أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عتيق - قراءة في قصائد للشاعر عصام الديك














المزيد.....

قراءة في قصائد للشاعر عصام الديك


عمر عتيق
أستاذ جامعي

(Omar Ateeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


قراءة في قصائد للشاعر عصام الديك
د. عمر عتيق
في قصيدة (كف الهوى) يرسم الشاعر لوحة وجدانية تنبض بالحلم المؤجل او الحلم منتظر ، وفي هذه اللوحة الوجدانية يثير الشاعر مسألة تمتزج فيها المشاعر الحالمة بمنظومة من القيم الذاتية وهذا التمازج بينهما هو الصراع الداخلي بعينه ...صراع بين قلب حالم وادع مرهف ومنظومة قيم تشد صاحبها إلى رصيف الواقع ، وهذا الصراع في حقيقته مؤلم ؛فكلما حلقنا بأجنحة خيالنا نحو ما يتمناه القلب وتسمو اليه النفس هبطت بنا منظومة من القيم إلى رصيف الواقع ...فلا نحن قادرون على التخلص من روعة الحلم ولا نحن قادرون على التخلي عن المنظومة الاجتماعية التي توجه سلوكنا ، لذلك لا غرابة أن نسمع الشاعر يقول :
أمشي إلى الدنيا كطفل وادع .. ويردني عنها العلى وحيائي
ويبدو الشاعر في بداية القصيدة شاكيا متعبا قلقا مضطربا إلى حد ما ، لكنه في خاتمة القصيدة يعيد ترتيب العلاقة بين الحلم والواقع فتنتصر منظومة القيم على روعة الحلم في قوله :
أنا يا فتاتي ما امتثلت لناصب .. شرك الهوى ووقفته بحبائي
وهذا النصر نوع من المكابرة والتعالي على الجراح ، أو هو شكل من أشكال التوازن بين رحيق الحلم ونزيف الواقع ، وهكذا نحن دائما نخلق من الوهم بلسما للجراح!
وتشكل قصيدة (لشهوة الورد) حالة وجدانية استثنائية تعتلي فيها الشهوةُ صهوةَ الحلم ونسمع فيها صهيل العشق ...صهيل لا يتسع له سطر ولا يحتويه حرف ..صهيل ينطلق من قوارير معتقة بالانتظار ، ولا يجد الشاعر ملاذا يعبر عن رغبته ويحتمل طوفان قلبه إلا مظاهر الطبيعة التي يُلبسها وشاح حلمه ويدثرها بعباءة قلبه ...وهو ما تجلى في قوله :
لحلم بات في نظري
بقرب حبيبة مرت نسائمها
لشرفتها
لفرحتها
والقصيدة عطش قلب وظمأ انتظار لذلك اختار الشاعر الصورة الحسية الذوقية التي تتمثل ببصمة الفنجان التي تختزل بصمة العمر ان جاز التعبير .
وتبدو قصيدة(نبوءة) (بالبحر تكتب حلمها ) قوس قزح يصور اندماج الفرح بالحزن، فتبدو التموجات النفسية التي رافقت كتابة النص حالةَ من التوتر الحالم ، وهي حالة لا يكابدها إلا الشعراء الذين يجعلون من التوتر نسمة قلب ، ومن خشونة الحقيقة حرير حلم وهو ما يكشف عنه قول الشاعر :
بالبحر تكتبُ اسمها
والحزن بالفيض اتسق
وفي قصيدة (سجلت تاريخي ) برزت ظاهرتان في القصيدة ، الأولى التصوير الفني المتنامي وهي تقنية فنية لافتة تُسجل للشاعر ، فقد بدأ التصوير المتنامي بصورة مائية مهدت لسياق القصيدة عوامل النمو والخصوبة والارتواء النفسي كما في قوله :
كم كنت أشقيهـا إلـى لقيـاك آنستـي
وأمطر الأشـواق فـي إغداقهـا اللجـب
وبت أذكي الحـب لا ترسـو عواصفـه
أو تدفع الأمواج فعـل الصـد أو تهـب
فالمطر والإغداق واللجب والرسو والأمواج تشكل صورة مائية تعبر عن نشوة روح واهتزاز فرح وارتواء قلب . ثم تأتي صورة أخرى منسجمة مع الصورة السابقة في قوله :
وقـد نذرنـا البـذر لا تهفـو منابـتـه
في الأرض ما لم يروه من ثغرك الغـرب
وهذا التكامل والانسجام بين الصورتين يؤدي إلى تعميق المعنى وإثراء الإحساس لدى القارئ ؛ لأن التكامل والانسجام من عوامل تفاعل القارئ مع النص .
والظاهرة الثانية في القصيدة شيوع الحكمة على غرار الموروث الشعري ، والحكمة في القصيدة عصارة تجربة الشاعر الذي حرص على تسجيلها بلغة الناصح الأمين لغيره ، وفي الحقيقة هو نصح لذاته التي ينتابها حزن ماض وقلق حاضر وأمل مستقبل ، لهذا لا غرابة أن تكثر أساليب الإنشاء الطلبي في القصيدة كالأمر والنهي .
وفي قصيدة (سأكون وحدك) يشكل العنوان انزياحا أسلوبيا في عودة الضمير في (سأكون) إلى المتكلم الشاعر ، وعودة الضمير في (وحدك) إلى المخاطب ، واختلاف الضميرين في كلمتي العنوان يعني أن الشاعر والمخاطب روح واحدة وجسد واحد ، فالضميران المختلفان يجسدان حالة انصهار عشق وذوبان حلم في فنجان العمر .



#عمر_عتيق (هاشتاغ)       Omar_Ateeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهج الحقيقة في كتاب ( هواجس أسير ) للكاتب الأسير كفاح طافش
- لمسات فنية في قصائد للشاعر جميل رفيق
- التعالق بين العنوان والقصيدة في ديوان ( دموع الحبق ) للشاعرة ...
- الترجمة والعولمة في سياق التواصل الثقافي
- ومضات نقدية في إبداع غسان كنفاني
- لمسات فنية في مجموعة ( فراشة الحواس ) للأديبة آمال غزال
- تقنيات أسلوبية في قصيدة (بيان الطفل الفلسطيني الثائر ) للشاع ...
- عرش النار
- مسرحية عودة الحارث للأديبة انتصار عباس


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عتيق - قراءة في قصائد للشاعر عصام الديك