أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - قضية الصحراء: أول نجاح للمغرب لدى البرلمان الأوروبي















المزيد.....

قضية الصحراء: أول نجاح للمغرب لدى البرلمان الأوروبي


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه أول اختراق دبلوماسي مغربي في البرلمان الأوروبي بخصوص قضية الوحدة الترابية ( ملف الصحراء) ، وقد اعتبرها الكثيرون سابقة في تاريخ الدبلوماسية المغربية الذي يعنى بقضية مصيرية يعتبرها أغلب المغاربة قضيتهم الأولى. رغم أن النازلة قد تبدو للكثيرين عادية جدا إلا أنها، بحكم الممارسة السابقة، تعتبر انجازا مهما من شأنه أن يكون مفتاح نهج جديد في التعاطي الدبلوماسي مع القضية.
زارت مجموعة البرلمانيين الأوروبيين، التي ترأسها الفرنسي "جيل بارنيو" رئيس مجموعة الصداقة المغربية الأوروبية بالبرلمان الأوروبي، الأقاليم الجنوبية دون أن يلتقوا بالسجناء الموالين لانفصاليي جبهة البوليساريو بالعيون، وهذا ما خلف صرير الأسنان بين أصدقاء أمينتو حيدر والبوليساريو.
توجه وفد من أعضاء المجموعة أعضاء البرلمان الأوروبي من الحزب الاشتراكي إلى الصحراء. لمرة واحدة، ونحن راضون السلطات المغربية مع هذه الرحلة. ولأن سمحت البرلمانيين الوقت للجمعيات الاتحاديين وممثلي الرباط. اجتمعا أيضا مع الجمعيات الحزبية البوليساريو. وقد اهتمت مجموعة البرلمانيين الاشتراكيين بالجمعيات الوحدوية . لقد تمت الزيارة كما تمنتها السلطات المغربية. فهل هذا مؤشر لنجاح اللوبي المغربي في البرلمان الأوروبي؟
ففي يوم 3 فبراير الماضي، قام رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله ، بناء على تعليمات من الملك محمد السادس، تسليم رئيس مجموعة الصداقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي بالبرلمان الأوروبي ، الفرنسي جيل بارنيو، وسام من درجة القائد. ومنذ ذلك الحين، ظل الرجل يتحرك للدفاع مصالح المغرب ومساندته. وكانت زيارة مجموعته للأقاليم أول إنجاز كبير لهذه الهيئة، التي أنشئت في يناير2013. وقبل توجهها إلى الصحراء، توقف في الرباط لعقد الاجتماعات، منها لقاء مع نائب وزير الشؤون الخارجية، يوسف العمراني، وكريم غلاب رئيس مجلس النواب ومحمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين.
وتبرز أهمية هذه الخطوة بفعل تراكم الإخفاءات المحسوبة على النهج الذي ظل سائدا خلال عقود بخصوص التعاطي مع ملف الوحدة الترابية، والذي وُصم بغير ذي فعالية مقارنة مع الطبيعة المصيرية للقضية في عيون أغلب المغاربة. يبدو أن اعتماد نهج مغاير قد بدأ يثمر.
بالرجوع إلى الأمس القريب يتأكد أن المعطيات التي تجري على الأرض بخصوص ملف الوحدة الترابية بدأت تؤكد بأن الدبلوماسية المغربية شرعة في جني ثمار النهج الجديد. فقد تحقق سحب مسودة القرار الأمريكي بشأن توسيع مهام المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، الذي حوصر بالموقف الفرنسي، و أيضا بالموقف الإسباني والروسي، و هذا ما جعل قيادة جبهة البوليساريو تشن هجوما عنيفا على فرنسا وإسبانيا بسبب دعمهما للموقف المغربي، بل هذا بالضبط ما جعلها تخرج عن صوابها وتهدد عبر بعض قياداتها للرجوع إلى حمل السلاح.

