أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد خليفة - الثورة المصرية بين التطرف والتطرف المضاد و-المعتزلة الجدد-















المزيد.....

الثورة المصرية بين التطرف والتطرف المضاد و-المعتزلة الجدد-


أحمد خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 07:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هناك أناسا وكيانات سياسية وصل كرهها لجماعة الإخوان المسلمين إلى الحد الذي جعلهم يطالبون آلة الدولة بذبحهم في الميادين ويوكلونها في مهممة التصفية السياسية للجماعة والتي هي مهمة جماهيرية "بامتياز" يفعلون هذا دون التمييز بين القيادت التي حرضت على القتل وأشعلت ولازالت تشعل نار الفتنة الطائفية وبين القواعد والتي ينتمي أغلبها الى الطبقة الوسطى والقطاعات الشعبية والذين يدفعون الآن ثمن جرائم قادتهم الذين دفعوهم ومازالو يدفعون بهم الى العنف من أجل تحسين شروط اللعبة السياسية وإيجاد موطئ قدم لتنظيمهم المحاصر شعبيا ومن أجل المساومة والتفاوض لتأمين مصالحهم وأموالهم بل وتأمين رقابهم من المشانق .هؤلاء قد وصل بهم الأمر إلى التنكيل باللاجئين السوريين ومعادة فلسطين المحتلة والتي يناضل شعبها بكل بسالة ونبل منذ أكثر من ستة عقود من أجل نيل حريته من المغتصب الصهيوني يأتي هذا الموقف بالطبع بسبب علاقة الإخوان المسلمين بحركة حماس وقد ذات حدته بعدما قام نشطاء من الحركة الإسلامية الفلسطينية داخل الخط الأخضر برفع صورة كبيرة" للمجرم المعزول شعبيا محمد مرسى" على سطح المسجد الأقصى أثناء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان فى القدس على الرغم من استنكار قطاعات شعبية واسعة ورموزا للمقاومة في فلسطين لهذا الفعل متسائلين ماذ فعل مرسي للقدس ولفلسطين حتى ترفع صورته على الأقصى الشريف ... وعلى الجانب الآخر هناك أناسا وقوى سياسية أخرى تريد التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين بوصفهم ضحايا زلزال أو قطار خرج عن مساره وعلينا أن نغيثهم ونمد لهم يد العون متناسين جرائمهم في حق الشعب وخيانتهم للثورة وسحلهم وقتلهم للثوار في الاتحادية والمقطم والتحرير ،هؤلاء وصل بهم الأمر إلى كفرهم بالثورة وإقرارهم الضمني أو الصريح أحيانا ,أن ماحدث في 30 يونيو لم يكن ثورة وإنما إنقلابا عسكريا متجاهلين الملايين التي خرجت في كل ميادين مصر في حشود وصفتها مر اكز إحصائية انها الأكبر في تاريخ الثورات في العالم كله هذه الملايين التي زلزلت عرش التنظيم الذي بلغ عمره أكثر من ثمانون عاما وأجبرت جنرالات الجيش أن يطيحوا بحليفهم مرسي وجماعته كما أطاحوا بأبيهم مبار ك من قبل ..هؤلاء وضعوا أنفسهم في موضع المحايددون الباحثون عن الحقائق المجردة وعجزوا أن يكون لهم رؤي سياسية تتدرك جملة التناقضات التي تمر بها الثورة الآن وتعقيدات المشهد وتوازنات القوى سواء في معسكر الثورة أو في معسكر الثورة المضادة كما عجزوا عن فهم التوازنات الدولية التي جعلت دول الخليج أصدقاء الأمس المخلصين لمرسي وجماعته أعداء اليوم والتي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تصر على دعم مرسي لدرجة حيرت الكثيرين . في الحقيقة لم تكن الإدارة الأمريكية لتستميت في الدفاع عن مرسي دون أن يكن لديها أسبابها القوية لفعل ذلك : لقد قدم مرسي وجماعته في عام واحد مالم يقدمه أي نظام عربي آخر للرأسمالية والإمبريالية العالمية في المنطقة لقد أستطاع تقويض المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل بأسرع ما كان يستطيع مبارك بمراحل وذلك بالطبع بسبب علاقته بجزء مهم من المقاومة وهو (حركة حماس) لقد كان مرسي وجماعته بالنسبة لأمريكا بمثابة بوابة الوصول لأي نظام إسلامي اعتلى أو قد يعتلي الحكم في أي دولة من دول المنطقة بسبب علاقة جماعة الإخوان المسلمين في مصر بكافة التنظيمات الإسلامية في العالم بوصفها القيادة العالمية للتنظيمات الإخوانية حتى ولو لم يكن هذا بالمعنى الدقيق للقيادة التنظيمية .
أما على المستوى الإقتصادي فقد قدمت الجماعة المحاصرة شعبيا كل الضمانات اللازمة للرأسمالية العالمية لإعتمادها كمدير تنفيذي جديد لسياسات الليبرالية الجديدة في مصر وشرعت بالفعل في تنفيذ كافة الإجر اءات التقشفية التي فرضتها الليبرالية من خلال صندوق النقد الدولي من رفع للأسعار وتقليص للدعم والإشارة إلى ضرورة شراكة القطاع الخاص في قطاعات حيوية مثل مياه الشرب والكهرباء وهيئة قناة السويس .. بالإضافة الى عدم الإشارة من قريب أو من بعيد لإمكانية إقرار الحد الإدنى والأقصى للأجور ولا الإشار ة لأي دور للدولة في تشغيل العاطلين أو إعانتهم

