أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقوى البغدادي - الذئب لم يحيا بالوراثة














المزيد.....

الذئب لم يحيا بالوراثة


تقوى البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 08:57
المحور: كتابات ساخرة
    



.
فكرة هذه المقالة تبادرت الى ذهني بعد مشاهدة فلم كارتوني ياباني بعنوان التقيا في ليلة عاصفة
في يوم من الايام وفي ليلة عاصفة
احتمى الذئب في كوخ قديم مظلم هربا من تلك العاصفة الهوجاء
واذ به يصادف هناك خروف جبلي
ولكنه لم يعرف بانه خروف وذلك لشدة ظلمة المكان ولكثرة الضباب فتعارف الاثنان واعلنا صداقتهما وتشاركا الكوخ الصغير بكل محبة
...............
تتابع الاحداث في الفلم الكارتوني الرائع فبعد تلك الليلة العاصفة قررا ان يلتقيا في وضح النهار
وعند اللقاء انصدم الاثنان من حقيقة الاخر ولكن هذا الشيء لم يقف عائق امام صداقتهما فتشاركا كل شيء وامضيا الوقت معا
وفي لحظة تتجلى فيها عمق الصداقة بينهما بعد توالي الاحداث ورفض معشر الذئاب ان تتم مصادقة ماهو بالاساس وجبة طعام
هرب الاثنان للبحث عن غابة يستطيع كلاهما العيش فيها في سلام
فالذئب يحب صديقه الخروف ويشعر في اعماقه ان معشر الذئاب مخطئين في ذلك الحكم الذي اصدروه على صديقه الوحيد فحاول بشتى الطرق اقناعهم ولكن دون جدوى فابى ان يتخلى عن صديقه المخلص لمجرد ان يتبع قانون الذئاب

يمر الاثنان باوقات عصيبة وفي اشد حالات الجوع وفي ذلك البرد القارس اهتديا الى كهف صغير ,طلب الخروف من صديقه الذئب ان يآكله وذلك لكي ينجو واحد منهما على الاقل
فبدا الذئب بالبكاء ورفض ان يعتبره وجبة طعام
خرج الذئب للبحث عن طعام ولكن الجو كان شديد البرودة والثلوج تملأ المكان ولاامل لديه بان يجد عشب اخضر لصديقه الخروف

لن اكمل نهاية القصة
....
في الحقيقة لقد احزنتني تلك اللحظات التي بكى الذئب فيها لرفضه ان يآكل صديقه الخروف
اليس بالاحرى بنا ان نتعلم من هذا الكارتون الرائع قمة المحبة وصدق التعايش مع الاخر رغم كل الاختلاف
صحيح ان القصة خيالية
ولكن مجرياتها تشبه نوعا ما الصراع اليومي الذي نتعايشه مع الاخر بسبب الاختلاف .
لو طبقنا نفس الامر الذي جرى بينهما على حياتنا الواقعية اي ان نزيل تلك التراكمات التي تكدست في عقولنا اتجاه الاخر وذلك ان الروح الانسانية التي تجمعناهي اسمى من كل الاحقاد
فالحقد شي مكتسب لايليق بانسايتنا التي تشكلت من محبة وصفاء
فالسؤال هنا هل نحن نرث الافكار من ابائنا واجدادنا كما نرث الشكل واللون والانتماء
اذا صح هذا فماهاي الغاية من العقل ان كنا نتوراث كل شيء!

هذه الدوامة التي يعايشها مجتمعنا هي نتيجة حقد وصراع متوراث عبر الاجيال
ناتي لهذه الحياة فنجد الفكر جاهزا للاستهلاك فنحن شعوب تستهلك حتى الفكر ولانقوى على انتاج فكر نير يقودها للانسانية
......
تربينا في الشرق على المفاخرة بالاصل فلا تصلنا تلك الترددات النفسية التي تعزز ثقتنا من دون ان نفاخر ومن دون ان تلاحقنا العيون
شرقيتنا تدعونا للتفاخر بالاصل والانسانية لااصول لديها ولافروع
فــ اين ضاعت هويتنا الانسانية التي هي الاسمى من اصولنا ومن احقاد اجدادنا
هل عقولنا وهبت لمن يدخلها في سبات
لماذا ننظر الى الاخر بعقول ليست لنا
فهل عقلك لم يكتمل بعد ام انك بحاجة لفيتامين يعزز التفكير
لماذا لاتستجيب للضمير عندما يصرخ وتتجاهل محاولاته في الانتماء للانسان
لربما لرغبة في داخلك ان يختفي هذا الانتماء يوما لتبرر وهم المعرفة الذي ورثته عن اجدادك

فهل نحن نحيا بالوراثة
ام نحن مبرمجون على وراثة العقول !؟؟



#تقوى_البغدادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنين الصغير والانسانية
- احموا وطنكم قبل أن تحموا دينكم
- المن والسلوى
- حشوة مؤقتة
- ذيل من لوحتي سراج يستانف النور
- انفلونزا
- صراع يعترف
- الذات المرقعة
- نوبة وطن
- اللون الابيض
- المكابرة فنجان


المزيد.....




- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...
- وفاة الفنان المصري نعيم عيسى بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقوى البغدادي - الذئب لم يحيا بالوراثة