أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جاسم الحلوائي - قطار الموت














المزيد.....

قطار الموت


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 14:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لمناسبة مرور خمسين عاماً على جريمة "قطار الموت"

قطار الموت
جاسم الحلوائي
عرف الشعب العراقى "قطار الموت" بعد انقلاب 8 شباط الاسود عام 1963. وكان هذا القطار يشتمل على 15 عربة مخصصة لنقل البضائع والمواشي،وهي شبيهه بعلبه حديدية صماء محكمة الاغلاق بلا نوافذ ولا مقاعد وغير مبطنة ومطلية بالقير. وكان المنفذ الوحيد للهواء الخارجي داخل العربات هو الشقوق الضيقة جداً الموجودة بين أبواب العربات وإطاراتها.
إثر انتفاضة معسكر الرشيد أصاب الذعر حكام الانقلاب كثيراً، وأقلقهم بوجه خاص وجود مئات من الضباط الشيوعيين والقاسميين في سجن رقم 1 في معسكر الرشيد قريباً من أي ثائر آخر مثل الشهيد البطل حسن سريع يمكن أن يحررهم. تداولوا في أمر قتلهم، ولكنهم خافوا عاقبة الأمر. فاختاروا طريقة تؤدي إلى موتهم، وعندها يمكن تلفيق أي عذر لذلك بما فيه الإهمال أو التقصير من موظف ما. وهكذا تم حشر السجناء في صيف تموز القائظ في ذلك القطار وهم في حالة يرثى لها جراء الجوع والعطش والقلق. وكان السجناء مكبّلين بالسلاسل ومربوطون إلى بعضهم، بقصد إرسالهم إلى سجن "نقرة السلمان" الصحراوي سيء الصيت. وبسبب الحرارة الشديدة ونقص الأوكسجين وفقدان السوائل، أخذ السجناء يفقدون قدرتهم على تحمل الحرارة. فأوصاهم الجراح العسكري العميد رافد أديب بابان، الذي كان من ضمن المعتقلين، أن يشربوا العرق الذي تنضحه أجسادهم باستخلاصه من ملابسهم الداخلية. ومن حسن الصدف أن يعرف سائق القطار الشهم عبد العباس المفرجي، بهوية ركابه في محطة الهاشمية في محافظة الحلة من أحد الأشخاص، فانطلق بالقطار بأقصى سرعته مخالفاً الأوامر والتعليمات، رغم احتجاج وصراخ الحرس القومي والجنود الذين يحرسون القطار. فوصل القطار إلى مدينة السماوة قبل موعده بحوالي الساعتين. وكان الموقوفون في الرمق الأخير ومغمى على الكثيرين منهم. وفي محطة السماوة استقبلت الجماهير القطار وهي تحمل صفائح الماء البارد واللبن والرقي (البطيخ الأحمر) ، متحدّية بذلك الحكام الفاشست. فبادر الدكتور العميد رافد أديب بابان إلى تحذير الأهالي من الاقتراب من الموقوفين وسقيهم الماء، وطلب ملحاً فاستجاب المواطنون لطلبه، وجلبوا كميات من الملح. وتوّلى الأطباء العسكريون السجناء إسعاف رفاقهم، وقد استشهد منهم الرئيس الأول يحيى نادر. وصارت تعرف هذه الحادثة ب"قطار الموت". وهي واحدة من جرائم حزب البعث التي لا تنسى.
و كان من ركاب هذا القطار، الذي كان يحمل 520 معتقل سياسي، العقيد ابراهيم حسن الجبورى، العقيد نادر جلال نادر،العقيد حسن عبود، العقيد سلمان عبد المجيد الحصان، المقدم عدنان الخيال، المهندس الضابط عبد القادر الشيخ، الرئيس صلاح الدين رؤوف، الضابط يحى نادر، الضابط محمود جعفر الجلبي، العقيد لطفي طاهر، الضابط ساجد نوري، الضابط نوري الونة، الضابط حسن عبود،الضابط غضبان السعد، الضابط غازي شاكر الجبوري، الضابط ابراهيم الجبوري، الضابط عبد السلام بالطة، الضابط الطبيب رافد صبحي أديب الضابط الطيارعبد النبي جميل، الضابط الطيار حسين علي جعفر، الضابط طارق عباس حلمي والضابط عزيز الحاج محمود، مكرم الطالباني،عزيز الشيخ محمود، عبد الوهاب الرحبي، كريم الحكيم، الدكتور احمد البامرني، علي حسين رشيد، جميل منير العاني، شاكر القيسي، حامد الخطيب، فاضل الطائي، عبد الصمد نعمان،علي ابراهيم، الطبيب سعيد غدير، الطبيب قتيبة الشيخ نوري،الطبيب سعد عزيز، الطبيب صلاح العاني والطبيب طارق عواد.
وورد ذكر هذا القطار في قصيدة الشاعر الكبير سعدي يوسف "إعلان سياحي لحاج عمران" أديس أبابا 19 آب 1983.
يا بلاداً بين نهرين
بلاداً بين سيفين
بلاداً كلما استنفرت الأسلاف، دقت طبلة الأجلاف..
قوميون لم يستنطقوا التاريخ إلا في قطار الموت.



#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة معسكر الرشيد
- انقلاب 8 شباط الفاشي - 1963
- رد أخير على الأستاذ موسى فرج - جميع القوميات صغيرها وكبيرها ...
- مكيال واحد أم مكيالين ؟
- أنا والأستاذ موسى فرج والسيد الحائري
- الفيدرالية العراقية في الميزان
- ملاحظات حول السيرة الذاتية للكاتبة سعاد خيري
- مَن الذي يجب أن يدفع تعويضات خسائر حرب العراقية الإيرانية؟
- حدث هذا قبل أكثر من نصف قرن
- الإرهابيون يحاولون خلط الأوراق ومصادرة انتصار الشعب
- تذكّر 363 فالأمر لا يحتمل النسيان!
- انقلاب 8 شباط المشؤوم عام 1963 ومشروع قانون مؤسسة السجناء ال ...
- أحداث كركوك في تموز 1959
- احترام رأي المخالفين نص في النظام الداخلي مصدر عافية ونجاح ل ...
- كل صوت أينما كان مهم لقائمة اتحاد الشعب
- على هامش الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق
- مؤتمر الديمقراطية والتجديد (1993) منعطف مصيري في تاريخ الحزب ...
- مجرد أسئلة!
- هل من بديل أفضل من الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية الر ...
- لا تتركوا المالكي وحده!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جاسم الحلوائي - قطار الموت