أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - تموز يا حبيب عشتار














المزيد.....

تموز يا حبيب عشتار


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 13:48
المحور: القضية الكردية
    


منذ الأزل كان العشاق مادة لإبداع الشعراء,مراثيهم يرددها العشاق المتأخرون عن قطار الهوى ,أولئك المتعربشون بخاصرة اللغة،يغيرون في الجمل،في التعابير،في الأحاسيس،عسى ولعل أن يكون مصيرهم مختلفا عما سبقهم,أن يحظوا بجمالية الوصال,يرتشفونه رحيقا،سليبيلا,ويتجنبوا تجرعه علقما مريرا,لكن هيهات هيهات فمنذ الزل كتب التاريخ مآسي العشاق.
تموز هو الوحيد الذي حظي بعشتار في كل مرة،حيث يقتل بيد الآلهة عقابا لعشتار التي أهانت خلود الآلهة بحبها لإنسان فاني،تدفنه في صدرها فيعود أكثر شبابا أشد بريقا و رونقا،كطائر الفينيق أكثر قوة.
ذات عام من خريف قرننا الماضي،المضمخ بدماء أهلنا,الممزوج بدموع أمهاتنا كان تموز عاشقا صيفيا يعبر الحدود من الشمال نحو كوباني حيث الموعد مع عشتار في غفلة الآلهة.وذات عام من رحاب المقبرة التي وضعونا فيها تناسل تموز فأعلن أبناؤه عشقهم المتجدد لعشتار في آمد،جدران سجنهم لم تستطتع أن تمنع عشقهم لعشتار بينما تحول السجان لمتسول على أرصفة الزمن.و ذات صيف من تجليات الهوى عاد تموز لكوباني مرة أخرى,أخرج كل ما في داخله من فورة المشاعر،سكب كل ما في روحه مهراقا على مذبح عشتار الجميلة,فكان عرسا للحرية,رسالة لكل الآلهة التي حرمت تموز من عشقه,أن العشاق لا يمكن إلا ان يكونوا عشاقا,وإن ما يسمونه موتا فانيا لا معنى له في خلود العشاق,وإن عشتار الوفية التي تدفن حبيبها في صدرها تعلم يقينا أن تموزها يستحق منها أن تغضب الآلهة لأنه وفي لها جدير بعشقها.
عندما بدأت الحرب بين إينانا و آنكي,كان صوت إينانا مدويا مجلجلا,لم تتهمه سوى باللص,في دلالة رمزية أن اللصوصية هي أبشع صفة يمكن أن يحظى بها أحد,إذ هي التربع على كدح الآخرين و الاسترزاق بها,و منذ تلك الحرب الشهير و تزامنها مع ثورة تموز و عشتار كان اللصوص يتجمعون كالذباب حول كدح الشعوب العاشقة للحرية ليسرقوا منها نتاج كدحهم و يسرقوا منها بريق شجاعتهم,لكن دائما كانت مزابل التاريخ تفتح أفواهها كالغول الذي لا يشبع ليلتهم هؤلاء و يلفظهم من مؤخرته ,و يسقطهم في المستنقع كسقوط البعرة من مؤخرة العنزة.
إننا و نحن على أبواب الذكرى السنوية الأولى لثورة 19 تموز و على بعد واحد و عشرون عاما من مقاومات تموز التاريخية في رحاب المرور المبارك للقائد أوجلان لغرب الوطن من شماله,نرى بأم العين أن آنكي اللص يحاول أن يسرق كدح تموز بإغلاق المعابر,تجويع الناس,اختلاق القلاقل و الفتن,يتحالف مع أبناء الغبار الأصفر القادمون من أقاصي الجنوب ضد أبناء الوطن,يصرح بكل وقاحة هذه المرة أنه يريد اقتسام الكعكة و كأن عشتار الجميلة هي وجبة في عباب شهواته القذرة.يستخدم قطيعه النابح هنا وهناك ليرعب تموز وعشتار,لا يعلم المسكين أن من تحدى قوانين الآلهة وارتبط برابط عشق مخالف لقوانين الخلود الإلهي والفناء الإنساني لا يكترث بعواء قطيعه,وإن عشتار هي عشتار الروح الذي تستحق أن يضحي تموز بنفسه لأجلها,و أن(الفيفتي فيفتي)لن يكون إلا نعلا يلطم به وجهه لتسقطه من برجه الهش المتهاوي.



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للإرهاب
- عامودا،غربة المكان عن الزمان
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- الأونروا: الخطة الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى غزة تهدف لت ...
- بعد رفض المحكمة العُليا دعوى الإبادة الجماعية التي رفعها الس ...
- احتجاجات حاشدة ضد الهجرة في أيرلندا وسط تصاعد الغضب الشعبي و ...
- -الأونروا-: أكثر من 66 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حا ...
- المرض والجوع والإهمال الطبي تفتك بالمعتقلين في سجون الاحتلال ...
- إعلام إسرائيلي: احتلال غزة تضحية بالأسرى وسنكون كالبط بميدان ...
- الأمم المتحدة في ليبيا تدعو إلى تحقيق مستقل في اختفاء عضو مج ...
- الأونروا: 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا
- مديرة المنظمة الدولية للهجرة تزور تونس وسط أزمة المهاجرين ال ...
- -حماس-: توسيع إسرائيل عملياتها البرية في غزة تضحية بالأسرى و ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - تموز يا حبيب عشتار