لقد كانت الإدار ة الأمريكية مرتعدة مما قد تضطر الحكومة الانتقالية أن تقدمه من تنازلات إقتصادية للجماهير ربما تغير الخريطة الاقتصادية العالمية وتعطل المشروع الليبرالي في مصر في حال وصول حكومة تضم أعضاء من الأسماء المحسوبة على خط الثورة تحت ضغط القوى الشعبية التي خرجت في 30يونيو ومن قبلها في 25 يناير مطالبتا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية هذا بالطبع قبل أن تغير الإدارة الأمريكية موقفها من 30 يونيو بعدما أطمئنت لطبيعة الحكومة الإنتقالية وحدود ما يمكن أن تقدمه من إصلاحات إقتصادية لن تؤثر بأي حال من الأحول على المشروع الليبرالي بالمنطقة .

إن تطرفا وتطرفا مضاد هو المحرك الر ئيسي لأصحاب وجهتي النظر السابقتين فقد نظر كلا منهما للمشهد السياسي من جهة واحدة وهو مالا يمكن إعتماده عندما نقوم بالتحليل السياسي وخاصة إذا كان الواقع يحمل كل هذا الكم من التعقيدات والتناقضات بداخله . ومع ذلك فإن هناك قسما ثالث هو أشد بؤسا من سابقيه هؤلاء هم الذين اعتبروا أن ماحدث في 30 يونيو معركة لا ناقة للثوار فيها ولا جمل وأنه صراع بين طرفي الثورة المضادة "الإخوان المسلمون" من ناحية "والفلول والعسكر" من ناحية أخرى فقرروا أن يبقوا محافظين على نقائهم الثوري وأن يعتزلوا المشهد كاملا هؤلاء بالطبع قد سحقتهم الملايين كما سحقت مرسي وجماعته .
إن الملايين التي خرجت في 30 يونيو مستكملتاً ثورتها قد لخصت أسباب خروجها وحصرتها بشكلا واضح في المطالب الاجتماعية كان هذا جليا أكثر من أي وقت مضى من عمر الثورة المصرية وكان إعلام البر جوازية المنتجة الحقيقية للأزمات الإقتصادية مضطرا لإبراز هذا الأزمات وتصديرها كي يستطيع حشد الجماهير ضد مر سي وجماعته ولأول مرة منذ اندلاع ثورة يناير نرى الإعلام البرجوازي يدعو الجماهير بهذه القوة إلى الإضراب العام والعصيان المدني تلك الأسلحة التي سوف تستخدمها الطبقة العاملة في صراعها ضد البر جوازية .

