أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى الهلالي - يافشلتنا














المزيد.....

يافشلتنا


بشرى الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 06:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كغيري من الملايين في مصر والبلدان العربية وربما العالم، ترقبت يوم الثلاثين من حزيران، توقعت ان تكون التظاهرات حاشدة وأن تستمر لفترة طويلة.. لكني أبدا لم أتوقع ان تضع نهاية لحكم الرئيس محمد مرسي في أقل من اسبوع. كنت أقضي كل ليلة مسمرة أمام شاشة التلفاز أتابع هذا السيل الجارف من الجماهير التي تتزايد أعدادها يوما بعد يوم وأتساءل عما يدفعهم.. هل هي شحة رغيف الخبز وأزمة الوقود اللتان حشد الاعلام كل جهوده بأقلامه وشاشاته لهما؟
ماذا لو كان لديهم مالدينا من أزمات نتعايش معها منذ عشر سنوات ومازالت تتفاقم؟ وأية أزمة أكبر من الموت المجاني؟ مالذي كان سيفعله المصريون لو تبعثرت اشلاء ابناءهم كل يوم بالمئات؟ ربما كانوا سيأكلون مرسي واخوانه أحياءا...
لكن الحقيقة هي ان الازمات ليست وحدها من أخرج المصريون الى الشوارع، بل هي حبهم لبلدهم الذي أنساهم الفرقة والخوف.. انها الوحدة الوطنية وليس التوافق او المصالحة او المحاصصة رغم ان هذه المصطلحات انتشرت في قاموسهم السياسي في الآونة الأخيرة.
شغلت الثورة المصرية وسائل الاعلام العربية والاجنبية.. بعضهم من أطلق عليها انقلابا عسكريا وهي ليست بانقلاب.. فأي انقلاب عسكري ذاك الذي يرفض فيه العسكر تسلم السلطة ويضعون خارطة طريق لتطبيق الديمقراطية وفق ارادة الشعب؟ وأي وعي ذاك الذي يدفع قائد عسكري لتحدي السلطة من اجل الشعب فلا يسيل لعابه أمام الكرسي ويقدم غيره على نفسه من أجل مصلحة البلد؟
لحظة انتصر المصريون وأعلنوا بيان اقالة مرسي، بكيت كالكثيرين غيري.. بكيت فرحا لان العالم مازال بخير وفيه شعب يمتلك كل هذا الوعي والقوة وحب الوطن.. ياالهي.. هنالك حياة على هذا الكوكب.. هنالك بشر.. أحدهم قام.. مسيح هذا الزمان؟
أطرقت خجلا أمام مشهد أبناء مصر وغالبيتهم من الفقراء والمسحوقين وهم يتركون أعمالهم ويرتضون التضحية بحياتهم من أجل حياتهم ومستقبل أبناءهم.. وتساءلت بذهول ومازلت.. من نحن؟ لم لسنا مثلهم؟ أما زلنا نياما.. مخدرون.. متعبون.. خائفون.. من نحن وما نحن؟
يوم بدأت الاعتصامات في المناطق الغربية، نما بعض الأمل في ان الحياة ستدب في هذا الشعب وربما تعلو الصرخة في انحاء أخرى من البلد الجريح أبدا، لكنها ظلت محصورة في تلك المناطق لأنها تمحورت حول حقوق ابناء السنة ومطاليبهم التي شعر الجميع انها تخصهم فقط حتى وصل الأمر الى المطالبة باقليم سني. وبين فترة واخرى تعلو صرخات خجولة في ذي قار والديوانية.. تجمعات هنا وهناك حول ازمة الكهرباء وغيرها وأيضا تكون خاصة بشيعة تلك المحافظة، أما بغداد فقد مزقها الخوف من ارهاب المفخخات حتى صار ت الحركة فيها محفوفة بالمخاطر وحياة ابناءها مرتهنة بلعبة نرد... فعلى من يقع اليوم اختيار الموت، ومن سيكون التالي غدا.. صرنا نرتعب من صوت الباب او انفجار بالون ونتلفت حولنا ونحن نسير في الاسواق خشية ان نصبح طعاما لأحد المتشددين او التكفيريين او – كثيرة هي اسماؤهم- ومصر هي منشأهم.. مصر التي طوت اسطورة اثنان وثمانون عاما كان فيها الاخوان المسلمين شبحا يظهر بين الفينة والأخرى ويرتدي قناع النضال ضد الانظمة ليسقط في اول سنة حكم.
