خططت أمريكا له بعد حرب الخليج الأولي في منطقة الحدود الشمالية، فقد سمحت للأكراد بالتجمع فيها وأمدتهم بالسلاح ومنحتهم حكمًا ذاتيا وفرضت علي حكومة صدام حظرًا جويا علي تلك المناطق فجعلتها بمثابة مستوطنة حدودية شبه عسكرية، وحاولت أمريكا تنفيذ نفس المخطط علي حدود العراق الجنوبية مع الشيعة، ولكنها فشلت لأسباب ترجع للسكان أنفسهم وهو ما أظهرته حرب الاحتلال الحالية التي تخوضها أمريكا وبريطانيا فقد أظهرت تلك الحرب بسالة وشجاعة أهل الجنوب في مقاومة القوات الغازية).



http://www.weghatnazar.com/article/article_details.asp?id=335&issue_id=62




تعليق !!!



إليكم النص التوراتي الذي يدعو إلى غزو العراق وبابل والشرق الأوسط عموما ً


الكتاب المقدس.. التوراة


وتقول التوراة في الاسفار 51:هكذا قال رب الجنود ان اسوار بابل العريضة تدمر تدميرا وابوابها الشامخة تحرق بالنار فتتعب الشعوب للباطل و القبائل للنار حتى تعيا
. الأمر الذي أوصى به ارميا النبي سرايا بن نيريا بن محسيا عند ذهابه مع صدقيا ملك يهوذا الى بابل في السنة الرابعة لملكه وكان سرايا رئيس المحلة. فكتب ارميا كل الشر الآتي على بابل في سفر واحد كل هذا الكلام المكتوب على بابل .وقال ارميا لسرايا إذا دخلت إلى بابل ونظرت وقرأت كل هذا الكلام.فقل انت يا رب قد تكلمت على هذا الموضع لتقرضه حتى لا يكون فيه ساكن من الناس الى البهائم بل يكون خربا أبدية!!!ويكون اذا فرغت من قراءة هذا السفر انك تربط فيه حجرا وتطرحه الى وسط الفرات .وتقول هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي أنا جالبه عليها و يعيون الى هنا كلام ارميا!!
وقد أمرت التوراة بان تقتل كل نساء العراق وأطفالهن حيث نصت ما يأتي :-
"يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!"



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعبئة الجماهيرية الطائفية في أوربا ( أوربا في القرن الحادي ...
- على المملكة العربية السعودية دفع كفاره عن يوم إفطار
- التدخل الدولي اليسوعي في قبرص واليونان ( أوربا في القرن الحا ...
- رد على مقالة.. جهاد علاونه ..خطا علمي في القران
- التدخل الدولي اليسوعي في تركيا ( أوربا في القرن الحادي عشر س ...
- التدخل الدولي اليسوعي في فلسطين وبلاد الشام ( أوربا في القرن ...
- التدخل الدولي اليسوعي في الشرق الأوسط وأفريقيا ( أوربا في ال ...
- التحريف السياسي المسيحي لعقيدة الإباء العبرانيين التوراتيين ...
- رد على مقالة كامل النجار!!بعض أخطاء النسخ في القران
- الصراع الطائفي القومي بين اليونانيين والعبرانيين على فلسطين ...
- الرهبانيه المزيفه في عقيدة المسيح ابن الله (اوربا في القرن ا ...
- اقرا كيف نصب الدين السياسي المسيحي ( المسيح ابن الله ) راس ح ...
- اقرا كيف نصب الدين السياسي المسيحي (المسيح ابن الله )الها عل ...
- اقرا كيف نصب الدين السياسي المسيحي (المسيح ابن الله )الها عل ...
- رُدود على تعليقات بعض الزملاء !!
- رد على مقالة خليل خالد العمري!! تناقضات تاريخية تثبت بشريّة ...
- استغلال المسيحية مقدسات اليهود للتبشير اليسوعي (أوربا في الق ...
- رد على مقالة كامل النجار ..القران صناعه بشريه بحته
- إقراء كذب ودجل المسيح ابن الله (يوحنا)- 21
- لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِي ...


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - السبي البابلي.. دراسة تاريخية في استراتيجيات الغزو