أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجى الطيب بابكر - مآلات ثورات الربيع العربى من منظور جدل هيجل















المزيد.....

مآلات ثورات الربيع العربى من منظور جدل هيجل


ناجى الطيب بابكر

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مآلات ثورات الربيع العربى من منظور جدل هيجل

( 1 )
بعد مضى سنوات على بدايات الربيع العربى وتحقيق ثورات شعبيه اعقبها صعود لتيارات الاسلام الاصولى عبر وسائل الديمغراطيه فى تونس ومصر لواجهه السلطه وجدت معظم القوى الصانعه للتغيير والثوره فى تلك البلدان نفسها مره اخرى فى نفس نقطه البدايه , فقد كان من الواضح انه وبرغم تحقيق الثورات وتغيير الانظمه الديكتاتوريه الا انه فى المقابل لم يحدث اختراق و تحقيق للاهداف التى من اجلها قامت الثوره , فقد بدا واضح جليا على الارض بعد اسقاط النظاميين الديكتاتوريين فى كلا من تونس ومصر وجود قوتين مؤثرتين بشكل كبير على الارض , الاولى تمثل طلائع الشباب والمجموعات المستنيره وقوى الحداثه المتفرقه التواقه الى نقل تجارب الانسانيه فى دول العالم الاول الى واقع مجتمعاتها الخارجه لتوها من سنوات الظلام الطويله , والقوه الثانيه تمثل جماعات الاسلام السياسى بكل مالديها من وجود فاعل ونشيط فى تلك المجتمعات ساهمت فى فعاليته وانتشاره الكثيف ظروف الفقر والقهر والقمع التى صنعتها وخلفتها سنوات الاستبداد الطويله للانظمه الديكتاتوريه السابقه .
صراع افكار الحداثه ونقيضها من افكار الاسلام السياسى فى واقع مابعد ثورات الربيع الربيع العربى هو فصل جديد مهم فى تطور وعبور تلك المجتمعات نحو الديمغراطيه الحقيقيه والعلمانيه للوصول لركب الحضاره العالميه والمجتمعات المتقدمه ولكن ذلك شريطه ان يدور هذا الصراع ويحسم عبر طرق الديمغراطيه المتعارف عليها بعيدا عن تدخل العسكر مره اخرى قاطعين الطريق امام مسيره التاريخ فى التقدم نحو الامام ..


( 2 )

