أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - التحليل الدوغمائي للمعجزَة ... مبدأ العقل، او مبدأ العقلانية عند جورج طرابيشي














المزيد.....

التحليل الدوغمائي للمعجزَة ... مبدأ العقل، او مبدأ العقلانية عند جورج طرابيشي


اسامة غالي

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


غالبا ما تُقرأ المعجزة في النصوص الدينية على أنها هرطقة او انها تمثل سبات العقل و استقالته،وتُرفد هذه القراءة بنصوص دينية أخرى تحذر من سبات العقل،كما فعل ذلك الدكتور جورج طرابيشي حيث قدم قراءة نقدية للمعجزة ـ حسب توصيفه لها ـ ضمن مشروع (نقد نقد العقل العربي ) صدرها بمقولة للإمام علي ما نصها: ( نعوذ بالله من سبات العقل) [نهج البلاغة،صبحي الصالح،خطبة:224] وكان ناتج تلك القراءة استبعاداً لبعض المعاجز و تشكيكاً ببعضها الاخر، كما وانها تُرجع عملية تلقي المعاجز والتفاعل معها الى افول العقلانية العربية الاسلامية،وهذا ما دل عليه تصريحاً عنوان القراءة الرئيس ( المعجزة او سبات العقل في الإسلام ) فضلاً عن المحتوى الذي يعمل في كل مرة على تقديم المعجزة ضمن سياق تباعدي انفصالي عن الذات ونسقها العقلاني ،او يحاول إن يتلمس من خلالها تناقضات العقل الديني،وبهذا تكون القراءة قد تجاوزت البحث المفهومي سعياً الى التطبيق والإجراء،مما سمح لي إن اتعامل معها على انها قراءة دوغمائية عابرة اقرب منها قراءة نقدية ،اذ الاشكالية المنبثقة اثر المعجزة هي اشكالية خارجية تفرضها محايثة المفهوم وعدم قراءته قراءة واعية تنسجم مع سياقات المنظومة الدينية من جهة ومراس العقل الملتزم من جهة ثانية،حيث المعجزة بمفهومها الديني تعني المجيء بأمر ( خارق للعادة من ترك او فعل مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة) ،ومفهوم الخرق بدوره يحيلنا الى إن ثمة تناسل وتوالد عللي غيبي يختبئ خلف البعد الزمكاني تُكتشف ماهيته عن طريق المعجزة، ومن الخطأ في مكان عد المعجزة هدم لقانون السببية العام او تعطيل للقوانين الطبيعية الصغرى / البيولوجية / التي يقر العقل بمعطياتها ،بل هي تحرك على اساس باراسيكولجي ،مما دعا الاخرين الى إن يتوقفوا عندها وعدها ظاهرة استثنائية او عجائبية ،بيد إن العقل قادر على اكتشافها والتعاطي معها بواقعية،واقصد بالعقل بعده النوعي ،لذا يحاول المقال إن يضع برزخاً بين مبدأي / العقل و العقلانية / كي تتضح انسيابية المعجزة مع الفكر والواقع،وحتى تُحل اشكالية التلقي التي اثارها طرابيشي ،فالعقل النوعي / الملتزم / يختص بادراك الواقع كما هو عليه وامارته إن يشترك كل عاقل في هذه الاحكام و لا يمكن إن يحتمل خلاف هذا الحكم، فهو اذن يندرج بنحو من الانحاء تحت موضوعة / المستقلات العقلية / ،فتكون تحركاته الادراكية منسابة مع المقولات / اللاوحيانية / ،اما المقولات الوحيانية ـ و التي تنتمي اليها المعجزة ـ فعملية ادراكها تتم عبر طريق آخر، وللعقل في هذا المجال وظيفتان، الاولى:اثبات مصدر المقولات ،والثانية: افراز المقولات المحايثة للواقع من دائرة الفكر وفق منهجية برهانية تتشكل من اقيسة ومواد يقينية،وعليه لا توجد اية قطيعة معرفية بين المعجزة والعقل وفق هذه التوصيفات ،أما الإشكالية المذكورة ـ من عدم انسيابية المعجزة مع العقل ـ فهي ناشئة من مبدأ/ عقلاني / لا عقلي، واعني بـالعقلانية؛ نمط من التفكير يُخضع جميع المقولات ( الوحيانية،واللاوحيانية ) لإدراك العقل دون اي تفريق بينهما،او نمط مغاير يريد أن تنساب معه جميع المقولات مع العقل الشخصي / غير الملتزم/ ،فُيستبعد بذلك دور الوحي والتعبديات بل يتم استبعاد كثير من الظواهر الميتافيزيقية ـ التي من الممكن ادراكها وفق معطيات العقل النوعي ـ كما يعدها نوعاً من الخرافة والاسطورة ،والايمان بها ينعته باستقالة العقل،وهذه العقلانية النقدية ـ كما هو واضح تاريخياً ـ نشأت في احضان الثقافة الغربية ( فلسفة التنوير) ،كيما تنساق المعرفة الانسانية مع دائرة اللاهوت و الميتافيزيقيا،فتبقى بذلك حبيسة اطر الطبيعة و المراس التجريبي، مما جعلها تلقي بظلالها على الثقافات الأخرى،آملة في أن تكون مرجعية عالمة لكل المناهج والمشاريع الفكرية والعلمية ،لذا تنوعت رؤى العقلانية النقدية بتنوع تطبيقاتها الفكرية والعلمية، وها نحن نقرأ لها تطبيقاً آخر على صعيد النص الديني العربي و هو موضوعة ( المعجزة في الإسلام )..



#اسامة_غالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجاز واشكالية المنهج في الدرس البلاغي القديم
- القارئ والنص .. نحو فهم ابستمولوجي
- القارئ و النص...نحو فهم ابستمولوجي
- تهافت الفلاسفة الجدد
- الحقيقة والمعنى في مقاربة فلسفية اخرى
- الحقيقة والمعنى من منظور مختلف
- السؤال الشعري عند ناهضة ستار ومرجعياته المعرفية...قراءة في م ...


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - التحليل الدوغمائي للمعجزَة ... مبدأ العقل، او مبدأ العقلانية عند جورج طرابيشي