أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد سعيد قاضي - جوهر كتاب الدولة والثورة














المزيد.....

جوهر كتاب الدولة والثورة


أحمد سعيد قاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 20:53
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يعالج الزعيم فلاديمير لينين في كتابه "الدولة والثورة" مسألة حساسة وجوهرية في الفكر الماركسي والثورة البروليتارية. فبعد أن رأى لينين انزلاق الكثير من المنظرين الماركسيين إلى حفرة الانتهازية مثل كاوتسكي وبليخانوف وغيرهم من منظري الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية، رأى انه يجب عليه تفنيد تفسيراتهم وتحليلاتهم المشوهة للماركسية. فما يثبته لينين في هذا الكتاب هو أن الدولة هي قائمة أساساً بسبب التناقضات الطبقية في المجتمع، وأن الدولة ما هي إلا نتيجة هذا التناقض. فقد شكلت الدولة لتنظيم وإدارة الصراع بين الطبقات لكيلا تتناحر الطبقات الاجتماعية إلى ما لا نهاية في صراع عقيم. وعلى هذا الأساس فالطبقة الأقوى المسيطرة التي تملك وسائل الإنتاج والقوة الاقتصادية هي التي تسيطر على هذه الدولة التي كان من المفروض أن تمثل مصالح المجتمع ككل. إذن فالدولة هي أداة في يد الطبقة البرجوازية المسيطرة لاستثمار العمال المضطهدين ولقمع غالبية الشعب لمصلحة الطبقة المسيطرة. فالحرية في الدولة البرجوازية هي للبرجوازيين والمساواة هي بين البرجوازيين. وهنا بما أن الدولة على علاقات متينة ومعقدة مع الطبقة البرجوازية بحيث لن ينجح الإصلاح في تحويلها إلى أداة في يد البروليتاريا للسير باتجاه المجتمع الشيوعي، يجب على البروليتاريا المسلحة القضاء على آلة الدولة بالكامل وتحطيمها؛ لان وجود الدولة بالأساس مقرون بوجود الصراع الطبقي والدولة البرجوازية الحالية بمختلف أشكالها جمهورية ملكية الخ هي تمثيل لمصالح الطبقة البرجوازية. وبعد القضاء على آلة الدولة وأذرعها الدواوينية والجيش يأتي دور العمال المسلحين لكي يحلوا محل هذه الدولة الديموقراطية للبرجوازيين بدولة دكتاتورية البروليتاريا التي هي على العكس تماماً عن الدولة البرجوازية، فهذه الدولة أكثر ديموقراطية بحيث أن الأكثرية هنا وهم البروليتاريا يقمعون الأقلية وهم البرجوازيون في محاولتهم لاستعادة السلطة من جديد. فدولة البروليتاريا يقودها العمال المسلحون بشكل مباشر عن طريق المجالس العمالية والعسكرية والفلاحية، ودورها الرئيسي هو الرقابة والمحاسبة وبذلك تتحول إلى دولة إدارية وتنتزع عنها صفة السياسية. فالشعب يحكم نفسه في هذا الطور الأولي للمجتمع الشيوعي أو الاشتراكي، ويقمع أي محاولة برجوازية لاستعادة السلطة. ويقضي أيضاً على البيروقراطية بالانتخاب المباشر للقيادات العمالية والنواب في المجالس مع الحق للعمال بسحبهم من وظائفهم في أي وقت، ورواتبهم كرواتب العمال في الكمية. ففي هذا الطور لكلٍ حسب عمله، فمن لا يعمل يموت من الجوع.
أما المرحلة التالية وهي الطور الأعلى من المجتمع الشيوعي يتطور وعي الشعب ويتمرسون على العمل اليومي في إدارة شؤون الدولة الشعبية الحرة ويلغى التناقض بين العمل الجسدي والعقلي ويزداد تطور وسائل الإنتاج وبالتالي فشعار هذه المرحلة هي "من كلٍ حسب قدرته، ولكلٍ حسب حاجته"، فهذه هي المساواة الفعلية والحرية الفعلية حيث تكون الدولة قد اضمحلت بشكل كاملٍ، والطبقات ألغيت بشكل كاملٍ، والشعب هو الذي يقوم بإدارة نفسه ويصبح العمل حاجة ضرورية في الحياة وليست فقط لكسب العيش.
إذن، تحطيم آلة الدولة والقضاء عليها هي المرحلة الأولى والواجب الأول على البروليتاريا القيام به. ثانياً، بناء الدولة العمالية، أي دكتاتورية البروليتاريا وهي دولة أكثر ديموقراطية من الدولة البرجوازية. المرحلة الثالثة هي إعادة بناء وهيكلة المجتمع على أسس الاشتراكية وهو ما يحتاج الوقت الطويل والممارسة. وبعدها تضمحل الدولة تدريجياً عندما يصبح إدارة كل الشعب لأمور حياتهم جزء من وعيهم.



#أحمد_سعيد_قاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الصراع في العالم العربي
- الطائفية
- خيوط الصراع في سوريا!
- الشهيد عرفات جرادات...و ماذا بعد؟!
- التعصب الفئوي و الحزبي في فلسطين..مأساة تتعمق


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد سعيد قاضي - جوهر كتاب الدولة والثورة