أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماء منصور ابو الحسن - فكانت ثورة شعب















المزيد.....

فكانت ثورة شعب


اسماء منصور ابو الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاش الشعب المصري ثلاثين عاما تحت حكم مستبد قامع ظالم , يهان فيه الفقر من الغنى وذوى السلطة , يعيش في مهانة بلا ادني كرامة , عاش ثلاثين عاما صامتا خاضعا في زمن ساد فيه قوة حكامه وانعدم فيه الحق والمساواة , إلى أن ظل قلبه وروحه يتنفسوا القهر والمعاناة من ظلم وخضوع بل وأيضا وضيق ذات اليد وصعوبة الحصول على العيش والعمل , حياة بلا كرامة , بلا رفاهية بل وينقصها حتى الحاجات الأساسية البسيطة إلا لفئات معينة من المجتمع (فئة الطاغية والقوة والسلطة والنفوذ والمال) .

ظل الشعب يعانى ويصبر على ما أبتلاه الله , ظل يأمل ويدعو الله سبحانه وتعالى ليستجيب دعاه ويعينه على ما ابتلاه, إلى أن جاءت الساعة التي قلبت موازين القوى وأنصفت الشعب المقهور وأطاحت بالسلطة الطاغية ذات المال والنفوذ, هي ساعة الثورة المصرية , ثورة 25 يناير التي أبهرت الجميع من صمود شبابها أمام حاكم طاغي وحاشية مستبدة وحزب "يدوس ويدهس" على أي فرد يعترض طريقة , ساعة وقف فيها شباب وشابات بعد تهميش للمرأة وصل لأقبح صورة , وقف الشباب أمام شرطة بلا رحمة وبلا ضمير, وقف يهتف ويقول "عيش , حرية , كرامة , إنسانية" , صمد وطالب لأول مرة بحقوقه المهدورة بعد صمت الألسنة, وتكبيل الايدى ثلاثين عاما .

ثمانية عشر يوما أسقط فيها النظام الطاغي بكل وحشيته وعدم إنسانيته . فعندما أسقط نظام مبارك بدأ حلم كل المصريين ببناء مصر جديدة , بناء دولة حديثة بمعنى الكلمة , دولة مؤسسات قوية تقوم على العدل والمساواة , يعيش شعبها في رقى وازدهار, دولة تنعم بالرفاهية والرخاء , بالعلم والتمدن , إلى أن بدأت تتساقط أحلام المصريين واحدة تلو ألآخري , حتى أصيب شعبنا بخيبة الأمل والخزي فيمن أعطاهم ثقته وعلقوا أمالهم في رقبة من انتخبوهم وجعلوهم يمثلوهم أمام الجميع لينصفوهم ويستردون حقوقهم المسلوبة سواء من أمهات الشهداء اللاتي فقدن أبنائهن في أحداث الثورة أو من أصيب في الثورة وأهدر حقه كانوا ينتظرون القصاص ممن قتل أبناء الشعب فى كل مكان فى القطارات والعبارات والمياه الملوثة والأكل المسرطن.

