أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي عبد الجليل - المعنى الكوني للإسلام















المزيد.....

المعنى الكوني للإسلام


محمد علي عبد الجليل

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 03:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لُغوياً، يُعرَّف الإسلامُ (وهو مصدر الفعل أسلمَ [بمعنى انقاد]) بأنه الانقياد التام لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض. وبالتالي تحمل الكلمةُ معنى الخضوع لسلطة خارجية (شخص أو سلطة سياسية أو دينية أو قانونية) أو لسلطة داخلية (مبدأ أو عقيدة أو وازع أخلاقي داخلي). هاتان السلطتان الخارجية والداخلية مترابطتان وتؤثر إحداهما في الأخرى. إنَّ من يخضع للسلطة الدينية الإسلامية يُـعَـدُّ مسلماً وليس بالضرورة مؤمن.
وللإسلام معنيان:

1- المعنى الأول معنى عام صالح لكل زمان ومكان (معنى عابر للزمان والمكان): هذا المعنى يتطابق مع المعنى اللغوي الاشتقاقي والفلسفي للكلمة، وهو عدم مقاومة نتائج أعمالِنا، أيْ قبولُ بأنَّ ما يحصلُ لنا هو بسببنا نحن. ليس فقط ما أصابنا مِن شرٍّ فهو مِن أنفُسِنا، بل أيضاً ما أصابنا مِن خيرٍ فهو من أنفسنا. وهذا المعنى فطري. فكلُّ إنسان يعرف فطرياً قانونَ السبب والنتيجة حتى ولو لم يقرأ عنه شيئاً. وهذا المعنى فردي بحت وينبثق من وعي الفرد واختباره ولا يُــفرَض من الخارج ولا يورَّث ولا يُـمأْسَس. ويمكن أنْ ينضوي تحت سماء هذا المعنى الملحدُ والمؤمنُ بأي عقيدة واللاأدريُّ؛ ويحصل الجميعُ على عائد نفسيٍّ من الرضا بمقدار رسوخ قناعتهم بأنهم يغرِفُون ملاعقَ قَـــدَرِهِم من قِـــدْرِ أعمالِهم. أما النتائج الكارمية الجماعية التي تصيب الجماعاتِ والأممَ فإنها تصيبُ كلَّ فردٍ بمقدار مشاركته أو موافقته على أعمال الجماعة التي ينتمي إليها. هذا المعنى من الإسلام ينطبق على جميع الكائنات سواء آمنَت بعقيدة أم لم تؤمن. إنه قانون الكارما [الكَرْمَى] الذي يعمل فينا مِن دونَ النظرِ إلى موافقتنا. فالكلُّ خاضع لقانون السبب والنتيجة شاء أم أبى، أو بحسب تعبير القرآن، "وله أسلمَ من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً" (آل عمران، 83 ). وهو ما تشير إليه الآيةُ: "فمَن يَعملْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ. ومَن يعملْ مِثقالَ ذَرَّةٍ شرّاً يَرَهُ" (الزلزلة، 7 و8). إنَّ إدراكَ معنى تلك الآيةِ الأخيرة واستيعاءها والتسليمَ للقانون الذي تشير إليه الآيةُ هو الإسلام. وكلُّ ما هو غير ذلك فهو شريعة محدودة جداً ومؤقتة ولا تصلح إلَّا لزمانها ومكانها. إنَّ عرفانَنا بهذا القانون ووعيَنا بعمله وانتباهَنا لأعمالنا يخفِّفُ عنا ألمَ النتائج. هذا المعنى يشير إليه قولُ محمَّد بن عبد الله: "عَجَباً لأمْرِ المؤمن [الذي أسلمَ طوعاً]! إنَّ أمْرَه كلَّه خيرٌ؛ وليس ذاك لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ؛ إنْ أصابته سَرَّاءُ شكَرَ فكانَ خيراً له وإنْ أصابته ضَرَّاءُ صبرَ فكانَ خيراً له" (رواه مسلم). نحن نتألَّم مكرَهين ولكنْ يجب ألَّا ننسى أننا مشاركون في ألمنا بما كسبَت أيدينا.

