أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي - الأحتفال باليوم العالمي للتعاونيات 06-07-2013 تحت شعار -المشاريع التعاونية لا تزال قوية في أوقات الأزمات-















المزيد.....

الأحتفال باليوم العالمي للتعاونيات 06-07-2013 تحت شعار -المشاريع التعاونية لا تزال قوية في أوقات الأزمات-


محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 15:01
المحور: المجتمع المدني
    


إحتفل العالم في اليوم الموافق السادس من يوليو 2013 ، باليوم العالمي للتعاونيات، تحت شعار "المشاريع التعاونية لا تزال قوية في أوقات الأزمات"، ليعبر هذا الشعار بحق عن العمق الأنساني للفكرة التعاونية، وابعادها الأقتصادية والاجتماعية والأثر الأيجابي علي حياة الناس في كل بقاع العالم، مما حقق لها الأنتشار والنجاح والأستمرار حتي في اوقات الازمات. يحتفل الحلف التعاوني الدولي في السبت الاول من شهر يوليوز من كل سنة باليوم العالمي للتعاونيات ، تحت شعار تتضمنه رسالة الامين العام لهيئة الامم المتحدة، والذي يهدف الى إعطاء قيمة لدور التعاونيات في جميع انحاء العالم.
ويعتبر هذا اليوم مناسبة لتقديم منجزات الحركة التعاونية واستشراف الاجراءات الواجب اتخادها لتجاوز المعوقات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعترضها، وفي نفس الوقت تخليدا لهذا الحدث، تنظم الجهات والمؤسسات التعاونية في شتي بقاع العالم الأحتفالات الرامية الي التعريف بالفكرة التعاونية والمبادئ التعاونية وأحترامها. بالاضافة الي الحث علي تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للاعضاء،و تنمية المنتجات والخدمات بالأدارة التعاونية الديمقراطية الرشيدة، وبالمشاركة الفعلية في اتخاد القرارات، واحترام معايير الجودة والسوق، والعمل الجاد علي أيجاد الحلول الواقعية المناسبة لأعضاء التعاونيات والمواطنين بصورة عامة.
ويشهد العالم المعاناة التي تواجه المستثمرين واصحاب الأعمال التجارية والصناعية والزراعية، وأزمات عدم الاستدامة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، في حين أثبت نموذج التعاونيات مرارا وتكرارا أنه أكثر مرونة وتطورا وصمودا في أوقات Sالأزمات.
وخير مثال لذلك المعاناة التي تولدت بسبب الأزمة المالية العالمية، والأزمات العالمية الأقتصادية الأخري والتي نواجهها، والتي تنبع من نموذج الأعمال الأقتصادية الذي يضع العائد المالي قبل الحاجة الإنسانية.
فقد أثبتت التعاونيات المختلفة عن طريق التركيز علي الحاجة الإنسانية في جوهر أعمالها، علي قدرتها في الاستجابة السريعة والفعالة للأزمات التي تواجه الناس اليوم، مما مكنها من الاستدامة وتقديم شكلا مميزا من "القيم المشتركة".
ويذكر التاريخ محاولات روبرت أوين 1771-1858 "الأب الروحي للتعاون" تطبيق أفكاره الإصلاحية عن طريق جمع جهود العمال تعاونياً، وفي بداية سنة 1843م لخص أوين أفكاره في أهمية قيام العمال بجمع مساهمات يقيمون بها وحدات بيعية تقدم لهم السلع التي يحتاجونها بأسعار معقولة ، ووحدات تقدم لهم مزايا الإنتاج الكبير والتسويق الأوفر والشراء والبيع بما يعود عليهم بنتائج أفضل. بالرغم من الإخفاقات التي لازمت التجربة إلا أنها كانت كافية لانطلاق التجربة التعاونية العالمية الرائدة لرواد روتشيديل، حيث اجتمع في 15 أغسطس 1843، 28 عاملاً من بينهم امرأة بمدينة روتشيديل الإنجليزية معلنين أول جمعية تعاونية في العالم، تنقلت بعدها التجربة الناجحة إلى بقية المدن البريطانية وإلى بقية دول أوروبا والعالم، وبذلك شهد منتصف عام 1844 بزوغ الحركة التعاونية العالميةً بتأسيس أول جمعية تعاونية ناجحة في العالم، هي جمعية رواد روتشديل التعاونية.
قام "رواد روتشديل المنصفين" (Rochdale Equitable Pioneers) بإنشاء أول متجر لهم في تود لين، بروتشديل "وهي بلدة صغيرة في مقاطعة لانكشاير بانجلترا".. وكانت عبارة عن متجراً استهلاكياً ، وبذلك شهد حي (تودلين) في بريطانيا أول عمل اقتصادي تعاوني رشيد (علي أسس حددها روبرت أوين) . وبقيام جمعية روتشديل التي جمع رأسمالها (سنتاً ... سنتاً) من العمال حتى بلغ (26) ستة وعشرون جنيها إسترلينيا. بدأت روتشديل من 1843م / 1845م في التطور ، وبدأ الفكر التعاوني (وأسسه) التي تحولت إلي مبادئ في الانتشار بما حققه التطبيق من نتائج طيبة تخطت مجالات الاستهلاك إلي مجالات أخرى منها المساهمة في إنشاء المساكن العمالية بعد أن زادت عضويتها وتضاعفت رؤوس أموالها ونمت قدراتها تمكنت من أن تمتلك أكبر أسطول بحري تجاري في العالم في ذلك الوقت.
وروتشديل بلدة صغيرة في مقاطعة لانكشاير بانجلترا ، حيث كانت البلاد تعاني من اثار الحروب النابليونية والتي استمرت (15) سنة، بالاضافة لآثار الثورة الصناعية التي احدثت تغيرات اقتصادية وصناعية كبري، اثر اختراع الآلة البخارية التي تدار بالفحم الحجري مما أدى الى إعادة التوزيع الديمغرافي للسكان والانتقال من ضفاف الانهار ومساقط المياه الى المناطق القريبة من مناجم الفحم الحجري للزيادة السريعة والكبيرة في المصانع المقامة قرب المناجم. مكن ذلك من توفرفرص العمل فيها لاعداد غفيرة وهنا نشأة الحاجة للحصول على المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والمساكن في المناطق الجديدة واصبح يتطلب ذلك توريد المواد الخام من مناطق نائية، فنشأ صراع الحركات العمالية مع اصحاب المصانع لتوفير هذه المتطلبات. ومن هنا انبعثت لدى عدد من العاملين القاطنين في بلدة روتشديل فكرة انشاء جمعية تعاونية وكانت الحاجة والظروف الاقتصادية والاجتماعية هي المحرك والباعث ، حيث أسست الجمعية من (28) رجلاً جمعوا (16) جنيهاً وفتحوا حانوتاً متواضعاً يحوي السلع الضرورية بحيث يمكنهم من توفيرها لعائلاتهم وبسعر معقول ودون غش بالنوعية او الوزن ، ووضعوا دستوراً (( نظام داخلي )) مكتوب لجمعيتهم تضمن الغايات والاهداف وطريقة جمع المال وتوزيع الارباح واسلوب الادارة وخطة الجمعية ، وتوسعت الجمعية مع النجاح وبمرور الوقت في اعمال الحانوت الى ان اصبح يوفر كافة السلع والملابس واضيفت مطحنة حبوب بعد (5) سنوات واصبح عدد الاعضاء بعد (7) سنوات (600) عضو ومبيعاتهم (13) الف جنية . توالى تأسيس التعاونيات في انجلترا من مختلف الأنواع والغايات وصدر اول تشريع حكومي عام 1852 لادراك حكومتهم آنذاك بأهمية الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي بدأت تؤديه التعاونيات ، وفي عام 1863 أسس أول اتحاد جمعيات تعاوني ضم (48) جمعية لتوريد وتسويق المواد الغذائية والمنزلية بالجملة لاعضاء الاتحاد من الجمعيات وانتخب أحد رواد روتشديل رئيساً للاتحاد وتوالت الحركة التعاونية بانجلترا بالتطور والرقي فأسست اول صحيفة تعاونية عام 1871 ثم رابطة السيدات التعاونية 1883 لتقديم خدمات رعاية الأمومة والطفولة وتحسين أحوال استخدام النساء العاملات في المصانع . وفي نفس فترة ازدهار التعاونيات في انجلترا كانت تزدهر حركة تعاونية للتسليف والتوفير التعاوني الزراعي في المانيا حيث الحيازات الزراعية الصغيرة والمعاناة من السعر المتدني للمنتوجات وارتفاع سعر الفائدة على المبالغ المقترضة للمزارعين من الممولين والتجار مما دفع السيد فريدريك رايفايزن رئيس بلدية لمجموعة من القرى للتفكير بتأسيس اول جمعية تعاونية للتسليف والتوفير بنظام داخلي مكتوب ومتفق عليه وباسهم واشتراكات متواضعة وبوشر باقراض الأعضاء قروض إنتاجية زراعية مشروطة ومراقبة وكانت النتائج إيجابية جداً على المزارعين.
ونحن نستعرض هذه الخلفية التاريخية في اطار احتفالنا باليوم العالمي للتعاونيات تحت شعار"المشاريع التعاونية لا تزال قوية في أوقات الأزمات"، لابد لنا أن عدم أغفال الفوائد المتعددة للجمعيات التعاونية خاصة في أوقات الأزمات وينبغي أيضا عدم إغفال البعد الاجتماعي لها، خاصة في أوقات إنكماش الاقتصاد، وممارسة الضغط على الحكومات للحد من الآثار الاجتماعية السالبة. كما أنها توفر في كثير من الأحيان الأحتياجات الاساسية للمعيشة وبأثمان بسيطة وفي متناول يد المواطن العادي. وبذلك تساهم التعاونيات في بناء وتكوين رأس المال الاجتماعي عن طريق الجهود والامكانات المادية والفكرية الفردية المبعثرة في بناء أقتصادي وأجتماعي يدار بكفاءة أدارية عالية. والتعاونيات أيضا عاملا حاسما في تقديم الخدمات مثل مراكز الرعاية الصحية التي من شأنها أن التأمين الصحي للمواطنين خاصة في ظل في ظل ضعف خدمات الدولة في هذا المجال. وبالطبع لا ينبغي لنا أن نغفل الدور المتعاظم للبنوك التعاونية وجمعيات الأئتمان والتسليف والتوفير والادخار، الفائدة الرئيسية التي يجنيها المستهلكون من التعاونيات الأستهلاكية، وقدرتها على خفض التكاليف العامة للغذاء وغيره من الضروريات.
لكل ذلك انتشرت هذه الجمعيات في كافة اقطار اوروبا ثم إلى كافة انحاء العالم وتنوعت بتنوع حاجات المجتمعات الاستهلاكية والزراعية والإسكانية والصحية وصيد الأسماك والنقل والتسويق والاعمال النسائية والمدرسية والعمالية واعمال أخرى كثيرة تشمل كافة نواحي الحياة . واستطاع التعاون نتيجة النجاحات التي حققها نقل الاهتمام به من الإطار الوطني إلى الإطار الدولي حيث تم تأسيس الحلف التعاوني الدولي بلندن عام 1895 وقد تم الاحتفال في السادس من يوليو 1995 بمرور مائة عام على تأسيسه وتم ترسيخ تعريف التعاونية بأنها "منظمة ذاتية الإدارة تتكون من أشخاص يتحدون اختياريا لمواجهة احتياجاتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأمالهم من خلال مشروع ملكية مشتركة ويدار ديمقراطيا ".
هذا اليوم الدولي التعاونيات 6 يوليو 2013 يتيح لنا فرصة للتفكير في كل ما قام به التعاونيون في جميع بقاع العالم، عبرالتعاونيات المختلفة، خاصة في الأوقات الصعبة، مما يحتم علينا مضاعفة جهدنا وعزمنا على ضمان أن تكون هذه القيم نموذج الأعمال الجماعية القائم على تواصل جذب المزيد من الاهتمام والدعم على الصعيد العالمي.



#محمد_الفاتح_عبد_الوهاب_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعاونيات الشباب
- مسئوليات ومهارات الأشراف الأداري الفعال
- الأحتفال بالسنة الدولية للتعاونيات ... التعاونيات والشباب
- شراكة حقيقية وفاعلة من أجل حماية المغترب السوداني
- الربيع العربي والتمكين الإقتصادي للمرأة عبر المنظمات التعاون ...
- استراتيجية الحركة التعاونية والرؤية المستقبلية للجمعيات التع ...
- الفقر والافتقار.... وثورة الجياع
- الوضع الراهن للحركة التعاونية في السودان وآفاق المستقبل
- الدور التنموي والاجتماعي للتعاونيات
- دور التمويل الاصغر في تأسيس وتنمية تعاونيات نموذجية للمسنين ...
- مساهمة الأتحاد التعاوني الحرفي في دعم وتنمية المعلومات الصنا ...
- الجمعيات التعاونية وأسس قيام المشروع التعاوني
- التعاونيات زراع التنمية الاجتماعية في السودان
- الأحتفال باليوم العالمي للتعاونيات
- تحديات الأمية ووضعها الراهن في الدول العربية
- المرأة المعيلة والمنظمات التعاونية النسوية كحاضنات للمشروعات ...
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
- دور التعاونيات في دعم الشبكات وتنمية الصناعات العربية وتعزيز ...
- نظرة جدية وجديدة ... الي المرأة المعيلة ... وتنمية وتطوير وا ...
- التخطيط الاستراتيجي وأهميته في الأدارة التعليمية


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي - الأحتفال باليوم العالمي للتعاونيات 06-07-2013 تحت شعار -المشاريع التعاونية لا تزال قوية في أوقات الأزمات-