إن رفضنا للقتل العشوائي وتنظيم المذابح للإسلاميين " قضية مبدأية" لكن الدفاع عنهم ليس القضية المركزية للثورة الآن ، إننا إذ نقول بحتمية انفصال قطاع كبير من قواعد الإسلاميين عن تنظيماتهم بفعل التناقضات الطبيقية وانحيازهم لقوى الثورة والتي سيكتشفون أنها المعبر الحقيقي عن مصالحهم فإننا ندرك تماما أن هذا لايمكن أن يحدث إلا عندما تتنامى هذا التناقضات بشكل حاد أي عندما يصل الصراع الطبقي إلى ذروته داخل المجتمع وبالرغم من ذلك ستظل أجزاء كبير ة منهم تقاتل في صفوف تنظيماتهم وفي معسكر الثورة المضادة حتى النهاية بفعل الأفكار التي ستظل عالقة بأذهانهم والتي اكتسبوها عبر سنوات طويلة من التربية وبفعل دوائر العلاقات الإقتصادية التي خلقتها مؤسساتهم وارتبط بها الألاف من هذه القواعد وهذا التصور ليس معناه مطلقا أن نضع إيدينا في إيديهم أو نعطيهم الفرصة لفك الحصار الشعبي عن التنظيم كما يجب ألا ننسى ونحن نتحدث الآن عن هذه القواعد انها آلة العنف التي يستخدمها الإخوان المسلمون لإجهاض الثورة وهم من عذبوا الثوار وقتلوهم في الإتحادية وسحلوهم في المقطم ونظموا المذابح للمواطنين والتي كان أبشعها مذبحة المنيل والتي أستشهد فيها أثنى عشر شابا كانوا يحاولون منع ميلشياتهم من الوصول إلى ميدان التحرير بغية إقتحامه وهم الذين يمارسون الدعاية التكفيرية ضد الثوار في الأحياء والقرى وعلينا أن ندعم الحصار الشعبي لجماعة الإخوان المسلمين من أجل تحطيم هذه الآلة وأن نفضح دعايتهم الكاذبة ضد الثورة بوصفهم جزء من الثورة المضادة وأن نرفض كل دعاوى التصالح المقيتة والتي تفتح الباب أمام الطبقة الحاكمة لتسوية أوضاعها مع رجال أعمال الإخوان وقيادتهم في إعادة لسيناريو إقتسام السلطة والثروة بل وعلينا أن نطالب بمحاكمة هذه القيادات هذا في الوقت نفسه الذي سنفضح فيه محاولات المؤسسات الأمنية والعسكرية تصفيتهم بإسم الثورة وإفشال خطط النظام لعودة آلة الدولة القمعية إلى عنفوانها القديم .

إن القضية المركزية للثورة الآن هي :" الضغط ثم الضغط ثم مزيدا من الضغط " على الحكومة الإنتقالية بجملة من المطالب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والمطالبة بتنفيذها الآن وفورا وعلى رأسها حل أزمات السولار والبنزين والخبز ومشاكل المياه والكهرباء وإقرار الحد الأدنى والأقصى للأجور وإصدار قانون الحريات النقابية وعودة العمال المفصولين واسترداد الشركات التي حكم القضاء بعودتها ورفع ميزانية الصحة والتعليم والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وتشريع قانون للقصاص من قتلة الشهداء ابتداء من 25 يناير حتى الآن الي أخر المطالب مع محاولة كسب أكبر تأييد من القوى السياسية والقطاعات الشعبية عليها بهذا الضغط سوف نستطيع فضح سياسات الحكومة المعادية للجماهير وانحيازاتها لطبقة رجال الأعمال وهو ماسيعد خطوة مهمة في اتجاه سحب التأييد الشعبي المؤقت للعسكر وحلفائهم من دولة مبارك ويعيد الثورة الى مسارها الصحيح .



#أحمد_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المصرية بين التطرف والتطرف المضاد و-المعتزلة الجدد-


المزيد.....




- تجمعوا احتجاجًا على حظر منظمة -فلسطين أكشن-.. شرطة لندن تعتق ...
- رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز يساري أسترالي أغضب إسرائيل
- مالذي كشفه تسريب عن لقاء بين صحافيين فرنسيين ومسؤولين من الح ...
- اتهام صحافيين بالتواطؤ مع الحزب الاشتراكي في فرنسا بعد تسريب ...
- الشرطة البريطانية تعتقل متظاهرين احتجوا على حظر -فلسطين أكشن ...
- شرطة لندن تعتقل متظاهرين احتجوا على حظر «فلسطين أكشن» ببريطا ...
- حفيد مانديلا يعلن الانضمام إلى -أسطول الصمود العالمي- المتجه ...
- رسالة جديدة من المعتقل السياسي المناضل محمد جلول
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الجنوب
- الحزب الشيوعي السوداني يجدد عهده بالعمل على وقف الحرب وإسترد ...


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد خليفة - الثورة المصرية بين التطرف والتطرف المضاد و-المعتزلة الجدد-