اصيل خالد العزي
الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 07:16
المحور:
الادب والفن
صباح اخر وشمسُ جديدة تخترق ما تبقى من الزجاج المتهشم على النوافذ ترمي بأشعتها على هذا الوجه البائس تزيده اسمراراً ودفئاً ،فتستفيق لتحمل ذلك الجسد الهرم الذي شاخ قبل اوانه لتنظر من بقايا الشباك لتجد ما تراه كل يوم سجن كبير ، تعيد النظر الى زوايا الغرفة لازالت والدتها على ذلك السرير المجاور لم تتحرك قط ، تذهب لتحمل دلو الماء تسكب قليلا منه على شفتي الام النائمة تبللها باناملها الصغيرة وتخرج لتبحث عن ما يسد الرمق ، تتسكع هنا وهناك تارة تستجدي بعض المارة وتارة تبحث في بقايا الطعام على ارصفة الطرقات ، تحمل ما تجمعه من ثروة صغيرة لتعود به الى ذلك السجن الصغير ، تلقمه لوالدتها حتى تشبع ثم تلهم ما تبقى من فتات لتعود الى ارصفة الطرقات تستجدي هنا وهناك وتحمل ما تجمعه للعشاء وليوم اخر قد لا تجد فيه ما يسد جوع الامعاء الخاوية ،
تعود لسريرها لكومة القش التي تفترشها ، وتحدق في النجوم ، تعدها كمن يحصي اللأليء ، حتى تغفو هي واحلامها المنفية خارج جدران الواقع.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