أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - 3 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية















المزيد.....

3 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


3 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية
كريم مرزة الأسدي
16 -الترخيم في الشعر ضرورة :
أجاز العرب ترخيم الاسم المنادى سيان جاء بالنثر أو الشعر بشكل عام" والترخيم: أن تحذف بعض حروف الكلمة على سبيل التدليل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب يدلل عائشة فكان يقول لها: يا عائش وليس: يا عائشة ، وكان يقول لـ أسامة بن زيد : يا أسيم . " (34) ، فكان النبي (ص) يرخم لتدليل عائشة ، وحبّ أسامة ، وأحياناً لملاطفة أبي هريرة ، فيرخمه يا أبا هر ! ، وربما يراد بالترخيم الاستهزاء والتقريع ، فيقال لرجل ( يا فل ) والمراد (يا فلان) ، ولم يرد الترخيم في القرآن الكريم إلاّ بقراءتين شاذتين ، ويعلل أبو بكر الأنباري في ( أسرارالعربية) سبب لجوء العرب للترخيم قائلاً : " فإن قيل فلم خص الترخيم في النداء قيل لكثرة دوره في الكلام فحذف طلبا - للتخفيف . " (35) . وفي ، وفي الشعر ورد كثيراً ترخيم المنادى ، لا بسبب التخفيف كما ذكر أنبارينا ، وإنما بسبب استقامة الوزن ، يقول امرؤ القيس ( أفاطمُ مهلاً بعض هذا التدلّل ِ ) ، وأصل (فاطم) ، كما لا يخفى (فاطمة) ، وقد رخمت بعد همزة النداء ، ويقول أبو العلاء المعري : ( صاحِ هذي قبورنا تملأ الرحب ) ، ( صاحِ) نرخيم (صاحبي) ، وردت بعد حرف النداء المحذوف ، هذا ليس بضرورة شعرية ، لأنه يأتي بالشعر والنثر ،وعلى العموم لخصت ثلاث مسائل في كتابي ( نشأة النحو العربي ...)، ومنه بتصرف : يختلف فيها الكوفيون عن أندادهم البصريين فالكوفيون يجيزون ترخيم المضاف في آخر الاسم ، والبصريون لا يجيزون ذلك ، وترخيم الاسم الثلاثي المتحرك الوسط - حسن --- حس، نهِم -- نهِ) جائز عند الكوفيين ، بينما أندادهم لا يجيزونه ، لأن أصل الكلمة من ثلاثة حروف ، فلا تستوجب التخفيف ، والكسائي الكوفي مع البصريين ، وأنا معه ! ، وترخيم ما قبل آخره ساكن ، يجوز بحذف الحرف الأخير ، والحرف الساكن - يا قِمُطْر -- يا قِمُ - عند الكوفيين ، أما البصريون ، فلا يجيزون إلا حذف (36) ، وهذا كلّه عند النداء، وليس بضرورة شعرية . .
الضرورة الشعرية هي أنْ يلجأ إليها الشاعر في غيرما يصلح للنداء ، ويطلقون عليه (ترخيم الضرورة)، كقوله :
لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره *** طريف ( بن مالٍ) ليلة الجوع والخطر
كما ترى الشاعر قال :(ابن مالٍ) وهو يريد (ابن مالكٍ) ، ولكن لا يستقيم الوزن ، فرخم (مالك) ، وحذف الكاف ، بالرغم من أن الاسم غير منادى ، هذا يسمى بترخيم الضرورة ، وهو خاص بالشعر ليستقيم الوزن ، ولا يجوز الإتيان به في النثر ، وإليك قول المتنبي في القصيدة التي يمدح فيها سيف الدولة ، ويذكر إيقاعه بعمرو بن حابس ، وهو بطن من أسد ، وبني ضبة :
مهلاً ! ألا لله ما صنع القنا *** في عمرو حابِ وضبّة الأغتام
يعقب المعري في (معجزه ) على البيت قائلاً : " ألا لله: تعجب. وما: بمعنى الذي، وقيل: استفهام، وأراد عمرو بن حابس، فرخم في غير النداء وهو جائز عند الكوفيين، ولا يجيزه البصريون، والأغتام: جمع الغتم وهو الجاهل الجافي . " (37)
واحتجوا أيضا بقول الآخر - من الرجز :
أما تريني اليوم أم حمز *** قاربت بين عنقي وجمزي
أراد أم حمزة فحذف التاء للترخيم فدل على جوازه ، وما أنشدوه لا حجة فيه لأنه رخمه الشاعر للضرورة ، وترخيم المضاف يجوز في ضرورة الشعر كما يجوز الترخيم في غير النداء لضرورة الشعر قال الشاعر - من الوافر:
ألا أضحت حبالكم رماما *** وأضحت منك شاسعة أماما (38)
يريد أمامة ، ولكلّ إمامه !! ويقع الترخيم أيضاً في المضاف إليه ، يقول أبو البركات نفسه ، ولكن في ( إنصافه في مسائل الخلاف ...) : ذهب الكوفيون إلى أن ترخيم المضاف جائز ويوقعون الترخيم في آخر الاسم المضاف إليه وذلك نحو قولك يا آل عام في يا آل عامر ويا آل مال في يا آل مالك وما أشبه ذلك
وذهب البصريون إلى أن ترخيم المضاف غير جائز
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا الدليل على أن ترخيم المضاف جائز أنه قد جاء في استعمالهم كثيرا قال زهير بن أبي سلمى
خذوا حظكم يا آل عكرم واحفظوا *** أواصرنا والرحم بالغيب تذكر
أراد يا آل عكرمة إلا أنه حذف التاء للترخيم (39)
إذن يلجأ الشاعر لضرورة الترخيم حين يكون الاسم غير منادى ، والكوفيون يجيزون ترخيم المضاف إليه عند النداء ، والبصريون لا يجيزونه ، وما عدا ذلك فللشاعر حقه في الترخيم مثله مثل الناثر .
17 - نقصان حرف أو حرفين ضرورة :
مرّت علينا ضرورات النقصان تحت مسميات أخرى كقصر الممدود ، و ترخيم غير المنادى مما يصلح للنداء، وترك تنوين المنصرف، وتخفيف المشدد .
يمكن إسقاط حرف أو حرفين : كما في قول مسلم بن الوليد ، إذ ينقل ابن عبد البر في (مجالس إنسه ..) دون تعليق على الموضوع لبيتين من قوله :
أقول لمأفون البديهة طائر ***** مع الحرص لم يغنم ولـــــم يتموَّل
سل الناس اني سائل الله وحده **وصائن وجهي عن فلان وعن ( فل) (40)
حذف المسلم ضرورة الألف والنون من (فلان) ، لغرض الوزن و الاستصغار والتحقير، وهو لاعب ماهر ببديعه .
أمّا المُتنبي، فقد حذف نوناً من (فليكن) قبحاً ما كان له أن يحذفها لولا ضرورة الشعر ألزمته بما لا يريد ، اقرأ رجاءً :
جَلَلاً كمَا بي فَلْيَكُ التّبْريحُ *** أغِذاءُ ذا الرّشإِ الأغَنّ الشّيحُ
إنّ النون في ( فليكن) التبريح قويّةٌ بالحركةِ، وكان ينبغي ألا يحذفَها ،فحركتها واجبة ، لأن التاء المبدلة عن لام تعريف التباريح ساكنة ، والعرب لا تجمع ساكنين ، ويذكر المظفر بن الفضل في (نضارة أغاريضه): وإنما حُذِفَت في نحو (وإنْ يكُ كاذِباً فعليهِ كذِبُه) ، وفي قول الراجز (لم يكُ شيءٌ يا إلهي قبْلَكا) لمضارعتِها حُروفَ المدِّ واللين والسّكون والغُنّة، فحذَفوها تشبيهاً بالياء المحذوفة للتخفيف في لا أدرِ و(ذلك ما كنا نبغ) و(يومَ يأتِ لا تكلَّمُ نفسٌ) فإذا زال السكون الذي يوجِب شَبَهها بحروف المدّ وجبَ ثباتُها كقوله تعالى: (لم يكنِ اللهُ ليغفرَ لهم) ،وقبُح حذفُ النون من فليَكُن من جهة أخرى وهو أنه حذَفَ النون مع الإدغام وهذا لا يُعرَف، لأنّ من قال في بني الحارث: بَلْحارِث، لم يقلْ في بني النجار: بنّجّار. ووجهُ العُذرِ عن المتنبي أن يقال: أما صواب الكلام فإثباتُ النون متحركةً، ولكنّ ضرورة الشعر دعَتْه الى ذلك.(41)


18 - حذف ضمير الشأن أو المخاطب ضرورة :
ويروي عبد القادر البغدادي في (خزانته) ،قول الراعي :
فلو أن حق اليوم منكم إقامة *** وإن كان سرح قد مضى فتسرعا
وقول الآخر:
فليت دفعت الهمَّ عني ساعة *** فبتنا على ما خيلت ناعمي بالِ
ويحلل ابن عصفور بتصرف :يحتمل أن يكون المحذوف منها ضمير الشأن فيكون تقديرالبيت الأول : فلو أنه حق اليوم منكم...والبيت الثاني : فليته دفعت ، ويكون البيتان إذ ذاك من قبيل ما يقبح في الكلام والشعر لما يلزم في البيت الأول ، ويحتمل أن يكون المحذوف ضمير المخاطب فيكون التقدير: فلو أنكم حق منكم ...، وليتك دفعت الهم... على التوالي ، وحملها على هذا الوجه أولى لأنه لا يلزم فيه من القبح ما يلزم في الوجه الأول. (42)
19 - - حذف الفاء من جواب الجزاء ضرورة :
وربما يحذف الشاعرالفاء من جواب الجزاء ، كما في هذا البيت الذي ينسب لجرير ، والأقرع المذكور ، هو عم الفرزدق من أكابر سادات بني تميم :
يا أقرع بن حابس يا أقرع *** إنك إن يصرع أخوك تصرع
يعقب سيبويه على البيت قائلاً: تقديره إنك إن يصرع أخوك فتصرع
ومثله أيضاً :
من يفعل الحسنات الله يشكرها *** والشر بالشر عند الله مثلان
يريد ( فالله يشكرها ) ، وهذا أبين من الأول،ولكن أبا العباس المبرّد في (كامل) يقول : إنه لا يجوز ذلك حتى في الشعر ،وإن البيت المروي محرّف والأصل فيه (من يفعل الخير فالرحمن يشكره)، بينما جمهور النحاة يذهبون إلى أن فاء الجزاء لا تسقط إلا في الشعر وللضرورة، كما جاء في كتاب (الضرائر) لمحمود شكري الآلوسي (43)
20 - - حذف الأسماء الموصولة أو بعض حروفها ضرورة:
يذكر ابن رشيق في (عمدته) :
وقد تحذف النون من تثنية ( الذي ) وجمعه ، قال الأخطل :
أبني كليب إن عمي (اللذا) *** قتلا الملوك وفككا الأغلالا
ألست من القوم (الذي) من رماحهم *** نداهم، ومن قتلاهم مهجة البخلِ
ذكر (الذي) ويعني (الذين) ، فاسقط النون .
ويجوز أن يكون جعل ( الذي) للجماعة والواحد كما جعل ( من )، وقد حكى ذلك الزجاجي ، وقال ابن قتيبة في قول الله عز وجل : " كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون " : إن ( الذي) ههنا يعني الذين، والله أعلم .
وحذف الياء من ( الذي ) ، فمنهم من يسكن الذال بعد الحذف، ومنهم من يدعها مكسورة على لفظها، أنشد البصريون والكوفيون جميعاً :
فظلت في شر من (اللذ ) كيدا***كمن تزبى زبية فاصطيدا
ويروى كالذ تزبي زبية فاصطيدا ، فجمع بين اللغتين. (44)
وينقل صاحب (الأغاني) عن الليث قوله : الذي تعريف لذ ولذي ، فلما قصرت قووا اللام بلام أخرى ، ومن العرب من يحذف الياء فيقول هذا (اللذ) فعل ، كذا بتسكين الذال ؛ وأنشد :

كاللذ تزبى زبية فاصطيدا
وللاثنين هذان اللذان ، وللجمع هؤلاء الذين ، قال : ومنهم من يقول : هذان (اللذا) ، فأما الذين أسكنوا الذال ، وحذفوا الياء التي بعدها فإنهم لما أدخلوا في الاسم لام المعرفة طرحوا الزيادة التي بعد الذال وأسكنت الذال ، فلما ثنوا حذفوا النون ، فأدخلوا على الاثنين لحذف النون ما أدخلوا على الواحد بإسكان الذال. .
وكذلك الجمع ، فإن قال قائل : ألا قالوا اللذو في الجمع بالواو ؟ فقل : الصواب في القياس ذلك ولكن العرب اجتمعت على الذي بالياء ، والجر والنصب والرفع سواء ؛ وأنشد :
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القول كل القوم يا أم خالد
ثم يورد قول الأخطل ( أبني كليب ...) (45)
ونظير هذا حذف الياء من ( التي ) وإسكان التاء، وأنشدوا :
فقل للت تلومك: إن نفسي *** أراها لا تعوذ بالتميم
وحذف الياء والتاء من ( اللواتي ) أنشد الزجاجي :
جمعتها من أينق غزار***من اللوا شرفن بالصرار
ويستشهد صاحب (الأغاني) بالبيت في مادة (شرف) ، ويذكر أراد بـ (اللوا ) (اللواتي)
بل ربما يحذف الموصول وتترك الصلة. كما قال يزيد بن مفرغ :
عدس ما لعباد عليك إمارة *** نجوت وهذا تحملين طليق
أراد ( وهذا الذي تحملين) فحذف (الذي) . (46) .
ويذكرالطبري في (تاريخه) هذا (المفرغ ) في أحداث سنة تسع وخمسين هجرية ، ويروي بضعة أبيات ، منها البيت الشاهد ، قالها في طريقه إلى معاوية ، ، وكذلك ابن قتيبة في (شعره وشعرائه) ، إذ يقول : " فلما دخل على معاوية ابن مفزع الحميرى ، هو يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، حليف لقريش، يقال إنه كان عبدا للضحاك ..." (47)
21- تبديل الحروف الصحيحة ، وجعلها لينة أو مدًا ضرورة :
وهذه الضرورة العجيبة الغريبة ، يبدل شعراؤها الحروف السالمة بحروف المد أو اللين المعتلة ، وأنا لا أقرّها مطلقاً ، بل أعدّها من العيوب ، وأذكرها لغرابتها ، ولكن من الجدير ذكره ، ربما بعض أفخاذ العرب ، يصعب عليهم نطق بعض الحروف ، فيميلون إلى اللين أو المد ، ويرى فيها بعض الشعراء حجة للتلاعب بشعرهم ، فأنشدوا :
لها أشارير من لحم تثمره *** من الثعالي ووخز من أرانيها
أراد ( من الثعالب ) ، ومن (أرانبها ) ، فيلينون الهمزة، وذلك كثير جداً جائز في المنثور والفصيح،سبحان مغير الباء ياءً ، والأنواع هباءً !!
22 - حذف ألف الاستفهام :
يورد عبد القادر البغدادي الشاهد التالي في (خزانته) عن حذف همزة الاستفهام ، قال الأخطل من الكامل :
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ***غلس الظلام من الرباب خيالا
لقد حذف الهمزة المعادلة لـ ( أم) محذوفة منه للضرورة، والتقدير: أكذبتك عينك أم رأيت بواسط ،
ونقل سيبويه عن الخليل أن أم فيه منقطعة، وجوّز أن تكون متصلة بتقدير الهمزة كما تقدم
قال الأعلم: الشاهد فيه إتيانه بأم منقطعة بعد الخبر، حملاً على قولهم: إنها لإبل أم شاء. ويجوز أن تحذف ألف الآستفهام ضرورة لدلالة أم عليها، والتقدير: أكذبتك عينك أم رأيت ؟ ونظير إضرابه على الخبر الأول، وتكذيبه لنفسه، بقوله: أم رأيت بواسط قول زهير: البسيط
قف بالديار التي لم يعفها القدم *** بلى وغيرها الأرواح والديم

فقال: لم يعفها القدم ثم أكذب نفسه فقال: بلى وغيرها الأرواح. فكذلك قال: كذبتك عينك فيما تخيل لك، ثم رجع عن ذلك فقال: أم رأيت بواسط خيالاً. والمعنى: بل هل رأيته ولم تشك فيه. (48)
وابن رشيق يروي البيت محللاً باختصار ، ويختم القول : " هذا رديء في المنثور جداً " (49)23- ونقصان الجموع عن أوزانها لضرورة القافية :
كما قال رؤبة :( حتى إذا بلت حلاقيم الحلق ) ، و يريد بالحلق الحلوق .
وفي البيت التالي جاء الشاعر بـ (النجم) ، وهو يريد النجوم ، فحذف الواو واكتفى بالضمة :
إن الفقير بيننا قاض حكم ***أن نرد الماء إذا غاب النجم
24 - حذف حركة الإعراب :
أنشدوا لامرئ القيس :
نعلوهم بالبيض مسنونةً***حتى يروا كالخشـــب الشائل
حلت لي الخمر وكنت امرأ **من شربها في شغلٍ شاغل
فاليوم أشربْ غير مستحقبٍ **** إثماً من الله ولا واغل
علينا من امرئ القيس بيته الأخير ، ومثله للفرزدق:
رحت وفي رجليك ما فيهما *** وقد بداهنـْك من المئزر
أبيات امرئ القيس من البحر السريع ، وعليه تفعيلات البحر (مستفعلن مستفعلن فاعلن ) ، وبهذا يجب عروضياً أن تكون الباء في (أشربْ) ساكنة ليستقيم الوزن ، ولكن عندما يقول (فاليوم أشربُ) ، فالباء من الناحية الإعرابية ، تكون مضمومة ، فيختل الوزن ويسقط البيت تماما، ومن هنا يكون الشاعر أمام خيارين أحلاهما مرّ ، أمّا يضحي بعربيته ، ويلجأ إلى اللحن ، أو يسقط البيت إلى الى الهاوية ، وبالتالي القصيدة كلّها ، لأن القصيدة وحدة عضوية متكاملة مترابطة نحو وصرفاً ووزناً ، شكلاً ومضمونا ، والرجل قائد لواء الشعراء ، فضجّ اللغويون والنحويون والعروضيون ، وحاولوا إيجاد مخرجاً لهذا الخلل النحوي العروضي ، وهو أقبح الضرورات على الإطلاق ، فزعم قوم أن الرواية الصحيحة لبيت امرئ القيس الأخير : اليوم أسقى...، وبذلك كان المبرد يقول، وقال الآخرون: بل خاطب نفسه كما يخاطب غيره أمراً، فقال: فاليوم اشربْ ، وقال سيبويه : وقد يسكن بعضهم في الشعر ، ولجأ بعضهم إلى القراءة السبعية ، ومن هذه القراءات ، قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري ، فقد سكّن راء (يأمركم) في الآيتين الكريمتين - وغيرهما -:
" إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة" ( البقرة : 67)
"إنما يأمركم بالسوء والفحشاء" (البقرة : 169) (50)
وفي بيت الفرزدق من السريع ( وقد بدا هنـْكَ ...) ، لا يستقيم الوزن إلاً بتسكين النون ضرورة ، ، لذا وجدوا للسيد الفرزدق مخرجاً لطيفاً خلقاً ووزناً ونحواً ، وقالوا الرجل قال : (وقد بدا ذاك من المئزر) ، فعوضوا عن تسكين النون بألف المد ، وهذه الـ (ذاك) ، كناية عن الهن ، حجارة بعصفوريَن !! وإلى المزيد في حلقة قادمة ، وما ذلك ببعيد !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماانفكَّ يا مصرُ، والأمجادُ تجديدُ
- 2 - هذا أبو نؤاس إنْ كنتَ قارئه ...!!
- هَدُّ الزّمانِ لجسمي لا يطوّعني...!!
- 1 - هذا أبو نؤاس إنْ كنتَ قارئه ...!!
- 2 - مسائل طارئة للضرورات الشعرية ، وأخرى سائرة
- وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا
- 26 - البديع من مسلم المصروع حتى ابن المعتز المخلوع
- الضرورات الشعرية والدراسة الضرورية ...!!
- الفرزدق بين يدي هشام ، يصرخ بالولاء ...!
- يا لعبةَ الأقدارِ: لا تتردّدي...!! (*)
- 7 - المأمون صنع من دعبل الوجه الآخر للشعر العربي
- حنانيكَ لي بينَ الفراتينِ أضلعُ (*)
- بشار بن برد :المجدد العباسي الأول
- الطالبي... إعلامياً وشاعرا واعداً عراقياً
- علي مولود الطالبي ...وشمس ثلجه...!!
- بردة كعب وكاسي الحطيئة...!!
- أمستْ ثقافتُنا تغري أغانينا...!!
- 24 - التجديد في الشعر العربي - ب - العصر الأموي
- ودربُ العراق كثيرُ الحفرِْ!!
- 6 - دعبل الموقف بين السخرية والهجاء


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - 3 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية