أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - طريق الثورة - مساهمة أولية في تقويم ممارستنا الفكرية و العملية















المزيد.....


مساهمة أولية في تقويم ممارستنا الفكرية و العملية


طريق الثورة

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 17:28
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


تقديم
قبل عشر سنوات صدرت هذه الوثيقة، و عبارة عن تقديم لكراس تحت عنوان: "مساهمة أولية في تقويم ممارستنا الفكرية و العملية، لكي تستيقظ أنت لا بد أن تسعى إلى إيقاظ الآخرين و لكي توقظ الآخرين لابد أن تستيقظ أنت ".
نحن اليوم ننشر هذه الوثيقة لسببين اثنين
اولا لان مختلف الافكار و المهام التي طرحتها انذاك لا زالت تحظى بأهمية قصوى
ثانيا لان الجيل الجديد من المناضلات و المناضلين الذين التحقوا بالحركة يجهلون الصراعات الفكرية التي كانت خلال تلك الفترة.
لقد صدرت هذه الوثيقة في الوقت الذي انطلق النقاش الذي اطلقه الرفاق وسط الشيوعيين (ات)، نقاش وضعهم الذاتي و مهامهم و اتجاهات نضالهم و أولوياتهم.....الخ. لقد انطلق النقاش عبر نقد صارم للأفكار و الممارسات التي كانت سائدة وسط جل المناضلين (ات) الماركسيين نقد كان الهدف منه تعرية البيئة البرجوازية الصغيرة التي كانت مسيطرة و سائدة انذاك وسط الحركة الشيوعية. لقد اتجه نضالنا في تلك المرحلة نحو تحفيز المناضلين (ات) و تقديم مبادرات من اجل تنظيم النقاش الفكري و السياسي في صفوفهم. و انطلقت النقاشات هنا ة هناك، و اتسعت بشكل ملحوظ بسبب تعطش أغلب المناضلين(ات) إلى النقاش الفكري و السياسي القادر على توضيح الرؤية و رسم معالم الطريق، بعدما كان الركود و التراجع و الانتظارية هي الملامح السائدة وسط الحركة. لقد استقبل العديد من المناضلون (ات) تلك النقاشات بحماس و استطاعت تلك المبادرات من إنماء الاستعداد لدى العديد منهم، فبدأت تظهر ملامح وضع جديد و إمكانيات هائلة من الطاقات المستعدة للسير و التقدم نحو تجاوز الانتظارية و الركود. لكن ككل صيرورة فقد تعرضت هذه المبادرات الى هجوم من طرف البعض الاخر، اولائك الذين كانوا ينظرون للاستسلام و الانتظارية، اولائك الذين كانت لهم مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه او اولائك الذين كانوا يعتقدون أن التقدم في الحركة كان يتطلب تدخلهم بانفسهم.
لقد حاول هؤلاء في مرحلة اولى تبخيس تلك المبادرات خصوصا بعدما اكتسبت تعاطفا و تأييدا كبيرا من جل المناضلين، لقد كانت دعايتهم في تلك المرحلة لا تتجه إلى الهجوم على الرفاق و مبادراتهم بل اتجهت نحو تتبيث اليأس و الاحباط و تبخيس تلك المبادرات من أجل نهي المناضلين(ات) للانخراط فيها و في تطويرها. تلك كانت اسلحتهم الاولى و للرد عليها بشكل يسمح بتطوير النقاش و توضيح اتجاهاته تم اصدار كراس : "مساهمة أولية في تقويم ممارستنا الفكرية و العملية، لكي تستيقظ أنت لا بد أن تسعى إلى إيقاظ الآخرين و لكي توقظ الآخرين لابد أن تستيقظ أنت"، كراس كان عبارة عن هذا التقديم و مجموعة من المقالات للرفيق ماوتسي تونغ نستحضر خلالها التنبيه و نقد العديد من افكار و مواقف بعض التيارات الانتهازية أو الافكار الخاطئة التي كانت منتشرة و سائدة وسط الشيوعيين انفسم.
و بالفعل، فقد تطور النقاش بعد صدور هذا الكراس حيث أن جزءا من المناضلين الذين كانوا مترددين استطاعوا التخلص من الانتظارية و انخرطوا في النقاش و العمل، و جزء اخر من اولائك المنتقدين انتقل من تبخيس النقاش و المبادرة إلى الهجوم المباشر والصريح عليها.
لكن كيف يهجمون؟ و كيف يقنعون المناضلين بهجماتهم ؟ و على اي أساس سوف يهاجمون و في اي اتجاه؟ خصوصا انهم كانوا عاجزين على تقديم اي مبادرة بديلة او حتى الانخراط في تلك المبادرة، و عاجزين ايضا على نقد مضامين تلك المبادرة.
بعضهم وجد ضالته في المقالات التي تضمنها الكراس، مقالات الرفيق ماو تسي توتغ, فبدؤوا بالصراخ الماويون، الماوية ...الخ. و ذهبوا الى ابعد من ذلك إلى مهاجمة الرفيق ماوتسي تونغ باعتباره تحريفي, و برجوازي صغير وأن الحركة الماركسية اللينينية لم تكن لها علاقة بفكر ماو الخ من الحماقات الصبيانية الانتهازية. لقد كانت تلك بداية اولا ارتمائهم نحو الخوجية لكنها ايضا كانت بداية انطلاق النقاش حول ماو و حول الماوية
اليوم و قد مرت عشر سنوات على صدور هذه الوثيقة يمكن للمرء أن يقيم بهدوء المسار المخزي الذي اتخذه هولاء و إلى ما قدمه النضال النظري و المبادرة السياسية التي اطلقها الرفاق من خلخلة للوضع و تحفيز للمناضلين و اعادة نقاش مهام الثورة وسط الشيوعيين و الشيوعيات.
سوف نترك القارئ بعد الاطلاع على المقال ان يكون صورة ربما قد تكون اشمل و أوضح. و اليكن نص المقال:

مساهمة أولية في تقويم ممارستنا الفكرية و العملية

"لكي تستيقظ أنت لا بد أن تسعى إلى إيقاظ الآخرين و لكي توقظ الآخرين لابد أن تستيقظ أنت"

"لا يوجد شيء يذكر" "ليس هناك شيء سوى العبث ""ليس هناك سوى الصراع الذاتي "....الخ ’تلك هي العبارات الأكثر انتشارا في صفوف فئة واسعة من الماركسيين لوصف وضعهم الحالي’وان كانت هاته العبارات تعبر عن بعض الحقائق الفعلية فان سيادتها تطرح أكثر من سؤال ’خصوصا وان دعاة ومروجي هده السموم يصرون بشكل قوي على أن لا يتقدم تحديد هذا الوضع –أي الوضع الراهن للماركسيين –عن ترديد تلك العبارات.
"لا يوجد أي شيء يذكر" وحتى وان سلمنا بان الأمر كذلك, فما العمل؟ ترديد تلك العبارات الخرقاء "لا يوجد أي شيء يذكر"هي الإجابة التي يقدمها الكثير "منا" فعوضا أن نستنتج من هذا التحديد لواقع الماركسيين الذي "لا يوجد فيه شيء يذكر" ضرورة خلق العديد من الأشياء التي يجب أن تذكر, أي فرز المقومات الأساسية للمساهمة في إخراج الواقع الحالي من هذا المأزق, يصبح ترديد تلك العبارات الجوفاء هو الاستنتاج العملي الوحيد. و مادام "لا يوجد أي شيء يذكر" فلماذا لا نجعل من المشاحنات الحقيرة بين الأفراد الشيء الوحيد الذي يذكر؟
إن هذا الخطاب التيئيسي أصبح اليوم يشكل بحق أحد المعيقات الأساسية التي تمنع كل خطوة يمكن أن تخطوها الحركة إلى الأمام ويشد بقوة خارقة العديد من المناضلين للاستكانة والخنوع ويفقدون المبادرة والجرأة اللازمتين في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، خصوصا وأن تسييد هذا الخطاب في صفوف المناضلين والماركسيين منهم على وجه الخصوص ليس بريئا على الإطلاق حيث أصبح هذا الخطاب يشكل الستار المفضل الذي تختفي وراءه كل التيارات التصفوية والتحريفية التي برزت في العقد الأخير.
