أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الصلحاتي - سقوط الآلهة














المزيد.....

سقوط الآلهة


محمد الصلحاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 00:56
المحور: المجتمع المدني
    


نزلت الآلهة من السماء وتخلت عن قدسيتها فخرَّ الشعبُ سجدا ً وبكيّا, قََََدَّم النذورَ والقرابين قائلا ً : هل هناك من هو أكثرُ عدلا ً منهم ؟! هل ستظلمنا وهي لا تريد مالا ً أو سلطانا وكيف تحتاجُ شيئا ً فهي لها الأمر من قبل ومن بعد, ففي يمينها مفاتيح رحمة ِِ الله, تمنح هذا النعيم الأبدي وتحجبه عن ذاك, فهي تشفق علينا وأرادت أن تنقذنا من الضياع والبطش والألم, جلست علي العروش وشرعت في إصدار الأوامر,لم تمض شهورا ً حتي بدأ الكفارُ والملحدون في الخروج عليهم ووصل الأمر بهم بالإقتراب من القصر الإلهي وقذف سيارة مبعوث الآلهة وخادمها بالحجارة, فر الخادم من القصر وتركه خشية ً من الكفار الملحدين, كيف ذلك؟! ,كيف يجرؤ هؤلاء الشباب علي ذلك ؟! ومن أين أتت لهم شجاعتهم؟!. ومن أين أتو؟! من مصر بلد الفراعنة والطغاة؟! أم من عالم آخر لا يعرف إلا الحرية؟!. من الممكن أنهم أتو من كون بقوانين أخرى بشرائع أخرى, كون لا يعرف غير الحرية والمحبة والسلام لا فرق هناك بين طبقة وطبقة أو دين ودين لا فرق بين ذكر وأنثي,الكل هناك سواء, من الممكن أنهم شاهدونا فعبرو البوابة بين الكونين ِ لينقذونا من بطش آلهتنا ولكن الحادث كان غريبا فلقد ْ إهتزت العروش وقلقت الكروش علي غنائمها, فالشعب رأي بأم عينه ْ أنهم مجرد بشر مثلنا ليسو مقدسين, يفرو ويفزعو ويرتجفو مثلنا فأرسلت الآلهة ُ زبانيتهم عليهم تعذبهم وتعيدهم للإيمان. فلم يعودو إلي الإيمان, وإنتهت الجولة ُ الأولي وإنتصرت الآلهة, توالت المعارك بينهم وفجأة إنتشرت حركة للكفر والتمرد عليهم, لم يصدقو في بداية الأمر وظنو أنها مجرد أحلامٌ رومانسية ٌ تداعب الأحرار وضحكوا.. ضحكوا حتي البكاء.
لم تكن تدري الآلهة أن مصر بهذهِ القوة والمقاومة فبين ليلة ٍ وضحاها أصبحو مطرودين منبوذين من المحروسةِ كلها, تجمعو معا عسى ذلك أن يعصمهم من بأس الشعب ولكن لا عاصم اليوم من أمر الشعب, الآلهة لم تخطئ هي تصرفت علي سجيتها فهذا هو طبعا, حب السيطرة والغرور وتاريخها ملئ بالعنف والقوة منذ فجر التاريخ لا تعرف غير لغة الدم, لا أعرف فيما يفكر الشعب, الناس كانت تعشقهم وتبجلهم وتقدسهم وعندما يخرج أحدنا ليحذر من ذلك كان الشعب يخرسنا ويكفرنا ويزندقنا والآن تجاوز الشعب ما كنا نقوله ووصل به الأمر بالرغبة في قتلهم, أصبحت عصا زيوس "اللحية والجلباب القصير" وبالا ًعليهم..هم خائفون مرتعشون لهذا هم مجتمعون فالشخص الخائف يخشي من الوحدة والإنفراد, والأحرار يعشقون الوحدة, لم يعد يجدي الكلام المعسول المُطَعَّم بالنصوص المقدسة, لم يعد يجدي.
الآلهة كانت تكذب وتقول " أننا سنحارب آلهة أمريكا وإسرائيل وأوروبا المشركة والنصرانية الكافرة وسنحارب آلهة الروس الملحده, وعندما بدأت بالسقوط صارت تتوسل لهم أن ينجوها من فك الشعب, وخرج إله تركي صغير يحاول إنقاذ نفسه أولا ً وإنقاذِهم ولكن متي ؟! فقد فات الأوان .
عندما كان يحدثني أحد المتفائلين ويقول , الشعب سينتفض , كنت أضحك وأقول "كيف يسقط العبيد الآلهة يا عزيزي؟!" . تحركت الأعاصير البشرية والسيول المدمرة تدك حصونهم وبدأ صوت الكمان في الخروج من سجنه وبدأت الورود تتنفس وضحكات الأطفال عادت لصفائها وأصبح صوت الكمان يشدو في أم الدنيا. قلنا عن مصر أنها أصبحت عمياء. ونحن آسفون, إنما نحن جوقة العميان .



#محمد_الصلحاتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراك ...
- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الصلحاتي - سقوط الآلهة