ولكن شعر الشعب بخيبة الأمل منذ أن أعطوا ثقتهم في جماعة الأخوان المسلمين لنصرتهم ضد المرشح للرئاسة أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة السابقة , فوقف الشعب المصري يد واحدة لمحاربة فلول النظام القديم , و كل ما كان له صلة بالنظام السابق القامع واعتبروا أن أي شخص تولى منصبا أو تعاون مع هؤلاء الظلمة فهو" فلول" يجب محاكمته وهذا بالطبع حال اى ثورة تثور على الظلم والفساد .
فخيل للشعب المصري انه سيعيش تحت حكم مدني لا عسكري ولا إسلامي , ظل يتطلع إلى أفاق حياة تتمتع بسلطة مدنية تحمى كل أفراد مجتمعها دون تمييز لدين أو نوع أو فكر أو عقيدة , دولة مدنية تقوم على التسامح وتقبل الآخر أيا كان هويته أو مذهبه أو اتجاهاته , دولة ترسخ مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات , ولكن كان الواقع أليما مليء بالمفاجئات وإحباط الآمال التي توهمها الشعب المصري فوجد نفسه أمام خيارين كلاهما أصعب من الآخر.
وعندما جاءت أول انتخابات رئاسية وكان الشعب بين اختيارين : أن يختار احد الأشخاص من الفلول , أو أن يختار المرشح محمد مرسى الذي يحسب من جماعة الأخوان المسلمين . فظل الشعب في حيرة كبيرة بين فصيلين يبعدان تماما عما كانوا يطمحون إليه بعد نجاح ثورتهم في إسقاط النظام , ففضل البعض أن يسلم صوته للإخوان أفضل من أن يعطيه لأحد رجال النظام السابق , والبعض كان يفضل العكس ممن وجدوا في النظام السابق ضالتهم , والفئة الأكثر سعت إلى أبطال صوتها وفضلت ألا تشارك في هذه الانتخابات وألا تسلم رقابها لإخوان أو لفلول .
وبالفعل تم إعلان نتيجة الانتخابات وفرح الجميع بفوز المرشح محمد مرسى أمام المرشح أحمد شفيق وأحتشد ميدان التحرير للاحتفال بانتصار الثورة وعدم أهدار دماء الأبرياء هدرا .
وصاح الشعب في الميدان يهتف باسم الرئيس وكله أمل في نصرة الحق وتحسين أوضاع البلاد في ظل وضع اقتصاد سيء وظلم وقمع عاشه شعب مصر عشرات السنين , إلى أن بدأت النكسة الحقيقة للشعب المصري , فقبل أن نوضح كيف تحولت أمال الشعب الغفيرة إلى نكسة, فيجب أولا أن نوضح ما سعت إليه القيادات الأخوانيه والأعلام الإسلامي لتحويل اهتمام الشعب من مراقبة أفعالهم وإصلاحاتهم وانشغالهم بموضوعات لا تشغل الرجل الفقير المطحون مثل ربط وجودهم بحماية وجود الإسلام وبقائه وباستعادة الخلافة الإسلامية وأن يصبح هم كل الشعب الدخول في حروب وهمية ومحاربة طواحين الهواء في الدفاع المزعوم عن الدين وكأن الدين في حرب يحتاجنا إلى نصرته فليس لنا أن نسأل حينذاك عن خبز أو عدالة أو قصاص أو أسعار أو اقتصاد فالدين في خطر لا وقت لهذا!!
ونجحت بالفعل جماعة الأخوان المسلمين في أقناع العديد من فئات الشعب بذلك ماعدا قله من المجتمع ظل يناشد ويستغيث بجموع الشعب ويحاول أصلاح ما سعت الجماعة لإفساده ولكن دون جدوى في ظل مجتمع يسوده التدين غير المتعقل والسعي للوصول إلي الآخرة للتمتع بنعيم الآخرة الذي فقدوه في الدنيا , ولم يذوقه مطلقا كنوع من الهروب من الواقع وتم تغييبهم عن الواقع بالفعل, وظهر ذلك بوضوح في الاستفتاء على الدستور. فظلت المعركة عنيفة بين حشد الأخوان وبين حشد القوى المدنية في مصر وانتصر في النهاية على حسب قول جماعة الأخوان المسلمين "الصندوق" مع العلم أن الرجل والمرأة الذين ذهبوا إلى الاستفتاء ليستفتوا بنعم أو لا , لم يكنوا يعلموا من الأساس ماذا تنص مواد الدستور, رغم وجود حملات التوعية من القوى المدنية ولكنها لم تكن كافية في ظل مجتمع يسوده الفقر والبطالة , يسوده استغلال القيادات والأحزاب لجهل الفرد دون أن يشغله تعليمه وتأسيس حياه كريمة له.

ولكن لم تدوم غفلة الشعب طويلا , فظل ينتظر التغيير ,ظل يترقب النتائج التي توقعها ولكن دون جدوى, فعاشت مصر تحت حكم الأخوان سنة كاملة مليئة باليأس والإحباط , فلم يحدث أي تغيير ملحوظ في الاقتصاد المصري الضعيف بل ظل الاقتصاد المصري يتراجع يوما بعد يوم فقد ذكر الخبير الاقتصادي ورئيس مجموعة الاقتصاديين العرب "سمير عيطة" في تعليقات تم نشرها في صحيفة "سلات أفريك" الفرنسية عن الفشل الكبير لحكم الإخوان المسلمين في مصر بالمجال الاقتصادي .
كما ازدادت الأزمات مثل أزمات البنزين والسولار التي لم تحل وكانت معضلة كبرى , بالإضافة إلي أن الفرد لم ينعم في المجتمع المصري بأبسط حقوقه في حصوله على العيش وقوت يومه, كما ظلت الأسعار في ارتفاع , ومعدلات البطالة لم تنخفض مثلما حلم الشعب المصرى في حل أزمة البطالة , بل اقتصر شغل الوظائف فقط على أي فرد ينتمي إلى الجماعة دون غيره ,وكأننا نعيش في ظل "الحزب الوطني" الذي كرهه الشعب المصري لفساد أفعاله واقتصار الثروة في أيديهم فقط دون جموع الشعب وكأن الشعب قد مات وهم من حق لهم ارثه
هذا بالإضافة إلى تزايد الأزمات في سيناء مما هدد الأمن القومي , بل تهدد أمن مصر المائي أيضا ببدء أثيوبيا في إجراءات بناء سد النهضة , كما شعر المواطن المسيحي بعدم الأمان والرغبة في الهجرة , وظهور الصراع الطائفي الذي عاشته مصر على مدار السنة التي تولى فيها جماعة الأخوان حكم مصر وأدت إلى مقتل أربعة من المواطنين المصريين لأنهم شيعة.

فكل هذه الكوارث لن تستطيع الجماعة حلها , بل ظلت توهم الناس بقضايا الدين وكون اعتبار الدولة مصرية دولة إسلامية أم علمانية , مع العلم أن مصر دولة أسلامية من قديم الأزل , ولن تحتاج مصر جماعة أو حزب يخلق لها حياة دينية تفرض وصايتها على شعبها وهى أكثر جماعات فسادا وتلاعبا بالدين وهذا ظهر بوضوح عندما قامت الجماعة بتمديد تراخيص الكباريهات ومحال الخمور لثلاث سنوات بدلا من سنتين فقط، وذلك في محاولة منها لتنشيط السياحة الليلية بشوارع القاهرة .

ولكن هل هذا كل شيء؟ أم زاد الشعور بالخزي والخذلان لدى هذا الشعب الحالم الذي عانى كثيرا وكان يأمل في التغيير ؟ هل توقفت الأزمات التي لم تحل أم وصلت لأشدها في ظل حكم الأخوان ؟
فقد حلم جميع طوائف الشعب بعودة الأموال المصرية التي هربت في خزائن المسئولين بالخارج في ظل نظام مبارك , ولكن فشلت الحكومة في عهد الدكتور محمد مرسى في تسوية مسألة الأموال المصرية بالخارج التي استولى عليها رموز ومسئولي نظام مبارك.
هذا بالإضافة إلي غياب الأمن وازدياد معدل الجريمة , حيث أشار الكاتب والمفكر السياسي د.عبد المنعم السعيد في صحيفة المصريين يوم الجمعة الموافق 5يوليو2013 بأن المصريون جميعاً عاشوا تحت تهديد غياب الأمن حيث أرتفع معدل القتل إلى 30% وارتفع معدل السرقة بالإكراه بنسبة 12% . هذا بالإضافة إلي تخلى الدولة يوما بعد يوما عن التزاماتها في تحسين قطاع الصحة والمواصلات والتعليم , وطرحهم مشروع الصكوك الإسلامية الذي سيزيد من التخلي التدريجي لالتزامات الدولة تجاه الخدمات العامة .

هذا بالإضافة إلى الكارثة الكبرى التي تجنب الأعلام الإسلامي ذكرها في قنواته وإنكاره لملفات الفساد التي قدمت ضد القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين وهو خيرت الشاطر على يد مجموعة من شباب جماعة الإخوان المسلمين إلى مكتب الإرشاد مما جعل الشاطر ينخرط في المشاريع الاقتصادية الخاصة والذي تسبب في تداخل أموال الشاطر وجماعة الإخوان المسلمين .
فانتقلت أخطاء هؤلاء الجماعة لتتشعب إلى فساد عم المجتمع بأكمله مما جعل الشعب فاض به الكيل من انعدام اى أمل فى التغيير أو فى المستقبل الذي قام بثورة من اجله ودعوا إلى مليونيات في الميادين يوم 30 يونيو لكي يستنجدوا ويستغيثوا مما ارتكب في حقهم أمام العالم العربي والإسلامي بداية من فشل الحكومة في تحقيق آمال وطموحات وحاجات الشعب و نهاية إلي فساد الجماعة وتلاعبهم بعقول الشعب المصري البسيط والضحك على العقول بمسميات لاتهم الإخوان بقدر سعيهم إلى طموحاتهم وأحلامهم في التشبث بالسلطة وان تلك الصراعات الوهمية والدفاع عن الدين في المعارك المختلقة لم تكن إلا مصدرا لإلهاء الناس عما يفعله الإخوان . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول أن أمال شعبنا المصري فقد أحلامه الوردية , وأحلامه في تغيير نظام دولة ظالم إلى دوله يسودها العدل والمساواة .



#اسماء_منصور_ابو_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعنى افكر بعقلك


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماء منصور ابو الحسن - فكانت ثورة شعب