فباسم هذا الشعار تم ويتم تبرير خنوع واستسلام العديد من المناضلين للإحباط واليأس وبه يحاولون أن يخفوا عدم استعدادهم للعمل والتضحية.
إن هذا الواقع ليطرح في جدول أعمال الماركسيين اليوم مهمة التصدي الحازم لمثل هاته الخطابات التيئيسية والتصفية، وكشف وتعرية أصحابها ومروجيها. غير أن التصدي لهذا الخطاب لا يكمن فقط في إحراج أصحاب هاته السموم وعزلهم عن بيئة المناضلين، بل إن التصدي له يجد أساسه المتين في التصدي للأرضية التي تجعل مثل هاته الخطابات تكبر وتترعرع لتصبح أداة وسخة في يد كل المرتدين الجبناء لقتل إرادة وعزم شرفاء هذا الوطن ولتصفية كل تجربة الحركة الثورية ببلادنا.
وإذ نقدم للقارئ اليوم مجموعة من المقالات لأحد الرواد الماركسيين اللينينيين، إغناء لأدبنا الثوري الذي يتعرض لمختلف أنواع الحصار و التشويه، فإننا نسعى من وراء ذلك أيضا كشف وتعرية مختلف الأقنعة التي تتخبأ من ورائها الانتهازية والتصفوية، وسيجد القارئ في هاته النصوص نقدا وإجابة للعديد من الظواهر المرضية التي نعاني منها اليوم كماركسيين.
لذلك سوف نردد مع الرفيق ماو تسي تونغ "إننا ندعوا إلى الصراع الإيديولوجي الايجابي، لأنه سلاح يمكننا من تحقيق الوحدة داخل الحزب والمنظمات الثورية حتى تكون أكثر كفاءة في خوض النضال فيجب على كل شيوعي وكل ثوري أن يحمل السلاح" وحتى نحسن حمل السلاح يجب بدءا " أن نتمعن في صفوفنا".
فلننظر إلى واقع دراستنا، إن العديد من المناضلين بل الأكثرية العظمى منهم لم تطرح بعد في جدول أعمالها دراسة تاريخ المغرب ولا دراسة خصائص الوضع الطبقي الراهن لا محليا ولا دوليا. إن مثل هذه المواضيع قلما نجدها محط اهتمام جدي في دراستنا، وهو الأمر الذي نبه إليه الرفيق ماو تسي تونغ، حيث اعتبر أن المناضل " لا يكفي أن نعرف اليونان بل يجب أن نعرف الصين، لا يكفي أن نعرف تاريخ الثورة للبلدان الأجنبية بل يجب أن نعرف تاريخ الثورة الصينية أيضا. كما لا يجوز أن نقتصر على معرفة الصين الراهنة بل يجب أن نعرف ما كانت عليه الصين في الأمس وما قبله".
إن دراسة تاريخ بلادنا ودراسة الوضع الطبقي الراهن في كافة مستوياته الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية تشكل مهمة استعجالية بالنظر إلى واقع الضبابية الفكرية السائدة في صفوفنا وواقع التفسخ النظري الذي يعاني منه الرفاق، فالنظرية الماركسية اللينينية ليست حفظا وترديد ما أنتجه روادها، بل إنها علم ولذلك يجب أن تعامل كعلم.
فالمادية الجدلية لها حسب تعبير ماو تسي تونغ "ميزتان رئيسيتان: أولاهما صفتها الطبقية, فهي تعلن صراحة أنها في خدمة البروليتاريا، والثانية صفتها العملية ثم تعود لخدمة الممارسة العملية "وهو الشيء الذي كان قد أكد عليه لينين في أولى كتاباته "إن العمل النظري لا يفعل سوى الإجابة على الأسئلة التي يطرحها العمل التطبيقي" ، غير إن الكثير يفهم من هذا التحديد لعلاقة العملي بالنظري كأسبقية مطلقة للأول على الثاني، بل هناك من يذهب في استنتاجاته إلى الإقرار بأهمية العملي على النظري ومختزلا أيضا العملي في الجماهيري، الشيء الذي انتقده الرفيق ماو تسي تونغ بشكل لا يدع مجالا للتأويلات السخيفة حيث وصف أمثال هؤلاء بكونهم "أصحاب العمل الروتيني الضييقو التفكير فهم يتصرفون عكس ذلك، إذ أنهم يقدسون التجربة بينما يحتقرون النظرية، نتيجة لهذا يعجزون عن إدراك العملية الموضوعية ككل فيفتقرون إلى الاتجاه الواضح والنظرة بعيد المدى ويرتضون بالنجاحات الوقتية والنظرات الضيقة. وإذا قام أمثال هؤلاء بتوجيه الثورة فسيقودونها إلى زقاق مسدود".
لقد كان الرفيق ماو تسي تونغ مدركا لما للنظرية من أهمية بالغة، لكنه كان مقتنعا تماما أن هذه النظرية لا قيمة لها إطلاقا إذا لم ترتبط بالممارسة، وهذا الاقتناع كان كافيا له من أجل الكشف عن قوانين تطور الصين لتوجيه الثورة في الطريق الصحيح حتى بلوغ النصر فالسبب في كون الماركسية تؤكد على النظرية حسب تعبير ماو تسي تونغ" يعود بالضبط بل يعود فقط إلى أنها تستطيع توجيه العمل فإذا كنا نمتلك نظرية صحيحة ونكتفي بأن نجعل منها موضوعا لأحاديث لا طائلة منها أو نضعها على الرف ولا نطبقها عمليا، فستصبح هذه النظرية مهما كانت سديدة عديمة الأهمية". وهذا هو حال النظرية عند الكثير منا، مجرد فقرات مبتورة من هذا الكتاب أو ذاك وبعض الشعارات المحفوظة دون فهم أو استيعاب، فبالفعل "إن ترديد شعارات محفوظة عن ظهر قلب ولكن دون فهم أو دون تأمل أدى إلى انتشار ضرب من التعابير الجوفاء على نطاق واسع، وهذه التعابير انتهت عمليا إلى ميول برجوازية صغيرة مناقضة للماركسية بصورة جذرية" إن هذه النزعة البرجوازية الصغيرة لجد منتشرة في صفوفنا ونحن مطالبون بالصراع ضدها بكل حزم وقوة، فكثير هم الرفاق الذين يندفعون بحماسة منهم في معمعان النضال الميداني إلى اختزال النظرية في الكتب والمقالات "فتنقصهم أي رغبة في البحث عن الحقيقة من الوقائع بل يرغبون فقط في إثارة إعجاب الآخرين بحذلقة اللسان، وهم متألقون من دون أساس و هشون بدون صلابة "(ماو تسي تونغ). إن هذا الوصف الذي عبر عنه الرفيق ماو تسي تونغ لجدير بالكثير منا أن يحفظه ويردده أمام نفسه أو أن يمتلك الشجاعة الكافية ليكتبه ويعلقه على جدران غرفته. "إن الجمود العقائدي وحصر المعرفة النظرية في الكنب لأشد خطرا من كل الهجمات التي تتعرض الماركسية ذلك لأنه يسهل على أصحاب الجمود العقائدي أن يتقنعوا بقناع الماركسية كي يهولوا به على الكوادر من العمال والفلاحين ويجعلوهم خدما لهم، إذ يصعب على هؤلاء الكوادر إماطة القناع، كما أن في مقدورهم أن يهولوا على الشبيبة الساذجة ويجعلونها أسيرة لهم"وكم هي كثيرة هذه كثيرة الحالات عندنا اليوم.
