أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - لكي لاننسى















المزيد.....

لكي لاننسى


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكي لاننسى
ماجد احمد الزاملي
الفاشية أو الفاشستية : كلمة أخذت من رمز إيطالي قديم كان يحمله الأباطرة والقضاة الرومان القدامى . وهي كناية عن الاتحاد لأفراد الشعب الروماني . وهذا الرمز الروماني القديم يمثل الوحدة والقوة . وتاريخيا ، قيل إن المقصود به " الجماعة أو العصبة " التي انفصلت عن الحزب الاشتراكي الإيطالي بعد الحرب العالمية الأولى بزعامة موسوليني, دكتاتور إيطالي ومؤسس الفاشستية وهي حركة سياسية ذات صبغة إستبدادية تنادي بسيادة السلطة المطلقة للطبقة الحاكمة و الأعتماد على تنظيم الشباب تعلم موسوليني قليلا وعاش الفترة 1902- 1904 في سويسرا ثم عاد إلى إيطاليا و أسس جريدة يومية بإسم شعب إيطاليا انخرط بعد فترة في الجيش و ترقى حتى رتبة عريف.وكان موسوليني يجيد الفرنسية ويعرف بعض الألمانية والإنجليزية والأسبانية ، عاش ما بين ( 29/ 7 / 1883 – 1945). في تلك الفترة التي تموج بالاحداث ,الحرب العالمية الأولى نظم موسوليني أتباعه ومعظمهم من كبار المحاربين القدامى في حزب الفاشستية العسكرية ودعا علنا وسط الاضطرابات و القلاقل الاجتماعية وانهيار البرلمان الإيطالي إلى استرجاع النظام و ألامن بالقوة في عام 1921 إنتخب ممثلا للشعب في البرلمان و في العام التالي كلفه فكتور عمانوئيل الثالث ملك إيطاليا برئاسة الوزارة الإيطالية وكرئيس وزراء بدأ موسوليني يغير الحكم تدريجيا إلى دكتاتورية وقام بقمع المعارضين بوحشية وتولى كل السلطات التي يراها مناسبة لتوطيد حكمه وعبر عن طموحه في أستعادة المجد القديم لبلاده بالشعارات الكبيرة و الخطابات الحماسية و النصب التذكارية دخل موسوليني الحرب العالمية الثانية إلى جانب هتلر قوات المحور بعد سقوط فرنسا عام 1940 وأدى كل من هزيمة الجيوش الإيطالية في اليونان و أفريقيا و الغزو الوشيك من قوات الحلفاء للاراضي الإيطالية إلى حدوث تمرد في الحزب الفاشستي في يوليو عام 1945 رفض المجلس الفاشستي الأعلى مساندة سياسة موسوليني ثم عزله الملك ألقى القبض عليه و سجن وأطلقت سراحه بعد شهرين مجموعة فدائية ألمانية وعند هزيمة ألمانيا النازية عام 1945 تم أسر موسوليني و محاكمته و أعدم رميا بالرصاص.
لقد نشأت الفاشية الإيطالية ، في ظل مرور إيطاليا بأزمتين حادتين : الأولى : أزمة تمثلت بشعور الإيطاليين بالهزيمة واهانه المغلوب ، إذ أرغمت بعد انتصارها على التخلي عن أراض احتلتها في الادرياتيك . والأزمة الثانية : الظروف الاقتصادية والمالية : اثر توقف عملية التصنيع الحربي عن إنتاج الأسلحة بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها ، وتدهور قيمة العملة الإيطالية وانتشار البطالة بين صفوف الشعب ، وارتفاع الأسعار وتزايد الاستيراد من الخارج ، فانطلقت الاضطرابات والتمرد وأصبحت البلاد على شفا حرب أهلية. واجهت إيطاليا عقب الحرب العالمية الأولى أزمة اقتصادية واجتماعية ونفسية حادة، وعجزت الحكومات المتعاقبة عن فضها وفقدت الدولة هيبتها، واستغل موسوليني هذه الأوضاع لتأسيس الحزب الفاشي، الذي تمكن من الوصول إلى الحكم وتشكيل حكومة عام 1922 م. ومذهب الفاشية له صورتين، صورة سياسية وأخرى اقتصادية، وكان نشوء المذهب في إيطاليا عام 1920 م، على إثر