أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - كلمتين في الجولات المكوكية














المزيد.....

كلمتين في الجولات المكوكية


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 19:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


كي نقاوم الخداع
هل من المعقول أن يتفرغ مسؤول أمريكي بوزن وزير الخارجية كل هذه المدة ويستغرق كل هذا التعب ذهابا وإيابا وغربة ولا يتمخض عن جولاته وجهوده شيء من البرامج التي يطرحها ؟
هو جاء تحت عنوان معالجة " قضية فلسطين" قضية المفاوضات العالقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، هو جاء ليكسر الجمود ويزيل تعنت عباس ورفضه الذهاب للمفاوضات من غير شروط .
ومن أجل تقريب وجهات النظر بين نتنياهو وعباس ...هكذا تقول الأخبار .
ما معنى مكوك ؟
قالت الأخبار أن غونار يارينغ الأمين العام للأمم المتحدة يقوم بجولات مكوكية من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22 /11/1967 .وأنه بهذا يستهدف معالجة قضية الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية في القلب منها .
عرفت ما معنى مكوك ، ذلك أنه كان في بيتنا ماكينة خياطة ، والمكوك هو واحد من قطعها يلفون عليه الخيط ويوضع في مكان مخصص ، وهو أثناء الخياطة وكلما سحب منه الخيط يدور دورة كاملة وهكذا .
أما ما معنى جولة مكوكية فقد استفسرت ممن هم أعلم مني ، وفهمت أن غونار يارينغ سيدور دورات كاملة من قبرص الىى تل أبيب ومن تل أبيب الى قبرص ثم الىى عمان فالقاهرة فدمشق فقبرص فتل أبيب ( لم تكن سوريا قد اعترفت بقرار مجلس الأمن وقتها )
وكونه يدور كل هذا الدوران سميت جولاته بالمكوكية. وهو يبقى في كل بلد فسحة من الوقت قد تستغرق يوما أو أكثر .
كان الناس ينتظرون نتائج جولاته المكوكية بلهلفة ، وذلك من أجل أن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967م إثر حرب حزيران .
جاء يارينغ ودار يارينغ وعاد يارينغ الى نيويورك واستأنف يارينغ جولاته المكوكية .. كان البعض يقول كل هذا على الفاضي . أما أنا فقلت :" أيعقل أن تكون كل هذه الجهود المضنية والسفر والطيران والمباحثات .. كل هذا على الفاضي ؟ لو كنت مكانه لما قبلت وللعنت أبو إسرائيل وأجبرتها على الإنسحاب غصبن عن أبوها .."
ثم انتهت هذه الجولات بعد شهور على الفاضي مما أثار تساؤلات غير واضحة لديّ في حينه .
ثم تكررت جولات مكوكية وجولات ، وصرت انا أقول : هذا على الفاضي .
بأي معنى على الفاضي ؟
بمعنى أنه لو أرادت أمريكا أن تلزم إسرائيل بالمشاريع التي تضعها بنفسها لفعلت .
عودة الى التاريخ : إثر العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 وإثر المقاومة البطولية الهائلة التي نظمها الشعب المصري في منطقة القنال وبور سعيد وإثر الإنذارات السوفييتية . كان الموقف الأمريكي مختلفا .
كان بن غوريون قد جمع الكنيست واتخذ قرارا بضم قطاع غزة .
حينها إتصل الرئيس الأمريكي بالهاتف مع بن غوريون وقال له أخرج جيشك من قطاع غزة ! بن غوريون ألقى خطابا ، ثم أمر الجيش بالإنسحاب .
واليوم تتظاهر جولات كيري المكوكية أنها تستهدف كذلك معالجة القضية الفلسطينية وهو يأتي ويروح كما فعل كثيرون ممن سبقوه من هيلاري كانتون وارجع الى الخلف الى زمن نيكسون بعد حرب 1967 م .
ولكن لننظر قليلا في الصورة من الداخل : في حرب 1967 اشتركت كل من فرنسا وبريطانا وأمريكا وكل الدول الغربية مع إسرائيل في هذه الحرب.إشتركت بالتسليح والخبراء والخبرات والخدمات الأمنية التي كانت ترقب كل تحركات الجيوش العربية ، بالإضافة الى الجهود الدبلوماسية التي استهدفت ظاهريا نزع فتيل الحرب وكانت محاولات النزع الجدية من الجانب العربي . وفي اللحظة المناسبة إشتعلت الحرب وكانت هزيمة ماحقة ومزلزلة ومفاجئة لكل الأمة العربية .
إن الأطراف التي ذكرت هي جزء من قوة العدو وعلى من يحارب إسرائيل أن يعلم أن قوتها الحقيقية تتمثل في كل أشكال الدعم الذي يقدمه الغرب وفي كل حين لمساندة إسرائيل .
الغرب هو الذي أعطى إسرائيل وعد بلفور وساند تراكمات تأسيسها من البداية واحتل فلسطين ووضعها تحت الإنتداب خصيصا من أجل تنفيذ وعد بلفور .وهو لا يفكر بمساعدة الفلسطينيين على التخلص من الإحتلال الإسرائيلي ولكن يستهدف مساعدة إسرائيل على التخلص من الإشكاليات التي نتجت عن إقامة دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية .
الإشكاليات السكانية والأمنية والإقتصادية .
ولكن هل الجولات المكوكية تقتصر على بحث الكيفية التي يمكن بها استئناف المفاوضات أم هناك خدمات أخرى ؟
نشير أن كل التحركات التي تمت بمجموعها شكلت تقطيعا للوقت الفلسطيني بما يفسح مزيدا من الوقت للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين . فهو مشروع يتم عبر الزمن كان هكذا من البداية وهو لا يزال حتى الآن .
إن إسرائيل لم تستطع والآن لا تستطيع تهويد فلسطين دفعة واحدة . إنها تحتاج الى الزمن والى الكثير من العوامل لتفعل فعلها في ظروف مواتية .
نتذكر سياسة تهويد الجليل التي انطلقت عام 1976 والتي عبر الفلسطينيون عن رفضهم لها بالشهداء والمعتقلين ، وأعلنوا يوم الأرض . وها هم الصهاينة الآن عام 2013 يعلنون سياسة تهويد النقب بعد أن قطعوا أشواطا في تهويد الجليل وتهويد الضفة الغربية . وسيحتاجون لمزيد من الوقت والإمكانات والقوى البشرية مع استمرارهم في سعيهم لإستكمال تهويد فلسطين وأجزائها المختلفة .
هم بحاجة الى الوقت . وهم بحاجة للطبطبة على عين العجل الفلسطيني لينتظر مزيدا من الوقت بل ليهدر مزيدا من الوقت في ظل سياسة الخداع التي يتم تمريرها من خلال القيادات العربية المتآمرة والفلسطينية الخانعة التي رضيت بالمناصب والألقاب بدلا من قيادة الثورة .
وإلى جانب ذلك هناك تآمر على سوريا وعلى حزب الله وهناك توزيع أدوار لخدمة البرنامج الصهيو أمريكي في المنطقة .
أي أن الجولات المكوكية تحت عنوان معالجة القضية الفلسطينية هي كذلك غطاء مناسب لممارسة أشكال متعددة من التآمر على الشعب الفلسطيني والأمة العربية .
إن الأجندة الأمريكية معادية . إن الأجندة الأمريكية تستهدف مساعدة إسرائيل ودعم إسرائيل على حسابنا وحساب قضيتنا .
إن كل عين لا ترى أمريكا عدوة لشعبنا بخاصة ولإمتنا بعامة هي عين تمت رشوتها أمريكيا أو من قبل أعوان أمريكا أو هي في خدمة الأجندة الأمريكية وعميلة لها ضد امتنا وقضاياها .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي أبلغ الأمريكان
- عن منظمة التحرير الفلسطينية
- ميول الشعب الفلسطيني
- فكر القتل كما يطرحه سعيد حوى
- أيهما أكثر ديموقراطية
- مشاركة حول الوضع في مصر
- قتلوا غسان لأنه يحلم
- هل هناك مفاضلة بين مبارك ومرسي والبرادعي ومنصور
- لماذا استعجل الجيش في طرد مرسي ؟
- الى مناصري مرسي والزعلانين على إقالته من قبل العسكر
- الثورة في مصر لم تنتهي بعد
- إنذار الجيش
- مصر أمنا
- لماذا يتقبل المريدون مواقف ضد قناعاتهم
- الى كل كتبة التقارير
- حمد الى مزبلة التاريخ
- غسان المفلح يعترف أن المعارضة السورية تقود الثورة المضادة
- السذاجة وتسلل العملاء الى الداخل
- كيف انتقلت حماس الى المحور المعادي لمحور الممانعة
- تفاعل صباحي مع الرفيق عايد حول مصر


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - كلمتين في الجولات المكوكية