2- المعنى الثاني معنى زمني خاص، وهو المعنى التشريعي المؤسساتي التنظيمي الاجتماعي المتعلق بزمان ومكان محدَّدَينِ (معنى عابر ومحدود هو الشريعة المحمدية). وهذا المعنى ليس دِيناً بل هو قانون اجتماعي وسياسي، كما يؤكد محمد شحرور. وهذا المعنى ليس الإسلامَ بل هو ظاهرة زمنية من ظواهر الإسلام. أيْ أنه كانت هناك أسباب كارمية أُممية أدَّت إلى ظهور الشريعة المحمدية. إنَّ تعريف محمد للإسلام (في حديث جبريل المعروف) وهو: "الإسلام أنْ تشهد أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إنْ استطعتَ إليه سبيلاً" (رواه مسلم) هو في الحقيقة تعريف للطقوس والشرائع والأركان التي تميِّز المؤسسةَ الدينيةَ المسمَّاة بالإسلام عن غيرها. وهو في جانب منه تعريف قومي لأنه يمجِّد قائداً رمزاً من الجماعة العرقية واللغوية العربية ممثَّـــلاً بشخص محمد (جانب سياسي) ويفرض الزكاةَ ويفرض السياحةَ على شكل حج إلى بلد هذه الجماعة (جانب اقتصادي). وبالتالي فإنَّ هذا التعريف يؤسس لدولة وأمة ناشئة وأنظمة دكتاتورية لاحقة ويضع دستوراً دينياً لها يجمعها ويوحِّدها تحت راية واحدة. هذا المعنى الضيِّق هو الذي يفهمه المسلمون على أنه الإسلام الكامل والكوني. فهم يخلطون قانون الكارما الكوني بأحد تجلياته الزمنية. فيريدون تطبيق التشريع المحمدي على كل زمان ومكان، في حين أنه تشريع محدود ومقيَّد ببيئته الجغرافية والثقافية والسياسية والدينية. فكلُّ بيئة تفرز تشريعاً محدداً خاصاً بها ليلبِّيَ متطلباتِها. وبالتالي لا يصلح لبيئة وزمن مختلفَين. فهو زائل بزوال الدولة أو المؤسسة التي صنعَـتْه أو بتغير البيئة والعصر والحاجات التي استدعت وجودَه. لا يمكن لقانون وُضِعَ لتلبية حاجة معينة في مكان معين وزمان معين أنْ يصلح لتلبية حاجة أخرى مختلفة في مكان وزمان آخَرَينِ مختلفينِ تماماً. القرآن يتحدث عن الخيل والبغال والحمير والجن والرق وتعدد الزوجات وقتال الكفار وعن أمور لا تمت إلى زمننا وبيئتنا في شيء. كانت الخيل أفضل وسائل النقل في ذلك العصر ومن الطبيعي أنْ يَذْكرَها القرآنُ ويَذكر الأساطيرَ والثقافاتِ السائدةَ وقت ظهورِه. لكنْ من غير الطبيعي ومن غير المنطقي تطبيقُ هذا النص ذي الأفكار والثقافة البائدة على عصرنا ومجتمعاتنا وبيئاتنا وثقافاتنا. وكلُّ من يريد فِعلَ ذلك فإنما ينقل نفسَه إلى بيئة ذلك العصر. إذا كان القرآنُ فعلاً يصلح كمصدرِ تشريع لعصرنا فلماذا لا يصلح إذاً أيُّ نص ديني أو قانوني قديم آخر؟ لماذا لا تصلح شريعةُ حمورابي وشرائع الأمم الغابرة وأديانُها؟ ما الذي يميز الشريعةَ المحمدية عن غيرها من الشرائع القديمة ليجعلَها تصلح لكل زمان ومكان؟ ما يجمع جميعَ الشرائع والقوانين السابقة هو أنها انبثقَت من عصرِها ولم تنبثق من عصرنا، وبالتالي لا يمكن أنْ تصلح له. ما هذا التناقض لدى المسلمين؟ يستعملون المنتجاتِ الماديةَ للحضارة المعاصرة بينما يستعملون المنتجاتِ الفكريةَ والإيديولوجيةَ للقرون الوسطى. فحتى لا يكون هناك انفصام في الشخصية النفسية الجمعية الإسلامية يجب على المسلمين إما أنْ يعودوا إلى أدوات عصر القرآن وإما أنْ يلغوا القرآنَ كمنظِّم تشريعي لحياتهم. هل سمعتم أنَّ طبيباً رجع إلى مؤلفات ابن سينا الطبية ليصف دواءً لمريض؟ إنَّ الإنسان لَـيتعلَّق بالماضي الغابر بمقدار ما ينسلخ عن الآن الحاضر، وإنه لَـينفصل عن "الآن" بمقدار ما يتَّصل بالـــ"كان". وما ارتباطُ أغلبِ المسلمين بالقرآن إلَّا سببٌ في غربتهم عن هذا الزمان. إنَّ واضعي القرآن والمؤمنين به في عصر ظهوره كانوا منسجمين مع حاضرهم وزمانهم أكثر بكثير من مسلمي اليوم، لأنهم لم يأخذوا الكتبَ السابقة لعصرهم كما هي، بل استفادوا منها ليضعوا كتاباً لهم مستمَداً من واقعهم ومتناسباً مع مشاكلهم. فالحلول التي يطرحها القرآنُ لا يمكن أصلاً بأية حال أنْ تصلح لزماننا وبيئاتنا لأنَّ الحلول الصالحة يجب أنْ تنبثق من مكان ظهور المشكلات وزمانه، من طبقات المجتمع الدنيا وحاجاتهم لا أنْ تهبطَ أو تُــفرَضَ من "السماء". لاحظوا كيف أنَّ الحلول التي اقترحها القرآنُ انبثقَت من بيئة مكةَ والمدينةِ ولها جذور عميقة في زمان القرآن ومكانه. كانت الآيةُ توضع عندما تحصل المشكلةُ. وقد عُنيَ معاصرو القرآنِ بما سُمِّيَ أسبابَ النزول لقناعتهم بأنْ لا معنىً لنص مجرَّد من سياقه. فإذا نجحَ واضعو القرآن في إيجاد بعض الحلول لمشكلاتهم انطلاقاً من بيئاتهم التي نشأَت فيها المشكلاتُ فإنَّ المسلمين المعاصرين لمَّا فشلوا في استنباط حلول من بيئتهم وعصرهم لجأوا إلى استيراد حلول من زمن لم يعدْ له وجود ومن بيئة لا علاقة لها ببيئتهم، أو ربما لأنهم آمَنوا بأنَّ في القرآن القديم حلولاً تعلَّقوا به فأعاقَهم ذلك عن استخراج الحلول من بيئتهم الجديدة. لماذا يريد مسلمو اليومِ استعمالَ كتاب مقدَّس يعود تاريخُه إلى أربعة عشر قرناً قبل عصرِهم إذا كان محمد نفسُه ومن معه قد رفضوا تطبيقَ شرائعِ كتاب مقدَّس يعود إلى عدة قرون فقط قبل عصرِهم رغم اعترافهم بأنها كتب مُنزَلة من "السماء"؟ فإذا قالوا بأنها حُرِّفَت وبأنَّ الله أنزلَ كتاباً لا يُحرَّف فكيف يصدر عن الإله المطلق الكامل مرةً كلاماً يقبل التحريفَ ومرةً أخرى كلاماً لا يقبل التحريف؟ مِنَ الناحية المنطقية، إذا أصابَ أحدَ كلامِه التحريفُ فما الذي يمنع ألَّا يصيبَ التحريفُ كلامَه الآخَرَ أيضاً. إنَّ التمييز بين الكتب والأنبياء لهي فكرة قومية وتنافسية وعنصرية هدفُها إظهارُ أمة على أمة.
منطقياً، يجب أنْ يظهرَ الحلُّ من المشكلة نفسها التي يُبحَث لها عن حل مثلما تنبت الشجرةُ من الأرض لا من الفضاء ولا من "السماء". لا يمكن لأي حل أنْ يأتيَ من "السماء"، لأنَّ المشكلة ليست في "السماء"، بل في الأرض. ثم إنَّ فكرة "السماء" نفسَها فكرة رمزية أسطورية لا معنى لها فَـلَكياً وعِلمياً وواقعياً. وكان يُقصد بها كل ما ليس أرضاً أو مادة، كالروحانيات والأخلاق. هل "السماء" هي الفضاء الذي تسبح فيه الغيومُ أم فضاءُ المجموعة الشمسية أم فضاء المجرات؟ هل الأرض في "السماء"؟ أم القمر في "السماء"؟ لو كنا على القمر لكانت الأرض في "السماء". وإنْ كان هناك سبع سماوات فكيف نميِّز بينها وأين حدودها؟ لماذا لا تكون السماواتُ السبع إشارةً إلى سباعية الإنسان بحسب المنقولات الثيوصوفية (التي تقول إنَّ الإنسانَ بكُـلِّـــيَّـــتِه مؤلَّف من سبعة أجسامٍ أو هياكلَ أو بُـنَىً أو مَرْكباتٍ أو مستوياتِ [تدرُّجاتِ] طاقةٍ أو طبقاتٍ أو أغلفةٍ أو حُجُبٍ أو مبادئ)؟ فَــلَـــكياً، أين هي "السماء"؟ هل هي موجودة واقعياً؟ من ناحية لغوية، تعني "السماء" كلَّ ما هو مرتفع أي مترفِّع عن المادة ذات الأبعاد. لا حلَّ إذاً يأتي من "السماء"، لأنه لا "سماءَ" أصلاً. وكلُّ الحلول والنصوص المقدسة وغير المقدسة مصدرُها الأرض، وتحديداً مكان وزمان ظهور المشاكل التي تتطلَّب الحلولَ. لقد قالها عمر بن الخطاب: "السماءُ لا تمطر ذهباً ولا فضة" و"اجعل مع الدعاء قطراناً". إنْ كان هناك من "سماء" أو "سماوات" فهي ملتصقة بالأرض، متجذِّرة في بيئاتنا. وكما أنَّ لكل منا أرضَه وجذورَه فكذلك لكل منا سماؤه وأغصانُه. وما آية فتق السماوات عن الأرض بعد أنْ كانتا رتقاً (الأنبياء، 30) سوى أسطورة قديمة لا معنى لها في عصرنا. إنْ كان هناك من "سماء" فهي في داخل كل واحد منا. تقول المنقولاتُ الإسلامية إنَّ محمداً عرجَ إلى "السماء". ولكن أية "سماء"؟ تقول المنقولاتُ نفسُها إنه أُسريَ به وعرجَ إلى "السماء" ولم يغادرْ فراشَه (ما وردَ عن الحسن البصري: "كان في المنام رؤيا رآها" وعن عائشة: "واللهِ ما فُــقِــدَ جسدُ رسول الله ولكن عرج بروحه"). فإنْ قيل إنَّ الحسن البصري وعائشة قد أنكرا المعراج بالجسد والروح معاً لأسباب سياسية بهدف إخماد الضجة التي أثيرت حول القصة، فلماذا لا يكون قولُهم بعروج محمد بجسده إلى "السماء" فكرةً دعائيةً هدفُها إضفاء بُعد أسطوري وإعجازي وتشويقي على هذه القصة؟

نعود إلى فكرة تقسيم الإسلام إلى معنى كوني عالمي عام يدخل فيه جميع البشر، وهو الإسلام، وإلى معنى تشريعي خاص بعصر ظهور القرآن، وهو الشريعة المحمدية. بحسب المعنى الأول الكوني للإسلام (وهو قانون الكَرْمى) فإنَّ تطبيق المسلمين للمعنى الثاني القديم المحدود الضيِّق للإسلام (وهو الشريعة المحمدية) سيُرتِّبُ عليهم نتائجُ سلبية واسعة إنْ لم نقل كارثية. يجب ابتكار قوانين تلبِّي حاجاتهم بحيث تنبثق من عصرهم وبيئاتهم. لا بد للمسلمين، بحسب حاجات كل بلد وسياقه الاجتماعي والثقافي والسياسي والتاريخي، أنْ يخلقوا "إسلامهم"، شريعتَهم، علمانيتهم، ديمقراطيتهم، قوانينهم التي يمكن أنْ تلبِّيَ حاجاتِهم. وهذا التقسيم للإسلام قريب من طرح الشيخ محمود محمد طه.

من المفروضِ ألَّا يُزعجَ المسلمين هذا الطرحُ للإسلام، هذا إذا كانوا يؤمنون فعلاً بفكرة أنَّ الإسلام دِين يدعو إلى التفكر ويخاطب العقل. لأنَّ هذا الطرح هو نتيجة للتفكر الذي يدعو إليه القرآنُ. فإذا قالوا بأنَّ هذه نتيجة لتفكر خاطئ أو لاستخدام خاطئ للعقل وللتفكر فهذا يعني أنهم يريدون أنْ يفرضوا طريقتهم هم في التفكير، تلك الطريقة التي تؤدي إلى قبول دينهم المؤسساتي التشريعي، وعندئذ لا يصبح الإسلامُ ديِنَ عقلٍ وتفكُّر وفطرة، بل دين إكراه وسيطرة واحتلال، في حين أنَّ قرآنهم أقرَّ بأنْ لا إكراه في الدين، فكيف يكون هناك إكراه في طريقة التفكير؟

لكنَّ الواقع يقول إنَّ مثل هذا الطرح لا يزعج الكثيرَ من المسلمين فحسب، بل يُغضبهم. وربما يقول البعضُ: "لقد صنعَ الرسولُ أمةً من العدم، فماذا فعلْتَ أنتَ؟ وما هي إنجازاتُكَ؟ كُفَّ عن ثرثرتكَ. من أنتَ حتى تنتقد النبيَّ خيرَ البشرية؟ لماذا لا تأتي إلى وطنك وتطبِّق أفكارَكَ اللاعنفية وحلولك المثالية وتُخرِج أمتكَ من محنتها؟" وأجيبُ مِن صُـلْب عقائد السائلين: إذا كان الله نفسُه لا يغيِّر حالَ قوم حتى يغيِّرَ القومُ أنفسَهم، وإذا كان الله قد قال لنبيه: "ليسَ عليكَ هُداهم" (البقرة، 272) وجعلَ دَورَه يقتصر على التذكير فقط، كأي منبِّه: "فذَكِّرْ إنما أنتَ مُذكِّر" (الغاشية، 21)، فماذا عساني أفعل؟ إنَّ ما أفعلُه لا يتجاوز الدَّورَ التذكيري والتحليلي فأُحَـكِّم العقلَ الذي وهبني إياه اللهُ (بحسب فلسفة الأديان التوحيدية). فإذا طردوا العقلَ من وطني وانتهجوا القتلَ فما عساني أفعل؟ إنهم يُظهِرون ما في نفوسهم. وإذا كنتُ أتبنَّى اللاعنفَ حلَّاً للنزاعات وكان بعضُ المتنازعين في وطني يتبَــنَّون العنفَ، فما عساني أفعل؟ كلُّ ما أستطيع إنجازَه هو أنْ أغيِّرَ نفسي وعالَمي نحو الأفضل، أنْ ألتزمَ بفريضة اللاعنف والسِّلْمية والمحبة قولاً وفعلاً. فمن شاء فليقتنع ومن شاء فليرفض. وإنْ شئتم فاعرِضوا هذه الأفكارَ على سلطان العقل فما وافقَ منها العقلَ لا النقلَ فيمكنكم أنْ تأخذوا به إنْ شئتم وما خالفَه فيمكنكم أنْ تضربوا به عُرضَ الحائط.



#محمد_علي_عبد_الجليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المقصود بالعلم في القرآن؟
- وأرسلَ لي...
- كيف ينبغي فهم القرآن؟
- تعقيب على مقال -بعض الآثار السلبية للقرآن-
- بعض الآثار السلبية للقرآن على حياة المسلمين
- لماذا نقد القرآن؟
- الألفاظ الأعجمية في القرآن ودلالتها والتحدِّي ومعناه
- قِطة شرودنغر وقسورة القرآن
- القرآن العربي نص مترجَم إلى العربية
- وظيفة القرآن
- حقيقة النبي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي عبد الجليل - المعنى الكوني للإسلام