ذاكرة الرمل -رياح التغيير

وليد حشمت محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثورة فى الاساس فكرة تتولد داخل مجموعة من الشعب:شاء القدر ان يحملها مجموعة من الشباب والمناضلين بداية من 2003حين احتلت القوات الامريكية والبريطانية العراق؛وفى هذه الاثناء قامت مظاهرات قليلة فى ميدان التحرير وامام نقابتى المحامين والصحفيين للتنديد بالاحتلال الانجلو امريكى ولأن التعتيم الاعلامى كان فى قمته والممارسات القمعية الامنية كانت تضرب بيد من حديد على اى صوت مناوء للسلطة فللآسف لم يسمع احد بها الا قليلا من سكان العاصمة ؛ثم توالت الحركات المناهضة للتوريث والتمديد التى اسمت نفسها (كفاية)بقيادة المناضل الذى تم تشويهه هذه الايام جورج اسحق وكان هذا عام 2006م ؛وثابع الحرك العمالى فى المدينة العمالية والصناعية الكبرى (المحلة الكبرى)ضد الفساد والخصخصة وحقوق العمال والسياسات الرأسمالية المستبدة والفاسدة الى ان كان انتفاضتها الكبرى التى تعدت المليون فى يوم 6ابريل 2008م والتى ولدت على اثرها جماعة الضغط الشبابية التى اتخذت من هذا التاريخ اسما للحركة ؛كل هذه الحركات والانتفاضات كانت تقوم ضد الفساد والتوريث والتمديد للمخلوع وضد سياسة التبعية والحفاظ على الاستقلال الوطنى فى القرار والاقتصاد؛ولم يكن لجماعة الاخوان المسلمون اى تواجد ملحوظ وذلك للصفقة الشهيرة التى تمت عام 2005م قبل الانتخابات الشهيرة التى اخذوا فيها 88مقعدا اى حوالى خمس مقاعد مجلس الشعب ؛وعندما اظهر النظام حنقه من عدم وفاء الجماعة بالصفقة والخطة المتفق عليها وظهر ذلك جليا باستعراض الميليشيات بجامعة الازهر والتى كان وراءها رجل التنظيم القوى خيرت الشاطر وتم على اثرها القبض عليه وعلى مجموعة من قيادات الجماعة ؛وكما تم التخلص من كل رموز المعارضة للنظام حينذاك مثل الدكتور نعمان جمعة واقصاءه وتشويهه والتخلص من ايمن نور والزج به فى السجن فى قضية التوكيلات المزورة الشهيرة ؛ظهر على السطح اسم الدكتور محمد البرادعى وبما انه قامة دولية يصعب المساس بها؛التف الاخوان المسلمون ورموز المعارضة المصرية حوله وانشأوا ماسمى بالجمعية الوطنية للتغيير وبدأت هذه الجمعية جمع التوقيعات من المواطنين على مطالبها السبعة لتعديل مسار النظام ؛وساعد الاخوان البرادعى على جمع التوقيعات لانهم احسوا ان نظام مبارك لم يعد مأمون الجانب وهذا ليس تفتيشا فى النوايا عندما نرصد فيما بعد حملة التشويه للبرادعى على ايد الاخوان ؛وكانت التوقيعات وجمعها وسيلة ضغط على النظام الحاكم لوقف حملة الاعتقالات وظهر ذلك جليا عندما اتخذت الجمعية الوطنية للتغيير قراراها بمقاطعة انتخابات 2010م
التى خرجت جماعة الاخوان وبعض القوى السياسية عن هذا القرار وخاضت تحت وعد من النظام الحاكم آنذاك بعدم التزوير ؛وحدث التزوير الفج والمفضوح فى المرحلة الاولى من هذه الانتخابات ؛فانسحبت الجماعة وهذه القوى من الانتخابات ؛وحدث مقتل خالد سعيد على يد الشرطة ومقتل السلفى سيد بلال فى المعتقل من التعذيب وكانت هذه القشة التى قصمت ظهر البعير كما يقولون.
وتم تحديد يوم 25يناير 2011م يوم عيد الشرطة للخروج فى مسيرات للتنديد بممارسات الداخلية القمعية فى عهد حبيب العادلى وفى زخم الاحداث من يوم 25حتى يوم 28 يناير لم يشارك تنظيم الاخوان المسلمون بل قال محمد مرسى قولته المشهورة(مش هنطلع مع شوية عيال) وبعد تعاطف الكثير من الجماهير مع خطاب المخلوع وطلبه اعطائه فرصة 6اشهر ولن يرشح نفسه او يرشح ابنه نفسه وسينفذ ما قالته الجماهير ؛ظهرت موقعة الجمل وظهر دور الاخوان واضحا رغم جلوسهم والكثير من القوى الانتهازية مع اللواء عمر سليمان وغرابة موقعة الجمل انه من المفترض ان النظام وجد تعاطفا من الشارع فما الذى يحمله على خسارة هذا التعاطف بالجمال او حتى الحمير وفى زحمة الاحداث تفتح السجون بضم التاء وخصوصا التى بها قيادات الاخوان وتفتح مقار امن الدولة وتقتحم ويأتى الامر السريع من امريكا بضرورة رحيل مبارك دون ابطاء فى لهجة حازمة وحاسمة -وتذكروا تغير هذه اللهجة فيما سياتى لاحقا مع عزل مرسى-ويتولى المجلس العسكرى مقاليد الحكم لفترة انتقالية مرتبكة .
والى لقاء فى المقال القادم والصفقة القذرة
بقلم /وليد حشمت محمد
اسيوط-ابنوب

#وليد_حشمت_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل