أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة غالي - النقد النسوي .. بين الإثراء والمؤاخذة















المزيد.....

النقد النسوي .. بين الإثراء والمؤاخذة


اسامة غالي

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 07:24
المحور: الادب والفن
    


طالما واجه النقد النسوي نقدا معارضا يحمل في جعبته كثيرا من الاشكاليات،مما دعى بعض النقدة ان يصفوا المنجز النسوي بانه نتج جراء ازمة ايديولوجية وانبعاث تأثري نحو استعادة الانوثة المغيبة والدفاع عنها،ولم يكن هناك ابداع او اثراء ..من هذا الصدام الثقافي المعرفي يبدأ المقال خطواته نحو تفحص هذه المقولة وتعزيز قيمة المنجز النسوي مساوقة له مع ما تزخر به الثقافة وما تنطوي عليه من ارهاصات ،متخذا من كتابات الدكتورة غزلان هاشمي (1982م) ـ ناقدة وقاصة وباحثة في مجال الفكر والأدب والقانون والسياسة ،أستاذة للآداب العالمية بجامعة محمد الشريف مساعدية بالجزائر،رئيسة تحرير مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية المجلة الدولية الأكاديمية المحكمة ـ انموذجا.
قدمت غزلان هاشمي دراسات وبحوث عدة متنوعة في مضامينها منها الادبي و الثقافي واخرى المعرفي كما انها انجزت كتاب بعنوان (تعالقات النص وانفراط الهوية ... قراءة في النص الادبي) دمشق/ عن دار تموز للطباعة والنشر (2012م) بالاضافة الى مقالات اخرى قد توالى نشرها في مواقع وصحف عربية،ولا يريد المقال ان يطيل في سرد سيرة ومنجز الكاتبة بقدر ما يريد التنبيه على التنوع في الطرح والذي بدوره يحيل الى ان هناك دينامية فكرية وتنقيب متواصل اتسمت بهما الكاتبة ،وهي تواكب واقعها الراهن و تتطلع بوعي الى كل الافاق التي حولها كي تجعل من النقد مراسا فاعلا لتصحيح المفاهيم والرؤى في الوقت نفسه تضيء مساحات معتمة عبر اثاراتها الجادة التي تحفز القارئ وتبث فيه روح المتابعة والتواصل مع ما ينجز من ادبيات قد لا يكون لاصحابها من الشهرة ما يؤهلهم لايصال الافكار الى القراء مع كونها تمتلك ثراءا ادبيا او معرفياً،وهذا ما انطوى عليه كتابها (تعالقات النص) حيث درست فيه نصوص ادبية متنوعة في اجناسها بين قصة وشعر دراسة موسعة لشعراء وقاصّين عرب،وتصدر الكتاب تقديم للدكتور كريم المسعودي استاذ الادب الحديث والنقد ابان فيه عن الخطوة الواثقة التي خطتها غزلان هاشمي مع تسجيل ملاحظات مهمة يحتفي بها الدرس الادبي لم تراع من قبل بعض اصحاب النصوص المختارة (عينة الدراسة)،كما انه المح بمؤاخذة جريئة حول انتقائية الكاتبة واختيارها للنصوص بالاضافة الى نقد التأويلات التي انبرت لها الكاتبة في ايضاح بعض العتبات النصية،وهذه المؤاخذات على تكرارها في التقديم الا انها لا تلغي فاعلية الكاتبة او تطغي على مراسها النقدي المتميز ،فهي دراسة جديرة بالقراءة والاهتمام مقاربة لها مع دراسات اخرى سيكتشف عمق هذا النقد ومدى استيعاب الكاتبة لما تنقد ،ففي دراستها لموضوعة الشعر والتي وسمتها بـ ( الشعر بين حدود الافصاح وتمثل المرجعيات/ مركز النور الثقافي) نجدها تقارب بين ظاهرة تكوين النص الشعري ومدى تأثراته بالمرجعيات الحاضنة له قديما وحديثا وتفترض في ختام الدراسة ان (كل مرجعية تدعم الخطاب تجد تجلياتها فيه،لذا لا يمكننا الحديث عن خطاب شعري مستقل عن مرجعيته حيث يغدو الشعر تمثلا للوجود الواقعي،ومن ثمة يعيد صياغته لغويا)
