أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - من يراهن على العرب؟














المزيد.....

من يراهن على العرب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 13:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع هذه التجربة، المرة والقاسية، وبعد هذا المخاض العسير والقاتل، ممن يعول على تجربة قومية أخرى، ومن يراهن على العرب، ولماذا لا يكون هناك حزب وطني سوري عام يمثل تطلعات وأحلام وآمال كل السوريين، بمختلف مشاربهم، وعلى تعدد هوياتهم العرقية والدينية والمذهبية، يجمعهم في وطن حر تعددي علماني عصري مدني حضاري، يجسد قيم العصر والمواطنة والتعددية، بدل تلك الأحزاب القومية الفاشية السلفية العروبية الشمولية، "الناصرية" والوحدوية الفاشلة والمهزومة تاريخياً، التي بعثت، فقط، كل آلام وويلات وتجارب الأمة البائدة، وأحيت عداواتها التاريخية، وجددت مسارها المظلم الطويل، هذه الأحزاب التي تلغي، عملياً، وإيديولوجياً، الهويات الوطنية الأكثر أماماً للبشر، لصالح كيان طوباوي وهمي زائف وخيالي يسمونه بالأمة العربية، لم يكن موجوداً عبر التاريخ إلا في الخيال المريض للحالمين بإمبراطوريات الغزو والسبي من جديد، وللعلم هذه الأحزاب القومية، تقدّم الهم القومي والعروبي على الهم والشأن الداخلي الوطني السوري، الذي لا يعني أي شيء أمام أية قضية "مركزية" إشكالية مزمنة وتافهة من إياهم، وهذه الأحزاب القومية، في الواقع، ما هي إلا نسخ محرفة، ومشوهة وممسوخة من الأحزاب الدينية الفاشية الدينية السلفية البدوية الإسلاموية الأشد انغلاقاً وتزمتاً، والتي تنادي وتحلم أيضاً بكيان طوباوي وهمي زائف وخيالي ومقبور وبائد اسمه الخلافة الإسلاموية الدموية الاستبدادية الشمولية التي قتل فيها ثلاثة من خلفائهم "الراشدين"، وبدأت فيها الفتنة الكبرى المستمرة بنجاح لـ14 قرناً ونيف من الزمان، وكل الحمد والشكر لله، حين ذبح خليفتهم من قبل الرعاع، كما ذبح وسحل مؤخراً ملك ملوكهم وإمامهم العقيد المغتصب جنسياً، (هذه ثقافة جمعية لا تستغربوا تختلط فيها الأسطورة بالمقدس بالعادات والتقاليد الجاهلية المتوارثة أباً عن جد)، ومن هنا لا تعني لها الهموم الوطنية، أي شيء أمام أجندتها الإيديولوجية الدينية الإسلاموية الأممية المقدسة المقدّمة على أي اعتبار التي تلغي الفرد أمام الجماعة وتعتبره حالة شاذة ومنبوذة، والعياذ بالله، أمام الجماعة، ومن هنا فالعقل الفردي لا يساوي شيئاً أمام العقل الجمعي القطيعي الغرائزي.
إن الأحزاب الوطنية، كما في كل دول العالم، التي تلتفت للداخل، وتعطي المواطن ورفاهيته، وتطوره، وتولي التنمية الهم الأكبر هي وحدها القادرة على بناء أوطان حرة وعزيزة، أمام الأحزاب الشمولية والقومية والإيديولوجية ذات الأجندات العابرة للأوطان والقارات فلم تجلب تاريخياً سوى الويل والحروب والخراب. وما حك جلدك مثل ظفرك، ماذا سننتظر من دول "عربية" متهالكة فقيرة جائعة تمزقها الحروب الأهلية، والنزاعات، والصراعات والاستبداد، وحكم القبائل والعشائر والأفخاذ وتسود فيها، والتفرقة والتشرذم والعدوات وتكثر فيها جبال الجماجم وتسيل أنهار الدماء، ولا تخمد فيها الثارات التاريخية والقبلية وحكم الولاة، كتلك الدول المسماة عربية، والتي لم تعرف أي شكل من اشكال الممارسة الديمقراطية، والحرية، والعدالة الاجتماعية، وإلى اليوم هناك قبائل حاكمة فيها لا تعترف بحقوق الإنسان، ولا بالحرية، ولا بمواثيق الأمم المتحدة بهذا الشأن، من يعول على أي نهضة وأي حضارة عند هؤلاء أو مجرد التعاون معهم في أي حقل من حقول العمل العام؟ لقد خذلوا بعضهم بعضاً وحتى في الاتفاقيات الأمنية التي كان يعقدها وزراء الداخلية (الاستبداد والقمع) العرب في تونس، لم ينفذوا منها شيئاً حين وقعت الواقعة وجاءت استحقاقات الربيع العربي الصهيونية، وحين شنت الدول الاستعمارية حربها على سوريا وليبيا، استنفر كل العرب، ليس لنجدة سوريا وليبيا، كلا وألف حاشاهم وحاشاكم، بل لنحر سوريا وليبيا، وإرسال القتلة والسلاح الفتاك لارتكاب الإبادات والمجازر الجماعية، والمساهمة في ذبح هذين الشعبين، الذين وقعا ضحية السياسات العروبية والقومية الفاشلة التي يريد البعض إحياءها والعودة إليها، مجدداً، والرهان على الرهانات السابقة والفاشلة والخائبة والمؤلمة، وبعد كل هذا الدمار والويل والدم والدموع والخراب، لا بل وصات الوقاحة والصفاقة وقلة الأصل، والحياء ببعضهم للتسويق لجماعة الماسون الملتحون الحمساوية التي تقاتل اليوم الجيشين الوطنيين في سوريا ومصر وتمد إسرائيل بعصابات القتلة المدربين في البلاك ووتر من خبراء الأنفاق والصواريخ البدائية... فمن يعول على هؤلاء الأعراب سوى المخبولين والمجانين والأغبياء؟

والمثل الشعبي يقولها بعد تجربة عمر دهر: "اللي بيجرّب المجرّب بيكون عقله مخرّب"



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء طرد الجاسوس والصهيوني المتطرف ابن عطوان؟
- اضحكوا على آل قرود المنويين: آل قرود يمطرون إسرائيل بآلاف ال ...
- لماذا وقفنا ضد إسقاط النظام؟
- برعاية آل قرود: ثوار أوباما من نهش الأكباد إلى حفلات الاغتصا ...
- من هو العرعور؟
- مواجع إعلامية سورية
- مشخات الخليج الفارسي تحت المقصلة الدولية
- المغرب والأردن و -عظْمة- مجلس التعاون الخليجي؟
- الوهابية والعلمانية: آخر معارك التاريخ
- لماذا أعشق الثورة التركية وأمقت الثورة السورية؟
- الخروات
- الحراك التركي وفتوي قتل النصيرية: لماذا صمت أردوغان عن إهانة ...
- اللهم شماتة: انهيار المشروع الإخواني
- مشيخات الخليج الفارسي: لماذا تأخر الرد العراقي-السوري؟
- هل تفلت منظومة الخليج من المساءلة والحساب؟
- حمير عبد الباري عطوان
- انتفاضة الكيماوي والعسل الثوري المرّ
- الخبث الثوري وشطارة اللعب بالمصطلحات
- العراق: الشعب يريد إسقاط الديمقراطية
- العرب وتزييف التاريخ


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - من يراهن على العرب؟