أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماء منصور ابو الحسن - أكذوبة تراث الإخوان















المزيد.....

أكذوبة تراث الإخوان


اسماء منصور ابو الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 06:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائما نعتبر التاريخ هو المعمل الذي نلجأ إليه لنختبر الحقائق خاصا في مجال العلوم السياسية فنعتبره الغرفة المليئة بالأسرار لفهم وإدراك الحقائق ومساعدتنا في التحليل والتفسير , ولكن السؤال كيف نستقرأ التاريخ في ظل تناقضات ليس لها نهاية في تراث الأخوان وكيف يساعدنا في فهم ومعرفة توجهات هذه الجماعة ؟
فحينما نرجع إلى تاريخ جماعة الأخوان المسلمين نجد تضاربات لا نهاية لها من زيف وقائع أحيانا ومحاولة تصوير وقائع وتواريخ الجماعة منذ إنشائها على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا على أنها وقائع أسطورية عظيمة ,وأكثر مثال على ذلك محاولتهم في تسليط الضوء على دورهم في حرب فلسطين بمبالغة وكأنها هم من خاضوا الحرب بمفردهم وغيرها من المواقف التي إن دلت فتدل على التدليس والمخالطة .

عندما أنشئت جماعة الإخوان عام 1928كانت تعانى مصر من الكساد في تلك الفترة , فزادت البطالة وارتفعت الأسعار , فسعت جماعة الأخوان في هذه الفترة إلي نشر فكرها وتزايد أعدادها فكانت لا تجد حرجا في قبول أي مساعدة من أي جهة سواء مصرية أو أجنبية ومنها الإدارة الأجنبية لشركة قناة السويس . والدليل على ذلك قبول الشيخ حسن البنا مبلغ 500 جنية تبرع من الإدارة الأجنبية للجماعة وهذا ما ذكره الشيخ حسن البنا نفسه في" مذكرات الدعوة والداعية" وذكر فيها قصة لقائه مع البارون "دى بنوا" مدير شركة القنال. مع العلم أن هذه الشركة ليست جمعية خيرية فلماذا قامت بدفع هذا التبرع وهى شركة ذات أهداف اقتصادية وسياسية , فهذا الحدث يثير الشبهات والأقاويل حول هذه الجماعة. خاصا أن هذه الجماعة تتباهى دائما بمدى سوء علاقتهم مع الأجانب لتعارض فكرة إحياء الإسلام وتعاليمه مع الفكر الليبرالي الغربي .
بالإضافة إلى ما ذكر في كتاب" المتآمرين: التسلسل الهرمي" لجون كولمان فيما يخص أهداف لجنة ال300, فلجنة الـ 300 نشأت عن المجلس البريطاني لشرق الهند الشركة, وتتكون من 300 شخصية هامة و عامة و التي تأسست في 1727 من قبل العائلة المالكة البريطانية. فجمعوا ثرواتهم من تجارة الأفيون مع الصين، كما استمروا في شن حروب المخدرات المزيفة في جميع أنحاء العالم اليوم. فذكر جون كولمان من بين العديد من الأهداف للجنة 300 "الضغط من أجل انتشار الطوائف الدينية مثل جماعة الإخوان المسلمين ، والأصولية الإسلامية ، والسيخ (إحدى الديانات الأرضية القائمة على أفكار فلسفية) ، وإجراء التجارب للسيطرة على العقل" . وهذا يوضح أن المساهمة الأولى في تكوين هذه الجماعة كانت من صناعة المخابرات البريطانية .

كما ظهر تعارض كبيرا بين ذكر جماعة الإخوان لنضالهم ضد الملك وفساد حاشيته وبين وجود وقائع تؤكد ولائهم له , وظهر ذلك في كتاب "الإخوان المسلمين والطبقي العاملة المصرية "لسناء المصري بذكرها أن مجلة النذير ذكرت الآتي : " قرر مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين الاحتفال بقدوم صاحب الجلالة الملك المعظم عاصمة ملكة يوم الخميس 29 الجاري, فاصدر أمره إلى جميع الفروع في الأقاليم أن يصطف الأعضاء بإعلامهم وجولاتهم على المحطات التي يقف فيها القطار الملكي لأداء فروض الولاء والاحتفال بالطلعة المحبوبة" .

وما يؤكد ذلك أيضا أن وقع صدام عنيف بين العمال والبوليس في يوليو 1934, مما أصيب فيه 7 عمال برصاص البوليس وكان موقف الأخوان الصمت وعدم التدخل والابتعاد عن الانغماس في مثل هذه المشاكل العمالية. كما أن صحافة الأخوان كانت تخلو في فترتها الأولي من أي نقد للنظام سواء على الناحية الاجتماعية أو السياسية .
فكيف إذا نصدق ما ذكر في كتب قيادات الأخوان من معارضة الجماعة لسياسة القصر, بل الحقيقة أن جماعة الأخوان المسلمين في ذلك الوقت هي الأداة التي يستخدمها القصر والحكومة لمناهضة الشيوعيين كما استخدمهم الرئيس الراحل أنور السادات لتوازن الحياة السياسية أمام اليساريين .وظهر ذلك بوضوح في تسهيل إجراءات تأسيس جريدة الأخوان المسلمين من قبل حكومة القصر.

وقد ساعد الأخوان في انتشار أفكارهم وحشد الجماهير حولهم هي الظروف التي كانت في صالحهم واستطاعوا استغلالها , فقد شهدت الأوضاع السياسية صراع كبير بين الأحزاب السياسية بسبب تراجع شعبية حزب الوفد فى الشارع المصري بعد توليه السلطة بإرادة الاستعمار في أزمة فبراير 1942. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ الوفد يستعيد شعبيته بالتعبئة من جديد ضد الملك والاستعمار ولكن استغلت الأخوان هذه الفرصة وبدأت تبادر بمناقشة القضية الوطنية (الفلسطينية) لكسب الشعب المصري في صفها والتفاف الشعب حولهم بدلا من الأحزاب الشيوعية والوفد في تلك الفترة .
وبدأت بالفعل نشر الدعوة في الجيش بين ضباط القوات المسلحة المصرية على يد كلا من الملازم حسين حمودة ,والصاغ محمود لبيب, وعبد المنعم عبد الرءوف, وبدءوا التواصل مع كلا من صلاح خليفة , وسعد حسن توفيق , وخالد محيى الدين أحد الضباط من سلاح الفرسان , إلي أن بدأ التواصل مع اليوزباشي جمال عبد الناصر والملازم أول كمال الدين حسين من خلال عبد المنعم عبد الرءوف , وأول اجتماع لهم كان بمنزله عام 1944 , حتى توسعت علاقة الأخوان بالقوات المسلحة وعمل خلايا سرية داخل الجيش . وكان يرأس التنظيم السري في ذلك الوقت عبد الرحمن السندي , وقاموا بالإشراف على تدريب شباب الجماعة على استعمال السلاح.

وقد صورت قيادات الأخوان مدى دورهم العظيم في حث الأفراد داخل المجتمعات الإسلامية والعربية على ضرورة إغاثة الشعب الفلسطيني من اليهود حتى تم الضغط على الحكومة المصرية بضرورة إرسال فرق من المتطوعين بقيادة ضباط مصريين منهم ضباط من الجماعة بتصريح من "عبد الرحمن عزام" أمين الجامعة العربية في ذلك الوقت. فضلا عن دور الأخوان بتقديم المؤن والذخيرة عبر الصحراء لإمداد الجيش المصري المحاصر في الفالوجا .
كما ذكر ريتشارد ميشيل في كتابه " جماعة الأخوان المسلمين " بإرسال مبعوثين إلى فلسطين لنشر الدعوة والتحريض على القتال ضد الصهاينة .

ولكن هذا الدور الذي تحدث عنه الأخوان لا يرجع إلى مدى شجاعتهم وبسالتهم في الانشغال بالقضية الفلسطينية إنما يرجع إلي مدى تشبث الإخوان بالقضية الفلسطينية كأحد محاورها الأساسية في تحقيق أهدافها. فكانت مساهمة الأخوان في حرب فلسطين هي الفرصة السانحة للحصول على تأييد الشعوب العربية وتوسيع رقعتها وإمكانية تدريب الشباب الغاضب في صفوفهم على السلاح تحت ستار الإعداد للحرب في فلسطين والجهاد ضد الصهاينة .
وان دل ذلك فيدل على مدى انتهازية هذه الجماعة لآي ظروف لتحقيق أهدافهم وما يظهرونه لا يعنى صدق نواياهم تجاه القضية الفلسطينية بل السعي لتحقيق الهدف الخفي لديهم واستغلالهم للشباب المتحمس الحالم بدولة إسلامية تقوم على معايير أخلاقية , وساعدهم في ذلك موقف اليسار المصري من تخاذل تجاه القضية الفلسطينية مما جعلهم يفقدون شعبيتهم وتحول الشباب إلى جماعة الأخوان , خاصا أن أول من اعترف بقرار التقسيم كان الاتحاد السوفيتي , الذي يعتبر نواه وصلب الفكر الاشتراكي , فكانت كل الظروف مهيئة لتلك الجماعة .


كما ظهرت أكاذيب في كون جماعة الأخوان المسلمين بأنها أول جماعة أرسلت قواتها إلى فلسطين على الرغم أن حزب "مصر الفتاة" شكلت أول كتيبة للمتطوعين و أرسلتها إلى فلسطين و كانت تسمى كتيبة (مصطفى الوكيل) و سافر أحمد حسين بنفسه مع الكتيبة بصفته زعيم حزب مصر الفتاة في وقت لم يكن فيه الإخوان أرسلوا متطوع واحد للقتال و منشغلين بضرب مؤسسات المصريين اليهود في الداخل , بالإضافة إلى أن "جمعية شباب محمد" المنشقة عن الأخوان نشرت لاحقاً مقال بعنوان (مصر الفتاة تتقدم الصفوف) و فيه سخروا من عدم إرسال إخواني واحد إلى فلسطين و قيام الأخوان بضرب مصالح ومؤسسات حكومية.

كما تضاربت الحقائق التاريخية المتاحة لدينا من قبل جماعة الأخوان ومن قبل المؤرخين الآخرين فيما يخص قرار حل الجماعة , فقد ذكر الملازم حسين حمودة في كتابه " أسرار حركة الضباط الأحرار والأخوان المسلمين" أن الملك فاروق أمر باغتيال الشيخ حسن البنا بعد 44 يوم من اغتيال " محمود فهمي النقراشي باشا" رئيس الوزراء يوم 29-12-1948 على يد أحد شباب الأخوان بعد صدوره قرار بحل جماعة الأخوان المسلمين ,بسبب خوف الملك فاروق في أن يطمع حسن البنا في حكم مصر خاصا بعد ظهور البسالة الفدائية لمتطوعي الأخوان في الحرب .
وقد اراد البنا ان يشيع للملك ان النقراشى قد اصدر قرارا بحل الجماعة لميول صهوينة وان هناك تاييد لحل الجماعة من انجلترا وفرنسا وامريكيا ، وان هناك مقابلات تتم بين النقراشى وبعض السفراء للتخطيط لهذا وتبين كذب ادعاءاته.

والحقيقة أن حل الجماعة كان بسبب اغتيال الإخوان لحكمدار القاهرة سليم زكي 4 ديسمبر 1948واغتيالهم للقاضي الخازندار 22 مارس 1948 , وتسليح الإخوان بالأسلحة والقنابل والرشاشات, وقيام الإخوان بتفجيرات لمعابد يهودية , ونسفهم لأجزاء من حارة اليهود في سبتمبر1948, وعمليات القتل للمصريين اليهود اللذين يعيشون بمصر, بالإضافة إلى تدميرهم لسينما مترو و سينما ميامي .

وبعد نجاح الثورة وظهور ديكتاتورية عبد الناصر أصدرت الحكومة قرار حل الأحزاب السياسية في 17 يناير 1953 ، ثم أعقب ذلك قرار آخر بحل جماعة الإخوان المسلمين ، باعتبارها حزبًا سياسيًا ،وقد صدر في 14 يناير 1954 وتم اعتقال فريق من قادة الإخوان بالقاهرة والأقاليم بما فيهم المرشد العام ، وألصقت بالإخوان التهم الزائفة ومنها الاتصال بالانجليز وتهم أخري كثيرة .
فأغتيل البنا دون أن يحقق وعده للشباب المتحمس الذي التف حوله ,فذكر في مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا : " في الوقت الذي يكون فيكم منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كلا منها نفسها روحيا بالإيمان والعقيدة, وفكريا بالعلم والثقافة وجسميا بالتدريب والرياضة . في هذا الوقت طالبوني بان أخوض بكم لجاج البحار واقتحم بكم عنان السماء, وأغزو بكم كل عنيد جبار , فإني فاعل إن شاء الله" .

ظهرت مواقف معادية من الإخوان لهجمات الفلاحين ضد كبار أصحاب الأراضي ومواقف معادية ضد الاضطرابات العمالية المستقلة . بالإضافة إلى اغتيال البنا وتفكك وتخبط أعضاء الجماعة فانتهز هذه الفرصة جمال عبد الناصر واستطاع أن يتقرب من القيادات الشابة المناهضة للهضيبي لأبعادهم وعدم مشاركتهم له في السلطة. مما جعل شباب الأخوان يقومون بمحاولة اغتيال عبد الناصر في أكتوبر 1954, وبهذا قدم الأخوان فرصة ذهبية لعبد الناصر بالتخلص منهم وتصفيته قيادتهم .
ولذلك حينما نسمع ادعاءات الإخوان المسلمين وأسطورة التاريخ المزعوم نكون الآن على وعى بهذا الزعم المبالغ فيه , وهذا ليس إنكار لتاريخ الإخوان ولكن وضعه في مكانه الطبيعي وتناوله بشكل موضوعي بعيدا عن ادعاءات أو مبالغات وتعظيم لهذا التراث الذي أصبح هو سلاح الإخوان الوحيد الذي يتم اللجوء إليه كلما ظهرت مطامعهم وتعطشهم للسلطة كما يحتمون به كلما ظهر للجميع سوء إدارتهم السياسية واستبداد حكمهم باسم الدين.



#اسماء_منصور_ابو_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكانت ثورة شعب
- دعنى افكر بعقلك


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماء منصور ابو الحسن - أكذوبة تراث الإخوان