الاسلاميون او المتأسلمون ومن لف لفهم.. اورام تكبر باسم الله، لكن الله صرخ بهم في لحظة غضب، فمتى يصل صدى صوته الى أرضنا؟ وهل سيصل يوما؟
لاأرى ذلك.. لأننا لم نعد شعبا واحدا.. بل لم نعد شعبا أصلا، نحن شراذم من مسحوقين، ومنتفعين، موالين ومعارضين، يفرح بعضنا بوظيفة حرم منها، وآخر بسيارة وغيره بمنصب وذاك ببدلة خاكية، وآخر بجنسية اوربية.. فتشوا في تاريخنا المزيف.. تعفنت ادمغتنا لكثرة ماقرأنا عن ثورات ونضال شعبنا، وفي الحقيقة كانت كلها انقلابات من قبل فئة معينة لمصلحة معينة.
بعض مثقفينا الاشاوس يرفض المقارنة بيننا وبين شعب مصر، فعلا، لاتوجد أية أوجه مقارنة، فأي من هؤلاء المثقفين يمكنه ان يفعل مافعله ابراهيم يسري او باسم يوسف او لميس الحديدي؟ وأية قناة من قنواتنا التي تجاوزت الخمسين لاتعمل لمصحلة او موالاة أحدهم؟
لاأريد لوم عامة الشعب، فهو شعب أنهكته الحروب والقتل والخوف والدكتاتورية حتى دجن واكتفى بلقمة عيش وزيادة في الراتب. لكن ماذا عن العسكر والمثقفين والقضاة ورجال الدين والسياسيين؟
هؤلاء لايشبهون أبدا اولئك الذين وقعوا على خارطة الطريق بعد اقالة مرسي، فعساكرنا تحت امرة القائد العام، ومثقفينا ينظرون الى الشعب من ابراجهم العالية باستعلاء ويتحينون الفرص للهروب خارج هذا البلد – الذي يقتل الابداع- ورجال القضاء تقلقهم الاغتيالات، ورجال الدين.. هؤلاء وحدهم مصيبة لم يبتلي بها بلد مثلا ابتلينا نحن، اما السياسيين فحدث ولا حرج، فهم يمتلكون كل شئ الا الضمير والاحساس بالواجب.
فحتى لو صرخ الوطن.. فمن سيفيق ومن سيلبي نداءه؟
يافرحتنا لشعب مصر.. ويا(فشلتنا) أمام الدماء التي تسقي شوارعنا كل يوم..



#بشرى_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حيّ على الجهاد).. على طريقة غاندي
- تعلموا من اوباما
- قمة (قمة ام حسين)


المزيد.....




- هذا ما يتمناه جورج وسوف لوطنه سوريا
- أول تعليق لنعيم قاسم بعد سقوط بشار الأسد وما خسره حزب الله ف ...
- الفصائل والسلطة تشتبكان بمخيم جنين
- هل تسعى إسرائيل لتقسيم سوريا؟
- الشرع: -لسنا بصدد خوض صراع مع إسرائيل ولا نحمل أي عداء تجاه ...
- زيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في ...
- بوندسليغا: ماينز يلحق أول خسارة ببايرن في هذا الموسم
- سيمونيان تدعو إلى عدم تعليق آمال كبيرة على السلام الذي وعد ب ...
- السوداني وماكرون يبحثان هاتفيا آخر المستجدات في سوريا والمنط ...
- خبير عسكري: لجنة الاتصال العربية داعمة للانتقال السلمي في سو ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى الهلالي - يافشلتنا