إن الجمود العقائدي طريقة مثالية للتعاطي مع النظرية و مع أي علم مهما كان وهو الشيء الذي نبه إليه الرفيق ماو تسي تونغ مرارا وتكرارا قائلا: " لا يجوز لنا أن نعتمد على التخيلات الذاتية والحماس المؤقت والكتب الجامدة، بل علينا أن نعتمد على الوقائع الموضوعية ونستحوذ على المعطيات بصورة تفصيلية ونستخلص منها النتائج الصحيحة مسترشدين بالمبادئ العامة للماركسية اللينينية ".
وحتى وإن تقدم البعض خطوة في فهم ماهية النظري فإنه غالبا ما يجعلها حبيسة دراسة القوانين الموضوعية للعالم، الشيء الذي ينافي جوهر الماركسية فبالنسبة للماركسية ليست المهمة تكمن في دراسة قوانين تطور المجتمعات كدراسة في حد ذاتها بل إن الفلسفة الماركسية حسب تعبير الرفيق ماو تسي تونغ "تعتبر أن المسألة بالغة الأهمية ليست في معرفة قوانين العام الموضوعي وبالتالي في اكتساب القدرة على تفسيره بل هي استخدام هذه المعرفة في تبديل العالم بصورة فعالة" وكما قال الشهيد أر نستو تشي غيفارا " نحن لا ندافع عن المبادئ بل نناضل من اجل جعل هذه المبادئ حقيقة واقعية" إن الذين ينفصلون عن الواقع ويعتقدون أنهم بذلك يدافعون عن المبادئ أو أولئك الذين يحصرون أنفسهم بين الكتب والمقالات معتقدين أنهم يمتلكون النظرية أو قادرين بذلك على امتلاكها والدفاع عنها " هم بالضبط من هواة جمع التحف الثمينة، لا يكاد ألا تربط بينهم وبين الثورة أي صلة (ماو تسي تونغ) " يجب على رفاقنا أن يفهموا أننا ندرس الماركسية لا من اجل التباهي ولا لأنها شيء سحري وإنما لأنها علم يقود البروليتاريا الثورية إلى النصر".
وحتى لا نطيل وقبل أن ندع الرفيق ماو تسي تونغ يتحدث بنفسه فقد اخترنا أن نجعل من هاته المقالات لبنة أولى عساها أن تساهم ولو بقسط بسيط في تقوين نظرتنا إلى العالم وتقويم ممارستنا داخله. وكما أكد الرفيق ماو تسي تونغ" إن إهمال دراسة الأوضاع الراهنة وإهمال التاريخ وإهمال تطبيق الماركسية اللينينية... تشكل أسلوبا بالغ الرداءة أدى انتشارها إلى الإضرار بعدد كبير من رفاقنا". فلنحاول أن نعيد الاعتبار لهاته المقومات الأساسية، ولنكن جديرين بحمل اسم تلاميذة ماركس- انجلز- لينين وماو تسي تونغ. " فمــن لم يعي تاريخه فإنه سيجد نفسه مضطرا لإعادته...." . كفانا إذن من المآسي والمهازل، كفانا من اللامبالاة والاستهتار، إن تاريخ شعبنا عموما وتاريخ الحركة الثورية ببلادنا على وجه الخصوص لمليء بالدروس لدرجة أننا لو استطعنا أن نستخلصها لأصبحنا قادرين على بناء العديد من القلاع ضد اليأس والإحباط. إن دروس تاريخنا بانتصاراتها وانتكاساتها وهي أكبر من أن يختزلها مرتد حقير إلى " رمل في الذاكرة"* أو" تجربة الحلم والغبار"*، فلنعمل من أجل استخلاصها فهي أكبر مما نعتقد.
إن البرجوازيين الأنذال و معهم كل الانتهازيين يعملون من أجل إقبار ذاكرة شعبنا و تشويهها و قتل الأمل فينا، فلنعمل ضد التزوير الذي يتعرض له تاريخ الشعب المغربي. إن شرذمة حقيرة من البرجوازيين و من الخونة تحاول تدنيس دماء شهدائنا و إقبار كل إرثنا التاريخي الذي لا و لن نتنازل عنه مهما كلفنا الأمر، لأنه ملك لشعبنا و لشعبنا وحده و لن يكون في أية لحظة ملكا لأي أحد مهما كان شريفا و نقيا، فما بالكم أن نقبل امتلاكه من طرف شرذمة متسخة من المرتدين و الخونة ؟ نعم أ إن كثيرا "منا" قد سلم –بوعي أو بدونه – كل تاريخ شعبنا لأناس يعملون جاهدين لإقباره و تشويهه.
لننظر إلى أوضاعنا الراهنة التي يختزلها العديد قي عبارة "لا يوجد أي شيء يذكر"، و سوف نجد أن هناك الكثير الكثير جدا مما يستحق أن يذكر و يدرس. إن العديد من الأسئلة و في كافة حقول الصراع الطبقي ببلادنا لازالت من دون إجابة، فلنعمل من أجل الإجابة عنها و لنعمل من أجل نشر خلاصاتها في صفوفنا و في صفوف أبناء شعبنا بدل ترديد الخطابات التيئيسية التي لا تستحق أن تذكر، و بهذه الأرضية نستطيع الإسهام في بناء الوضوح الفكري و السياسي في صفوفنا و بها نستطيع رسم الحدود بيننا و بين كل الألوان الأخرى مهما كانت خادعة.
إننا ننادي بالمزيد من التشبث بالموضوعة اللينينية:"الوضوح الفكري و الثبات الفكري، ذلك ما نحتاجه خصوصا في هذا الظرف الصعب".
إن هذا التقديم و هذه المساهمة ليست إلا تجميعا و صياغة للعديد من الأفكار التي يعبر عنها العديد من الرفاق.
أيها الرفيق:
إن كانت تبدو لك منسجمة مع مبادئنا فمارس دعايتك بها و طورها و إن كانت تبدو لك متعارضة مع مبادئنا فمارس دعايتك ضدها و قومهـــا.
فأنت في كلتا الحالتين ضد الليبرالية.
و إن كنت غير قادر على ذلك فنرجو منك التمعن في قراءة المقال الأول فسوف تجد غالبا أن الكلام عنك رغم عدم ذكر اسمك.

30 يونيو 2003





ضــد الليبراليــــــة
7 شتنبر 1937
إننا ندعو إلى الصراع الإيديولوجي الإيجابي، لأنه سلاح يمكننا من تحقيق الوحدة داخل الحزب والمنظمات الثورية حتى تكون أكثر كفاءة في خوض النضال. فيجب على كل شيوعي وكل ثوري أن يحمل هذا السلاح.
بيد أن الليبرالية تنكر الصراع الإيديولوجي، وتدعو إلى السلم اللامبدئي، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الأساليب البالية المبتذلة، وإلى تفسخ بعض الوحدات والأفراد في الحزب والمنظمات الثورية تفسخا سياسيا.
وتظهر الليبرالية بأشكال مختلفة:
أن لا يقدم المرء على مجادلة مبدئية مع شخص مخطئ، بالرغم من أنه يعرف خطأه معرفة واضحة، بسبب كون هذا الشخص من معارفه أو من أبناء بلد واحد، أو من زملائه في الدراسة، أو من أصفيائه وأحباه أو من زملائه أو مرؤوسيه القدامى، بل يتركه وشأنه ابتغاء الوئام والصداقة، أو يلمس الموضوع لمسة خفيفة دون أن يقدم على تناول الموضوع بحزم، ذلك لكي يحافظ على جو من الوئام والوفاق معه، وتكون النتيجة من ذلك هي إلحاق الضرر بالجماعات والأفراد معا. هذا هو الشكل الأول من الليبرالية .