اضطرابات عمالية حاول فيها العمال الاستيلاء على عناصر الإنتاج. وفعلا قاموا بالاستيلاء على بعض المصانع ومنها مصانع شركة (فيات) للسيارات مما أدى إلى شل حركة السوق الاقتصادية، وأوشكت البلاد أن تنهار، وعلى أثر ذلك قام موسوليني بتأييد من جماعات كبيرة وأعاد النظام إلى نصابه وتولى الحكم عن طريق القوة، ومنذ ذلك الحين اقترنت الفاشية باسمه. وكانت الفاشية العنصرية لا تسمح لأي إيطالي أن يعمل في أي مجال من مجالات القطاع الحكومي إذا لم يكن منتسبا للحزب الفاشي ، فالجميع مكره على اقتفاء اثر الحزب القومي الفاشي الإيطالي ليضمن له وظيفة ، إذ تتمثل عملية الاكراه غير المباشرة في إجبار الناس على الانتساب إلى الحزب الفاشي للتمكن من التقدم لأية وظيفة عامة ، وهو شرط مطلق ليستطيع الإنسان التقدم إلى منافسات الوظائف في الدولة فلا يمكن لإنسان إيطالي ، أن يغدو كاتبا أو معلما أو أستاذا في الجامعة إذا لم يكن ملتحقا بأحد فروع الحزب الفاشي . وهذا الإكراه يشمل كافة المهن الحرة كالمحاماة والصحافة والطب. واستهل موسوليني خطابه الأول في مجلس النواب الإيطالي في 28 تشرين الأول 1924 بالتهديد والوعيد لأعضاء البرلمان حيث أدلى بتصريح نص على انه كان بوسعه أن يحيل هذه القاعة إلى معسكر مسلح لذوي القمصان السوداء ، وان يجعل منها معرضا للجثث وبإمكانه أن يقفل أبواب البرلمان بالمسامير . وفي عام 1926 اصدر موسوليني ( قوانين استثنائية ) أعطت الدولة سلطات واسعة لقمع المعارضة . وخصصت ثلاث جزر قريبة من إيطاليا لنفي غير المرغوب فيهم وهي جزر : بونزا ، فنتولين ، وترميتي ، باحوال معيشية سيئة للغاية. كما أن عملية إكراه الناس الإيطاليين للانتساب والانخراط في صفوف الحزب الفاشي للحصول على مركز أو وظيفة حكومية شملت فئات كثيرة من المجتمع الإيطالي غير الفئات السابقة من ذوي المهن المهمة الحرة . وازدادت وتيرة الخطر الفاشي بتصاعد الحملات الدعائية العرقية : " وحملات العنصرية ، وشوفينية القوة الكبرى ، والعداء للسامية.
وإذا كان الواقع يدل على أن الديكتاتورية قديمة قدم العالم ،فان الديكتاتورية المستندة إلى الحزب الواحد،كما شوهدت في ألمانيا و في ايطاليا، هي نظام جديد.وهي تفترق عن ديمقراطيات القرن التاسع عشر المرتكزة على التمثيل النسبي وعلى استقلال النواب، و الديمقراطية المعاصرة المستندة إلى الإحاطة المنظمة بالناخبين و بالمنتخبين.و التجديد الحقيقي ينفي هذا المجال،قائم على وجود الأحزاب المنظمة ونظام الحزب الواحد ليس إلا تكييف لإضفاء الشرعية للديكتاتورية،المتولدة في إطار ديمقراطي. في كل دولة توجد عادة ثمانية أجهزة وهي الحزب والجيش وإدارة الدولة والبوليس السياسي والبيروقراطية وتنظيمات الشباب ولجنة الخطة والنقابات وأن أحد هذه الاجهزة المركزية يفرض نفسه باعتباره الجهاز الرئيسي محولا الاجهزة الاخري إلى أجهزة ثانوية تعمل تحت سيطرته وسلطته. أن نظام الحزب الواحد يعتبر أساسا تأسيس لنظام دكتاتوري وإن كان هذا النظام الدكتاتوري مؤقتا في بعض الاحيان وهذه الدكتاتورية التي ترتكز على الحزب الواحد يمكن أن تكون دكتاتورية ثورية كما يمكن أن تكون دكتاتورية محافظة ,الدكتاتورية الثورية تدفع إلى التطور وتعمل على ميلاد نظام اجتماعي جديد. تتوقف المكانة التي يشغلها الحزب الواحد في الدولة على ثقل الحزب بالنسبة لأجهزة الدولة الاخري التي تتقاسم السلطة وهذا الجهاز يختلف من دولة . وفي ألمانيا النازية كان الحزب يقوم بوظائف أساسية أما في إيطاليا الفاشستية فقد كان دورالحزب محدود. أن الشعوب لا تعرف كيف تقرأ الحاضر إلا إذا كان لها علم ودراية بالماضي. والفاشية لم تتوقف بعد خسران الفاشية الأيديولوجية الإيطالية ، في الحرب العالمية الثانية ، فالدعوات الفاشية التي تدعي السمو والتفوق ما زالت موجودة على ارض الواقع ، تظهر وتختفي كلما سنحت لها الفرصة بذلك. وبالتالي فان العنصرية تقف حائلا أمام الإنتاج العالمي المثمر والإنجاز النافع للجميع. موسليني الذي عانى منه الشعب الايطالي طويلاً ومن آلته الحربية المدمرة ، التي تشبه آلة صدام ، “ كانت كلمته هي نفير الحرب فهذا صدام أعاد التاريخ الفاشستي بأوضح الصور ، ويقلد صدام موسوليني في تظاهره بالقوة وانه الزعيم الاوحد ، فالفاشستية ودموية ميكافيللي ، هي المثل الأعلى لصدام ، ومن يقرأ كتاب (الامير لميكافيللي)يجد فيه تشابه كبير بين افكار ميكافيللي وكل خطوة خطاها صدام سواء في معاركه او في القسوة التي ليس لها مثيل لمعارضيه ، أتمنى من كل انسان أن يقرأ هذا الكتاب ، فسوف يعرف من يقرأه التشابه بين افكار ميكافيللي وموسليني وصدام.
وبعد هذه المقدمة نستطيع ان نقارن بين محطات التاريخ كيف هي متشابهه وكيف ان التاريخ يعيد نفسه .علينا الحذر من المستقبل الكل كان يتباكى على المقابر الجماعية وعلى مظلومية الشعب الكردي وعلى عمليات الانفال وعلى الارامل واليتامى,لكننا لانرى جدية في العمل من انصاف المتضررين من حكم البعث ,ولاحتى جدية في إيقاف عجلة الموت التي يقودها ألإرهاب الذي يحصد أرواح الالاف من الابرياء وتعبر السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة الى أي مكان في العراق ونقاط التفتيش موجودة واجهزة كشف المتفجرات .لاأعتقد ان احدا ينسى اربعة عقود من القهر والاستبداد ,العقود الاربعة من حكم البعث تذكر الجميع بالسجون والاعتقالات بدون سبب وانتهاك الحرمات والمقدسات ,الاعدامات بالجملة زج البلد في حروب ظالمة لإشباع نزوات الديكتاتور ليس إلا.العقود الاربعة جلبت لنا الويل والثبور لم تسلم اي قومية أو طائفة او دين في العراق من أقصاه الى اقصاه من الظلم والقهر.في العقود المظلمة كان الانتماء الى حزب البعث لامفر منه لان الذي لاينتمي لايمكنه ان يعمل في الوظائف الحكومية ويحارب برزقه ورزق عياله. حزب البعث اسسه ميشيل عفلق وزميله صلاح البيطار، اللذين درسا في فرنسا (1929-1933) وتأثرا هناك بفلسفة نيتشه وفيخته,نيتشيه ملهم الفاشية .



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والتنمية السياسية والاقتصادية
- مرتكزات العدالة
- رسم السياسات العامة للدولة
- المساهمات الدولية لمكافحة ألإرهاب
- بروز حركات الاسلام السياسي في الساحة
- الرقابة على دستورية القوانين
- الحريات العامة في المذاهب الفكرية
- تأثيرات النزاح المسلح في يوغسلافية السابقة
- الديمقراطية التوافقية
- ألازمة الاقتصادية العالمية
- مكافحة الارهاب وضمانات حقوق ألإنسان
- ثورة 14تموز تبقى مشعل يضيء طريق الاحرار
- الدستور ضمان لحقوق الافراد
- التصدي للإرهاب في العراق
- الثروات المهدورة
- !!!امريكا ترعى مصالح
- الاستعانة باهل الخبرة في المحاكم
- صيف الاسلام السياسي في مصر
- اخيرا اصبح العراق يتمتع بالسيادة
- الجريمة السياسية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - لكي لاننسى