والواقع أن هذا الانتصار ما كان ليتم دون استراتيجية اعتمدت لغة التفاوض السياسي بالاستناد على ورقة الأمن والاستقرار في المنطقة واتخاذ قرارات سيادية تخص إيقاف بعض المسارات الثنائية الاستراتيجية والأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورفع منسوب التعبئة الوطنية بدمج جميع مكوناتها في دبلوماسية ضاغطة، والمزاوجة في التفاوض بين توسيع جبهة الرفض الدولي للموقف الأمريكي من جهة، والدخول في تفاوض مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية. وقد جنب هذا التحقيق

قضية الوحدة الترابية كارثة وطنية كان سيكون لها تداعيات خطيرة على أمن المنطقة واستقرارها، الشيء الذي أكد ضرورة إعادة ضبط بوصلة الدبلوماسية المغربية.

ولقد تبين بما فيه الكفاية أن لغة التفاوض السياسي ينبغي أن تستند إلى المصالح التي تفهمها بوضوح الأطراف الدولية لا إلى مفردات العلاقات التاريخية والأخوية التي أثبتت التطورات الأخيرة أنها غير مجدية، فالموقف الإسباني، وقبله الفرنسي، ما كان ليكون داعما للموقف المغربي لولا لغة المصالح المقنعة، والموقف الأمريكي نفسه، ما كان ليتراجع لولا اللغة الحازمة التي استعملها المغرب بشأن مستقبل أمن واستقرار المنطقة في ظل تعثر مسلسل التسوية. علما أن المحللين يجمعون على أنه آن الأوان للانتقال إلى السياسة الدبلوماسية الهجومية عبر التسريع في تنزيل الحكم الذاتي على الأقاليم الجنوبية، والضغط لتحميل الجزائر مسؤولية التحديات الأمنية التي تهدد استقرار المنطقة في حال إبطائها في تنفيذ توصيات التقرير الأممي بخصوص تحسين العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون الإقليمي والاندماج الاقتصادي في إطار الاتحاد المغاربي.

كما أن الدبلوماسية الموازية مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، للعب الدور المنوط بها. وفي هذا السياق توضح بجلاء أن تحقيق دبلوماسية موازية ناجعة يتطلب تأطير جيد للجمعيات والفاعلين بالمجتمع المدني وكذا تحسين أداء البرلمان ووسائل الإعلام الوطنية من أجل توحيد الصفوف وتكوين جبهة داخلية قادرة على الدفاع عن الوحدة الترابية انطلاقا من الأقاليم الجنوبية للمغرب.

