أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء حميو - عصفور ماء العنب














المزيد.....

عصفور ماء العنب


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 18:35
المحور: الادب والفن
    


" قصة قطعا للأطفال ولاتصلح للكبار "

في إحدى القرى المترامية بين تلال جبل الدروز وجبل لبنان كانتْ البداية.
محاكمة ستغير طريقة عيش العصافير،وتؤدي الى استحداث قوانين جديدة تُنظِّم حياتهم.
المحاكمة كانت للعصفور الذي سيعرف لاحقا واثناء الحادثة بعصفور ماء العنب.
التهمة (الاغواء والتغرير بعصفورة شجرة الرمان ،وخرق الأعراف والتقاليد).
الحادثة كانت حين تولّه العصفور المدان بحب العصفورة الضحية،شعر حينها ان جناحية اتسعا وصارا خفيفين ، حتى أحس ان قلبه ذاته نبتتْ له الأجنحة،لم تعبأ العصفورة لزقزقته وخفق اجنحته ليل نهار حول شجرة الرمان،كان يصيبه الإعياء فيسقط مغشيا عليه من التعب، كاد ابن آوى خلالها ان يأكله مرتين لولا ظنه ميتا.
لم يهن او يتراجع ،كلما ازادادت تمنعا ،نبتت له اجنحة اكثر.وازدادت ساعات طيرانه حولها وبالتالي ازعاجه لها،ونفورها منه.
أخيرا واشفاقا عليه ولكي لايَسُنَ سُنّةً للعصافير من بعده بالموت تحليقا وعشقا،قررتْ شجرة الرمان وجارتها كرمة العنب ان تساعداه بنوال وصال العنيده.
تمتْ العملية بسرية تامه واستغرق التخطيط الى ساعة التنفيذ أشهرا.
في المحكمة أقر المتهم بالتهمه الموجه له وارتكابه لفعله بسبق الاصرار والترصد.
المحاكمة كانت ستنتهي بسرعة بطرد العصفور ونبذه لولا كون المتواطئين معه شركاء ليسوا بالعاديين اولهم شجرة الرمان والعنب،وكذا سيقان القمح التي ستغدوا قشاً بعد الحصاد،و تراب الجبل والمطر ومتواطيء آخر ظل مجهولا الى ان افصح عن اسمه المحامي.
روى المدعي العام الحادثة بايجاز:ـ( قامت شجرة الرمان باخفاء احدى ثمراتها،بين اغصانها بانتظار ان تتيبس،حينها قام المتهم بعمل فتحه صغيره فيها اخرج منها بذارها المتيبسه بهدوء وحرفه،ثم بعدها قامت كرمة العنب بارشاده الى اثني عشر حبة عنب سوداء مكتنزة حلوة المذاق جدا،حملها الأخير واحدة اثر أخرى الى جوف الرمانه ، وبتآمر كامل من غيمة لم يتبق منها سوى ماء مطرها الذي عجنه العصفور بقش سيقان القمح والتراب ،اوصد العصفور فتحة الرمانة بعجينة الشياطين بعنايه، كل هذا كان يتم في اوقات غياب العصفورة الضحية للبحث عن الغذاء.
انتظر الجميع ان تكتمل الأيام أربعينا.
في غروب يوم قائظ ، مستغلا غياب الضحية ،ازال المتهم الطين المتيبس من فوهة الرمانة واستخرج بقايا العنب.ونثر بمنقاره متعمدا كما اعترف قطرات من ماء العنب حول الفوهة،عادتْ المسكينة ظمآنة من تجوالها،فقادها ظمأها الى ماء العنب،شربت منه واستطعمته ،وشعرت ْ بعدها كما افادتْ اثناء التحقيق،بان ريشها كله صار اجنحة تخفق،قادتها بنشاط وفرح الى حيث يسكن عصفور ماء العنب في موسم ليس بموسم التكاثر،وامضت ليلتها في عشه.
الإدعاء العام يسجل خرقا قام به المدان بالغزل الفاضح في غير الموسم..مما ينبيء بسابقه خطيرة تستوجب اقصى العقوبات بحق المدان ومن تواطأ معه،خصوصا وان الجريمة تمت من دون وعي الضحية.
هكذا انتهت كلمة المدعي العام.
وتلاه المحامي الذي فاجأ الجميع بكلمته،التي لم تتجاوز بضع جمل:- (السادة المحترمين...مالم يذكره السيد المدعي العام ان العصفورة قررت ان يكون عيشها مشتركا مع العصفور المدان ،ولم تتهمه بإذائها،وهاهي بمحظ ارادتها اصرت ان تدخل معه قفص الاتهام.
اما ان كانت ادانتكم له بالحق العام..فإني اطلب حضور المتهم الأساس وهو الحب.
لأنه لم يكتفِ ان يأتي لموكلي بموسم واحد ومحدد ،بل خرق قانون المواسم،ولم يعد الغرض من مجيئه التكاثر.
تعالى تصفيق العصافير من كلا الجنسين وفاجأ لجنة القضاة..التي أجلتْ النظر في التهمه الى حين تذوق اعضاءها من الجنسين لماء العنب هذا ليتسنى لها الحكم بدقه.
لم يعاودوا النظر بتلك الدعوة مجددا وتم نسيانها لأن ماء العنب صار فرضا في العيش،وصارت اناث العصافير لاتختار كما السابق العش الافضل والامتن لاختيار شريك الحياة،بل العصفور الذي يعد ماءَ عنبِ الّذَ من غيره.



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغلطة
- التوأم
- جنيةُ الفيس بوك
- حلمُ ليلة نيسان
- هدنةُ حب
- بلى انحنيتُ
- ميلاد لانا
- شذوذُ طائر
- القصيدةُ التي تستحي
- مصيدةُ الأمنيات
- لوح بابلي من الألف الثالث ب م
- وردة الرجاء والمنى الطنجية
- جرس الخروف
- العربة والحصان
- أخي صفاء
- كل نساء البلد الفلاني بغايا
- تعلق في نقطة الباء
- الحاكم العربي والإستثمار في الطفل الإنسان
- برتقالةٌ مُراكشية
- بغداد شتاء 1986


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء حميو - عصفور ماء العنب