التاريخ اليوم تتم كتابته بقلم هاتين القوتين والنتيجه التى يتمخض عنها الصراع بينهما هى محصله صيروره مسيره هذا المجتمعات نحو المستقبل , فلو حاولنا استعراض وفهم الطرق والمسارات التى يخطوها التاريخ عن طريق أخضاعه لقواعد الجدل التى انتهجها الفيلسوف الالمانى هيجل فى فلسفته لقراءه التاريخ المعروفه بالجدليه الهيجليه قد يكون بمقدورنا فهم وادراك طبيعه الصراع الحادث اليوم والاتجاهات التى سيتشكل الواقع منها مستقبلا .
المنهج التاريخى الذى اشاعه هيجل فى جدل نظريه التاريخ التى ابتدعها يرتكز ويهتم باهميه فهم التطور التاريخى للمعرفه الانسانيه بصوره عامه فى مختلف فروعها ( العلوم , الفن , الدين , السياسه ... الخ ) , وقد اعتقد هيجل ان لتطور التاريخ خواص رئيسيه لا يحيد عنها فى كل مره يحدث فيها هذا التطور .
اولها : انه لا يمثل كل تطور تاريخى تغييرا فقط بل تقدما ايضا
ثانيهما : ان التحقيق شرط للتجاوز بمعنى انه لا يمكن مطلقا تجاوز طور او مرحله متجذره فى التراث ولها ارتباط وثيق باعماق الجماهير قبل المرور بها والاكتواء بنارها
وبالنظر الى هذه الخصائص يمكننا الجزم بحتميه نشوء صدامات عظمى بين الانظمه القائمه ( انظمه فكريه معينه تسيطر او تحاول ان تفرض سيطرتها على زمن معين من لحظات التاريخ ) وبين تيارات مضاده لهذه الانظمه فى توجهاتها مما يقود الى زعزعه واضطراب بحيث يبدو هذا الصدام وكأنه شر لا بد منه لاتمام عمليه التحول بنجاح ولو نظرنا فى هذا الاتجاه الهيجلى يمكن ابصار ان منجزات وثمار عصر النهضه الاوربى كانت بمثابه تطبيق لهذه الفلسفه لقراءه التاريخ فعندما كان العقل الاوربى سائرا فى اتجاه التحرر والتقدم نحو الانسنه بمفهومها الشامل كان لابد لمنطق التاريخ ان يعمل على اشعال الصراع بين النظام الفكرى المتزمت للكنيسه السائد فى ذاك الوقت وبين تيارات الحداثه والتنوير الجديده ونتيجه لهذا الصدام دفع الانسان الاوربى اثمانا باهظه تمثلت فى اضطهاد الكنيسه للمفكرين والفلاسفه والعلماء بسبب استماته الكنيسه فى الدفاع عن موقعها القائم على وهم احقيتها بتفسير وشرح كافه مناحى الحياه وفى خضم هذا الصدام لم يكن يدور بخلد اباطره الكنيسه وقساوستها وهم يقيمون محاكم التفتيش ويحرقون الفلاسفه ويشنقون العلماء انهم انما يؤدون دورا رسمه لهم التاريخ هذا الدور الذى ادى حين بلوغ الصراع مرحلته الحاسمه الى انتهاء دور الكنيسه وهيمنتها السلبيه على الافراد والحياه ليتحرر العقل الاوربى وتتحول الكنيسه الى مؤسسه دينيه تحكمها لوائح وانظمه المؤسسات الاخرى فى المجتمع , وتجدر بنا هنا ملاحظه ان هذا التطور الذى قاد الى عصور النهضه الاوربيه كان لايمكن تحقيقه والوصول اليه مطلقا لو تم تجاوز حقبه سيطره الكنيسه فى فتره ما فى التاريخ لسبب بديهى ان الوجه الحقيقى لتزمت وسوء الدوله الثيوقراطيه كان لايمكن التعرف عليه ما لم تتيح الظروف لهذه الدوله طرح افكارها فى اطار واقع عملى لحياه الناس , وهذا ماعبرت عنه فلسلفه هيجل عندما تحدثت عن ان العقل هو الذى يحكم التاريخ ومازال يحكمه رغم ظواهر اللاعقل الطارئه على التاريخ ممثله فى ظواهر الشر والطغاه والفتن والحروب ... الخ الا ان اللاعقل ليس فى نهايه الامر سوى وسيله يستخدمها العقل لتحقيق امكانياته وغاياته فى الواقع والتاريخ او ليس سوى تعبير عن مكر ودهاء العقل

( 3 )

هل تتحقق نبوءه فلسفه التاريخ لهيجل مره اخرى فى واقع المجتمعات الاسلاميه فى هذا التوقيت الحرج من مراحل تطورها بعد تحقيق الثوره وهل هذا الصراع الماثل اليوم بين قوى الظلام وتيارات الحداثه ما هو الا مقدمه للصدام الكبير الذى تحدث عنه هيجل والذى سيعقبه اندحار لتلك الافكار الاصوليه وانتصار لمبادئ الحضاره الانسانيه بتحقيق قيم الحداثه والتنوير والعداله والحريه والمساواه وبسطها فى تلك المجتمعات بحيث تتمكن من الاستفاده من التراث الانسانى القائم على مبادئ التنوير بدون الانكفاء نحو تراث معين انتجه قوم غابرون فى مجاهل التاريخ لظروف عصرهم التى لم يكن بالامكان التعامل معها بغير تلك الاليات التى يضمها ذلك التراث وهل يمكن لهذه المجتمعات من السير باتجاه اكتشاف اليات معاصره لواقع معاصر يتطلب روحا جديده قائمه على الاستفاده من اى تراث انسانى ينشد قيمه الانسان ويحققها .

__________________________

* العقل فى التاريخ هيجل
* مكر العقل هيجل
* العقل والثوره هيجل ونشاه النظريه الاجتماعيه هربرت ماركيوز



#ناجى_الطيب_بابكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوستالجيا الهجره صوب ذاكره محنطه
- نقد أيدلوجيا الجدود
- قراءه فى دفتر الثوره السودانيه
- حتى لا نذبح الثوره السودانيه فى مهدها
- .. الذكرى العشرين لأغتيال فرج فوده ... فى ربيع الثوره يفتقد ...
- مقاربه أبستمولوجيه للشخصيه السودانيه


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجى الطيب بابكر - مآلات ثورات الربيع العربى من منظور جدل هيجل