فمن المعلوم تاريخيا، أن اليسار في أوروبا والديموقراطيون في الولايات المتحدة الامريكية ظلوا ينهكوا المغرب بخصوص وحدته الترابية ، إذ بقيت تشتد أعصاب القائمين على ملف الصحراء ويزداد توترهم وتتوجس قلوبهم بتولي هؤلاء سدة الحكم ببلدانهم، وذاك على غير عادة اليمين والجمهوريٍين. ففي حكمهم خمول للقائمين على ملف الصحراء وسبات عميق لا يفيقهم منه إلا تلقي ضربة على حين غرة من هنا أو هناك.
في عالم اليوم ، إن سياسةً يبني أسسها و يرسم ملامحها ويحدد آفاقها وجوه تتحرك في العلن وفي الخفاء وتجيد لعبة المصالح وتربط من العلاقات مثينها حتى تسير الأمور في ما هو مرغوب فيه، وهنا تتضح أهمية اللوبيات.
فاعتبارا للهفوات المتراكمة كان من الطبيعي أن يصل المغرب إلى مرحلة إحراج كبير، سيما بعد أن قدمت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية، "سوزان رايس"، مذكرة تطالب بتوسيع صلاحيات الـ"مينورسو" لتشمل حقوق الإنسان، قبل أن تعمل العلاقات الشخصية، للقصر، على إطفاء نار كانت لتأكل الأخضر واليابس وتشكل منعرجا خطيرا في ملف الصحراء ، وكل ذلك بسبب أعطاب كبيرة في العقل الأمني والدبلوماسي المغربي. لذا فلم يعد لاحقا من الممكن خبر ما كسر بتدخل عامل استثنائي من هذا النوع أو ذاك، وإنما أمر قضية مصيرية يستوجب نهجا جديدا واستراتيحية محددة الأهدف ودقيقة المقاصد و كذلك لوبيات فاعلة ومؤثرة .
وتتجلى أهمية النهج والاستراتيجية المعتمدة أكثر إذا علمنا أن الحل الوحيد والأنجع أمام المغرب يكمن في العمل على ا قناع الرأي العام العالمي والمنتظم الدولي بمدى أهمية وسلامة و مشروعية مطلبه، وفي هذا الصدد ظلت بلادنا تحصد الإخفاقات التي تكشف ضعف القوة الإقناعية المغربية على الصعيد الخارجي. وفي هذا السياق تدخل ضرورة الضغط على الجزائر للحد من عدائها للمغرب، وهو أمر لن يتأتى بفعل الزمن بقدر ما يجب انتزاع القناعة الدولية و تحسيس الرأي العام العالمي بعدالة المطلب المغربي مما يزيد من عزلتها و يفرض عليها مراجعة مواقفها مراجعة جذرية. كما أن حل قضية الصحراء يظل مرتبطا كذلك بالحد من احتكار الدولة للملف و إدماج الإعلام بشكل أكثر فعالية و التركيز على البدء الفوري في تفعيل المرحلة الانتقالية نحو الجهوية الموسعة التي تشمل مجمل أبناء الصحراء و ساكنتها دون تمايز قبلي أو جهوي أو ترابي مع الاستماع إلى المطالب المحلية بعمق و بقدرة تحليلية بعيدة عن الحلول الترقيعية الظرفية مع تبني منظور تنموي قادر على خلق الثروات واحترام المشروعية الدولية و فتح الباب أمام المنظمات الحقوقية لكي تقوم بأنشطتها باستمرار مما سيفرض عليها ضرورة و إلزامية تحسيس الرأي العام العالمي والمنتظم الدولي.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لادجيد- المخابرات العسكرية أو الخارجية : ظلها في كل مكان
- هل من الحكمة المطالبة بإلغاء معاش البرلمانيين والوزراء الساب ...
- ضرورة فضح الديون الكريهة -المكسي بديال الناس عريان-
- فاز -الإصلاحيون- في إيران فهل تتحسن العلاقات المقطوعة بين ال ...
- المغرب: السلفيون يلجون السياسة من بابها الواسع
- الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الاسباني هل بات المغرب يشك ...
- اغتصاب الأطفال عندنا أضحى مقلقا جدا عندنا
- ضلّلونا بأكثر من مقلب
- الجزائريون ينتظرون رئيسهم من سيحصل على تأشيرة ولوج قصر المرا ...
- لا حديث عندنا إلا على الأزمة فما هي مشكلتنا بالضبط؟
- الجنرال إدريس بنعمر العلمي أسد حرب الرمال الذي أسر الرئيس ال ...
- إذا انكشف السبب سقط العجب: خبايا الرد الجزائري العنيف للمطال ...
- الفاسدون وما أدراك بالفاسدين
- الإصلاح الضريبي لازال الامتحان مؤجلا
- على خلفية مرض الرئيس الجزائري ماذا بعد عبد العزيز بوتفليقة؟
- للذكرى ليس إلا الشاعر محمد الطوبي
- الجرائم بصيغة المؤنث
- الحكومة مازالت تفضل -ديمقراطية الزلاط والهراوة الأمنية-
- هل المغرب مهدد بالسكتة القلبية من جديد؟ وهل سيادته المالية ف ...
- كفى من سياسة الضحك على الذقون لقد انكشفت الأمور وسقطت كل الأ ...


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - قضية الصحراء: أول نجاح للمغرب لدى البرلمان الأوروبي