أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقوى البغدادي - التنين الصغير والانسانية














المزيد.....

التنين الصغير والانسانية


تقوى البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 15:10
المحور: كتابات ساخرة
    


ابي ابي
ماذا تريد ياولد؟
اريد ان اعمل في الاطفاء
لا لا ياولد هذا عمل فيه عناء
ارجوك ابي احب الخير احب الناس

لربما عندما كنت صغيرة لم افهم عمق الرسالة الانسانية في هذا الكرتون , لكني الان ادرك هذا ولمن لايعرف فقصة هذا الكرتون تدور حول التنين الصغير الذي يريد ان يعمل كاطفائي ولايرغب ان يسلك نفس مسلك ابيه في اشعال الحرائق ,وفي كل حلقة نرى الصراع الطريف الطفولي بينه وبين ابيه الذي لايتقبل ان يعمل ابنه الصغير في الاطفاء فهو امر منافي تماما لحياة التنين فواجبه ان يكون مثل ابيه يشعل الحرائق ويثير الفزع في قلوب الناس.
ولكنه اختار ان يعمل الخير حتى لو كان هذا عكس ماخلق من اجله

في الحقيقة ارى ان افلام الكارتون توصل رسالة اشد عمقاً من المسلسلات العربية التي لاتدور الاحول المال والسلطة والجنس واحيانا يتخللها الحب ولكنه يصلنا بطريقة جوفاء يكاد يكون عاري من مصطلح الحب السامي الذي كل فرد يراه بشكل مختلف, ولكنه الحب في منظور الشعوب العربية التي تعشق السطحية في كل شيء.

ان ماشاهدته من مسلسلا ت عربية قد لايكون بذلك الكم الهائل واغلبها لم استطع ان اكملها ولكن بما يجعلني اكون فكرة بسيطة عنها وقد يعارضني البعض لابأس ولكن الرسالة التي كانت تصلني هي ان اغلب المسلسلات العربية تزيد من خمول الشباب ولاتحرك فيهم الخيال ولاتدفعهم لاكتشاف بواطن الاشياء بل القبول بما هو مسلم به وحتى ان طرحت مشكلة لاتطرحها بذلك الشكل الصحيح الذي يجعل المتلقي يستشعر عمق المشكلة .

عدا الوقت الثمين الذي يضيعه شبابنا فكما هو معروف الشعوب العربية لاتحب القراءة واسهل وصيلة لايصال مشاكل المجتمع هي عن طريق الشاشة ,ولكن اذا كان الاعلام هابط والمسلسلات التي يدمنها الكثير هي مجرد وسيلة للترفيه وقتل الوقت فمالذي نرجوه من مجتمع ياخذ ثقافة حياته من عقول تربت ان تردد مثل الببغاء .

ان كارتون التنين الصغير الذي كنت اشاهده ومازلت اشاهد الكثير من افلام الكرتون لثقتي اني ساجد فيها شيئا جديدا يقربني من فهم الوجود بشكل افضل

الرسالة التي وصلتني من هذا الكارتون هي هل نملك القدرة بأن نكتشف الحياة بعقل نظيف لاتشوبه شائبة تاثيرات المجتمع وضغوطات الاهل
فكل فرد منا لم يختر دينه وفكره واعتقاداته بل كبر عليه ظنا منه ان كل مايقوم به والديه هو الصواب وفي الحقيقة ايضا الوالدان لم يختاروا ماهم عليه

هل نحن مستعدين للعمل عكس ماهو مآلوف لمجرد ثقتنا اننا نعمل الصواب ؟
هل نحن على أهبة ان نصبح حيادين امام كل فكر ودين ولانقوم بالثرثرة لمجرد ان المجتمع والاهل والاعلام ينقلون مايشاؤن من معلومات هل من الصائب ان نثرثر في فكر ودين واعتقاد ونحن لم نقرآ عن هذا الفكر الذي يرفضه الملايين فنحن لم نطلع عليه الا من خلال سلوكيات البعض وما قالته لنا مجتمعاتنا فهل المجتمع اذ اجمع على شيء هل من الضرورة ان يكون صائب !!؟

لو قرآت ولم تقتنع حينها حتى رفضك لهذا الفكر سوف يكون بشكل نقدي مفيد يتيح امامنا الكثير من التساؤلات التي قد توصلنا الى حقائق غائبة عن اعيننا بعيدا عن الثرثرة التي لن تكسبنا سوى شعب عنصري جاهل

وان تصمت في خضم هذه الثرثرة التي نشهدها في مجتمعنا هي قوة وثبات
فمااجمل من يختار ان يعيش صراعا مع نفسه على ان يكتب حرفاً يشوه به غيره ويتعدى على انسانيته
وذلك لان الصمت نوع من انواع الثقافة التي لايدركها الثرثارون

كارتون بسيط مثل التنين الصغير حرك في داخلي الكثير من التساؤلات ,فمالذي فعلته المسلسلات العربية سوى خمول العقل

والشباب العربي يجري ورائها لاهثا واذا اقترحت عليه ان يقرآ يآتي الجواب سريعا لااملك الوقت !!
اذ كنت لاتملك الوقت لتقرآ , لم تملك الوقت لتثرثر!!؟

الحقيقة ان الوقت تخلى عنك منذ اليوم الذي وهبت به عقلك لمن يثرثر اكثر ظنا منك ان كل ثرثرة هي كتاب وكل مااتفق عليه الاغلبية هو صواب

الاجماع مع الناس يزيدك ثقة بنفسك وذلك لانك لاتملك حرية صناعة فكرك الخاص والسبب بسيط فلقد اعلنت احتضار عقلك فمبارك عليك عقلٌ مقبلٌ على التعفن.



#تقوى_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احموا وطنكم قبل أن تحموا دينكم
- المن والسلوى
- حشوة مؤقتة
- ذيل من لوحتي سراج يستانف النور
- انفلونزا
- صراع يعترف
- الذات المرقعة
- نوبة وطن
- اللون الابيض
- المكابرة فنجان


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقوى البغدادي - التنين الصغير والانسانية