أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الصلحاتي - ورقة ٌ مهترئه














المزيد.....

ورقة ٌ مهترئه


محمد الصلحاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


زارتنيْ في الليل ومالت علي َّ فتسلَّل عطرُها الغربيْ داخليْ ليأسرنيْ واقتربتْ بشفتيها من شفتيَّ وأشعلت ..... أشعلت الشموع التي تستقرُّ على المنضدة ٍ أمامنا . إبتسمتُ وقلتُ لها " لماذا تضنيني في حبك يا رفيقتي؟! " ..ضَحٍكتْ بغرورْ وقالتْ "هذه هي طريقتي " قلت ولكننا معا ً لست ِ أنتيْ صاحبة ْ القرار وحدك ".... ضحكت ضحكتها البريئة وقالتْ " هل أحزنتك يا رفيقي ؟! أنا آسفة " ْ وضَحِكَتْ هذهِ المرة ضحكة مجلجله ونظرت إلي الأعلى ثم إبتسمت إبتسامتها الطفولية و نظرت في عينيَّ بتحديْ ... حدَّقْتُ في عينها طويلا ًوقلتْ "قد قبلتُ التحديْ ... يا أجبن ْ الجبناءِ إقتربي ْ.... فبَرقِك ْدونَ رعدٍ .... هاتيْ سلاحكْ واضربي... سترينَ كيف يكون ردي... إن كان حقدك قطرةٌ... فالحقد كالطوفانِ عندي ْ" قاطعتني وقالت مستهزئة ً "توقف عن سرقة أبيات الغير ْ يا عزيزي ْ فأنا لست تلميذة ً لماذا تسرق أبيات شاعر سوريا النبيل نزار وتُتمتمْ بها كطالب يحفظها لا تدَّعيْ الثقافة فقد كشفتُ زيف ثقافتك إن كنت قد قرأت ألف كتاب فأنا أستطيع كتابة ألف مثلهم ْ " قالتها وضحكتْ ...نظرتُ لها متصنعاً الأسىْ وقلتْ : "إطمئني فكل إمرأة أحببتها صارت لي وطناً ولكن دائماً كان الوطن يَتْرُكنيْ في الصحراء ِ وحدي لتُمزقنيْ سيوف الأعداء " ... طرَقتْ قليلاً وقالت " يا عزيزيْ الوطن لا يتخلى إلاًّ عند الخيانة ٍ العظمىْ " ... قلت ُ عجلا ً " كيف أخونُ من كان َ صوتها قيثارة ًتأسرني بين َ أوتارها " . قالتْ متصنعةً الجديه ْ " الخيانةُ بالروح أيُها المثقفْ ليست بالجسد" .. قمتُ من جلستيْ وبدأت في الحديث بشكل ٍ مسرحيْ "قد قبلتُ سلطتِكْ الملكية في العشق ولم أحاولْ يوما ً الإنقلاب" ... قامت من جلستها هي ْالأخرى وقالت " أي عشق يا عزيزي وأي سلطة ٍ ؟!! " ...إقتربت ُ منها وحدقت في عينها طويلاً وقلت ْ " رقصتيْ مَعٍيْ تحتَ المطر وفي الليل وفي السهر رقصتي معي في الفرح وفي الضجر وأخرجتيني من ضيق الأرض ِ وسكننا القمر .. أنتي تملكين مفاتيح حياتي وبين شفتيك يذوب الألم " ... إبتسمَت ْ معلنة ً إعجابها بما أقول فاستطردت ُ مكملا ً ما كنت أقوله " أنا أشعر بضيقك وبألمك .. أصبحتي تغيرين من كتبيْ وأوراقي ْ ولكن ليس لي إلاَّ هي فأنا لا أحب أن أسكب ألامي إلا علي الورق ... لماذا تدًّعين َ الليبرالية ِ وأنتي فاشية ٌ في حبي ْ ......أيتها الفاتنه رفقا ً بأعصابي....... نحن من نعزف الكمان للعشاق ... غير قادرين على ركوب ِ البحر فنكتفي بملامسة الشواطئ لأقدامنا العاريه ... ولكنيْ لم أعد أحب الوحدة والسهر مع الكتب ْ أصبحت ُ أخشى الوحدة " وضعتْ سبابتها على شفتيَّ وقالت كيف تخشى شيئاً وأنتَ معي .. ولا تخشَ الوحدة َ يا عزيزيْ حتى لا ترتمي في أحضان من لا يستحقْ وهذا ليس وقت الكلام ولا الحديث ....هذا وقتنا...... تعالي لنكمل الحديث الدائر بين جسدينا .. تعالي ولتغلق النافذة على وطننا الذي يحترق ولتشعل لنا سيجارة ً نتشاركها معا ً " ................ كان هذا المكتوب في ورقة ٍ مهترئةٍ وجدتها في أحدْ أركان ِ غرفتيْ فقد عدت ُ للتوْ من سفر طويلٍ للعمل بحثا ً عن المال في بلاد ٍ لا تعرف غيره . ولكن ما فاتني كان عظيما ً فخليلةُ الليل لم تعد ْ موجوده .. رحلت ْبعد أن هزمتنا الدنيا وفرقتنا من أجل ِ مالْ ولم يتبقى إلا ورقة ٌمهترئة ٌ وبقايا عطور وفنجان قهوتها الصباحية. سرتُ من الغرفه و نظرت من شرفة البيت إلى نهاية المدى وتنهدت .. تنهدت طويلا ً .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الآلهة


المزيد.....




- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الصلحاتي - ورقة ٌ مهترئه