النقد من وراء الظهر بصورة لا مسؤولة عوضا عن تقديم المقترحات إلى المنظمة بصورة إيجابية. والسكوت أمام الناس والغيبة وراء ظهورهم، أو الاعتصام بالصمت في الاجتماع والثرثرة بعده. وتجاهل مبدأ الحياة الجماعية والانقياد وراء المزاج الشخصي. هذا هو الشكل الثاني من الليبرالية.
أن يتغاضى المرء عن كل أمر يرى أنه لا يهمه شخصيا, أن يحرص على قلة الكلام في الأمور التي يعلم بكل وضوح أنها خاطئة، ولا يبتغي أكثر من تجنب الوقوع في هفوة، عملا يقول بعضهم: العاقل من حفظ نفسه. هذا هو الشكل الثالث من الليبرالية
أن يعصى المرء الأوامر واضعا آراءه الشخصية فوق كل اعتبار، وأن يطالب المنظمة بمنحه رعاية خاصة دون أن يطالب نفسه بمراعاة نظامها. هذا هو الشكل الرابع من الليبرالية.
أن يقوم المرء بالتهجم الشخصي ويصر على المخاصمات رغبة في التفريج عن الأحقاد الشخصية والانتقام، بدلا من خوض النضال والجدال ضد الآراء الباذلة من أجل التضامن والتقدم وإنجاز العمل على نحو مرض. هذا هو الشكل الخامس من الليبرالية.
ألا يدحض المرء الآراء الباطلة عند سماعها، وقد يذهب إلى حد أنه لا يبلغ عما سمع من أقوال المعادين للثورة، بل يسمعها بنفس هادئة ويتغاضى عنها كأن شيئا لم يحدث. هذا هو الشكل السادس من الليبرالية.
أن يكون المرء بين الجماهير، ولا يقوم بأعمال الدعاية بينها، ولا يستنهضها، ولا يخطب فيها، ولا يقوم بالتحقيقات والاستقصاءات، ولا يبدي أي اهتمام لمصالحها، ولا يبالي بها، ناسيا أنه شيوعي ومتصرفا كأنه واحد من عامة الناس. هذا هو الشكل السابع من الليبرالية.
أن يرى المرء عملا ضارا بمصالح الجماهير، ولكنه لا يسخط، ولا ينصح مرتكبه، ولا يمنعه، ولا يناقشه، بل يتغاضى عنه ويسكت. هذا هو الشكل الثامن من الليبرالية.
أن يعمل المرء بقلة اكتراث دون أن تكون له خطة معينة أو اتجاه محدد، وأن يكون كثير الإهمال وعديم الهمة والتطلع كما يقول المثل: " أنما مضطر إلى دق الناقوس ما بقيت راهبا" هذا هو الشكل التاسع من الليبرالية.
أن يدعى المرء أنه صاحب مآثر في الثورة، فيفاخر بأقدميته، ويزدري الأعمال البسيطة مع عجزه عن تولي المهمات الكبيرة، ويقصر في عمله ويفتر في دراسته. هذا هو الشكل العاشر من الليبرالية.
أن يخطئ المرء ويعرف أنه قد أخطأ ولكنه لا يرغب في تصحيح خطئه متخذا موقفا ليبراليا حيال نفسه. هذا هو الشكل الحادي عشر من الليبرالية .
و يمكننا أن نعدد المزيد، لكن هذه الأشكال الأحد عشر هي الأشكال الرئيسية.
إنها جميعا من مظاهر الليبرالية.
إن الليبرالية في المنظمات الثورية مضرة للغاية، وهي مادة قارضة تصدع الوحدة، وتضعف العلاقات، وتسبب الخمول في العمل وتورث الخلاف. وهي تجرد الصفوف الثورية من التنظيم الدقيق والضبط القوي المحكم، وتقف حاجزا دون تنفيذ السياسات بصورة كاملة، وتفصل المنظمات الحزبية عن الجماهير التي تحت قيادتها. إنها اتجاه مضر خطير.
وتنبع الليبرالية من أنانية البرجوازية الصغيرة حيث تضع المصالح الشخصية في المقدمة ومصالح الثورة في المرتبة الثانية، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الليبرالية في المجالات الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية.
