[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

على هامش أغنية الرحيل

الدير عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 09:13
المحور: الادب والفن

ارحلي
إذا مللت أشعاري
الحرف آية من ثلج
تذوب في أوراقي
ارحلي
إذا مللت إيماني
الشعر إله
أقدسه من أعماقي
ارحلي
إذا مللت عباداتي
القوافي ناقوس
تدق في معبد أحداقي
*****
ارحلي
صمت الجدران
يبتلع صرختي
نكسة تشرين الحزين
تذوب في دمعتي
الدم ملطخ بهزائم
هي انتصاراتي
تاريخ المقدس
يتفتت في عتمتي
الصخرة تعتقلني
الخرافة تلتهم كبدي
إذا سألك عني زيوس
قولي له:
لست برومثيوس
إذا سألك عني أبو الهول
قولي له:
آسرته آلهة الأسئلة
*****
ارحلي
محبوبك رحل
و في كفه معاناتي
زمنه انتهى
و زمني لم ينته
*****
ارحلي
الشرفات تصرخ
الجدران تصرخ
الجريدة تصرخ
المذياع يصرخ
التلفاز يصرخ
المصباح يصرخ
كل الأشياء تصرخ
فأمسك رأسي بأيادي المستحيل
و أصرخ
ثم أصرخ
ثم أصرخ
فتتوالى النكبات
عقد فريد فوق نعشي
و يظل الفخر آخر الأشياء
صقيع يعتلي عرشي
*****
ارحلي
إذا تعبت من تمزق فكري
لن أحاكم الحرف
الذي يذبحني
سيفا يذبحني
لا دماء تغمرني
لا قبر يحتضنني
لكن أظل على دين حرفي
هل رأيت مثلي
ذبيحا يعتنق دين ذابحه؟
*****
ارحلي
التنديدات أكلة خفيفة
يبتلعها التاريخ
في عصر ـ البوكاديوس ـ
اهضميها إذا شئت وارحلي
*****
ارحلي
الريح تفتح جراحي
الليل يهشم صباحي
مازلت تعمقين قروحي
لو أن التراب
احتضن لحمي الهشيم
لو أن موتنا الثلاثي انتزع روحي
أهون علي أن أراك تعيشين
على حب زمن مضى
ابتلعه التاريخ
مازلت،
ومازلنا نتق في التاريخ
يتحرك في عرس فلسفتي سيف الحجاج
حين أراك ترتدين عباءة الحزن
سوداء تلوح من عينيك...
و رايات الاستسلام
مزروعة في حلمتيك
و الحداد معلن
في مملكة جفنيك...
منذ اغتيل سيفه
و الريح تنهش
من قوامك الذابل
سيفه أكل عليه الدهر
ولم يشرب
عفوا،
الحديد آخر الأشياء
تنبث في أوطاننا
أي نبي ثاني ننتظر؟
*****
ارحلي،ارحلي،ارحلي
عن قصائدي
لم يبق منك في شعري
سوى حشاشة روحي
ارحلي
إذا مللت أشعاري
الحرف آية من ثلج
تذوب في أوراقي
*****
ارحلي
إذا مللت إيماني
الشعر إله
أقدسه من أعماقي
ارحلي
إذا مللت عباداتي
القوافي ناقوس
تدق في معبد أحداقي
ارحلي
ارحلي
ارحلي

#الدير_عبد_الرزاق (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل