أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - المواطن ام الوطن ايهما يتقدم على الآخر














المزيد.....

المواطن ام الوطن ايهما يتقدم على الآخر


محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)


الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يمر العراق الحديث بمرحلة اشد حرجا من المرحلة الراهنة. وبغض النظر عن الدوافع او الأصابع التي تحرك الاحداث فإن تدافعها باتجاه التصعيد من الممكن ان لا يقف عند المطالبة بالأقاليم الفيدرالية، بل يتجاوزها الى احتمالية اسدال الستار على خارطته الحالية ثم رفعه مجددا لتبرز خرائط متعددة تذهب بالعراق الحالي الى سجلات التاريخ. ومن المعروف ان كل واحدة من الدول المتدخلة في الشأن العراقي لها رأيها في هذه المسألة، والذي تحاول ان توجه الاحداث باتجاه تجسيده في الواقع سواء اتفق مع رأي دولة متدخلة أخرى ام لا. لكن، وبالرغم من حجم هذا التدخل ومدى جدية تلك الدولة في سعيها عمليا لتحقيقه تخطيطا وإنفاقا، فان العامل الداخلي يبقى هو الحاسم والفيصل الذي سيقرر النتيجة النهائية.
لكن ما يبعث على القلق هو اختزال هذا العامل الداخلي بالوجودات السياسية العراقية! في حين ان المجتمع هو المعني الحقيقي بهذه المسألة المصيرية لان النتائج، سلبا كانت ام إيجابا، ستنعكس على حياته مباشرة أولا، وثانيا اننا كمجتمع لا نمتلك أحزابا سياسية استطاعت ان تمد جسورا حقيقية ما بينها وبيننا، بل الادهى من ذلك ان الأحزاب القائمة سارعت الى هدم الجسور التي مدها المجتمع من جانبه باتجاهها منذ 2003 من خلال تضييعها لحقوقه ومصادرة المستفيدين فيها لموازناته المالية الطائلة عبر منظومة الفساد المالي والإداري والتي كان من المفترض ان تترجم الى خدمات ترتقي بمختلف جوانب حياته.
ان مسألة مصيرية كهذه من الخطأ، بل ومن الخطر، ان تترك في ايدي السياسيين الفاسدين لاتخاذ القرار بشأنها لأنهم، وكعادتهم، سيتعاملون معها على انها مشروع إثراء آخر مما يجعل قرارهم محسوما ومتمثلا بوقوفهم الى جانب النتيجة التي تدخل أموالا أكثر الى جيوبهم. ومن هذا المنطلق ينبغي على المجتمع، وخصوصا طبقاته الواعية، ان يبادر الى اخذ زمام مسألة المستقبل السياسي بيده في أسرع وقت. كما عليه ان يحسم قراره الذي أتمنى من اعماقي ان يستند الى مصالحه وحقه في العيش الكريم. ستثار بالتأكيد الكثير من الأسئلة اثناء عملية التفكير في رسم المستقبل والتي سيكون القرار النهائي بمثابة الإجابة الإيجابية عنها جميعا، ولكن ما اعتقده هو ان اهم وأكبر الأسئلة التي ينبغي اثارتها هو السؤال الآتي: "من الذي يجب تقديمه وتفضيله وتغليب مصلحته، المواطن ام الوطن؟".
لابد لنا، من أجل الإجابة على هذا السؤال، من الاستناد الى تعريف واضح لمعنى الوطن سعيا لتوحيد زاوية النظر لمنع اعتراض من قد يعترض لا لشيء الا لاختلاف زاوية نظره للموضوع. الوطن لغة "كما جاء في مختار الصحاح" هو: (محل الانسان، واوطان الغنم مرابضها)، ومعنى ذلك ان اللغة تقصر لفظ الوطن على المكان (وتبعها الفقه الاسلامي في ذلك). واما الوطن اصطلاحا فقد مر بعدة تحولات تبعا للفترة الزمنية وطبيعة التفكير البشري وقناعاته المتكيفة مع الزمان والمكان، وكثيرا ما تحكمت إرادة الذين على راس الحكم في صياغة تعريف الوطن بما ينسجم مع تلبية انانياتهم ونزواتهم وشهوة التسلط والهيمنة على مجتمعاتهم وإلغاء او اسكات الرافضين لهم او انسجاما مع مطامعهم في التوسع وما يتطلبه من تجييش الجيوش. اذ كثيرا ما يستند الطغاة الى وضع مفهوم للوطن يبرر افعالهم ويخفي غاياتهم الحقيقية من خلال الترويج لما يتفرع عن هذا المفهوم من تحديد لمصلحة الوطن. ان السمة الغالبة لهذه التعاريف هي اعتمادها على المعنى اللغوي للكلمة والذي يقتصر على التراب كمنطلق لتجييره وربطه بالحاكم عبر منظومة من وسائل الدعاية والاعلام والأموال لشراء الضمائر وكذلك المشانق والسجون لمن يحاول التفكيك بين الوطن والحاكم. ومن الأمثلة على ذلك: اتخاذ بعض الدول لشعارات تعمل على تخمير مفهوم يربط بين الوطن والحاكم: "الله، الوطن، الملك" و "إذا قال صدام قال العراق".
ومن المهم ان نلاحظ هنا ان الأنظمة الفردية الاستبدادية لم تكن وحدها التي استخدمت مثل هكذا تعاريف للوطن وانما استخدمتها الأنظمة المنبثقة من الأيديولوجيات الشمولية أيضا بعد استبدال كلمة الحاكم الفرد بالحزب الحاكم والذي يختفي في مرحلة لاحقة ليحل محله الحاكم الفرد مجددا ولكنه هذه المرة يكون عنوانه الامين العام للحزب كما في تجربة الحزب النازي في المانيا والحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق وحزب البعث الذي حكم العراق.
كما تطالعنا تعاريف رومانسية حالمة او حماسية يكثر ظهورها في ازمنة وأماكن تشهد ظروفا من الاستقرار والدعة ورضا المجتمع عموما عما متوفر لديه من طريقة في العيش او بسبب الحنين والم الفراق او لاثارة الحماس في النفوس عند الازمات من قبيل: " الوطن ليس مكاناً نعيش فيه، وإنما وطناً يعيش فينا" او "هو الأرض التي لا نرضى لغيرها ان تضم رفاتنا" او "الوطن هو الروح". والملاحظ على هذا النوع من التعاريف تجاوزه للمعنى اللغوي وعدم قصر الوطن على محل السكن، وانما توسع المفهوم ليشمل ساكنيه وما سطروه عبر السنين من امجاد في كل المجالات.
ان الجمع ما بين الأرض والمجتمع يمثل أرضية قوية في طريق المحاولة لوضع تعريف للوطن يلائم ظروفنا الحالية ويأخذ بنظر الاعتبار ما وصل اليه الانسان من مستوى في الوعي والثقافة والتطلعات. كما ان الايمان بمحورية الانسان واهميته في الحياة تدفع باتجاه حضور المجتمع بدرجة كبيرة جدا الى درجة يتصاغر معها حضور الأرض واختصارها على مجرد كونها حاجة المجتمع للسكن لا أكثر.
وعلى هذا الأساس فليس الوطن برأيي الا: "المجتمع الذي يشغل ارضا محددة ويرتبط افراده بعضهم ببعض بعلاقات واواصر وانظمة تكفل رضاهم من خلال توفير أسباب العيش الهانئ الكريم لهم جميعا".



#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)       Mohsen_H._Fagr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيبة المواطن


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - المواطن ام الوطن ايهما يتقدم على الآخر