أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان خواتمي - كمشة ياسمين تحت أقدام التعب














المزيد.....

كمشة ياسمين تحت أقدام التعب


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


تدافعت مسعورة اللعنات، بصقت ألسنتها وشِعرها ومجازاتها، وبقي المرار صمتاً لكبرياء..
.
.
.

قدماي يا لعنة المنافي.. عينان تتربصان الحزن في مجامر العشاق.
أتنهد الفراق منهكة كرئة أفسدتها أنفاس العزلة، كوجه شوهه البرص.
أمسح غبش مرآتي، وأقطب..
حذرة ووجلة أمشيه على رؤوس أصابعي .. وبكاؤه كنواح أرملة تتقدم الجنازة...
أهدهده ، أضمه، أسترضيه، أكوّر له الأحلام، أزيف ابتسامة واسعة اشحذها من فم مهرج مرق سريعاً تحت نافذتي، ولم يلتفت ..
أشد الخيط كثيراً..
يرتفع نجماً في السماء..
يأخذه الذبول رويداً .. رويداً.
يهمد.
أخيراً ينام .
أحكم الأغطية حول فتاته.. ألفه / طفلي الرضيع / كما الضمادات فوق الجرح..
أهدأ.
.
.
.

وتتأجل لمواعيد الغيب الصباحات .
.
.
.
أنام متدثرة بالنسيان..
لاشيء أذكره عن الخذلان
عن حرج المرايا
عن جذر ضارب في الروح
وعاشق شرّع لصبواته مراكب الرحيل
وعن رضيع نهنهه البكاء حتى غفا
ملعونة وكالحة تفاصيله العتيقة خبأتها في عتمة الأدراج..
وألقيت المفاتيح في غياهب الجب حيث الزرقة عمياء شاردة .. تماطل العطش.
.
.
.
هكذا كان يمكن لعمر آخر أن ينقضي دون أن يخلّف الغبار أو يعيث الفوضى..

وهكذا أيضاً كان يمكن لفصلي الأنيق أن لا يجازف- ثانية- بالبكاء، فما من نوافذ تطل، وما من ريح تملأ القمصان الواسعة، والزمن يلّوح بمنديله الأبيض، يبعثر الحنان بين حيطان الصدى..
.
.
.
لهذا سأتهمك بالكثير
سأتهمك بأنك جئت ترفل بالبياض.. رفعت وجهي إليك عالياً
سمعت خشخشة الودع وخلاخيل عرافة تسحب قدميها.. كان الرمل طرياً..
ولا حائل بيننا إلا ظهراً محنياً يغيم مبتعداً ...
كنت أغلي قهوتي جيداً، حين قامت الزوابع في قعر فنجاني..
لمحتك تركب الموجة الأعلى، وتترك في رغوة البن فألك ورائحة الهيل..
حسبتك وهماً يطل مثل برق خاطف سرعان ما يغيب.
لكنك طرقت الخشب المهجور بإلحاح، وتربعت عند المصطبة ..
هل كان إصرارك..
أم كانت لهفتي ..
أم كلاهما ..؟
كي أرفع المزلاج وأفتح البوابة على مصراعيها ؟..

جعلت تخمِّر الكلام، توزعه خبزاً ووعوداً على الجائعين ..
- قهوتي تكفيني في الصباح .....
لم تسمعني ..
حشوت فمي بقضمة من رغيفك الساخن، وضاع في الإفراط مجداف الكلام..
ضحكتُ ..
يا إلهي كم ضحكت لك..
ضجّت لصبحك المشاكس جوقة عصافير غردتك في وقت واحد ..
نقرت مطارح الهوى .. تركت الستائر دائخة .. وطوحت كمشة ياسمين تحت أقدام التعب .

كم ستعاتبني ضحكتي بعد ذلك ! كم ستتصمغ شفاهي !
مازال الوقت مبكراً كي أقول ذلك.
دعني الآن أخبرك عن ضوء غافل العتمة ..
عن مطرك الذي راود الرمل
عن ثريات البهجة التي علقتها
عن سماء شددتها من شعرها
فدنت .
قلت لك وكنت أتنشف بلون عينيك :
- أعرني جناحيك يا فضاء

سبّحت بشمسي مغازلاً:
- ليس أشهى من ابتسامة طازجة.. ليس أجمل من إيقاظ النيام.

دفنت وجهي في عالم غيبك، رسمتك متشابكاً بين ظل وحنان.
غمزتني الريح، هبت لأمجادها العواصف، طار ثوبي عرياناً من وجّله
علّقتُ في الكوخ الصغير قندلي فرح ، ما عدت أشبهني تماماً.
فاق الصغير.
صفق جزلاناً .
كنس ما بقي من خدر النوم وبقايا الوسن.
...
...
...
...
...

ياااااااااااااااااااااااااااااااه كم كان قاسياً حين دب بالوعد التعب .



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق العقل العربي والحدود المتاحة
- عفريت الكتابة


المزيد.....




- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان خواتمي - كمشة ياسمين تحت أقدام التعب