تعتمد غزلان هاشمي في توصيف المنجز النقدي على مفهومين / التجاور و التراكم/ وهذا ما صرحت به عبر حوار صحفي اجري معها في جريدة الشعب الجزائرية ،ان (القول بانفصالية الفكر الإنساني فيه نوع من المغالاة، لأنه قائم في حقيقته على مفهومين: التجاور والتراكم، فأما المفهوم الأول فيفترض الاستفادة العلمية والوجودية المشتركة بين مختلف الآداب والثقافات ضمن حدود حضارات متجاورة زمنيا، وإن اختلفت في جوهر وجودها ورؤيتها وتطلعاتها، وأما المفهوم الثاني فيفترض استفادة كل موجود إنساني أو تكتل حضاري من المنجزات القبلية المتراكمة زمنيا فما الحضارات إلا بناء يقوم على حقيقة الخلف ـ كل وجود إنساني أو ثقافي جديد يخلف سابقه ـ من هنا فادعاء الانفصال والقطيعة لا أساس له، لأن التأثير والتأثر أساس انعطاف العلاقات البشرية نحو الاشتراك المبني على صيغة تفاهم) وهذا المعطى تخالف فيه جذريا ما يصبو اليه الفكر الحداثوي وما بعده من انفصال تام وقطيعة مع المورث بجميع تشكلاته وعدم استعارة المعايير النقدية من عصر اخر،وتمثل هذه الظاهرة لدى غزلان هاشمي مشكلة قد وفدت من الغرب واشتغل وفقها النقاد العرب حتى كرست في الراهن الادبي ،اذ الرؤية الغربية ملزمة باستخراج معياريتها من ذاتها على حد وصف هابرماس.
لا نبرح بعيدا عما تكتبة غزلان هاشمي كي نبقى نتزود من معين طرحها الجريء وهي تتحول بنا من الشعر الى السرد عبر دراسة اخرى قد نشرت في مجلة الكلمة /لندن ع 74/ واسمة اياها بـ (اليات التمركز الديني في السرد العربي القديم) وهي تناقش اشكاليات مهمة في السرد العربي وتتعرض لبعض ما جاء به الدكتور عبد الله ابراهيم ونقاد اخرون،كما انها اشتغلت نقديا على مساحات اخرى ثقافية تجلى الامر في دراستها ( الاختلاف بين انتقائية المركز والكونية الجديدة ،او مأزق الحوارية المتعددة) والتي بحثت عبرها التشظي الحاصل وفرز الذاتي عن الموضوعي في تشكل الحوار ومردوداته الثقافية متخذة من الاختلاف /مفهوما وماهية/ مدخلا لتحقيق الانسجام في الرؤى والتكامل حتى تخلص الى نتائج ناجعة تسهم في ترميم المشهد الثقافي الراهن..
لكيما يفوتني في تتبع منجز الدكتورة غزلان هاشمي ان اعرج على المساحة المعرفية التي تغدو هي الاخرى تحت انظار الناقدة فكتبت دراسة بعنوان (ما بعد الكولونيالية ... من الهامش الى المركز) تواشج فيها الادبي والثقافي والمعرفي ،وكان التمركز في البحث حول مصطلح (الكولونيالية) بوصفه الإجرائي الابستمي ومقايسة تاثيراته على الادبي والثقافي في الشرق،وهي تبدأ دراستها باستعراض رؤية المفكر والناقد ادوارد سعيد في كتابه (الاستشراق) من ثم تتفحص مكونات تلك الرؤية وكيف لعبة اللغة دورا كبيرا في تغير معادلة الخطاب وتهميش الاخر...كي تضع في الختام تساؤلات نقدية حول مشروع ادوارد سعيد ككل ،تبدؤها بالتساؤل الاتي :
ـ هل استطاع سعيد التحرر من نطاق الهيمنة الغربية بعد كشفها في الخطابات الاستشراقية؟
ـ الا يعد الاعتماد على مناهج الغرب في دراسته وفضح اساليبه ،من باب الاعتراف بهيمنة الاخر على عقولنا وكل طرق تفكيرنا؟
هذه التساؤلات وما طرح في تضاعيف البحوث والدراسات للناقدة غزلان هاشمي يكشف عن وعي نقدي واهتمام في تبئية الوافد واعادة انتاج رؤية مختلفة (تؤمن بحدود المختلف،وتحتفي بهويتنا وتفكيرنا المتحرر من قيود الاتباع)..



#اسامة_غالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادوارد سعيد:الغرب وتغطية الاسلام
- إدموند هوسرل وافهومية المنطق المحض ... نحو عرض ابستمولوجي مغ ...
- التحليل الدوغمائي للمعجزَة ... مبدأ العقل، او مبدأ العقلانية ...
- المجاز واشكالية المنهج في الدرس البلاغي القديم
- القارئ والنص .. نحو فهم ابستمولوجي
- القارئ و النص...نحو فهم ابستمولوجي
- تهافت الفلاسفة الجدد
- الحقيقة والمعنى في مقاربة فلسفية اخرى
- الحقيقة والمعنى من منظور مختلف
- السؤال الشعري عند ناهضة ستار ومرجعياته المعرفية...قراءة في م ...


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة غالي - النقد النسوي .. بين الإثراء والمؤاخذة