يعتبر الليبراليون المبادئ الماركسية عقائد جامدة مجردة. وهم يستصوبون الماركسية، ولكنهم ليسوا على استعداد لتطبيقها بصورة كاملة، وكذلك ليسوا على استعدادا لإحلال الماركسية محل ليبراليتهم. نجد عند هؤلاء الناس ما هو ماركسي وما هو ليبرالي: أن ما يقولونه هو ماركسي ولكن ما يطبقونه هو ليبرالي، وهم يطبقون الماركسية على غيرهم ولكنهم يطبقون على أنفسهم الليبرالية. فلديهم نوعان من البضاعة، لكل منهما استعماله الخاص. هذه هي الطريقة التي يفكر بها بعض الناس.
إن الليبرالية مظهر للانتهازية، وهي تتنافى مع الماركسية بصورة جوهرية. إنها شيء سلبي يلعب موضوعيا دور مساندة العدو، ولهذا فإن العدو يرحب ببقائها في صفوفنا. ولما كانت تلك هي طبيعتها، فمن الواجب ألا يكون لها مكان في الصفوف الثورية.
ومن واجبنا أن نتغلب على الليبرالية التي هي نزعة سلبية بالروح الإيجابية الماركسية. على الشيوعي أن يكون صريحا، صافي السريرة، مخلصا، عظيم الهمة والنشاط، يفضل مصالح الثورة على حياته، ويخضع مصالحه الشخصية لمصالح الثورة. وعليه أن يتمسك في كل زمان ومكان بالمبادئ الصحيحة ويخوض النضال بلا كلل أو ملل ضد جميع الأفكار والأفعال الخاطئة، وذلك من أجل توطيد الحياة الجماعية للحزب وتعزيز الروابط بين الحزب والجماهير.
وعليه أن يهتم بالحزب والجماهير أكثر من اهتمامه بالأفراد، وأن يهتم بالآخرين أكثر من اهتمامه بنفسه. وبهذا وحده يمكن أن يعد شيوعيا.
وعلى جميع الشيوعيين المخلصين الصرحاء النشيطين المستقيمي الأخلاق أن يتحدوا المعارضة نزعة الليبرالية عند بعض الناس، وتحويلهم إلى الجانب الصحيح تلك هي إحدى المهمات في الجبهة الإيديولوجية.



#طريق_الثورة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنكمل الطريق الذي عبدته منظمة -إلى الأمام- نحو تهيئ شروط تأس ...
- بيان حول المعركة الوطنية المفتوحة للجمعية الوطنية لحملة الشه ...
- نظرية الحزب الماركسي اللينيني الماوي
- الماركسية اللينينية الماوية أم التحريفية؟
- في ذكرى تأسيسها الاربعون - وثيقة تاريخية لمنظمة -إلى الأمام- ...
- النهج الديمقراطي القاعدي مراكش : أرضية الندوة
- ملاحظات حول بعض اتجاهات الصراع الفكري و السياسي داخل الحركة ...
- للفصل 222 من القانون الجنائي لحماية من ?
- شعار النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية مضمونه وأبعاده
- دفاعا عن التاريخ -موقع فكر ماو تسي تونغ في تجربة الحملم بالم ...
- حوار مع المعتقلة السياسية زهرة بودكور
- حوار مع المعتقلين السياسيين بمراكش -مجموعة زهرة بودكور-
- حول الاستعمار الجديد - الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسية اللي ...
- مرافعة ديمتروف أمام المحكمة
- تقرير عن محاكمة مجموعة زهرة بودكور
- حول بناء الحزب
- نقد تمهيدي لأطروحة الحزب لدى الحركة الماركسية-اللينينية المغ ...
- محاكمة مجموعة زهور بودكور - محاكمة داخل محاكمة -
- “حرب على القصور، سلام في الأكواخ” (ضد دغمائية العمل الغير ال ...
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - طريق الثورة - مساهمة أولية في تقويم ممارستنا الفكرية و العملية